الرئيسية - تحقيقات - آلات التصوير.. متهمة بتسويق الغش
آلات التصوير.. متهمة بتسويق الغش
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق/ هشام المحيا –

لو كان «يوهان جوتنبرغ» مخترع آلة التصوير الطباعية يعلم أن بعض اليمنيين سيستخدمونها كوسيلة مطورة لإيصال الغش المدرسي ــ بمعناه المتعارف عليها إلى مراكز امتحان طلاب الشهادتين الثانوية والأساسية لما كان اخترعها أو لرمى بنفسه من أعلى شاهق ففي بعض المدارس في اليمن قام بعض الناس من مالكي طابعات التصوير الورقية وبرفقتهم أساتذة متخصصون للأسف لكل مادة بالتوجه إلى مراكز الامتحانات فالأستاذ يحل الأسئلة التي سرعان ما تتسرب في بعض مراكز الامتحان إلى الخارج فيما الطابعة تتولى مهام توزيع الإجابات على الطلبة آليا وبسرعة فائقة كخدمة بسيطة تساعد أجيال الحاضر في القضاء على مستقبلهم … إلى التفاصيل:

موسم اعتاد عليه أناس «ممن لا يرقبون في أجيالنا إلاٍ ولا ذمة» فيعدون الليالي والشهور لوصول موعد امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية فيحملون طابعات التصوير ويتجهون صوب مراكز الامتحانات لمساعدة الطلاب على الغش أو الإجابة على الأسئلة وهنا تنتهي رحلة الألف ميل التي كان قد بدأها طلابنا بخطوة. يترقب الشاب يوسف سيف الذي يعمل في إحدى المكتبات موعد انطلاق الامتحانات الوزارية لمرحلتي الثانوية والأساسية من كل عام فيحمل آلة التصوير المطورة التي تتمتع بمميزات كبيرة كاللمس مثلا فيقطع بها مسافة طويلة ليصل بها إلى المركز الامتحاني كي يبدأ مهمة طباعة إجابة أسئلة نماذج الامتحان بعد أن يجيب عليها أستاذ المادة ويتولى أقارب الطالب مهام إيصال الإجابة إلى قاعة الامتحان . (م ـ س ـ أ) طالب يؤدي امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام يبدو مبتهجا ويحمل في قلبه الكثير من الشكر والامتنان للطابعة لأنها خلصته من الهم الذي كان يحمله وستأتي له بالمعدل الدراسي الذي يطمح به وسيمكنه من الدخول إلى القسم الذي يريده . معاوية محمد طالب في الجامعة كان يطمح بأن يكون طبيبا أو مهندسا على الأقل بعد أن حصل على معدل «90» في الثانوية قبل عامين وحتى تتحقق أمنيته تقدم للدراسة في خمس جامعات حكومية فلم يتم قبوله في أي واحدة مع العلم أنه تقدم للدراسة في أكثر من تخصص ولم تقبله أي جامعة والسبب الطابعة التي خدعته في مستقبله وجعلته يحلم بما لا طاقة له به ولذلك فقد اضطر هذا الطالب للتأخر إلى العام التالي ليجرب حظه مرة أخرى . «صدام محمد» طالب من ضحايا الغش المنظم في مرحلتي الثانوية والأساسية يقول «لقد اصطدمت كثيرا وأنا في الجامعة عندما كنت أجد زملائي في قاعة الدراسة يتفاعلون مع الأساتذة في المواد العلمية التي هي عمق تخصصي وأنا أجد صعوبة في ذلك مما أجبرني على تخصيص وقت كبير لتدارك ما فاتني في الثانوية وهذا الوضع أثر على نتائج المواد الدراسية التي غالبا ما تأتي متواضعة والسبب في هذه المأساة هو الغش في ثالث ثانوي والذي خدعنا بمستقبلنا» ويؤيد صدام الطالب مختار أحمد قاسم الذي قال: إن استخدام الطابعة للغش في اختبارات مرحلتي الثانوية والأساسية يعمق ظاهرة الغش التي تسببت في شل حركة التنمية في اليمن بعد أن أخرجت إلى سوق العمل كوادر غير قادرة على تقديم أي خدمة للمجتمع . وزارة التربية والتعليم ممثلة بوكيل قطاع المناهج علي الحيمي علق على الموضوع بالقول « في الحقيقة قد تحدث مثل هذه الاختلالات غير أننا نحاول بشتى الوسائل أن نحد من الظاهرة حيث نقوم بإنزال لجان من الوزارة ومن مكاتب التربية بالمحافظات لرصد أي اختلالات فإن وجدت فإننا نطبق عليهم الإجراءات القانونية الصارمة « وقد دعا الحيمي المجالس المحلية وكذا العاملين في مراكز الامتحانات إلى مساعدة الوزارة في الحد من ظاهرة الغش بأي طريقة كانت إذ أن تفشي الظاهرة يضر بمستقبل أبنائنا وبناتنا . انتقاد وحلول أما الدكتور طاهر الأهدل رئيس قسم أصول التربية بجامعة صنعاء فقد انتقد بشدة استخدام الطابعة كوسيلة لتسهيل عملية الغش المنتشرة أصلاٍ في عموم محافظات الجمهورية واعتبر العملية بالفساد الأخلاقي الذي شارك فيه كل من أولياء الأمور والمعلمين وأضاف « لكل وسيلة تكنولوجية انعكاسات سلبية تحدث عندما لا توجد المحددات والضوابط لاستخدامها وهو ذات الأمر الحاصل في اليمن كما هو الحال في استخدام آلة التصوير للغش « وعن الحلول يقول « بما أن مشكلة الغش هي عبارة عن ثقافة فعلى وزارة التربية تأهيل المعلمين بما يخدم مكافحة الغش سواء كان الغش بطرقه التقليدية أو عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة « نفحة ضمير أن نستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة كالطابعة مثلا كوسيلة للتخلف وهدمُ مستقبل أجيالنا فهذا يعني أننا ما زلنا في غي الجهل ولذا فإنه يتوجب على المجتمع ككل ووزارة التربية العمل من أجل تأمين طريق مستقبل أجيالنا وإنهاء ظاهرة الغش لا سيما الغش بالوسائل التكنولوجية الحديثة كالطابعة مثلا .