الرئيسية - تحقيقات - لماذا لا يذهب اليمني إلى الطبيب النفسي
لماذا لا يذهب اليمني إلى الطبيب النفسي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

– أطباء نفسيون: طول المدة العلاجية وغلاء الأدوية النفسية من أهم معوقات العلاج النفسي – صيادلة: الأدوية النفسية بمختلف أصنافها لا تسبب الإدمان

أفكار وتصورات مختلفة لدى المجتمع عن المريض النفسي , عندما يصاب الواحد منا بالأنفلونزا أو ألم في الصدر أو ما شابهه يذهب إلى طبيب متخصص أو عندما يلجأ لعمل عملية جراحية يذهب إلى طبيب متخصص في الجراحة والحال ذاته بنبغي أن يحدث مع الطبيب النفسي إذا دعت الحاجة إليه. معالجة المرض النفسي ممكنة وهي من اختصاص الأطباء النفسيين وقد اختلفت المبررات التي طرحها الجميع حول عدم الذهاب إلى طبيب أو معالج نفسي , منها الخوف من الوصمة , والعيب ,والجهل بأهمية العلاج النفسي , والخلفية الخاطئة لدى المجتمع تجاه من يذهب إلى طبيب نفسي والتي تعتبره مجنونا لذا سيكون معزولاٍ من قبل أفراد المجتمع ,كذلك كلفة العلاج التي قد تكون مرتفعة وكذا طول مدة العلاج , عدم توفر مراكز العلاج النفسي وقصْور تواجدها في عواصم المحافظات كصنعاء وعدن.. تفاصيل أكثر في هذا التحقيق خضراء اليمن طالبة جامعية قالت أن مبرر عدم الذهاب إلى العلاج النفسي يقول ” الوصمة الاجتماعية التي تلحق من يذهب للمعالج النفسي والتي توهمه بالجنون وخاصة المرأة وما قد يترتب على ذالك من ضرر للأسرة غير أن الأسوأ هو تخلف المجتمع يحرص على الذهاب إلى المشعوذين لذا نرى اغلب المرضى النفسيين يذهبون إلى المشعوذين بدلاٍ من الذهاب إلى دكتور نفسي مختص ” وتتوافق إيناس مع ما ذكرته خضراء و تضيف إيناس المعيدة في قسم علم النفس بجامعة صنعاء ” الحكم من قبل المجتمع بان من يذهب إلى دكتور نفسي الجنوب تعيد الأمر إلى الثقافة العيب التي تحتل مخيلة كثير من الأسر حيث ترى الذهاب إلى الطبيب النفسي عيباٍ رغم معاناة المريض الذي يتجرع مراراته بصمت.

رفضت أسرتي ذلك عدنان الشرعبي ممرض نفسي يرى أن من بين أسباب عدم الذهاب للعلاج النفسي ” قصور وعي المجتمع و اعتبار الأمر وصمة عار على المريض وأسرته , وعن نفسه يقول: أسرتي لم تقبل بعملي كممرض في مصحة نفسية خوفا من أن أتأثر نفسيا متسائلا في الوقت ذاته ما بالنا بالمريض النفسي” وفيما يخص المرأة يضيف الشرعبي” الخوف على مستقبل الفتاة إذا لم تكن متزوجة , لأن ذهابها إلى معالج نفسي يلصق بها صفة الجنون حتى وان كانت طبيعية فيحرمها ذلك الزواج. وينطبق الحال ذاته على المرأة المتزوجة حسب الشرعبي الذي قال: هنا يخاف الزوج من انتشار خبر ذهاب زوجته للعلاج من مرض نفسي لذلك البعض لا يعطي اسما حقيقياٍ للدكتور المعالج بل اسما وهميا ” ويرى الشرعبي ان أكثر المرضى النفسيين هم من المناطق التي ينتشر فيها زراعة القات الوهم والشك.. فيما يوضح الدكتور عبدا لله شويل مدير مستشفى الرشاد التخصصي للأمراض النفسية والعصبية بأن ” المفهوم السائد لدى الناس للمرض النفسي شخص مجنون في نضرهم , ويؤكد أن جزءا من الأمراض النفسية هي أمراض جسدية تسمى الاضطراب الجسدي و وجزء منها اضطراب في المشاعر والوجدان ويدخل فيها القلق والمزاج الزهوي (ارتفاع المزاج) وبعضها طريقة فهم الأشياء كالوهم و الشك والوسوسة – لذا فالمرض النفسي ليس فقط اختلال العقل مع أن اختلال العقل يشكل نسبة من الاضطرابات النفسية تسمي انفصام, مبيناٍ أن النسبة الغالبة من المرضى هم أْناس أسوياء”. وتحدث استشاري الأمراض النفسية والعصبية الدكتور عبدالله شويل” عن عدة أسباب للمرض تتراكم على فترات , منها ما يكون في شخصية الشخص (خْلقي) وأخطاء التنشئة والبيئة, ومنها ما يكون بسبب الأعراض الحادثة والاضطرابات المتجددة” لكنه اعتبر القات سببا مثيرا للمرض النفسي ومشكلة قاتلة خاصة مع تعاطيه بشكل مفرط.

الطب الشعبي وعن المبررات التي بسببها لا يذهب الناس للعلاج النفسي قال الدكتور عبدالله شويل” يعتبر الجهل بالمرض من أهم الأسباب التي تجعل من المريض لا يذهب لمعالج نفسي,فالمريض لا يعرف أنه مريض نفسي إلا بعد أعوام, ثانياٍ التجهيل من قبل المعالجين الدخيلين على الطب كالمشعوذين (المتطفلين) الذين لا يكتفون بالممارسة بل يحذرون المريض من أخذ العلاج, ثالثاٍ كلفة العلاج الباهظة فالخدمة ليست متوفرة للمرضى لأن مراكز العلاج النفسي يقتصر وجودها داخل مراكز العواصم رابعاٍ الخوف من ادمان الأدوية النفسية وعند النقطة الرابعة تحديداٍ يؤكد الدكتور شويل أن هذا الخوف غير صحيح فنشرة منظمة الصحة العالمية – التي تصدرها بشأن العلاجات التي تثبت الإدمان – لا تتضمن العلاج النفسي اطلاقا فالعلاجات النفسية التي يوصي بها الأطباء النفسيين لا تثبت إدمان المرضى ” وحول مسألة التخلص من النظرة السلبية للمرض النفسي يقول الدكتور عبدالله شويل” الوسيلة المتخذة من قبل منظمة الصحة العالمية جعل الخدمة النفسية من ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية في المراكز الصحية والمستشفيات , كذا التوعية الجادة وقبل هذا توعية الأطباء ” في حين يرى الدكتور عيسى عبدالله أن الإعلام لعب دورا رئيسيا في تخويف الناس من المرض النفسي , إلى جانب قصور أداء الجهات المختصة والأطباء النفسيين تحديداٍ إضافة إلى غياب برامج توعوية ترعاها جهات معينة. من جهة نظر الطب الصرفة يشخص الدكتور عبدالله الأشول مدير الشؤون الفنية بمستشفى الأمل المريض النفسي بالقول: هناك معياران للمرض النفسي الأول خلل في وظيفة الإنسان الأسرية أو المهنية , أو وجود مشكلة في تفكيره (وسوسة –شك) أو في الشعور ( الاكتئاب ) أما المعيار الثاني فهو الاستمرارية بما ذكر في المعيار الأول. الحبس ليس علاجاٍ ويضيف مبررات أخرى كانتقادهم بأن المرض النفسي لا يعالج , أيضاٍ الوصمة الاجتماعية أو العار فقد يلجأ أهل المريض إلى حبسه – وخاصة المرأة – بدلا من أخذها إلى طبيب نفسي للعلاج , وقال التخوف من أن العلاجات النفسية قد تؤدي إلى تغير في الإنسان انطباع غير صحيح فالأدوية الحديثة لا تؤدي إلى أي مضاعفات , هذا لا يكفي وحث الأشول المعنيين في الحكومة على الاهتمام بالأمراض النفسية وقال الحكومة تهتم فقط – ينصب على الأمراض المعدية ” وعن الإحصائيات المتاحة يقول الدكتور الأشول “الإحصائيات غير دقيقة وإنما هنالك تقديرات البعض يقول 500الف مريض نفسي والبعض الأخر يتحدث عن مليوني وحذر الأشول من القات الذي قال أنه مادة منشطة تحفز التفكير لدى الإنسان وتزيد من النشاط والتركيز الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الوهم والخيالات وبالتالي فتأثيرها النفسي أكثر من الجسدي “ مبررات ولكن..!! المعالج النفسي عبد السلام اليمني أعاد أن ذهاب اغلب الناس للعلاج النفسي إلى إيمان المريض بالدواء الكيميائي (حبوب ) و انه لا مثيل له فأهل المريض النفسي يرددون كيف يمكن ان يشفى عن طريق جلسات نفسية¿, أيضاٍ الأفكار غير العقلانية التي يروجها المجتمع ان من يذهب إلى طبيب نفسي هو مجنون حتى ولو كان يعاني من سوء توافق مع أسرته , إضافة إلى غلاء العلاج النفسي وطول الجلسات العلاجية والتي تعتبر من أهم المبررات لعدم الذهاب للمعالج النفسي ” أيا كانت المبررات لعدم زيارة طبيب أو معالج نفسي , تبقى الثقافة المغلوطة التي كتسبها المجتمع وروجت لها للأسف بعض وسائل الإعلام هي العامل الرئيسي الذي يجب العمل على تجاوزه ابتداء من إقامة برامج توعية بالمرض النفسي في المدارس والجامعات وان المرضى النفسيين هم أناس طبيعيون لا خوف منهم وان الجميع معرضون لهذا المرض وعلى الجهات الحكومية ايلاء المرض والمريض النفسي مزيدا من الاهتمام والدعم والرعاية.