الرئيسية - تحقيقات - الأنشطة الصيفية في خانة الانتظار
الأنشطة الصيفية في خانة الانتظار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق / رجاء عاطف – الأسر مصابة بالحيرة.. كيف تخطط للإجازة الصيفية في ظل الواقع الراهن التربية والشباب: لدينا خطة وبرنامج جديد.. والميزانية عائق غياب المراكز الصيفية يؤدي بالشباب إلى بؤر التطرف

تعتبر فترة الإجازة الصيفية بالنسبة للطلبة من أهم مراحل العام خاصة وأنها تمتد لفترة طويلة وقد أدركت الجهات المعنية خطورة وقت الفراغ في إجازة الصيف والآثار السلبية التي قد تنعكس على المجتمع المحيط بهؤلاء الطلاب خاصة صغار السن لهذا أعدت برنامجاٍ شاملاٍ للمراكز الصيفية غير أن ذلك مرهون بتعاون الأسرة والمجتمع عموماٍ وقبل ذلك اعتماد الموازنات الكافية لهذه الأنشطة.. وبدون ذلك سيبقى الطلبة عرضة لتوجهات قد تودي بهم في منزلقات التطرف والإرهاب.. نتابع في هذا التحقيق واقع العطلة الصيفية وما الذي تفكر به الجهات الرسمية تجاه هذا القضية الهامة.

براءة عبدالهادي – ستلتحق بالمرحلة الإعدادية العام المقبل تقول : سألعب في الإجازة وأتعلم الأعمال المنزلية لأنه لا يوجد مجال لدينا للالتحاق في المراكز الصيفية كونها ليست قريبة من المنزل . وتوافقها أسماء أبو طالب- في المرحلة الإعدادية التي أضافت أن المراكز هذه الأيام غير آمنة وأسرتها ترفض خروجها من المنزل إلى المراكز الصيفية . وأما محسن القرني- في الصف السادس وجد أن العمل أفضل طريقة لقضاء الإجازة وعلى حد قوله سأعمل أمام منزلي بسطة صغيرة وأبيع فيها وأتسلى مع أصدقائي وأبناء الجيران . وأما ياسر مهدي- في الصف الأول الثانوي – فيريد الالتحاق بفريق كرة القدم الذي شكله أبناء الحارة والمنافسة مع أبناء الأحياء المجاورة . وقد وجد بعض الطلاب أن مراكز تحفيظ القرآن هي الأفضل خاصة وأن الإجازة تأتي مع شهر رمضان المبارك ويجب استغلال الشهر الفضيل بأمور دينية. تخطيط مسبق إن إدارة وقت الأبناء خلال الإجازة الصيفية يحتاج إلى تخطيط مسبق لتعود بالفائدة على الطلاب خاصة ونحن نواجه تحديات شتى فكيف خطط أولياء الأمور لقضاء الإجازة الصيفية ¿! وهنا تقول أنسام.ش إنها خططت لتجعل أبناءها يستغلون الإجازة الصيفية في حفظ القرآن الكريم خصوصاٍ وأنها ستكون في رمضان وتعليمهم الصلاة مع مراعاة ترك مجال لهم ليلعبوا فيه حتى لا يكون هناك ضغط عليهم . الوالد سعد الحاشدي – لايريد أن يغفل عن متابعة أبنائه خلال الإجازة خاصة -وبحسب الحاشدي- ونحن نعيش أوضاعاٍ صحية ويجب اختيار ما يناسبهم لقضاء العطلة الصيفية حتى لا ينجروا وراء الأفكار المتطرفة التي ليس من ورائها غير الضياع والدمار لهم وللوطن وينصح كل ولي أمر بمتابعة ومشاركة أبنائهم القرار فيما سيفعلونه وقال الحاشدي: إن قضاء العطلة في محافظات أو مناطق أخرى ليس مشجعاٍ لعدم استقرار الأوضاع الأمنية ولكن بالإمكان الاستفادة من المراكز المهنية والتعليمية التي ستعود بالفائدة على الطلاب مستقبلا عبر استغلال الوقت وتعزيز ثقافاتهم وتنمية قدراتهم . ومن جانبه يقول صادق العماري : سأشغل وقت أبنائي في الإجازة بالقيام بمساعدتي في أعمال البناء وتحفيزهم بمصروف مقابل ذلك ليعتمدوا على أنفسهم وحتى يظلوا أمام عيني خوفا مما نسمع به الآن وقال :كنت في السابق أجعلهم يلتحقون بتحفيظ القرآن إلا أن الوضع أصبح مقلقاٍ لأن البعض يستغل مثل هذه المراكز لنشر أفكار وتوجهات حزبية متطرفة في أوساط هؤلاء الطلاب الذين جاءوا بغرض التعلم. آلية جديد يقول أحمد سعيد – مدير عام الأنشطة بوزارة التربية والتعليم : يعيش الطلاب في هذا التوقيت من الصيف كثيرا من الفراغ والإجازة الطويلة خاصة الذين انتهوا من امتحانات صفوف النقل وقد وضعنا هذا العام خطة وبرنامجاٍ بآلية جديدة غير التي كنا نعمل بها في السابق لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب وكذلك من شباب الأندية وغيرهم في هذه المراكز الصيفية آخذين بعين الاعتبار كل جوانب القصور التي حصلت في العام السابق وأضاف: أن من أهم الأنشطة التي تجذب الطلاب ويكون الإقبال شديداٍ عليها المنافسة على الأنشطة الرياضية التي تأخذ المركز الأول ويليها أنشطة الفتيات المتميزة في التدبير المنزلي والخياطة والتطريز والأشغال اليدوية وتعتبر من أنجح المراكز إلى جانب الأنشطة والمسابقات الثقافية والقرآن الكريم والأنشطة الدينية والإرشادية والإسعافات الأولية وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها وذلك بالمشاركة مع بعض الجهات التي تنشط في هذا المجال وتابع: لدينا برنامج في وزارة التربية بإقامة مخيمات صيفية إلى جانب المراكز وموقعها في صنعاء لتستوعب عدداٍ محدداٍ من كل المحافظات وهذا ما سيجلب طلاباٍ وشباباٍ إضافيين يقومون بتنفيذ كثيراٍ من الأنشطة إضافة إلى عمل المسرح والأنشطة التوعوية مؤكداٍ أن بعض الأنشطة ترتبط بعملية التوعية بمخرجات الحوار الوطني . تأمين المراكز وعن وضع الجانب الأمني وتخوف أولياء الأمور من مشاركة أبنائهم في المراكز والأنشطة الصيفية أكد أنه سيكون ضمن برنامج هذا العام التنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين المراكز وحماية الطلاب لأنها تعتبر مسألة يقظة لتكون المراكز مهيأة وبنفس الوقت مغلقة ويمنع الدخول إليها لأنه بالإمكان استحداث موضوع البطاقات الخاصة بالطلاب وستكون جزءاٍ من الإجراءات التي تساعدنا على أن لا يتسرب أحدهم إلى المركز بدون بطائق سواء للمعلمين أو الشباب المشرفين وللجان التحكيم وللطلاب كإجراء أمني لينتهي الأمر بسلام . وقال أحمد سعيد :نأمل أن يلتحق جميع الطلاب بالمراكز الصيفية إلا أن كثيراٍ من أولياء الأمور في بعض المناطق الريفية يستعينون بأبنائهم في العمل معهم ومساعدتهم ولكننا نحاول استيعاب كل الطلاب كما في المدن ينتظرون مثل هذه الفرص ويضيف: يجب أن نبتعد عن العمل الجامد والبعيد عن الرقابة وأن نبتكر أساليب تجذب الطالب وهناك الكثير منها ولكن سيظل الجانب المالي والموازنة العامة العائق لأن العام الماضي صرفت المبالغ المالية بعد انتهاء المراكز وهذا أعاق عمل المراكز الصيفية لأننا نريد أن ننفذ برامجنا ونفيد الطالب في الوقت المناسب وختم حديثه بالقول :يجب أن يظل الطالب هدفنا وهذا ما تحرص عليه في وزارة التربية والتعليم وفي وزارة الشباب والرياضة بدلاٍ من أن يكون الطالب هدفاٍ لجهات ضالة تستوعبه ليقوم بأعمال ضارة له وللمجتمع والوطن . تعزيز مخرجات الحوار الإجازة الصيفية مهمة ويجب استغلالها حتى لا يعيش الطلاب في فراغ ويقعون فريسة للأفكار المتطرفة هكذا قال عبدالرحمن حسن الحسني – وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب ورئيس اللجنة الفنية للمراكز الصيفية والمراكز الدائمة لتأهيل وتدريب الشباب- وأضاف: إن هناك جماعات وتوجهات تقوم بأنشطة وبرامج صيفية تستهدف الطلاب مما قد يلحق الضرر بهم من الناحية الفكرية والرياضية والذهنية والسياسية وغيرها والأنشطة الصيفية الرسمية تمنع تلك الأضرار لديهم وأشار إلى أن النشاط الصيفي سيبدأ بعد انتهاء العام الدراسي وسيختلف عن الأعوام السابقة من حيث الأهداف والتوجهات والسعي إلى جانب القيادة السياسية والحكومة من أجل تعزيز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكما ستحظى قضية الإرهاب بمساحة كبيرة في البرامج التوعوية والتنفيذية إلى جانب تعزيز الوحدة اليمنية والحفاظ على الهوية الوطنية لدى الطلاب كونهم يعيشون أمام كثير من التحديات والمخاطر التي تهدد ثوابتنا الوطنية . على مدار العام ويقول الحسني: تم تقييم أداء المراكز الصيفية العام الماضي من حيث السلبيات والإيجابيات وغيرها وثبت عدم جدواها ومن ذلك تم الخروج بتصور ورفعه إلى مجلس الوزراء الذي قرر بدوره تحويل المراكز الصيفية إلى مراكز دائمة للانتقال من العمل المؤسسي المؤقت إلى الدائم للعمل على تأهيل وتدريب وبناء قدرات الطلاب طوال العام وليس فقط في الإجازة الصيفية لأن الفترة محدودة والأموال تصرف في غير محلها وأوضح أنه سيتم افتتاح بحدود 50 مركزاٍ تقريباٍ في عموم محافظات الجمهورية وقد دْشن عدداٍ منها بمحافظات سقطرى والحديدة وأمانة العاصمة وخلال المرحلة الثانية ستدشن في محافظات حجة وتعز وعمران وغيرها من المحافظات وأن المراكز ستقام حتى في شهر رمضان المبارك ولفت وكيل قطاع الشباب إلى أن الإشكالية التي تواجههم جميعاٍ هو أن وزارة المالية لم تعززهم بالمخصصات المالية والإمكانات الكافية لتنفيذ الخطة إضافة إلى الأداء على مستوى الميدان الذي قد تحدث فيه إخفاقات ولكن من خلال الزيارات الميدانية والمتابعة يتم تجاوزها متمنياٍ التجاوب من المالية لتمويل هذه الأنشطة لأهمية شريحة الطلاب الشباب الذين يمثلون الركيزة الأساسية للبناء والتنمية ويمثلون ثروة اليمن الحقيقية. تحصينهم من الأفكار المتطرفة ويوافقه الرأي عبدالكريم الضحاك – مدير الأنشطة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة ومقرر اللجنة الفنية للمخيمات والمراكز الصيفيةº في أن الإجازة الصيفية ستختلف هذا العام من حيث الأهداف والبرامج وستقام الأنشطة الصيفية تحت شعار “معاٍ لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني” إضافة إلى نشر المراكز الصيفية في مختلف المديريات لإتاحة فرصة لعدد كبير من الطلاب حيث سيتم افتتاح من 40 – 50 مركزاٍ صيفياٍ في المدارس التي يتوفر فيها ملاعب وأجهزة كمبيوتر ليضم المركز ما بين 150- 200 طالب وطالبة إلى جانب دعم بعض الجمعيات الخيرية ودور الأيتام التي يتواجد فيها عدد من الطلاب باستمرار ولوجود مراكز نوعية لعمل النشاط الصيفي فيها ولفت إلى أن مكتب الأمانة سيقوم بدعم تجمعات الطلاب الذين يشكلون فرقاٍ من كل الأحياء لخلق جو متكامل معهم بما يفيدهم علميا وتربويا واجتماعيا وثقافيا وخلقيا وتحصينهم من كل أنواع التطرف والإرهاب ويتم دعمهم وعمل الدورات التدريبية والأنشطة للكشافة والمرشدات ليساعدوا فيها رجال المرور والقيام بأعمال تطوعية وبرامج في مجال الدفاع المدني وحملات النظافة والمسابقات الثقافية والصحية والفنية والرياضية والاجتماعية وغيرها كما نساهم في عمل معرض ختامي نجمع فيه كل أعمال الطلاب وتكريمهم ولكن البرامج المتميزة تحتاج إلى دعم. تأخر النشاط وأوضح الضحاك: إن هذا العام هو الثالث الذي تأتي فيه المراكز الصيفية في شهر رمضان المبارك والذي تواصلت فيه الأنشطة حتى نهاية سبتمبر إلا أن القصور يعود إلى عدم الإعلان عن المراكز مما يسبب نوعاٍ من الخمول إلى جانب التأخر في المعاملة وعدم متابعة المحافظات بالاستعداد للمراكز الصيفية في وقت مبكر وهو ما نتطلع إليه منذ خمس سنوات . وشدد على الإدراك بأهمية النشاط الصيفي لأن البعض لا يهتم لدور المراكز والنشاط الصيفي في حين قد يتجه بعض الطلاب إلى أماكن غير تربوية أو يظلون في فراغ ويجب الاهتمام بهم هذا قد ينعكس سلبيا على الفرد والمجتمع والأسرة في حين لايتم استثمار وفراغ الشباب في الأنشطة وغيرها كونها ستخفف من المعاناة . ودعا إلى تكاتف جميع الجهود لإنجاح البرامج القادمة وأن تكون هناك سياسة واضحة وخطة شاملة للإجازة الصيفية وأنشطتها تشترك فيها عدة جهات ودعمها من قبل المجالس المحلية وأن لا يقتصر الدعم على جهة محددة فالمسؤولية تضامنية ومشتركة وأن يكون هناك دور كبير للشركات ولرجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني.