الرئيسية - تحقيقات - الشركة اليمنية للغاز: 9 % من الإنتاج اليومي يذهب لمحطات تعبئة السيارات
الشركة اليمنية للغاز: 9 % من الإنتاج اليومي يذهب لمحطات تعبئة السيارات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحداد : خاطبنا شركات التموين بعدم استحداث محطات تعبئة غاز للسيارات أو تركيب منظومة الوقود الغازي

خبراء: اتساع دائرة استخدام الغاز البترولي المسال يهدد الثروة الغازية

ما أن أعلنت الحكومة عن تثبيت سعر الغاز البترولي المسال عند 1200 ريال للاسطوانة الواحدة حتى قبل الكثير من أصحاب المركبات إلى البديل الآخر على تغيير منظومة وقودها إلى الغاز دون مراعاة لإجراءات الأمن والسلامة وتعرض الغاز المنزلي إلى الاستهلاك الزائد الذي سيولد أزمات متلاحقة. ويستخدم الغاز الطبيعي كوقود للسيارات منذ 50 عاما تقريبا ويبلغ عدد السيارات التي تعمل بالغاز في العالم حوالي 18 مليون سيارة لكن في ظل غياب الإحصاءات الدقيقة وعدم شرعية قسم منها يستحيل معرفة عددها الصحيح ويبدو أن الاتجاه نحو اعتماد هذا النوع من السيارات واضح على مستوى اليمن والعالم.

ففي مصر تأسست أول شركة لتحويل السيارات العاملة على البنزين إلى الغاز الطبيعي في العام 1994م وهناك ست شركات لإنتاج الغاز الطبيعي المضغوط و119 محطة لتعبئته ونحو 110 آلاف سيارة تعمل بالغاز و75% منها سيارات أجرة خصوصا في القاهرة. أما في دول الغرب فتعد اليابان من أكثر دول العالم استهلاكا للغاز الطبيعي حيث إن ما يزيد عن 90% من سيارات الأجرة فيها تعمل على الغاز الطبيعي وفي طوكيو يعتبر استخدام الغاز إلزاميا على سيارات الأجرة وفي فرنسا فإن نصف المدن التي يتجاوز عدد سكانها الـ200 ألف نسمة يستخدمون الغاز الطبيعي وكذلك فإن 50% من باصات نقل الركاب في فرنسا تم تحويلها للعمل على الغاز وفي ايطاليا تعمل أكثر من 20% من السيارات بالوقود الغازي وتعمل كل باصات نقل الركاب في مدينة فيينا بالغاز وكذلك في الدانمارك فإن 90% من الباصات المخصصة لنقل الركاب تعمل على الغاز وفي اليمن زاد عدد المركبات التي تقوم بتحويل منظومة وقودها إلى الغاز. ففي أمانة العاصمة ازداد الرقم إلى ثلاثة أضعاف السيارات التي كانت تقوم بتحويل منظومة وقودها إلى الغاز في الأشهر السابقة هذا طبقاٍ لحديث المدير المالي بشركة تكنولوجيا الغاز المحدودة في أمانة العاصمة أمين العامري. مشيراٍ إلى أن بعض الشركات والمحال تعمد في ظل غياب الرقابة وإقبال المركبات المتزايد عليها إلى تركيب منظومة وقود غاز مقلدة ورخيصة لا تراعي معايير الأمن والسلامة مما يتسبب في سقوط العدد الكبير من الضحايا سائقين وركاب الذين ينتقد البعض منهم لجوء الشركات والمحال إلى تركيب منظومة الغاز للمركبات دون مراعاة لأنظمة الأمن والسلامة متسائلين في الوقت ذاته كيف يسمح لمثل هذه الشركات والمحال أن تقوم بهذا العمل وأين الرقابة عليها¿ والبعض الآخر كمحمد علي شوعي لا يخفي تخوفه من الركوب في المركبات التي قامت بتحويل منظومة وقودها إلى الغاز البترولي المسال خصوصاٍ في ظل عدم التزام الكثير منها بأنظمة الأمن والسلامة. لم يقتصر الخوف على تحويل بعض المركبات منظومة وقودها إلى الغاز وإنما اتسعت دائرته لتشمل الكثير من المواطنين فهذا صالح عبده الريمي لم يخف تخوفه من أن الإقبال المتزايد من قبل المركبات على تركيب منظومة الغاز المنزلي المسال سيعرض الغاز البترولي المسال لأزمات متلاحقة واحتمال أن يصبح رفع الدعم عنه مستقبلاٍ وارداٍ خصوصاٍ والوضع الاقتصادي في البلاد غير مستقر. جهل ويعترف عباس المراني بجهله في التعامل مع منظومة الغاز التي ركبها مؤخراٍ في سيارته مما جعله يناشد الجهات المعنية بضرورة إلزام الشركات والمحال عند تحويل المركبات إلى الغاز المنزلي البترولي المسال بتركيب منظومة غاز أصلية وذات مواصفات عالية الجودة. ولفت نظر كاتب التحقيق أثناء ركوب بع باصات الأجرة انبعاث رائحة غاز نفاثة وخانقة تكاد بمجرد إشعال سيجارة أن تنفجر بالحافلة خاصة وأن اسطوانات الغاز يتم تركيبها تحت المقعد الخلفي مما يضاعف المخاطر المحتملة. وفي ظل ارتفاع الطلب على تحويل السيارات للعمل بالغاز والذي يعد من الوقود النظيف وغير الضار بالبيئة إلا أن التوقعات الاقتصادية تشير إلى أن ارتفاع السيارات العاملة في الشارع اليمني بالغاز كوقود بديل للديزل والبنزين سوف يتسبب بارتفاع الطلب على الغاز في السوق الذي قد يتسبب بأزمات قادمة. تأثيرات سلبية أكد عادل أمين ميكانيكي سيارات أن تحويل السيارات من العمل بالبنزين إلى العمل بالغاز البترولي المسال ضار بالسيارة مؤكدا وجود تأثيرات سلبية لاستخدام الغاز البترولي المسال على محركات السيارة. وقال أمين إن استخدام الغاز البترولي المسال يؤدي إلى العديد من المشاكل للسيارة في المقابل يؤدي إلى توفير النفقات ولكن ما يتم توفيره من نفقات الوقود يتم دفعه مرة أخرى في عمليات صيانة دورية خلال أوقات متلاحقة نتيجة الأِضرار السلبية على الموتورات التي تنتج عن استخدام الغاز كما يؤدي أيضا إلى تقليل العمر الافتراضي للموتور مشيرا إلى أن البنزين يضفي نوعا من التليين على محركات السيارة من خلال الكربون الناتج عن عمليات الاحتراق بينما الغاز البترولي المسال لا يعطي نفس الميزة التي تؤثر على عمليات السحب بالسيارة. إدارة التموين بالشركة اليمنية للغاز تؤكد بدورها أن الإقبال الكبير من قبل المركبات على الغاز البترولي المسال سيؤثر سلباٍ على إنتاجه وضخه إلى السوق في المستقبل. رقابة ويتمنى أمين العامري, المدير المالي بشركة تكنولوجيا الغاز المحدودة, من الجهات المعنية تشديد الرقابة على الشركات والمحال العاملة في تركيب منظومة غاز السيارات وإلزامها بالمواصفات ذات الجودة. إجراءات من جهته يتحدث المهندس أحمد أحمد الحداد, مدير دائرة الشؤون الفنية بالشركة اليمنية للغاز, قائلاٍ : منحنا عشرة عقود لشركات تموين محطات تعبئة السيارات بالغاز البترولي المسال والذي يقدر إجمالي ما تسحبه من مادة الغاز بحوالي 9% من الإنتاج اليومي . وقد لاحظنا في الآوانة الأخيرة أنه يتم استهلاك أكثر من النسبة السابقة نتيجة الانتشار العشوائي لمثل هذه المحطات وقمنا بمخاطبة هذه الشركات بعدم تركيب وتشغيل محطات تعبئة غاز السيارات كونها تشكل عجزا في الغاز البترولي المسال بأمانة العاصمة وبقية المحافظات الأخرى. ويضيف الحداد: الشركة اليمنية للغاز تتلقى العديد من الشكاوى بشأن تحويل المركبات إلى الغاز البترولي المسال وعلى ضوئها تقوم بالنزول الميداني ورفع تقرير فني ومن ثم مخاطبة جهة الاختصاص وقد عملت في الوقت الحالي على مخاطبة الشركات بعدم تركيب منظومة تشغيل السيارات بالغاز أو استحداث محطات تعبئة غاز السيارات وتتمنى من الجميع الالتزام بذلك. فيما يقول المهندس حسين علي زعبل مدير دائرة تأكيد الجودة بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة: لا توجد حاليا أي إجراءات رقابية من قبلنا على شركات تركيب منظومة غاز السيارات وإنما سندرس إمكانية إدراجها مستقبلا ضمن مهام الهيئة كما أنه لا تتوفر لدينا حاليا مواصفات خاصة بمنظومة غاز السيارات.