الرئيسية - تحقيقات - الاصطفاف الوطني .. تلاحم خلاق لمواجهة شبح المخاطر
الاصطفاف الوطني .. تلاحم خلاق لمواجهة شبح المخاطر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع / رجاء عاطف – يؤكد سياسيون وأكاديميون أهمية الاصطفاف الوطني في المرحلة الحالية وجمع الكلمة وتفويت الفرصة على كل من يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وهدم اليمن وتدمير مكتسباته, لافتين إلى أن معاناة اليمنيين من ارتفاع الأسعار والمشتقات النفطية كبيرة ومثقلة لكاهلهم لكن لا ينبغي أن تعالج بالمزيد من المعاناة والفوضى والعنف. ودعوا كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الاصطفاف الوطني وتلبية دعوة القيادة السياسية للاصطفاف من أجل تجنيب البلد الدمار والعنف والفوضى والحروب. وفي الوقت ذاته شددوا على فرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والتسريع بتنفيذ مخرجات الحوار ذات الأولوية. في الاستطلاع التالي رؤى وأبعاد حول أهمية الاصطفاف الوطني في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ اليمن.. نتابع:

في البداية تحدث الدكتور عبدالحكيم مكارم – أستاذ الإعلام المساعد – جامعة تعز: أن الاصطفاف الوطني لكل أبناء اليمن يعتبر مسؤولية وواجباٍ تجاه التهديدات التي تهب من هنا أو هناك مستهدفة السلم المجتمعي وتعمل على تفتيت النسيج الاجتماعي وقيم الترابط والتسامح بما يْمكن أصحاب المشاريع الشخصية من تحقيق أغراضهم الدنيئة ولو على حساب الوطن. وقال: ترددنا عن القيام بواجبنا تجاه الاصطفاف الوطني يضع المبادرة الخليجية في مفترق طرق ويفرغ مخرجات مؤتمر الحوار من مضامينها لتصبح مجرد حبر علي ورق وقد يتطور الأمر إلى حرب أهلية لا قدر الله. حاجة ماسة ومن جانبه عبدالكريم البخيتي- باحث في القضايا الأمنية والمجتمعية- يقول: نحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة إلى الاصطفاف الوطني في الوقت الذي يحاول فيه طرف أن يفرض رأيه وقناعته على باقي مكونات المجتمع اليمني بقوة السلاح ويهدد بإسقاط الدولة في حالة عدم تلبية مطالبه. وأضاف : التلميح باستخدام القوة من أجل تحقيق المطالب يقضي على فرص تنفيذ مخرجات الحوار وهذا يحتم على المجتمع اليمني بكامل فئاته الاصطفاف الوطني للحفاظ على الجمهورية ومكتسباتها العظيمة. ضرورة ملحة وتوافقه الرأي الدكتورة سعاد السبع– أستاذ المناهج وطرائق التدريس في كلية التربية بجامعة صنعاء في أن الاصطفاف الوطني ضرورة ملحة لإخراج اليمن إلى بر الأمان وقالت: هناك قوى نافذة تتلاعب بعواطف الناس وتستثمر احتياجاتهم للوقوف مع أو ضد فئة معينة لأهداف ليست يمنية ولكن الشعب اليمني عرف طريقه ولا يمكن أن يستسلم لهذه القوى مهما كانت وسائلها (ناعمة أو وحشية) وباستطاعته أن يستثمر قوة هذه القوى لتحقيق أهدافه المتمثلة في بناء (يمن واحد قوي آمن عادل للجميع). وأضافت: أنه لن يتم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني إلا باصطفاف وطني حقيقي وشعبي كامل إلى جانب هذه المخرجات ومراقبة تنفيذها وردع من يحذر الشعب بالأقوال ويتجاهله بالأفعال. وتابعت قائلة : كما يجب أن تفهم كل القوى النافذة في اليمن (الدينية والمذهبية والطائفية والقبلية والسياسية) أن اليمن ليس يمن الستينيات والسبعينيات بل يمن الألفية الثالثة, وعلى كل القوى الفاعلة (بكل أطيافها) أن تضع السلاح وتتهيأ للمشاركة في الحكومة والمطالبة بهذه المشاركة لأن الرفض أو عدم المطالبة بها يعني أن لهذه القوى خارطة أخرى لن تتحقق في اليمن وأنه لا يمكن تطبيق أي تجربة في اليمن لأن اليمنيين لن يقبلوا بعد اليوم بوجود دويلات داخل اليمن ولن يسمحوا بسيادة أي قوة نافذة على موارد اليمن غير قوة الدولة فاليمنيون رجالا ونساء مع دولة واحدة هي دولة النظام والقانون للجميع دون استثناءات لأي فئة وستتحقق بإذن الله. مواجهة الخطر فيما يقول المقدم علي أحمد الغانمي- يعمل بدائرة المشاة- : تكمن أهمية الاصطفاف الوطني في الوقوف إلى جانب القيادة السياسية لمواجهة الخطر الذي يهدد أمن واستقرار الوطن والحفاظ على الوحدة والجمهورية وإرسال رسالة إلى من يريد جر البلاد لصراعات مذهبية بأن الشعب يقف خلف قيادته السياسية. وقال: إن الشعب اليمني أكد في مسيرات الاصطفاف الوطني بأنه سيدافع عن النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والديمقراطية وسيقاتل جنباٍ إلى جنب مع أبناء القوات المسلحة والأمن. تأثير على مخرجات الحوار فيما ترى الدكتورة سامية الأغبري- أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة صنعاء- أن الاصطفاف الوطني مهم إذا كان لمواجهة العنف والإرهاب حيث لا ينبغي أن يكون الهدف منه تحقيق أهداف أو مطامح سياسية لأي طرف كان وإنما يكون الهدف من الاصطفاف هو مواجهة أي حزب أو جماعة تستخدم العنف أو تصرح بمحاولة تقويض النظام الجمهوري. وأضافت : إن ما يحدث في الشارع حاليا يجعلنا في حيرة من أمرنا لكنها تتمنى من الحكومة أن تستجيب لمطالب المواطنين وحقوقهم المشروعة حتى تفوت الفرصة على القوى التي تريد أن تصطاد في الماء العكر. ومضت الأغبري تقول : بالتأكيد سيكون لما يحدث اليوم أثر بالغ السوء على مخرجات الحوار الوطني في حال لم يصطف المجتمع إلى جانب الرئيس والحكومة في مواجهة ما يسمى بالعنف لكن بالمقابل لا بد أن تحقق الحكومة للمواطنين المطالب الحقيقية التي تتعلق بمعيشتهم. لا بد من معالجات ويخالفهم الرأي ماجد الحميدي- ناشط سياسي- بقوله: إن الاصطفاف الوطني لا معنى له في ظل الأزمة الراهنة وأنه لابد من معالجة الأوضاع الاقتصادية وكذلك الأمنية. وزاد بالقول: من الخطأ رفع الدعم في الوقت الراهن لصالح بعض الجهات التي تستغل ذلك لتثبت للشعب أن ما تدعو له منذ سنوات حقيقة. ويطالب في الوقت ذاته باتخاذ إجراءات مصاحبة لرفع الدعم لتخفيف المعاناة التي حلت بالناس وسرعة تشكيل حكومة كفاءات وفرض هيبة الدولة للخروج بالوطن إلى بر الأمان.