الرئيسية - تحقيقات - أمراض الامتحانات .. “بعبع” يهدد الطلبة
أمراض الامتحانات .. “بعبع” يهدد الطلبة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق /وائل الشيباني – طبيب الطالب أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ طلبة : نعاني من آلام في الرأس ونشعر بالخوف الشديد وضيق التنفس لمجرد دخولنا قاعة الامتحان مراقبو الامتحانات : الطالبات أكثر عرضة لحالات الإغماء وآلام الرأس ونزيف الأنف من الطلاب تزايد معدلات التركيز.. وطول ساعات المذاكرة من أسبابها الرئيسية الخوف والتوتر والضغط الشديد الذي يتعرض له طلاب الثانوية العامة بقسميه العلمي والأدبي وكذلك طلاب المرحلة الأساسية سواء من قبل أولياء الأمور أو مراقبي اللجان الامتحانية أو حتى إطفاءات الكهرباء أصاب الطلاب بعصبية زائدة وحالة من الانعزال قبل وأثناء فترة الامتحانات الوزارية ليصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة عندما نشاهد حالات الإغماء والغثيان والمغص الشديد وطنين الأذن التي تصيب الطلاب أثناء الامتحان …. مزيداٍ من التفاصيل حول تلك الأمراض وعلاقتها بالامتحانات تجدونها في هذا التحقيق الطالبة سعاد ثالث ثانوي علمي مجمع الثورة التربوي للبنات, تحك قصتها مع حالة التوتر الشديد الذي أصابها داخل قاعة الامتحان في مادة الفيزياء, وتقول: عملت ما بوسعي طيلة العام لفهم المادة وسجلت في المعهد التقني في العصر من أجل فهم الأشياء الصعبة في مادة الفيزياء والرياضيات وهذا ما حصل بالفعل ولكن ما حدث لي عكس كل التوقعات, وتضيف: كان أبي وأخي الأكبر يحذراني من مادة الفيزياء وما أن استلمت دفتر الامتحان حتى عجزت عن فهم الأسئلة كلها قرأت القرآن وانتظرت كثيراٍ حتى خف ألم رأسي واستطعت أن أفهم بعض الأسئلة وأجيب عنها ولكن الألم عاد من جديد بالإضافة إلى ألم في العين وصوت طنين في الأذن لم أقو بعدها على المقاومة فشربت دواء يخفف من ألم الرأس ولكن دون جدوى فلم أستطع أن أكمل الامتحان أو النظر للدفتر وما أن حان موعد الخروج كنت من أوائل الطالبات اللاتي سلمن دفاترهن وعدت مسرعة للبيت وما أن دخلت غرفتي حتى بدأ أنفي ينزف وأغمي علي ولم أعرف بعدها ماذا حدث. لقد دخلت سعاد المستشفى وأكد الطبيب لوالديها أنها ضغطت على نفسها بصورة غير طبيعية في الامتحان فكانت هذه النتيجة الطبيعية . نسيان مؤقت الطالب محمد فؤاد يتحدث عن أول يوم له في امتحانات الثالث ثانوي وهو القرآن ويقول: من كثرة ما سمعت من أن ثالث ثانوي يحدد مصير حياتك لا أعلم ما أصابني دخلت قاعة الامتحان وأنا أرجف خوفاٍ وكأني داخل ساحة معركة, وكنت أتمنى الفرار من اللجنة, بقيت على هذا الحال حتى استلمت دفتر الامتحان وقلت لنفسي أبدا بحل الحفظ لأني أحفظ سورة النور عن ظهر قلب فتحت الدفتر فقرأت سؤال الحفظ فلم أستطع إكمال الآيات برغم من أني حفظت سورة النور من قبل الدراسة وكنت أقرأها كل جمعة حتى لا أنساها حينها ازدادت الرجفة وحاولت أن اتذكر الآيات فلم استطع فبدأت بالإجابة عن التفسير والتجويد وعلوم القرآن وعدت إلى الآيات القرآنية فلم أتذكرها وسلمت الدفتر دون أن أجيب على سؤال الحفظ وما إن خرجت من امتحان مادة الإسلامية وصليت الظهر بالمنزل حتى استطعت أن أتذكر بقية الآيات التي أنساني إياها خوفي الشديد من الامتحان . أما الطالب محمد الهجري , الصف التاسع فإنه يشتكي من المراقبين الذين لا يقدرون حالة الطالب النفسية وخوفه من الامتحانات ويزيدون من توتره, ويقول: في مادة التربية الإسلامية لم أتمكن من التركيز بسبب الألم الشديد في رأسي الذي أصابني بسبب المذاكرة على ضوء الشموع وداخل قاعة الامتحان كان ألم الرأس مستمراٍ والمراقب كان يصرخ في القاعة ويشدد على الطلاب ويخبرهم بضرورة المذاكرة منذ أول العام مما زاد من ألم رأسي وكرهت المراقب . حالات غريبة ما أن أدخل قاعة الامتحان حتى أشعر بجوع شديد وألم في رأسي يلازمني طيلة فترة الامتحان, هذا ما أكده لنا الطالب محمد العراسي طالب في الصف التاسع ويضيف: الجوع وألم الرأس داهماني في امتحان مادة القرآن والاسلامية وقلت لنفسي لابد أن آكل جيداٍ في اختبار مادة اللغة الإنجليزية ففعلت وما أن دخلت قاعة الامتحان حتى جعت وكأني لم آكل شيئاٍ وآلمني رأسي وشعرت بالغثيان لا أعلم ما السبب وراء ذلك وكل ما أعلمة أن هذا الجوع والألم لا يؤهلني للإجابة بالطريقة الصحيحة . أما الطالب سعيد عدنان ثالث ثانوي فيقول: كل الاختبارات في حياتي في كفة والاختبار الوزاري في كفة أخرى فالضغط النفسي فيه غير طبيعي, ولا أعلم ماذا يصيبني بمجرد دخولي قاعة الامتحان وكان شيء غريب يكتم أنفاسي ويشعرني بأني في زنزانة مظلمة وأود أن أتشاجر حتى مع نفسي . قلق شديد انتصار الأديمي مراقبة في المركز الامتحاني ابن خلدون, تؤكد على أن الطلبة يصابون بحالات غريبة داخل اللجان الامتحانية وخاصة الطالبات فالكثير منهن يبكين لأتفه الأسباب وغالباٍ ما تكون الطالبة داخل اللجنة الامتحانية منفعلة وتميل إلى الشجار, بالإضافة إلى حالات الاغماء الكثيرة والدوار وألم الرأس المصاحب لألم في العين لذا فأنا أذهب ومعي في حقيبتي مهدئات عامة وقارورتا ماء أعطيها للطالبات وأحاول جاهدة أن أمسك أعصابي في حالة قيام إحدى الطالبات بشتمي أو الصراخ داخل القاعة لتأخر أي شيء . هذه الحالات تحصل عند الشباب داخل اللجان الامتحانية ولكن بصورة أقل, هذا ما أكده لنا المراقب منصور راجح, ويضيف: غالباٍ ما ألاحظ تصرفات غريبة من قبل الطلاب داخل القاعة خاصة وإذا كان الامتحان صعباٍ كالشتم ومحاولة الشجار والضحك بصورة هستيرية وألم الرأس والشعور بالجوع والعطش المفاجئ وما إلى ذلك, ولكني أسعى جاهداٍ لتهدئة الطلاب وتوفير متطلباتهم وهذا ما أستطيع القيام به بصفتي مراقباٍ رأي الطب الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات, أخصائي الطب البشري الدكتور( عبدالله الذبحاني) يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر ,ولهذا يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها, وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء فالخوف من الامتحانات كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كما أن خلايا المخ لا تنشط, فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان .