الرئيسية - تحقيقات - مراقبون عرب وأجانب: اليمن يعبر إلى بر الأمان بجهود قيادته وأبنائه المخلصين
مراقبون عرب وأجانب: اليمن يعبر إلى بر الأمان بجهود قيادته وأبنائه المخلصين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع وترجمة / أسماء حيدر البزاز – ينظر العديد من المراقبين السياسيين العرب والأجانب إلى أحداث العنف والإرهاب التي تشهدها اليمن كتحد رئيسي أمام المرحلة الانتقالية الثانية ومعوق يكبح إتمام العملية السياسية , ومن هذه الزاوية يرون ضرورة تداعي المجتمع الدولي لتكثيف جهوده في دعم أمن واستقرار اليمن وعلى مختلف الأصعدة والمجالات .. المزيد من الطرح حول هذه القضية نتابعه من خلال هذا الاستطلاع الذي اختار نخبة من المراقبين العرب والأجانب للحديث عن القضية نتابع:

* البداية كانت مع الناشطة السياسية الألمانية نيلا إدوار – والتي ترى أن اليمن يمر بأحداث عنف وصراعات سببها أولئك المخربين والإرهابيين الذين يسعون إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد لتحقيق مشاريعهم الخاصة عن طريق تفخيخ الوضع أمنيا وتفجيره سياسيا تمهيداٍ لحرب طاحنة قد تؤدي بالمجتمع إلى التصدع والانهيار الكامل ناهيك عن انهيار البنى التحتية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لإجهاض كافة الإنجازات التي تحققت على مختلف الأصعدة كنتاج لمؤتمر حوار اليمن الشامل النموذج الحضاري في دول المنطقة والعالم . لكن أدوار ترى بصيص أمل من خلال دور القيادة السياسية في التوفيق بين مختلف التباينات السياسية وتجنيب البلاد أتون الصراعات والقدرة الحكيمة على استيعاب مختلف التوجهات والسيطرة على الأمور والتغلب على العراقيل التي تعيق عملية التسوية والتنمية وتحقيق المصالحة الوطنية والتخلص من آثار الماضي وفق خارطة طريق اليمن الجديد. مجتمع متماسك * أما السيدة كريستيانسن ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن فقد أشادت في حديثها لـ(الثورة) بما أنجزه اليمن من استحقاقات تاريخية في عملية التحول السلمي وصولا إلى صياغة دستور دولته الجديدة . وشددت على أهمية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني لوضع أسس لدستور جديد من شأنه أن يخلق أساسا قويا للمجتمع اليمني وللتنمية في المستقبل. وسلطت الضوء بشكل خاص على أهمية الدستور الجديد للنساء والفتيات اليمنيات ومكانتهن ودورهن في المجتمع وتمكينهن من المشاركة في الحياة العامة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا . وقالت إنها تتوقع أن المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة سيكون له دور هام في دعم اليمن في المجالات التي يحتاجها في هذه المرحلة الانتقالية التي يمر بها وأبرزها دعم أمن واستقرار البلاد نحو السلام والتنمية بما يخدم مستقبل جميع اليمنيين. استهداف الاستحقاقات * من جهته يقول المحلل السياسي الدكتور عاطف حلمي – مصر : إن العبرة من المشهد السياسي العربي زادت إرادة اليمنيين قوة وصلابة وإصراراٍ على أهمية التوافق والسعي لإنجاح ما تبقى من المرحلة الانتقالية الثانية وإنجاز مخرجات الحوار الوطني والتغلب على تحديات المرحلة والتي تمثل الاعتداءات والاغتيالات والعمليات الارهابية والتخريبية أبرز معوقاتها مستهدفة الاستحقاقات التاريخية التي صنعتها الإرادة الشعبية اليمنية. وأكد حلمي أن الشعب المصري يقف مع أمن اليمن واستقراره ضد أي عمل يمس سيادته أو ينتهك مبادئه ويعرقل مسيرته السياسية نحو صناعة عقد اجتماعي جديد يلبي كافة طموحات الشعب من التغيير . ربيع المنطقة *فيما يرى الأكاديمي أحمد جمال – جامعة بيروت أن ما حدث في الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة العربية وكاد يمتد ليخرج عن هذه الدائرة ليصل إلى مساحات اكثر اتساعاٍ ومن بين ذلك الامتداد تدشين الربيع اليمني عبر خروج الشباب إلى الساحات وقال: لقد أخذ ذلك مسارا متناغما مع ما حدث في ساحات مصر وتونس وليبيا من حيث الشكل لكنه مغاير تماماٍ في النتائج .. لافتا إلى أن هذا المسار قد صنع تغيراٍ في الظرف اليمني وتركيبته السياسية والاجتماعية عن الأوضاع في الدول الأخرى إضافة إلى الرعاية الإقليمية والدولية التي حرصت على عدم ترك الأوضاع بأن تصل في هذه البقعة من العالم إلى مسارات مفتوحة. كل ذلك مجتمعاٍ حسب (جمال) .. قد جعل الدول الكبرى تستشعر انعكاسات الوضع على اليمن والذي سيكون له نتائج لا ترغبها أو تشكل خطراٍ على حساباتها في مجال الأمن القومي أو المصالح الاستراتيجية فكان من الطبيعي أن الأحداث والنتائج في الدول الأخرى من دول الربيع العربي وتبعاتها وتفاعلاتها لا ينبغي أن تتكرر في اليمن ولا بد أن تبقى اليمن بعيدة من التأثر المباشر لتلك الأحداث التي تتفاعل على الأرض والواقع السياسي في الساحات الأخرى . داعيا دول الإقليم والمجتمع الدولي إلى دعم اليمن في إنجاح العملية السياسية وتوطيد جذور الأمن والاستقرار لتأسيس الدولة الاتحادية اليمنية الجديدة دولة العدل والقانون والمساواة . مسار التنمية * الدكتور رضا عطية – رئيس الجالية المصرية تحدث عن أثر الأعمال الارهابية في إعاقة مسار التنمية في البلاد .. وقال: يترتب على هذه الأعمال خسائر مادية هائلة كانهيار العملة اليمنية وهروب رأس المال المحلي وامتناع المستثمر الأجنبي من الاستثمار في اليمن بسبب غياب الأمن مما يؤدي إلى البطالة والفقر وتدهور البنية الاقتصادية بكل مقوماتها . وأشاد بمسار التحول السياسي للمشهد اليمني وصولا إلى مرحلة صياغة الدستور والتأسيس للدولة الاتحادية الجديدة وفق مخرجات الحوار التي اتفقت عليها مختلف القوى السياسية بدعم ومباركة دولية بشكل جعل اليمن نموذجا إقليميا ودوليا للتغيير والانتقال السلمي للسلطة والشروع نحو عقد اجتماعي جديد يحقق مبدأ الشراكة الوطنية في البناء وتوطيد جذور الأمن والاستقرار . بوادر الاستقرار * أحمد شرف الدين – نائب رئيس الجالية السودانية في اليمن يقول : إن هذه الإعمال الارهابية تعيق بوادر الاستقرار السياسي والتسوية السياسية على مختلف الأصعدة والمجالات كونها معضلة عميقة تكبح أية بوادر للتسوية السياسية أو أي ملامح للاستقرار السياسي والاجتماعي في اليمن ولا بد من معالجتها وإصلاحها بتكاتف كل القوى السياسية والمجتمعية لتوطيد جذور الأمن في اليمن حاضراٍ ومستقبلاٍ. التجاذبات السياسية * من جهته يقول الدكتور بشير سمور رئيس الجالية السورية: إن أمام الرئيس عبدربه منصور هادي تحد كبير وهو مواجهة تلك الاختلالات الأمنية التي تهدد البلد وأكد وقوف الجاليات العربية إلى جانب اليمن في حربها ضد الإرهاب. وأشار سمور إلى أن اليمن استفاد من أحداث العنف في المنطقة وقد حرصت قواها السياسية على النأي باليمن من مربعات العنف واللجوء إلى الحوار الذي عكست مخرجاته الحكمة والعقلانية اليمنية في تقديم المصلحة الوطنية فوق مصالح الأحزاب والشخصنة الضيقة . داعيا إلى أألالاصطفاف الوطني لتنفيذ هذه المخرجات وبلورتها في دستور الدولة الجديد الذي يضمن هذه الاستحقاقات التاريخية المتوجة لنضال الشعب السلمي و لكفالة حقوقه وحرياته المشروعة . توافق دولي من جانبه أوضح الدكتور إدريس جامع رئيس الجالية الاريترية أن دور المجتمع الدولي و مجلس الأمن في اليمن هو دور ايجابي على وجه العموم بسبب توافقهم النادر وعدم اختلاف رؤيتهم حول طريقة الحل السياسي في اليمن و التي ترجمت رسميا في بيانات وقرارات دولية تنص على دعم المرحلة السياسية في اليمن وتهدد المعرقلين لها بالعقوبات . مبينا أن هذا التوافق الدولي الفريد عكس أهمية اليمن الجيوسياسية والحيوية وصب لجهة أمن واقتصاد العالم خاصة وأن الأطراف الدولية ليس لديها استعداد لدعم أطراف خارج السياق الوطني الجامع وهذا الاجماع الدولي النادر صب في مصلحة اليمن حاضرا ومستقبلا . مشروع المدنية فيما يرى رئيس المركز اليمني للجاليات عارف الرزاع أن هذه الأعمال الارهابية والاعتداءات تسعى إلى عدم عملية تحقق الاستقرار السياسي والمجتمعي في اليمن قائلا : ما يكبح ويثني إسقاط مشروع التسوية ويعرقلها تلك الاطراف التي تسعى إلى تفجير الأوضاع وإعاقة مشروع الدولة المدنية. مضيفا: إن هذه التحولات التاريخية التي حققها اليمنيون رفعت سقف الحرص على مصلحة البلاد بين مختلف الفرقاء السياسيين في البلاد من أجل الولوج إلى مرحلة جديدة من ترسيخ الإيمان بأهمية العمل المشترك والحوار المشترك بصورة مثلت أنموذجاٍ حضارياٍ يحتذى به في البلدان الأخرى التي طالها الدمار والتخريب وشروعا لتأسيس عقد اجتماعي جديد تتحقق فيه مبادئ العدالة والمواطنة المتساوية.