الرئيسية - دنيا الإعلام - نحن جيل اليوم والمستقبل لنا
نحن جيل اليوم والمستقبل لنا
الساعة 12:00 صباحاً البديلخاص رداد السلامي

كثيرا ما نريد أن نتبنى مواقف وسطية ورؤى جديدة  تتقاطع مع تفكير الفاعلين الذين يستهدفون في كل حركة سواء في السلطة أو المعارضة،  مصالحهم الذاتية ، وكثيرا ما نقف أمام مأزق العقلي التآمري والخياني المسكون بهاجس المؤامرة والمصالح الذاتية ، كشاب من الجيل الجديد أرى أن الماضي مسيطر وحاضر في تفكير نخب مسها بذاكرته المحمومة بالصراع والمؤامرة ونقلوها إلينا نحن الجيل كي نتلوث بها ،وكي ننتجهم نسخة طبق الأصل لاتختلف عنهم في شيء ، نحن جيل جديد، نحاول ان ننفك من تفكير القدامى السلبي ونتلمس روح الجديد فيهم ، كي نأخذه ونزيد فيه ، لكن لاشيء من ذلك يتحقق إنهم يأبون ترك ميراثهم الفكري  والعقلي دون حامل ولذلك على هذا الجيل أن يأخذه منهم كما هو دون فحص او مراجعة وفرز ، لدي يقين راسخ أن أبناء جيلي من الشباب أنقياء  يفكرون بعقل منفتح ومتفتح وقادر على تجاوز الأفكار السلبية لصالح الايجابية ، ولكن القدامى  يرفضون اختلاف هذا الجيل  عنهم ولذلك  يتعثرالشباب بتلك الأفكار ويتصارعون وينقسمون أو ينزوون وتنعدم فاعليتهم وقدرتهم ، على تكوين حاضر ومستقبل يتلاءم مع طموحاتهم النقية ، وكصحفي من هذا الجيل حين اجلس مع صحفيين قدامى ،أو من أؤلئك الذين يدعون الأستاذية والفرادة ألاحظ كما هو ملوث تفكيره وكم هو ملغوم بالخداع والتزوير والمجاملة في نفس اللحظة التي هو فيها ، وحين تغامر بتبيين وجهة نظرك حول قضية ما يبادر في التشكيك بنواياك ، وتصنيفك وأممنه وتسييس  رؤيتك ، إنها الغيرة أحيانا تدفع بعض هذه الكائنات المعتقة بالسلبية إلى دفن رؤاك كي تبقى هي دوما في حالة من الأستاذية الخيالية ، حين تبث رؤيتك كي تقول عما ينبغي ان يجب على المستوى الوطني تصنف بأنك أبو وجهين ويبادر المتدثرون و الأدعياء الناطقون باسم الله بتخوينك ، ومحاولة إخراسك ، عندها تستغرب كم أن هذا الجيل سيعاني وسيكافح سقم هؤلاء الفكري وتكلس عقولهم ، عندما تجد كائنات مسرطنة بذاتها وأفكارها لايسعك إلا أن تفارقها باتجاه أفق أرحب واختلاف أفضل ، وتبحث عن الصفاء  الفكري والسلوكي بكل قوة حتى تعثر على يقين منه يومض ، يتشكل  لديك استعداد لأن تتخلى عن كل رابطة سيئة أو رابطة أسيء لها وتحولت إلى رابطة مفككة لا تستوعب الاختلاف ولا تريد أن يسلك هذا الجيل غير سلوك الحرس القديم ، طريقنا كجيل جديدة ملغومة بعقد هؤلاء القابعون في الكهوف ، والآتين من الماضي ، حاملو رايات الحرب والصدام ، من اجل مصالحهم الذاتية ، أحيانا يتهمك هؤلاء المشغوفون بتصحر رؤوسهم المكدسة بشوك الأفكار العقيمة بالمصلحي والانتهازي ، دون أن يكون لك هناك أي مصلحة سوى انك وضعت رؤيتك واختلفت معه فيها ، إنه يمنحك صك الخيانة دون حياء ويشوه صورتك ويحاول أن يستنفذ خبرته الحقيرة في تلوين وجهك بالسواد والليل ، هؤلاء هم صناع الموت والعنف والبلاء والتخلف ، هم ركام الضمائر الميتة في وطن أضحى ، ينزف ضميره دما وألما ،  لدي يقين كبير أحمله في صدري ورأسي  أن هذا الجيل لن يكون كم كانوا ولن يستكين لثقافة العجز والحرب ، ولن تستهويه   لعبة المؤامرة والتحايل ولن تستقطبه لغة المصالح إلى محرابها حيث تتعبد الذات في هياكل  اناهم المتضخمة .

صحفي وكاتب سياسي     يمني