الرئيسية - تحقيقات - الترامادول.. وهم الحصول على السعادة
الترامادول.. وهم الحصول على السعادة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

صيادلة: لا نعرف نوايا الشخص المشتري,وغالبية زبائننا من المراهقين

– يمنح الشخص الشعور بالنشوة.. وخلطه بالمشروبات الغازية مع القات كارثة

– أطباء: صرفه بدون وصفة طبية.. وغياب الرقابة وراء تفاقم مضاعفاته

– الصحة: طبيب يمني واحد متخصص في الإدمان

يستخدم كمسكن للألم في علاج أنواع لألم المتوسطة الى الشديدة خاصة في المرضى الذين يعانون من آلام مستمرة ويحتاجون إلى جرعات علاجية من المسكن على مدار اليوم وبمرور الوقت وكثرة تعاطيه يصعب التخلص منه لأنه يوقف الإفراز الطبيعي لمادة الاندورفين التي يفرزها الجسم لمقاومة الألم. وبالتالي عند وقف تناوله لا يتحمل الجسم الألم فيلجأ الشخص إلى تناوله مرة أخرى ويعتمد عليه جسديا ونفسيا وهذا هو الإدمان.. هذه الخلاصة.. وإليكم التفاصيل: الصيدلي بسام فهد يقول: إن عقار الترامادول ليس ممنوعاٍ ولكن هناك سوء استخدام له وأضاف: نحن لانعرف نوايا الشخص المشتري ما إذا كان مدمناٍ أو لديه ألم مزمن والبعض يحاول أن يشتري الترامادول كل يوم من صيدلية حتى يبعد الشبهة عنه وقال: هناك من يشتري خمس حقن ويطلب شرنقة واحدة 20 سي سي يعني أنه سيستخدمها كجرعة واحدة وإذا أتى في المرة القادمة لا نبيع له و نخبره بأن طلبه غير موجود وأشار إلى أن غالبية هؤلاء الزبائن هم من فئة الشباب.

مقوُ جنسي محمد قاسم صيدل في إحدى صيدليات العاصمة يشير إلى زيادة الطلب على الترامادول خصوصا من قبل الشباب وسائقي الدراجات النارية ومن يعملون في مهن تتطلب مجهوداٍ ذهنيا وجسديا أو العمل لساعات طويلة ,ولفت قاسم أيضا إلى ارتفاع نسبة الطلب على الترامادول مع الفياجرا كخليط كيميائي شعبي تعارف عليه الكثيرون كمقوُ جنسي بل وأصبح الكثير منهم يعتمدون عليه بشكل كامل في حياتهم الزوجية.!

مسكن للآلام.. ولكن الدكتور فضل قاسم –مختبرات- يقول: إن عقار الترامادول ينتمي إلى أملاح المورفين (Morphine) المخدر ويستعمل فى الأساس لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة. في حالة الكسور وعمليات العظام و يستخدم للآلام القوية مثل آلام السرطان “لكن للأسف يستخدمه البعض لأغراض أخرى كمنشط للجسم خصوصا الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب مجهوداٍ جسدياٍ أو العمل لساعات طويلة كما أن البعض يسرفون فى استخدامه كمسكن للآلام الخفيفة التي لا تتطلب مسكناٍ قوياٍ كالترامادول. ويؤكد أنه بمرور الوقت وكثرة تعاطي الترامادول يقودإلى إدمان يصعب التخلص منه لأنه يوقف الإفراز الطبيعي لمادة الاندورفين التي يفرزها الجسم لمقاومة الألم. وبالتالي عند وقف تناوله لا يتحمل الجسم الألم فيلجأ الشخص إلى تناوله مرة أخرى ويعتمد عليه جسدياٍ ونفسياٍ وهذا هو الإدمان”.

إدمان محقق * كيف يمكن أن يصبح الشخص مدمناٍ على الترامادول – عند وقوع حادث معين وأصيب الشخص بكسور متعددة, وعند التدخل الجراحي يشتكي المريض من آلام متعددة يْعطى”تراما دول” لتخفيف آلامه , ولكن نتيجة إعطائه تراما دول أكثر من مرة في اليوم ولمدة أسبوع أو أكثر تكون هنا المشكلة حيث يصبح المريض معتادا وسيكون له مفعول عكسي بمرور الأيام بهذا المدخل يفسر الدكتور نصر العبسي – أخصائي باطنية- كيفية الإدمان ويضيف ولأن تأثير الترامادول – على الدماغ والجهاز العصبي المركزي وله مفعول مسكن فهو يعطي النشوة والشعور بالراحة ويعيد الدكتور العبسي أسباب انتشار الإدمان بالترامدول إلى العشوائية في صرف العلاج من قبل الصيدليات وانعدام الرقابة من قبل الجهات المختصة والسعي وراء الربح من قبل بعض الصيدليين الذين يستغلون معرفتهم بإدمان المريض على مثل هذا الصنف من الأدوية , وبالنسبة للعلاج يقول العبسي: نحن نفتقر لمراكز متخصصة لمعالجة الإدمان بكافة أنواعه سواء ادمان العلاج أو إدمان الحشيش أو الكوكايين وحث الجهات المعنية بالعمل على إنشاء مراكز علاجية متخصصة لمعالجة المدمنين الذين يزداد عددهم في البلاد بصورة مقلقة جدا, كما يجب تشديد الرقابة على صرف العلاج في الصيدليات فلا يصرف إلا بوصفة طبية حديثة مختومة من الطبيب المعالج.

ظاهرة الدكتور محمد الخليدي –مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة – يقول: الإدمان في اليمن أصبح ظاهرة كبيرة وملفتة للنظر وأغلب المدمنين يذهبون للعلاج في الخارج والخوف من الوصمة يخفي هذا الموضوع, وأكثر العلاجات المسببة للإدمان هو “الترامادول” الذي لا يوجد له أي قانون يجيز صرفه في الصيدليات فهو يباع كالعصير في البقالات, وأشار إلى أنه في الدول الأخرى لا يمكن صرفه إلا من طبيب مختص, وينوه الخليدي إلى أن الخطر الأكبر هو إدمان المراهقين عليه لأن هذه المهدئات تعمل على الاسترخاء والشعور بالنشوة وكذا خلطه مع المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة التي تعتبر بوابة الإدمان وبالذات أثناء تناول القات ويذكر الخليدي أن أكثر المدمنين في اليمن هم من فئة الشباب من سن 14 إلى 25 سنة هروباٍ من الواقع و التغلب على القلق والمشاكل باستخدام المهدئات أو الكحوليات , ويرى عمومية خطر الإدمان الذي لا يقتصر على الشباب فقط بل المجتمع , فالشخص يعيش في دوامة قد تفقده عمله وأما الخطر على المجتمع فقد يلجأ المدمن للسرقة أو القتل من أجل الحصول على العلاج , ويقول الخليدي: إنه لا وجود للاهتمام بموضوع الإدمان محلياٍ بدليل انه لا يوجد في اليمن إلا طبيب واحد متخصص في الإدمان وأما البقية الذين يعملون في هذ المجال فهم أطباء نفسيون.

تركيبة الترامادول وبالاستناد إلى نشرة الترامادول الطبية فإنه تركيب مشابه للأفيون عند تأثيره على الجسم فهو يسبب حالة من هدوء الأعصاب مع القدرة على بذل مجهود ولأنه يدمر خلايا المخ تدريجيا فلا يستطيع متعاطوه الاستغناء عنه. كما أنه يضطر لزيادة الجرعة بالتدريج للحصول على الأثر المطلوب ويستمد الترامادول مفعوله من التأثير على مستقبلات المورفين بالمخ وإفراز مادة السير وتونين (هرمون السعادة) مما يتسبب في حالة من السعادة المؤقتة.