الرئيسية - تقارير وحوارات - "متحف الذاكرة".. توثيق لجرائم الميليشيا الحوثية في تعز
"متحف الذاكرة".. توثيق لجرائم الميليشيا الحوثية في تعز
الساعة 08:07 مساءً الثورة نت../ الاخبار

في خطوة نوعية لتوثيق فصول من المعاناة والصمود، افتُتح اليوم السبت في مدينة تعز، معرض “متحف الذاكرة” الذي يجسد سنوات من الحصار القاسي الذي فرضته مليشيا الحوثي الإرهابية على المدينة.

المعرض، الذي ينظمه مكتب شؤون الحصار بالتعاون مع مكتب الثقافة والهيئة العامة للآثار والمتاحف وكذا منظمتي سام للحقوق والحريات، ورابطة أمهات المختطفين، يعد شهادة حية على ألم السكان وبطولتهم في آن واحد.

ويهدف المعرض، إلى أن يكون “شهادة بصرية وحية” تحكي معاناة السكان في المدينة خلال سنوات الحصار، الذي حوّل المدينة إلى “سجن كبير” وتم فيه منع وصول الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية لمئات الآلاف من المدنيين.

ويستعرض “متحف الذاكرة” عبر أعمال فنية متنوعة، تشمل صوراً فوتوغرافية، وعروضاً مرئية، ومجسمات، قصص الضحايا ومعاناة المدنيين على مدى 10 سنوات من الحصار.

ومن خلال العروضات لأضرار القصف والحصار والتي تعبر عن مأساة السكان، يأتي المعرض في محاولة لإبقاء الذاكرة حية تجاه جريمة لا تزال تُرتكب كل يوم.

وأكد القائمون على المعرض أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تمثل إسهامًا في الدفاع عن العدالة والحقوق الإنسانية.. لافتين إلى أنه جاء ليؤكد على أن الفن أداة قوية لكشف الحقيقة وإيصال صوت الضحايا.

معرض يؤرخ للذاكرة الجمعية

حضر افتتاح المعرض وكيل محافظة تعز، الأستاذ محمد عبدالعزيز الصنوي، الذي أشاد بهذه الفعالية الثقافية الاستثنائية. وشدد في كلمته على أن المتحف ليس مجرد عرض لصور ووثائق، بل هو تعبير فني عن معاناة شعب يواجه القصف المستمر والاستهداف الممنهج لأحيائه السكنية ومعالمه التاريخية.

وأكد الوكيل الصنوي، أن المتحف يأتي ليكون صوتاً يوثق للعالم قصة مدينة حوصرت ولم تستسلم. لافتًا إلى أن أبناء تعز عبروا عن معاناتهم جراء الحصار من خلال هذا المتحف.

مأساة الحصار بالأرقام

ويأخذ المعرض زواره في رحلة مؤلمة من خلال أرقام وإحصائيات تكشف عمق المأساة التي تعيشها المدينة. منذ مارس 2015م، حيث يعاني 3 ملايين إنسان من حصار خانق.

ووفق تقارير حقوقية لمنظمتي “سام للحقوق والحريات، ورابطة أمهات المختطفين”، أدى الحصار الحوثي على المدينة إلى وفاة أكثر من 10 آلاف شخص بسبب انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الآلاف الجرحى يعانون بسبب انعدام العلاج.

كما أدى الحصار وفق التقارير إلى فقدان المدينة 75% من احتياجاتها المائية الأساسية.

هذه الأرقام لا تروي سوى جزء من القصة، فالحصار أدى أيضاً إلى 573 حادثاً مرورياً على الطرق البديلة، وحالات اختطاف بالمئات، وتوقف عمل الشركات والمؤسسات، ما فاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والنفسية بشكل غير مسبوق.

توثيق لروح المقاومة والصمود

ويؤكد الحاضرون على أن “متحف الذاكرة” ليس مجرد تذكير بالألم، بل هو شهادة على بطولة المدينة وصمود أهلها. فهو بحسب قولهم يوثق ليس فقط الحصار، بل أيضاً روح المقاومة والإصرار على الحياة.

وعلى الرغم من أن الحصار ما يزال قائماً، فإن هذا المتحف يمثل تحدياً للظلام، ويؤكد أن ذاكرة تعز الحية ستظل تروي حكاية مدينة رفضت الانكسار، وحولت الألم إلى قوة، والحصار إلى منارة للوعي والنضال.

 
- سبتمبر نت