الرئيسية - تحقيقات - حوادث الطرق.. تعكر فرحة العيد
حوادث الطرق.. تعكر فرحة العيد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ 39 حادثاٍ خلال يومين أسفرت عن وفاة9 أشخاص وإصابة 95 آخرين

■ الإدارة العامة لشرطة السير:السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ من أبرز أسباب الحوادث في العيد

الحوادث المرورية.. ملف متخم بالأوراق.. تتزايد صفحاته يوماٍ بعد يوم ولكن لها وجهاٍ آخر خلال أيام إجازة العيد ومن يذهب إلى المستشفيات العامة والخاصة يعتقد أننا في حالة حرب ونزيف دائم مع الإسفلت الأسباب عديدة ومتنوعة لكن النتائج مؤلمة في كل الأحوال والأرقام التي تطالعنا بها الإدارة العامة للمرور وتطالعنا بها الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.

ركب سيارته الجديدة ثم انطلق بالسرعة المعقولة لأنه يدرك أن السرعة الجنونية قد تعرضه لحادث تكون عواقبه وخيمة وهو لا ينسى كيف سهر الليالي الطوال يعمل ويكافح لكي يستطيع اقتناء السيارة التي طالما حلم بامتلاكها والتي سترحمه من العمل سائقاٍ لسيارة لا يملكها إلا أنه لم يكن يعلم بأنه سيواجه المصير المحتوم ليصاب بإصابة خطيرة أدخلته العناية المشددة إثر حادث مؤلم في طريق صنعاء الحديدة ..هذا ما حدث مع أحمد عبدالسلام ..وهو المشهد الذي يتكرر يوميا..ٍ في الأعياد والمستشفيات شاهد إثبات على ذلك.. فما الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تجاه حوادث من هذا النوع¿ السطور التالية تسبر أغوار هذه المشكلة:

ما يدعو إلى الاستغراب حقاٍ أن يكون الاستهتار ملازماٍ للبعض على الرغم من تجاوزهم مرحلة المراهقة التي تجعل صاحبها يتصرف بعدم اتزان ويقدم عبدالله محمد (موظف) مثالاٍ على ما يمكن أن يصل إليه طيش بعض الشباب وهم يتلذذون بالضغط على دواسة البنزين دونما حذر أو حسبان فقد شاهد في أول أيام عيد الفطر المبارك شاباٍ لا يتجاوز العشرين من عمره يقود سيارة موديلها جديد ومعه ثلاثة من الشبان من أسرته وينطلق بسرعة جنونية وكأنه يسابق الريح وعلى حين غفلة اختلت عجلة القيادة في يده وخلال ثوان معدودة شاهد السيارة وهي تنقلب وتصطدم بعمود الكهرباء ويفاجأ بالسيارة وقد تهشمت تماماٍ واثنين ملقيين على الأرض أصيبا بكسور في العمود الفقري والحوض يقول عبدالله محمد:في مشهد كهذا لا تملك إلا أن توجه أصابع الاتهام إلى الأهل الذين لا يمانعون في إعطاء مفاتيح سياراتهم لأبنائهم وهم في مثل هكذا سن تحت مبرر قضاء نزهة العيد وبالتالي يتحملون المسؤولية عما تسبب به أبناؤهم لأنهم لم يقوموا بأكثر أدوار الآباء أهمية وهو تربيتهم على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين وحمايتهم من طيشُ تكون عواقبه وخيمة.

السرعة وعواقبها الحقيقة أن قصص الحوادث المرورية المؤلمة أكثر من أن تحصى والإهمال في صيانة المركبات يزيد من هدر النفوس يوماٍ بعد آخر في أول أيام العيد ذهب مواطنان كانا على متن سيارة هيلوكس ضحية انقلاب في طريق صنعاء مأرب ويتحدث زيد عمر أحد أفراد نقطة الشرطة العسكرية هناك قائلاٍ: تابعت هذا الحادث المؤلم ولا أدري ما هو السبب ولكني أعتقد أن حالة الطريق قد تسببت في هذا الحادث المؤلم فمن أكبر الأخطار في مثل هذه الحالات أن تجتمع السرعة مع الحالة المتدهورة والسيئة ولفت إلى أن المقطورات الكبيرة تأخذ الجزء الأكبر من الإسفلت وفي خطوط ضيقة أصلا ولهذا يجب أن تطبق قوانين المرور وتفرض عقوبات قاسية على المخالفين من أصحابها فعليهم الإلتزام بالوقت المحدد لتحرك الناقلات الكبيرة.

سرعة من أجل موعد يحكي حسين حميد (تاجر) كيف تعرض هو وصديقه لحادث مروع توفي صديقه على إثره مباشرة ولا يزال حسين يعاني من إصابته في الحادث ويقول: انطلقت ومعي صديقي بأقصى سرعة حتى لا نتأخر عن موعد التخزينة في أحد المنتزهات وكنا في طريقنا إلى خارج أمانة العاصمة ولأن الطريق ضيق وكانت أمامي قاطرتان تحملان المشتقات النفطية حاولت تجاوزهما ولكني فوجئت بقدوم سيارة ولم أستطع الرجوع إلى خطي كوني كنت إلى جوار القاطرة الثانية فانحرفت يساراٍ وخرجت من الخط لتجنب الاصطدام وكان نتيجة ذلك انقلاب سيارتي عدة مرات وتحطمها تماماٍ ونجوت بأعجوبة من مصير كان محتوماٍ.. وتباع القول هذا الحادث جعلني من الذين جربوا الموت ووقفوا في الممر القصير الذي يفصل بين الحياة والموت وما زلت أشعر بالذنب لأني تسببت في موت إنسان لا ذنب له إلا إنه صديقي وكان معي في هذا الحادث المؤلم وصدق من قال في العجلة الندامة مع أني أْحمل رداءة وضيق الطريق جزءاٍ من المسؤولية.

الدراجات تفاقم المشكلة يتحدث أحمد سالم كيف أبتلي بحادث دراجة نارية قائلاٍ : كنت في طريقي أقود سيارتي بحذر تام ولكني فوجئت باصطدامي بإحدى الدراجات النارية لم أفهم كيف حدث ذلك ومع أن سائق الدراجة النارية قد ألقى بنفسه في طريقي إلا أنني تحملت مسؤولية إسعافه وعلاجه وكوننا في إجازة عيد فلم أجد مستشفى يقبل معالجته إلا بصعوبة في أحد المستشفيات الخاصة وهو الآن في العناية المركزة وأدفع مبالغ كبيرة ولرفض أسرته نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية رغم أني حاولت إيجاد سرير ولم أجد ولا أعرف ما الذي سأفعله لتوفير كامل متطلبات العلاج والمستشفى الخاص لذا أطالب الجهات المختصة بالحد من ظاهرة انتشار الدراجات النارية خلال أيام العيد لأن أغلب سائقيها لا يلتزمون بقواعد المرور ويتسببون في الكثير من الحوادث وبمجرد انزلاق إحداها إلى أمام إحدى السيارات تْلقى المسؤولية على عاتق سائق السيارة مع أنه ليس المتسبب في الحادثة. بعد أن استعرضنا هذه القصص المأساوية الناجمة عن حوادث السيارات نلقي الضوء على نفسية المصابين الذين يرتاد معظمهم مركز الأطراف.بعد فترة من وقوع الحوادث وهناك تحدث الدكتور حسن السامعي مدير إدارة العلاج الطبيعي قائلاٍ: يأتي الكثير من الشباب المعاقين إلى هنا نتيجة حوادث الدراجات المختلفة الكثير منهم يجلسون على مقاعد متحركة مصابين بالشلل . ويشخص د. السامعي هذه المشكلة بالقولٍ: إنها واحدة من أكبر المشكلات الاجتماعية وهي تحتاج إلى جهود كبيرة لإيقاف هذه المطحنة التي تطحن أجساد شبابنا وتضع علامة استفهام أمام مستقبلهم الذي نحتاج إليه أشد الحاجة ولذا لا بد من وجود إجراءات تكفل الحد من هذه الحوادث المميتة خصوصاٍ أن معظمها المتسبب الرئيسي فيه السرعة الزائدة وعدم التقيد بقوانين المرور.

غياب الإرشادات المرورية عبدالوهاب رشيد مهندس طرقات تحدث عن وضع الطرقات في اليمن قائلاٍ : حالة الطرق في اليمن وللأسف تعتبر غير آمنة قياساٍ بوضع الطرقات في الدول الأخرى فالطرقات غير المنظمة تؤدي إلى الازدحام المروري كما أن الطرق الطويلة لا تحمل المواصفات الدولية فالقصور موجود وعندما تغيب عوامل الجودة والسلامة في المشروعات الخاصة بالطرق وكذلك تحسين خدمة الإشارات المرورية يغيب السير الآمن كما أن عدم تطبيق قوانين المرور وخصوصاٍ تحديد السرعة يزيد من خطورة المشكلة ويأتي دور وسائل الإعلام الخاص بالتوعية المرورية مقصراٍ نوعاٍ ما مع أنها تعتبر إحدى الإجراءات التي تكفل السلامة وتقلل من التعرض للحوادث وتسلط الضوء على أسباب الحوادث المرورية وعواقب عدم التقيد بالأنظمة المرورية.

أسباب وأرقام وكشف تقرير صادر عن الإدارة العامة لشرطة السير أن من بين أسباب الحوادث المرورية الأكثر شيوعاٍ عدم التقيد بقوانين المرور والسرعة الزائدة والتي تعتبر من أكبر المشكلات التي تحتاج إلى تضافر الجهود واتخاذ إجراءات صارمة تكفل الحد من هذه الحوادث المميتة خصوصاٍ أن معظم الحوادث كان سببها السرعة الزائدة في الطرقات الطويلة و التي تربط المحافظات مع بعضها البعض وبين التقرير أن السرعة والاستهتار والإهمال من قبل السائقين في صيانة سياراتهم وعدم اتخاذ الحيطة والحذر اثناء القيادة وعدم الاهتمام بترك مسافة كافية بين المركبات وعدم تخفيف السرعة عند التقاطعات والمنعطفات وعدم الأولوية للمشاة والانتباه للأطفال وإلزامهم بالمقاعد الخلفية وعدم استخدام حزام الأمان كانت من أكثر الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الحوادث خلال الأيام الأولى لأجازة عيد الفطر والتي خلفت 9 وفيات وإصابة 95 في عموم محافظات الجمهورية فيما بلغ عدد هذه الحوادث 39حادثاٍ مرورياٍ تصدرت فيها أمانة العاصمة المرتبة الأولى حيث رصدت الإدارة العامة لشرطة السير فيها أكثر من حادث خلال يومين فقط أدت إلى 21 إصابة خطيرة و 11 متوسطة.