الرئيسية - تحقيقات - الكهرباء في الأرياف .. صرخة مظلومين
الكهرباء في الأرياف .. صرخة مظلومين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

●تحقيق / وائل الشيباني – الأرياف تعيش على أربع ساعات كهرباء كل 24 ساعة ومولدات ديزل لبعض القرى تعمل ست ساعات

مقارنة بالمدن تعيش الأرياف أوضاعاٍ قاسية مع إطفاءات الكهرباء التي تصل إلى أيام وليس ساعات, لتجد حال لسان الريفيين يصدح بعبارة “المساواة في الظلم عدالة” لأن ما يجدونه من مرارة الظلام تجاوز حدود تحملهم. والسؤال : لماذا هذا الظلم الفادح بحق الريفيين¿ أليس من المفترض أن تحدد ساعات الإطفاء بعدالة على الريف والمدينة¿ أم أن لغزاٍ يكتنف هذا الحال¿ نتابع التحقيق التالي :

مقارنة بالمدن تعيش الأرياف أوضاعاٍ قاسية مع إطفاءات الكهرباء التي تصل إلى أيام وليس ساعات, لتجد حال لسان الريفيين يصدح بعبارة “المساواة في الظلم عدالة” لأن ما يجدونه من مرارة الظلام تجاوز حدود تحملهم. والسؤال : لماذا هذا الظلم الفادح بحق الريفيين¿ أليس من المفترض أن تحدد ساعات الإطفاء بعدالة على الريف والمدينة¿ أم أن لغزاٍ يكتنف هذا الحال¿ نتابع التحقيق التالي :

الكهرباء .. ماذا تقصد بهاذ المسمى ¿ فإذا كانت تقصد التيار الكهربائي الذي يتوفر في أفقر بلدان العالم فأرجو منك أن تسلم عليه إذا رايته فهو غائب عنا على الدوام ونتمنى وصوله .. بهذه الكلمات الساخرة التي عبر فيها المواطن علي ناصر عن استيائه التام من القائمين على توفير الكهرباء للمناطق الريفية . الحاج محمد السويدي من أهالي قرية بيت السويد في الحيمة بدا ممتعضاٍ حال الكهرباء في قريته ويقول برغم من أننا قريبين من العاصمة إلا أن الكهرباء التي وصلت لنا بعد أعوام قضيناها بالظلام كأنها غير موجودة فهي أكثر الأوقات خارج الخدمة وأحياناٍ لأيام. أما المواطن أحمد الحمامي يقول: إن الاطفاءت تزداد في بعض الأحيان عن اللازم وهذا مؤسف وقال ما يثيرني أكثر عدم العدل في ساعات انقطاع التيار الكهربائي فهناك أماكن يسكن فيها أشخاص مهمون لا تنقطع الكهرباء عليهم بنفس عدد الساعات التي تنقطع في أماكن أخرى . الطبيب محمد قشنون أخصائي أطفال يؤكد أن انقطاع الكهرباء يؤثر بصورة مباشرة على العمل في المستشفيات وغرف العمليات والعناية المركزة في المدن فما بالنا بالمركز الصحية في الأرياف ومن الأكيد أن هذا الانقطاع المباغت والمستمر للكهرباء في بلادنا يؤثر على حياه المرضى . (ساعات مظلمة ) ساعات الإطفاءت في الأرياف أكثر من المدن هذا ما أكده الأستاذ أكرم مغلس _ مدير إدارة التحكم بوزارة الكهرباء ويضيف نحن نقوم بقطع التيار الكهربائي في الأرياف وداخل المدن مرتين يوميـا ولساعات متفاوتة بحسب الظروف أقصاها عند خروج محطة مأرب الغازية من الخدمة وهنا يجبر المواطن الريفي على العيش ساعتين في النهار ومثلها في الليل في ظل الكهرباء والعشر الساعات المتبقية بدونها وأكد أن حال المدن مغاير تماماٍ فساعات الإطفاءات أقل من الأرياف بنسبة خمس ساعات في النهار وخمس ساعات في الليل وهذه الأرقام تتعلق بالقرى التي تملك كهرباء من الدولة أما باقي القرى فهي تعيش في الظلام حتى يتم عمل وتجهيز المشاريع الخاصة بها.

جدول الاطفاءت وبالنسبة لجدول توقيت الإطفاءت وعدد ساعاتها أفاد مغلس أن إدارة التحكم تسعى جاهدة للتحكم بهذه الأشياء ولكن لحدوث ظروف خارجة عن الإرادة تحصل مشكلات وقال: بالرغم من ذلك فالإدارة تسعى للتوزيع العادل للكهرباء داخل المدن أما فيما يتعلق بالريف وبحسب ساعات الإطفاءت فإنها تعيش في ظل أوضاع بائسة للغاية يحدث في ظل وجود مشاريع كهرباء في بعض القرى لأن هناك بعضاٍ من القرى لا تستطيع الكهرباء الوصول إليها وتم تزويدها بمولدات تعمل بالديزل وهنا يقول محمد سعيد مدير المحطات في كهرباء الريف وفي هذه القرى تصل ساعات الإطفاءات إلى (19) ساعة في اليوم الواحد وتوجد قرى أخرى لم تصلها الكهرباء ولا حتى المولدات التي تعمل بمعدل 6 ساعات يومياٍ ويتحمل قيمة الديزل أبناء تلك المناطق في آخر الشهر. التعرفة يبدو أن الريف لا يعاني من نقص في خدمات الكهرباء فقط ومن زيادة ساعات انقطاع التيار الكهرباء الذي يصل إلى أيام مقارنة بالمدن فالتعرفة المالية هناك مرتفعة عن المدن هذا ما أكدته النسب التي أعطانا إياها الأستاذ / خالد الحمدي _ المدير التجاري للكهرباء بأمانة العاصمة حيث قال داخل المدن تبلغ التعرفة للكيلو من (701 فأكثر19 ريالاٍ) أما في القرى والأرياف من (101 فأكثر 19ريالاٍ ) وهذه التعرفة مجحفة في حق المواطن في الريف الذي يدفع أضعاف المبلغ إذا ما تم مقارنته بالمدن. أما التعرفة في الريف والقرى التي لم تصلها شبكة الكهرباء بعد والتي استطاعت الحصول على مولدات من قبل كهرباء الريف والتي تعمل لساعات قليلة تصل إلى 6ساعات في اليوم الواحد فالتعرفة فيها كما أشار مدير المحطات في كهرباء الريف غير ثابتة فالمسئول عن تحديد سعر التعرفة هي الجهات المختصة بالكهرباء في المديريات والمجالس المحلية فيها لأنهم أصحاب القرار في وضع سعر التكلفة الشهرية الثابتة لكل بيت ريفي وذلك لتأمين وصول مادة الديزل التي تعتمد عليها المولدات في عملها بداخل تلك المناطق. معوقات فيما تحدث المهندس أسامة الفقيه أن المعوقات التي تعاني منها كهرباء الريف والمهندسون هناك كثيرة أبرزها عدم اكتمال مشاريع الكهرباء في الأرياف بنسبة 70% وهذا يعود حد قوله إلى تأخر الميزانية المحددة للمشروع مما يؤدي إلى تأخر إنجاز المشاريع وربما إيقافها وأعاد الأسباب إلى وجود بعض الصعوبات التي تتعرض لها كعدم توفير سكن ملائم وغذاء جيد للمهندسين مما يؤثر على عملنا بالإضافة إلى تأخير المستحقات المالية من قبل المشرفين والمقاولين وهذا كله عائد إلى ضعف الرقابة من قبل الجهات المختصة. لم يختلف معه زميله المهندس / محمد الحمودي في الرأي الذي أضاف معوقات أخرى تواجههم كمهندسين في كهرباء الريف من أهمها عدم تقبل المواطن الريفي لهم وعدم ثقته بمصداقية عملهم وقال: إن ذلك عائد إلى توقف المشاريع في المرات السابقة بالإضافة إلى تعرض المهندسين للاختطاف خاصة في المناطق الجنوبية وذلك لاعتقاد المواطنين هناك أن أجهزة (gps) التي نحملها بأنها أجهزة استخبارية وهناك أيضاٍ الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تواجهنا خاصة في مناطق الثارات والمشاكل القبلية. مشاريع فنية يتوقف الأمر عند هذا الحد من المشاكل والصعوبات التي تواجه المهندسين فقد حدثنا الأستاذ/ إبراهيم محمد الحكيمي رئيس نقابة العاملين في كهرباء الريف بأن المشاريع الخاصة بالكهرباء لا تسير بالشكل الصحيح وذلك لعدة أسباب أبرزها غياب الأمن والدعم المادي والدراسات الصحيحة لتنفيذ هذه المشاريع فبعض الدراسات أجريت قبل سنوات ويتم تنفيذها من قبل الهيئة التي تفاجأ بأن التوسع العمراني قد ازداد مما يؤدي إلى عدم اكتمال المشاريع بشكل كامل ليعود الضرر على المواطن في الريف الذي ظل ينتظر سنوات وما أن يحل موعد تنفيذ المشروع حتى يْعرقل مرة أخرى هذا في المناطق التي قامت المجالس المحلية فيها بمتابعة المشاريع أما القرى والمديريات الريفية التي لم يأت أفراد المجالس المحلية للمطالبة بإنشاء مشاريع للكهرباء فيها فإن الوضع يبقى كما هو , قرى بدون كهرباء إلى أجل غير مسمى هذا بالنسبة للمشاريع التي غالباٍ ما تنفذ في أوقات الانتخابات والتي يتوفر وقتها الدعم لاستكمالها . ودعا الحكيمي الجهات الأمنية لتوفير الدعم اللازم لاستكمال المشاريع وتوفير بيئة آمنة للمهندسين والفنيين الذين يعملون في هيئة كهرباء الريف كما طالب بتوعية إعلامية تستهدف المواطن في الريف وتعريفه بمدى الأخطاء التي يرتكبها أثناء عرقلته سير بعض المشاريع التي تصب في صالحه وقال على الجهات الرقابية البحث عن الأسباب المؤدية إلى عرقلة المشاريع في الريف كهيئة مكافحة الفساد وغيرها من الجهات المختصة لعل ذلك يؤدي إلى سرعة إنجازها ورفع الظلم عن المواطن الريفي. نظام إنقاذ من جانبه أكد المهندس ياسر الجوادي مدير إدارة الطاقة المتجددة في هيئة كهرباء الريف أن الطاقة الشمسية (RED) هي بمثابة نظام للطاقة تستخدم في المناطق مترامية الأطراف ولمساعدة الإنسان في الريف للحصول على الكهرباء فبدون هذه الطريقة حد قوله لن تصل الكهرباء إلى بعض القرى حتى بعد عشرات السنين .. نفس التأكيد أعاده المهندس عبد الجبار نائب مدير إدارة الطاقة المتجددة في كهرباء الريف وأضاف نحن قمنا بتطبيق هذا المشروع لحوالي ( 300 منزل ) في جزيرة سقطرى وأكثر من ( 200 منزل ) في لحج المقاطرة ( محمية أراف ) وغيرها من المناطق وفي الشهر الماضي قمنا بتزويد أكثر من ( 100) منزل بنظام الطاقة الشمسية في النشم ووادي جملية . أما عن تكلفة النظام الواحد أوضح عبد الجبار أنها تتراوح ما بين 800700 دولار وقال هذه المشاريع التي يتم إنجازها صغيرة وذلك لصعوبة الحصول على الدعم المادي حيث أن الدعم الذي يتوفر لنا لا يصل إلى نصف ما نحتاجه وإذا استمر الوضع كما هو فإن الكثير من سكان القرى والجزر سيبقون في الظلام فتوصيل شبكات كهربائية لبعض المناطق أمر مستحيل والطاقة البديلة هي الحل الوحيد والأنسب. وعورة الطريق الطريق في بعض المناطق الريفية وعرة للغاية وهذا أحد الأسباب في تأخر أو تأجيل المشاريع فيها بهذه الكلمات يقول علي محمد سعيد مدير المحطات في كهرباء الريف أن من أسباب بقاء غالبية القرى اليمنية البعيدة بلا كهرباء عدم تمكن إدارة المحطات من إيصال مولدات تعمل بالديزل إلى هذه القرى لعدم وجود طريق للسيارات وقال حتى مع وجودها أحياناٍ لا نستطيع إيصال الديزل خاصة في ظل الأزمة الخانقة اليوم للمشتقات النفطية ( 5-6) ساعات يومياٍ وباقي اليوم يبقى الموطن الريفي في الظلام . مشكلات متراكمة مدير عام مشاريع كهرباء الريف سيف الرماح أكد أن هيئة كهرباء الريف تعاني من نقص الدعم المادي من قبل وزارة المالية ويبرر ذلك بسوء الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في البلاد بالإضافة إلى نقص في المعدات التي تعرضت للحريق خلال أزمة 2011 مما تسبب بفجوة مالية كبيرة ونوه الرماح بأن هيئة كهرباء الريف تسعى جاهدة إلى سد هذه الفجوة وغيرها من الصعوبات خاصة المشكلات القبلية التي تواجهها الهيئة في بعض الأرياف ولفت مدير عام مشاريع كهرباء الريف إلى أن الهيئة تعمل بشكل دؤوب من أجل إغلاق المناقصات وإتمامها لحوالي 100 مشروع متعثر في عموم المحافظات صدد تدشين مشروع الطاقة الخامس في الأيام القليلة القادمة وهذا المشروع يستهدف عدداٍ من المحافظات شبوة والمهرة والجوف والحديدة وريمة ووصابين وأجزاء من تعز.