الرئيسية - السياسية - بلدة طيبة ورب غفور (2)
بلدة طيبة ورب غفور (2)
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اليمن والبلاد اليمنية تعرضت في أكثر من مرحلة من مراحلها للكثير من الأزمات والكوارث كما يصف هذا تاريخها السياسي القديم ومثلها هو مثل غيرها من المجتمعات السياسية الأخرى بفعل الأنواء والظروف الطبيعية وبفعل الحروب والصراعات المحلية والإقليمية والدولية وحدثت هجرات قبلية يمنية في المناطق التي تعرضت لمثل هذه المشاكل والأحداث إلى خارج اليمن بحثا عن الموارد الجديدة من ماء وكلأ ويذكر المؤرخون العديد منها وهي على مراحل متباعدة في الغالب مثل هجرة بعض قبائل اليمن إلى عمان وسراة الحجاز وخزاعة إلى مكة والمناذرة في غرب العراق والغساسنة إلى جنوب بلاد الشام وبنو قيلة (الأوس والخزرج) وغير ذلك من الهجرات السابقة على ذلك. وفي داخل اليمن ظهرت بعد عاد الاولى وعاد الثانية التي لا نعرف عنها شيئا من الآثار الملموسة أو الكتابات المسجلة سوى الروايات السمعية وبعض الأخبار والإشارات التي ذكرت في الكتب السماوية وأهمها القرآن الكريم – ظهرت- دول عديدة مثل سبأ الأولى ومعين وسبأ الثانية وحضرموت ويمنات وأوسان وجرى بينها العديد من التفاهمات والوفاق والتعاون والعديد من المجابهات والحروب ايضا وأخيرا دولة حمير والتبابعة وكانت أهم هذه الدول التي أرخ المؤرخون الكثير من أخبار قديمها وحديثها وبقي من آثارها الكثير من الدلائل والآثار وكانت دولة اتحادية مركبة حكمت معظم جغرافية اليمن الطبيعية وشهدت في عهود بعض حكامها الأقوياء مثل شمريهرعش وأسعد الكامل تطورات كبيرة تجاوزت حدود الجزيرة العربية في اتجاه الشمال والشرق وفي اتجاه الكون الآخر. ولكن منذ القرن الثالث الميلادي وفدت على اليمن ديانات سماوية جديدة مثل اليهودية والمسيحية وما يرتبط بهما من مذاهب وانقسم اليمنيون فيما بينهم في اتباع هذه الديانة أو تلك ومنهم من ظل على ديانات اليمن السابقة وظهرت صراعات وحروب محلية ارتبطت بمصالح جهوية وقبلية ومناطقية لأصحابها باسم الدين والمذاهب وتأثرت أبعادها بالصراعات التي كانت قائمة في في ذلك الوقت بين الفرس والروم وتدهورت قوة اليمن ووحدتها ومواردها بفعل هذه الصراعات الشديدة الوطأة والتي دامت بين أبناء اليمن قرابة قرنين من الزمن انتهت باستدعاء واستعداء اليمنيين على بعضهم البعض بالخارج فجاء الاحتلال الحبشي الأول لليمن في النصف الأول من القرن السادس الميلادي وختم بالاحتلال الحبشي الرومان في النصف الثاني من ذلك القرن ونجح ثوار اليمن في التحرر من حكم الأحباش بمساعدة الفرس غير أنهم وقعوا أسرى حكم (الفرس).