الرئيسية - تحقيقات - للميناء مواصفات عالمية لكن الإهمال غيبة ملاحيا
للميناء مواصفات عالمية لكن الإهمال غيبة ملاحيا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقاء/ هشام المحيا – خطة تطويرية للميناء من ثمان مراحل وانتشاله من وضعه الحالي مسؤولية الجميع تجميد أنشطة الميناء وعسكرته خدم عصابات التهريب ميناء المخا سيكون الرئة الاقتصادية التي يتنفس عبرها إقليم الجند حركته التجارية والملاحية داخلياٍ وخارجياٍ غرب محافظة تعز عاصمة إقليم الجند وعلى بْعد 40 ميلاٍ بحرياٍ من مضيق باب المندب و3 أميال بحرية من خط الملاحة الدولي ” موضع مرور السفن” يقع ميناء المخا أحد أقدم وأشهر وأهم الموانئ العالمية منذ عهد الدولة الحميرية التي ذكرته في نقوشها وحتى الحرب العالمية الثانية التي قضت عليه بسبب الصراع المستمر بين الدول الاستعمارية للسيطرة عليه نظرا للأهمية الاقتصادية التي يحتلها … في العام 1978م أعيد بناؤه كي يعود إلى مكانه الطبيعي وبعد فترة وجيزة من هذا التاريخ عاد إلى ديدنه الركود والاضمحلال وتحول إلى معسكر وأصبح مسرحاٍ للتهريب المنظم بكل أشكاله … في حوار صريح سلط الضوء على زوايا مظلمة من واقع الميناء وأفق مستقبله ناقشت صحيفة “الثورة” مع مدير عام الميناء محمد أحمد عبد الرحمن صبر الذي تحدث بشفافية عن واقع ميناء موكا ماضياٍ وحاضراٍ ومستقبلاٍ متطرقاٍ إلى أسباب تجميد نشاطه الملاحي ومشاكل التهريب وجهود النهوض به.. كما تحدث عن مفاجأة كبرى للشعب اليمني يعدها الميناء ستعرفونها تباعا في السطور التالية .. إلى تفاصيل اللقاء .

● بداية قبطان محمد يتحدث التاريخ أن ميناء المخا كأقدم وأشهر وأهم موانئ العالم وكان موضع صراع بين الدول الاستعمارية وهدفا رئيسيا في الحروب العالمية … هلا وضعتم القارئ أم صورة مختزلة عن المميزات التي أكسبت الميناء هذه الأهمية وبماذا اشتهر.. ولماذا غالبية اليمنيين لا يعرفون عن الميناء سوى الاسم الذي يقترن غالباٍ باسم عصابات التهريب.. ¿ – يعد ميناء المخا من أقدم واهم وأشهر الموانئ وذلك لما يتمتع به من مميزات ومقومات أهلته لأن يكون أحد مراكز القوى العالمية ولعل أبرز ما يميز الميناء عن غيره موقعه الاستراتيجي بالقرب من ميناء المخا الذي يفصل بين شرق الكرة الأرضية وغربها ويتحكم بحركة سير التجارة العالمية أضف إلى ذلك أن المسافة التي تفصل الميناء عن خط الملاحة الدولي لا تتعدى 6كم الأمر الذي تفقده أغلب الموانئ وعلى رأسها الموانئ القريبة له وهما ميناء عدن والحديدة .. ولعل هاتين الميزتين وهما الموقع الجغرافي والقرب من خط الملاحة جعلتا الميناء محل اهتمام كبير وموضع صراح بين الدول الاستعمارية المتنافسة على مراكز القوى العالمية ومن تلك الدول العثمانيين والانجليز والطليان “ايطاليا” والهولنديين حتى أن الحروب العالمية ركزت على استهداف الميناء لإضعاف قوة الخصم المسيطر عليه وهو ما كان بالفعل . وقد اشتهر الميناء قديما بتصديره للبن اليمني الذي أطلق عليه الهولنديون اسم “موكا كوفي ” أي بن المخا وهو ذات المصطلح الذي يحمل اليوم اسما لماركة عالمية وتتخذه أفضل الاستراحات والمقاهي العالمية اسما لها ورغم كل ذلك نجد غالبية اليمنيين لا يعرفون عن الميناء سوى الاسم والسبب هو سياسة الدولة التي غيبت ذكره من المناهج الدراسية والرحلات التعليمية والإعلام بشكل عام.. واقع ميناء المخا ● الصراع الدائر اليوم بين الدول اقتصادي بحت وهناك تقارير تقول أن ميناء المخا غير صالح للاستخدام ولم يعد ذا فاعليه مقارنة بالسابق .. ما مدى صحة هذه التقارير وما الذي يملكه الميناء في جعبته من متطلبات اقتصادية عصرية لتحريكه مجددا ¿ – التقارير التي أشارت إلى أن الميناء غير صالح ليست دقيقة وتخدم أهدافاٍ مغرضة والدليل أن الميناء يملك حاليا رصيفين الأول بطول 280 متراٍ وعرض 35مترا وبأعماق من 4/5 حتى 4/8 والثاني بطول 150 متراٍ وعرض 35 مترا وأعماق من 7ـ 8 أمتار وللميناء قناة ملاحية بطول 2كم عن منطقة الانتظار وعرض 110 أمتار كما يوجد العديد من الونشات والكلينات التي تستخدم للشحن والتفريغ وفيه عدد من المستودعات الكبيرة لاستقبال البضائع التجارية وتخزينها وله القدرة على استقبال من 30 ـ 40 ألف طن ويوجد فيه حظائر لاستقبال المواشي .. أما المقومات الاقتصادية العصرية فالميناء يمتلك أغلبها إن لم يكن كلها وسأذكر بعضاٍ منها وأولها أنه يعد المنفذ الأول لأغلب سكان اليمن والمغذي الرئيسي لأكبر مدينة صناعية في اليمن ويقع بالقرب من الخط الدولي البري الذي يمتد من منافذ السعودية وحتى مداخل سلطنة عمان الأمر الذي سيعمل على ربط النشاط التجاري في أغلب المحافظات بالميناء أيضا يقع الميناء بجانب أكبر محجر بيطري على مستوى الشرق الأوسط ويملك مساحة جغرافية كبيرة تصل إلى 7كم يمكن إنشاء عليها مصانع كثيرة متعددة المهام وله قناة ملاحية قريبة من العمق البحري ومن السهل إجراء عملية توسيعها وبأقل التكاليف وبناء على الخطط الإنمائية للدولة حاليا فالميناء سيكون بالقرب من محطة التحلية المائية ومحطة توليد الكهرباء بالرياح . موت سريري -رغم كل هذه المزايا التي يتمتع بها الميناء غير أن الملاحظ عليه أنه مر لفترة طويلة وما يزال بحالة موت سريري وانحصر نشاطه على استقبال المواشي وأصبح مسرحا لعمليات التهريب المنظم .. ما العوامل التي أدت إلى تدهوره بهذا الشكل ¿ – هذا صحيح .. مر الميناء خلال الفترة السابقة بحالة موت سريري والسبب في ذلك أنه كان هناك توجه سياسي لتعطيله وتجميد أنشطنه وتحويله إلى ميناء عسكري وهذا أدى إلى إعاقة عمل إدارات الميناء المتعاقبة من مزاولة عملها بفرض النظام والقانون في الميناء كما أدى إلى مضايقة التجار بالابتزاز تارة والعنف تارة أخرى مما أجبرهم على التوجه إلى الموانئ المجاورة وهما ميناء عدن والحديدة… ● ذكرت أن تجميد أنشطة الميناء كان بتوجه سياسي .. هل تقصد أن الدولة تعمدت ذلك .. ولماذا ¿ ــ الدولة بقصد أو دون قصد جمدت أنشطة الميناء ما أوصله إلى حاله اليوم والذي أثبت لنا حقيقة هذا التوجه ما قالته الغرفة التجارية بمحافظة تعز عندما قمنا بعمل استقراء لوضع الميناء حيث أوضحت أن هناك إرادة سياسية لتعطيل الميناء حيث أجبر التجار ورجال الأعمال على التوجه إلى مينائي عدن والحديدة لممارسة أنشطتهم هناك الأمر الذي أدى إلى شل حركة ميناء المخا . أما لماذا فهناك قوى كانت نافذة لا تفكر في المصلحة الوطنية للبلاد .. كل ما في الأمر أن تلك القوى أرادت تجميد الميناء أيام حركة المaناطق الوسطى بشكل عام فأتى هذا القرار لصالح عصابات التهريب وهو ما دفع النظام حينها إلى تحويله إلى معسكر للقوات البرية والجوية والبحرية . ● وما العلاقة بين تجميد أنشطة الميناء وتحويله إلى معسكر وبين عصابات التهريب فالسواحل اليمنية فيها متسع للمهربين ¿ # طبعا .. التهريب الذي كان بالمخا يتم بشكل منظم وعبر الميناء نفسه وهذا يعني أن عسكرة الميناء كان بهدف تسهيل مهمة المهربين . استعادة النشاط # # ما المنجزات التي حققتها الإدارة على أرض الواقع والمعينة منذ عامين ¿ .. وهل تم إخراج المعسكرات من الميناء وماذا عن حركة التهريب النشطة عبر الميناء ¿ # لا شك أن الإدارة الحالية قطعت شوطا ٍ كبيراٍ في سبيل استعادة نشاط الميناء وأول عمل قمنا به هو إخراج المعسكرات من الميناء وكان ذلك بالتعاون مع وزير الدفاع ووزير النقل ومحافظ تعز وقائد المنطقة الرابعة ومن ثم قمنا بعمل نوع من التنشيط الإداري واتباع آلية جديدة لتوظيف الطاقات كما قامت الإدارة بالإسهام في العديد من البرامج والأنشطة التي عملت على تفعيل دور القوى الأمنية المنتشرة على الشريط الساحلي وذلك بهدف مكافحة التهريب ونجحنا إلى حد كبير في القضاء على هذه الظاهرة في الميناء… ● هل تملك الإدارة خططاٍ استراتيجية لإعادة نشاط الميناء ومن ثم تطويره ¿ – بالتأكيد لدينا خطط تهدف إلى استعادة نشاط الميناء وهذه الخطط تحتاج فقط إلى تعاون وزارة النقل ومؤسسة موانئ البحر الأحمر بأن يمنح الميناء الاستقلالية المالية والإدارية حتى نتمكن من انتشاله من وضعه الحالي أما ما يخص التطوير فلدينا دراسة موسعة أعدتها شركة مصرية لهذا الغرض ولإعادة الميناء كميناء عالمي ووفقا لما خرجت به هذه الدراسة فإن مشروع التطوير سيكون على ثمان مراحل وستشمل حيث سيكون هناك رصيف خاص بالشحن والتفريغ ورصيف خاص بالترانزيت ورصيف للمواد النفطية ومشتقاتها ورصيف للمواشي ورصيف للحبوب والمواد الغذائية ورصيف للمواد المعبأة بالحاويات . تمويل التطوير ● الخطط التي ذكرتها تحتاج إلى خطط للبحث على تمويل لها خصوصا وأن الحكومة تعاني من أزمة مالية خانقة .. فهل ستنتظرون تعافي الحكومة أم أن هناك مصادر أخرى ¿ – حاليا لن يتم تنفيذ سوى المرحلة الأولى من مراحل مشروع تطوير الميناء وقد تم الاتفاق بين اليمن وجمهورية الصين الشعبية خلال زيارة الرئيس الأخيرة للصين على تمويل وتنفيذ المرحلة الأولى بكلفة 53مليون دولار وهي بناء رصيف جديد بطول 200 متر وأعماق من 12 ـ 16 متراٍ وتزويد الميناء بعدد من الحاضنات لتسهيل عملية الشحن والتفريغ للبضائع . ● ما الجدوى الاقتصادية من مشروع تطوير الميناء ¿ ـ الجدوى الاقتصادية ستكون كبيرة للغاية فعند الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع التطوير ستتعدى إيرادات الميناء الـ 500 مليار ريال يعني نصف ترليون أما في حال الانتهاء من تنفيذ جميع المراحل ستكتفي ميزانية الدولة من الميناء هذا فضلا عن العدد الهائل من الأيادي العاملة التي سيتم تشغيلها . رئة إقليم الجند ● إقليم الجند يعول كثيرا على الميناء كونه مصدر الدخل الرئيسي الوحيد له في الوقت الذي يتبع فيه الميناء إداريا وماليا مؤسسة موانئ البحر الأحمر .. فهل سيبقى الإسم لإقليم الجند والجسم لإقليم تهامة ¿ – الشيء الذي لا نستطيع تجاهله هو أن ميناء المخا سيكون في المستقبل القريب إن شاء الله بمثابة الرئة التي يتنفس إقليم الجند عبره حركته التجارية والملاحية ونافذة تواصله مع الأقاليم اليمنية الأخرى ومع العالم أيضاٍ.. كونه مورد لأكثر من ثلث سكان اليمن ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى نحاول الخروج بقرار يمنح الميناء استقلالية عن مؤسسة موانئ البحر الأحمر. . أخيراٍ ● كلمة أخيرة تود طرحها.. ¿ – أود أن أقول لجميع أطياف الشعب اليمني: إن ميناء المخا التاريخي تعرض لظلم كبير خلال العقود العديدة الماضية لذا فنحن ندعو الجميع إلى العمل سويا على إخراج الميناء من وضعه الحالي وتطويره ليعود كما كان في السابق كما أتمنى على الحكومة أن تضع الميناء محل اهتمام وأن يكون من أولوياتها حتى نحقق شيئاٍ لأجيالنا…