كانت حملة لون جدار شارعك الخطوة الأولى في طريق الفن الذي تحمله الجدران ولا تحاصره – ويبدوا أن هذا الطريق لن يظل مقفرا فقد اتجه عدد ممن لونوا جدران العاصمة في الخطوة الأولى إلى نوع آخر وهو تحرير رسومات الكاريكا تير من صفحات الجرائد إلى صفحات الشارع الواسعة . ولأنهم عرفوا قيمة أن ترسم لآلاف الأعين المارة كل يوم بهمومها فقد قرروا أن يستمروا في المهمة ويقومون حاليا بمحاولة إنعاش الجدران لتعبر عن تطلعات الناس وعن سخطهم وعن آرائهم المؤيدة أو المعترضة مما يدور حولهم . وإذا كانوا في المرات الماضية قد رسموا وجوها قاطبة لأنها تعرضت للأذى والاختفاء وصولا إلى القتل فإنهم الآن يحاولون جعل العابرين يغيرون من تعاطفهم مع ألوان الجدار إلى التبسم من ظاهرة أو السخرية من قيمة معينة أو من عادة لم يسبق أن رأوا قبحها . مهمة جديدة ربما أكثر تعقيدا يقودها الرسام الشاب ذو يزن العلوي الرفيق الدائم لمراد سبيع في رحلات الجدران السابقة – صقلت الجدران موهبته وعلمته الكثير وهاهو الآن يريد أن يعلمها سرا جديدا وهو الكاريكاتير فإن نجح مع مجموعته أو تعثر بين النجاح والإخفاق ففي كل الأحوال يحسب له الإبحار في مضيق آخر محفوف بالصخور والمخاطر . ولأن الجرعة أو ما يعرف رسميا بالإصلاحات السعرية هي ما يشغل الجميع فقد كانت هي المدخل ليقول ذو يزن وألوانه ورفقته للمارين إننا معكم نشارككم الهم ونقاسمكم ألواننا فلما لا نجعل ما يبكينا يضحكنا أيضا ونحول عنف الاحتجاج إلى ريشة وجدار لا يؤذي أحدا ويصل إلى ابعد مما تصل إليه كل الوسائل الأخرى . وقال ذو يزن للسياسية إن الخطوة الذاتية من رسم الكاريكاتير ستكون للتضامن مع الجندي المحاط بالمخاطر وأضاف انه لقي تجاوبا وتفاعلا من الناس مع رسوماته التي تعبر عنهم وأنه سيستمر في هذه الخطوات لتحقيق الوعي والتفاعل المجتمعي .