الرئيسية - تقارير وحوارات - كيف تمكنت القابلات النازحات من تغطية العجز الصحي في مارب؟
كيف تمكنت القابلات النازحات من تغطية العجز الصحي في مارب؟
الساعة 09:08 مساءً الثورة نت/ خاص- ماجد التيباس 


تلعب القابلات المقيمات والنازحات، من غير الموظفات، دورًا مهمًا في مساعدة الأمهات قبل وأثناء وبعد الولادة في محافظة مارب، التي تعاني زيادة سكانية حادة بسبب النزوح الناتج عن الحرب الدائرة منذ 8 سنوات ومحدودية طاقة المشافي وقدرتها الاستيعابية.

ويحظى دور هؤلاء القابلات بالتقدير والاحترام في المحافظة حيث يقمن بالاستجابة الفورية لحالات الطوارئ من منازلهن. كما يقدمن خدمة الرعاية والتوعية الصحية في مخيمات النزوح البعيدة عن خدمات المدينة المحدودة بدورها.

لبنان القانصي، قابلة يمنية نازحة من مديرية بدبدة غرب مأرب، لديها 14 سنة من الخبرة في مجال القبالة. تسكن في مخيم الرجو بمديرية الوادي، الذي تعمل فيه حالياً كمتطوعة لمساعدة النساء على الولادة ورعايتهن.

تقول لبنان "عملت بداية نزوحي في مستشفى كرى بمديرية الوادي لفترة قصيرة، ولم أستطع مواصلة العمل فيه لأن الدوام فيه 12 ساعة وهو يتعارض مع واجباتي المنزلية"

مارست لبنان مهنتها من مسكنها المتواضع، واستطاعت أن توفر فيه بعض الأدوات البسيطة لمهنة القبالة، حيث تستقبل كثير من الحالات التي تطلب المساعدة ليلاً ونهاراً، ويتطلب بعضها ذهاب لبنان إلى منزل الحالة سيراً على الأقدام لعدم وجود وسيلة مواصلات.

رغم الصعوبات التي تواجهها لبنان، التي تعمل كمتطوعة بمقابل مادي بسيط، إلا أنها مستمرة في تلبية دعوات النازحات لمساعدتهن. 

"أفتخر بمهنة القبالة لما تقدمه من خدمة للمجتمع" تقول لبنان.

بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن لدى اليمن واحدة من أعلى نسب وفيات الأمهات في المنطقة العربية حيث يبلغ خطر وفاة المرأة لأسباب متعلقة بالحمل 1 من كل 60 حالة.

وتشير التقديرات الأممية إلى أن ثلث مرافق الصحة الإنجابية فقط تعمل في الوقت الذي تفتقر فيه العديد من العائلات إلى الموارد للحصول على الرعاية الصحية في أقرب مستشفى لها.

تضيف لبنان، أنها ساعدت عدد لا يحصى من النساء النازحات على الولادة في مخيمات النزوح، وكانت قد ساعدت الكثير من النساء قبل اندلاع الحرب في منطقة سكنها بمديرية بدبدة.

تعمل لبنان القانصي، في هذه المهنة منذ تخرجها من المعهد الصحي بمأرب، قبل 14 عاماً. وإضافة إلى ذلك، تقدم للنساء النازحات الإسعافات الأولية، وتقوم بالنزول الميداني للكثير من المخيمات للتوعية، والتثقيف الصحي.

تلعب القابلات أدواراً لا غنى عنها في تقديم الخدمات الآمنة للحوامل والمرضعات، والعناية بالأم والطفل منذ الحمل، وأثناء الولادة، وما بعدها، بحسب مديرة مكتب الصحة الإنجابية نبيلة العيال.

وتضيف- العيال، أن عدد القابلات بمحافظة مأرب تجاوز 240 قابلة، ويبقى الاحتياج قائماً.

ووفق احصاءات المكتب فقد ساعدت القابلات في المحافظة على توليد 11900 حالة ولادة عام 2022، فيما ساعدت القابلات خلال النصف الأول من العام الجاري (2023م) عدد 6358 حالة ولادة.

وأوضحت العيال، أن القابلات يواجهن العديد من الصعوبات منها: ضعف توفير وتنفيذ برامج التأهيل والتدريب، وقلة الدرجات الوظيفية الرسمية، وضعف الدعم المادي مقارنة بدورهن وجهودهن، وضعف توفير تجهيزات العيادات المنزلية لهن.

وعن الأخطاء في عمل القابلات، تقول العيال، إنها "قليلة" مع عمل مكتب الصحة على المتابعة والتنسيق مع الجهات الداعمة لتوفير دورات تنشيطية قصيرة.. لتدريب القابلة على المهارات الضرورية لإنقاذ الحياة للام والجنين.

ومن بين تلك الأخطاء، بحسب العيال: التسرع في التشخيص والمعالجة أو الضعف في التسجيل ورفع التقارير أو قلة الأدوات والتجهيزات اللازمة للعمل.


ومن جانبه، قال نائب مدير مكتب الصحة بمأرب ناصر السعيدي، إن القابلات يقمن بدور كبير ومحوري وفعال في المخيمات والمناطق النائية.

وأشار إلى مساهمة بعض المنظمات هذا العام في إقامة دورات تدريب وتأهيل لعدد من القابلات، لكنها لا زالت غير كافية مقارنة بحجم الطلب وحجم الإحتياج".

وأضاف السعيدي، أن هناك فجوة وفراغ تركته بعض المنظمات الداعمة في المرافق الصحية، والتي أوقفت خدماتها بمأرب، بسبب نقص التمويل الدولي.

*تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي