الرئيسية - تحقيقات - مثاقفة عربية عربية..في زمن التشظي
مثاقفة عربية عربية..في زمن التشظي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بعد توقف استمر ثلاث سنوات متتالية عادت جامعة صنعاء وبعض الجامعات الحكومية ــ رغم الصعوبات الجمِة وشحة الإمكانيات ــ للمشاركة في برنامج «تبادل تدريب الطلبة الأوائل العرب» الذي يرعاه المجلس العربي لتدريب الطلاب العرب التابع لجامعة الدول العربية وقد حظيت عروض التدريب التي قدمتها جامعة صنعاء باهتمام جامعات عربية عدة فأرسلت طلابها لتدريبهم في اليمن … الجامعة أولت الطلاب العرب اهتماما كبيرا فأعدت برنامجا تدريبيا تطبيقيا لمدة شهر كامل وبرنامج ترفيهي ثقافي وسياحي مصاحب نال إعجاب نحو30 طالبا وطالبة من جامعات مصرية عدة بعكس ما كانوا يتوقعوه عن اليمن الذي يشوهه الإعلام المحلي والخارجي ويقدمه بصورة غير أمينة… إلى التفاصيل:

يأتي برنامج التبادل الطلابي بين الجامعات العربية ضمن أولويات جامعة الدول العربية لتوسيع دائرة العمل العربي المشترك ويهدف البرنامج بدرجة أساسية إلى حصول الطلاب العرب المبرزين على دورات تدريبية تصقل مهاراتهم ومواهبهم وكذا للاطلاع على الثقافات العربية المختلفة وتقوية أواصر الإخاء والمحبة بين الأشقاء العرب . منذ العام 2011م لم تتمكن جامعة صنعاء من المشاركة في برنامج تبادل تدريب الطلاب العرب المشترك الذي ترعاه جامعة الدول العربية بسبب الأوضاع التي مرِ بها الوطن عموما والجامعة على وجه الخصوص ورغم استمرار شحة الإمكانيات عادت الجامعة هذا العام لتشارك في الدورة العشرين وقدمت عروضا صنفت بأنها من بين أفضل العروض العربية. وبحدود قدرتها رصدت الجامعة مبلغ 2مليون ونصف مليون تقريبا للبرنامج في الوقت الذي كانت ميزانية البرنامج في السابق تصل إلى حوالي 12 مليون ريال وبهذه الميزانية المتواضعة شاركت الجامعة في البرنامج بعدد لا بأس به من عروض التدريب في الكليات والأقسام التالية : كلية الزراعة (تغذية ـ حيوان- وهندسة الإنتاج )واللغات والفيزياء والكيمياء والطب والإعلام ) وقد تبنت عددا كبيرا من الشركات والمؤسسات تدريب الطلاب العرب البالغ عددهم 30 طالبا وطالبة وهي ( شركة «أم تي أن « للاتصالات وهيئة المساحة الجيولوجية وهيئة المواصفات والمقاييس وشركة مارب للدواجن والهيئة العامة للطاقة الذرية ومستشفى الكويت وشركة النبيل للإعلانات وكليات الطب والهندسة والزراعة واللغات ومركز الترجمة بجامعة صنعاء وإذاعة صنعاء ) . وبالمثل اوفدت الجامعة 15 طالبا وطالبة من اوائل جامعة صنعاء للتدريب في الجامعات المصرية لمدة شهر كامل. رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالحكيم الشرجبي أبدى حرصه على إنجاح البرنامج لأنه حد قوله جزء من ترميم الصورة المشوهة التي لحقت باليمن بسبب التناولات الإعلامية الغير الحصيفة تجاه اليمن. وحث في الوقت ذاته طلاب جامعة صنعاء الذين اتجهوا للتدريب في الجامعات المصرية وعددهم15 طالبا وطالبة وطلاب الجامعات المصرية وعددهم 30 طالبا وطالبة على الاستفادة المثلى من العروض التدريبة التطبيقية المتميزة وعكسها في عملهم بعد التخرج. من جهته تحدث الدكتور سنان المرهضي نائب رئيس جامعة صنعاء لشؤون الطلاب عن المساعي الحثيثة التي بذلتها الجامعة لإعادة تفعيل برنامج التبادل الطلابي العربي للتدريب الذي ترعاه جامعة الدول العربية بعد توقف استمر لثلاث سنوات وقال المرهضي: إن الأهمية الكبيرة التي يحظى بها برنامج التبادل الطلابي تكمن في حاجتنا الكبيرة لتدريب طلابنا في الجامعات العربية وهذا حتم على جامعة صنعاء إعادة تفعيل البرنامج رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الجامعة وشحة الإمكانيات . وأضاف :بحسب إمكانياتنا تبادلنا عروض تبادل التدريب مع بعض الجامعات العربية وحظيت عروضنا باهتمام كبير من الأشقاء في الجامعات العربية وعن الطلاب العرب الوافدين إلى اليمن للتدريب يقول « كنا حريصين كل الحرص على تذليل كافة الصعاب أمام الطلاب العرب وبالفعل حصل الطلاب على تدريبهم بشكل ممتاز في مؤسسات وشركات كبيرة كما حصلوا على برنامج ترفيهي سياحي نال إعجابهم «. وفي الاتجاه ذاته كشف الدكتور المرهضي عن دراسة الجامعة حاليا لمشروع تبادل تدريب طلابي بين الجامعات اليمنية خلال الفصل الصيفي من كل عام وقال أنه سيدعو رؤساء ونواب الجامعات اليمنية في القريب العاجل للقاء تشاوري يخرج بإقرار المشروع . جهود جبارة مدير عام رعاية الشباب بالجامعة علي الملاحي يعمل على مدار الساعة كي يقدم عملا متفانيا يشرف الجامعة بين الجامعات العربية الملاحي أطلعنا على سير عملية التدريب والبرنامج الترفيهي والثقافي المصاحب حيث قال « عروض التبادل الطلابي التي قدمناها للجامعات العربية كانت واضحة غير أننا لم نقف عند ذلك فقد ضاعفنا الجهود لنقدم للطلاب وجبة تدريبية كبيرة تخدمهم في حياتهم العملية كما قدمنا لهم برنامجا ترفيهيا سياحيا لم يكونوا يتوقعوه وأولينا كل طالب اهتماما خاصا وحرصنا على أن تكون الدورة التدريبية لهم في شركات ومؤسسات تمتلك كل مقومات العمل المؤسسي والمهني والتكنولوجي . واكد انه في الوقت الذي يشعر الطالب فيه أنه لم يستفد من المؤسسة أو الشركة التي يتدرب فيها نبحث له عن مكان آخر . مضيفا: أما بالنسبة للبرنامج الترفيهي فقد أوليناه اهتماما خاصا فقمنا بترتب زيارات للطلبة العرب إلى أفضل الأماكن السياحية داخل أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء كصنعاء القديمة والنصب التذكاري المصري ودار الحجر والمتحف الحربي وحتى نضمن سلامة وراحة الطلبة كنا نرافقهم ونقدم لهم كل ما يحتاجونه . وأشار الملاحي في ختام حديثه إلى أن الجامعة كانت قد أعدت برنامجا تدريبيا وترفيهيا كبيرا كان سينفذ في محافظات عدة كالحديدة وإب وحضرموت غير أن الأوضاع الأمنية حالت دون ذلك . صباح المصنف – مديرة إدارة التدريب بالجامعة- تحدثت من جانبها عن تدريب الطلاب الوافدين وشروط اختيار الطلاب اليمنيين لتدريبهم في الجامعات العربية والصعوبات التي واجهتها الجامعة في التدريب حيث قالت « حرصت جامعة صنعاء على أن تكون الدورات التدريبية التي تقدمها من أفضل الدورات العربية ولذلك فقد قمنا بتأمين تدريب الطلاب في أفضل الشركات والمؤسسات وخرج الطلاب ــ حسب شهاداتهم ــ بحصيلة علمية كبيرة . لكنها تنتقد عدم تعاون بعض المؤسسات والشركات مع الجامعة وتعتبر ذلك من أهم المشاكل التي واجهتهم.. واستدركت المصنف بالقول :غير أننا استطعنا التغلب على هذه المشكلة بتعاون شركات ومؤسسات أخرى . وفيما يخص شروط اختيار الطلاب اليمنيين للتدريب في الجامعات العربية بينت أن اهم الشروط للمشاركة في برنامج التدريب العربي حصول الطالب على المركز الأول في المستوى الثالث بالجامعة . من جهتها ركزت مديرة النشاط الثقافي بالجامعة انتصار اليناعي على البرنامج الثقافي السياحي والفائدة التي تعود على الطلبة حيث قالت أن زيارة الطلاب للمعالم التاريخية والسياحية في اليمن يعمق ثقافتهم ويكشف لهم الكثير من الحقائق التاريخية من جهة أخرى عملت هذه الرحلة التدريبية الترفيهية على تغيير الصورة المطبوعة في أذهان الطلاب العرب عن اليمن وغيرت الصورة المأساوية التي كانت مرسومة في عقولهم عن اليمن . انطباعات الطلاب عندما وافق الطلاب العرب على العرض المقدم من جامعة صنعاء ضمن برنامج التبادل الطلابي العربي المشترك كانت الصورة عن اليمن ضبابية بل ومخيفة بالنسبة لهم فالإعلام ــ كما يقولون ـ أجحف بحق اليمن إذ كان يرسم في مخيلاتهم لوحة مأساوية عن اليمن ومشاكلها الأمنية والتعليمية غير أن الرحلة طمست كل معالم هذه الصورة واستبدلتها بصورُ ومشاهد الإعجاب التي تسيطر على مخيلاتهم اليوم فالجامعة أوكلت مهمة ترفيه الطلاب إلى الفاتنة صنعاء التي تعرف جيدا كيف تصيد القلوب وتسحر الأعين فاستقبلتهم بحنان الأم ورعاية الأب وجنون العاشقين فراحوا ينسجون قصة عشق ـ حتما ـ سيضمنونها حواراتهم الفلسفية مع « ..صنعاء القديمة وباب اليمن ودار الحجر وأماكن أخرى زاروها» الطلاب ـ في انطباعاتهم عن الرحلة ــ أجمعوا على أنهم لم يكونوا يتوقعون حصولهم على رحلة كهذه تدريبية بامتياز صقلت مهاراتهم وترفيهية وسعت مدارك عشقهم للإنسان وللطبيعة وللتاريخ . الطالبة رحمة علي من جمهورية مصر العربية جامعة طنطا تقول»لم أكن أتخيل ـ وأنا بمصر ـ أنني سأكون بهذه السعادة أما سارة سامي فقالت وجدت ما كنت أحلم به أناس طيبون أهم قواعد حياتهم صفاء القلوب والرجولة والشهامة تمنت سارة من الله تعالى أنها تعيش في اليمن ولهذا فقد صنفت زميلتها الطالبة في الإعلام عبير عاشور اليمن في المركز الأول في «الطيبة وحسن المعاملة» من جهتها تتابع إسراء عبدالمنعم من جامعة المنوفية الحديث فتصف الشعب اليمني بالمتميز عالميا وتصف اليمن عموما بقولها « اليمن من الدول الرائعة ذات الطبيعة الخلابة والهواء النقي وسلاسل الجبال المرتفعة « أما مي سعيد فقد اعتبرت اليمن متحفا إسلاميا مفتوحا مصطفى علي ومحمد سلامة من ذات الجامعة يوافقان زميلاتهم في بساطة الشعب وكرمه وحسن تعامله ويضيف سلامة «ما أراه اليوم غير الذي كنت أسمعه بالأمس من اقتتال ومشاكل فالناس هنا محافظون في الجانب الديني وهذا ما يميزهم «. التدريب الأمثل محمود عبدالحميد طالب في كلية الزراعة جامعة المنوفية تحدث عن التدريب بقوله «المحصول المعرفي له في قسم إنتاج الدواجن كان كبيرا ويصف التدريب بشكل عام بالمفيد جدا» يشاطره الرأي زميله محمود عبدالرحمن الذي يتدرب أيضا في كلية الزراعة جامعة صنعاء في مجال الإنتاج الحيواني ومحطة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية. ومثل محمود الطالب أحمد متولي من جامعة بنها والذي تتولى تدريبه شركة « أم تي أن « إذ وصف تدريبه هناك بأنه أفضل ما يكون أما زينب البنا فقد تحفظت على الأوضاع في قسم الإنتاج الحيواني بشعبتيه بجامعة صنعاء فهي تقول « رغم توفر الإمكانيات إلا أنه لا يتم استخدامها بالشكل الأمثل « . متعة الترفيه منال نجاح طالبة تمريض قالت أن البرنامج الترفيهي المصاحب لبرنامج التدريب كان رائعا فاليمن تتوفر به كل المقومات التي تساعد على الترفيه أما أحمد جمال وإيمان صبحي وحسين سمير فقد وصفوا البرنامج الترفيهي بالهائل فالطلبة زاروا أماكن كثيرة تاريخية ممتعة كباب اليمن وجامع الصالح وصنعاء القديمة والنصب التذكاري المصري ودار الحجر والمتحف الحربي وأماكن أخرى . الطلاب عموما قدموا خالص شكرهم وتقديرهم للجهات المنظمة في جامعة صنعاء على حسن الاستقبال وحفاوة الترحاب وخصوا رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي الذي استقبلهم ابتداء وتابع مجريات التدريب ..كما شكروا للجامعة جهودها الكبيرة التي بْذلت لتدريبهم من جهة وإسعادهم ترفيهيا من جهة أخرى … مشاعر الطلاب تلك وسعادتهم لخصتها الطالبة عبير عاشور بقولها « أفتخر بوجودي هنا « والطالب المصري مصطفى موسى بالقول « تحيا العروبة اليمنية المصرية» آخر المطاف المقومات السياحية الهائلة التي تكنزها العاصمة صنعاء وكذا تعاون بعض المؤسسات والشركات مكِن جامعة صنعاء من تقديم برنامج تدريبي وترفيهي متميز وبميزانية لا تكاد تذكر الأمر الذي أسعد الطلاب العرب على عكس ما كانوا يتوقعونه فهل ستوسع جامعة صنعاء دائرة التبادل الطلابي العربي لتتمكن من إرسال أكبر عدد من طلابها إلى الجامعات العربية لتدريبهم وهل ستقتدي بقية الجامعات اليمنية بجامعة صنعاء في تقديم برنامج تدريبي ينال احترام الأشقاء ¿