الرئيسية - تحقيقات - أطباء يحذرون من أطعمة العربات المشكوفة ويقولون: إن زيوت المقليات مسرطنة
أطباء يحذرون من أطعمة العربات المشكوفة ويقولون: إن زيوت المقليات مسرطنة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مواطنون : الشراء من العربات المتنقلة يوفر لنا الوقت والمال حماية المستهلك: نقوم بالتوعية.. والجهات المعنية لا تراقب هنا ملتقى كبير لمجاري العاصمة ومقلب للقمامة يغذيان السكان بالفيروسات والأمراض القاتلة, وهنا بيئة متخمة بعوادم المركبات, وهنا شوارع مكتظة بالمخلفات, ووسط هذه الزحمة تأتي العربات المتحركة المكشوفة وعلى متنها أطعمة وحلويات ومشروبات رمضانية لتلعب بذلك دور الوسيط بين الفيروسات والأمراض القاتلة وبين المواطن المسكين, وفي الوقت الذي يعتبر فيه الأطباء والباحثون الأطعمة المكشوفة من أخطر ما يهدد صحة وسلامة الإنسان خصوصا الأطفال منهم تلعب الجهات المختصة في الحكومة دور “شاهد ما شافش حاجة”.. في سوق الرشيد بأمانة العاصمة يزدحم المكان بالعربات المتحركة وعلى متنها أطعمة وحلويات ومشروبات رمضانية في مدخل السوق يقف شاب في العشرينيات من عمره أمام عربته وأكوام القمامة تحيط به من كل جانب والناس كذلك محيطون به آملين الشراء مما صنعته يد ذلك الشاب من ” سنبوسة ومقصقصات وحلويات ..” غير مكترثين “لأزيز” الذباب الذي يحلق فوق رؤوسهم وغير مبالين بعوادم السيارات التي تمر بالقرب من المكان وكأن الأمر لا يعنيهم.

في ذات السوق ولكن في الداخل تنتشر أكثر من خمس عربات إحداها مخصصة لعصر “الفلفل مع الطماط” في عصارة يدوية وأثناء عملية العصر تلك تأتي الرياح بقليل من الأتربة والهواء الملوث الذي يختلط بالوجبة وعلى الناس أن يأكلوا “هنيئا مريئا”, أما باقي العربات فتوزع مهامها على أنواع الفطائر والعصائر والحلويات وكل هذه العربات لا توجد عليها أية أغطية تحمي الطعام من تلوث البيئة . مثل سوق الرشيد شارع هائل حيث يستغل أصحاب العربات المتحركة زحمة الناس هناك فيصنعون لهم الأكلات الرمضانية وسط مخلفات المشتريات من ملابس وغيرها والتي تتراكم بين ليلة وأخرى.. في وسط ذلكم الشارع يقف الشاب سعيد الحيدري أمام عربته وصوته لا يكاد يفارق مسامع المتجولين هناك وهو ينادي ” حقك يا صائم حقك ” , في إشارة منه إلى حلاوة الفطائر المكشوفة التي على عربته وعلى الرغم من أن المكان الذي يقف فيه سعيد لا يبعد عن مقلب القمامة سوى مسافة قصيرة جدا إلا أن الناس يقبلون عليه وكأن الله لم يخلق سواه . مالك الشاطري صاحب عربة متحركة حدثناه عن خطورة الأطعمة المكشوفة فرد علينا بالقول ” في الحقيقة أعمل بكل طاقتي لأقدم للناس وجبة نظيفة وأقوم بتغطية الأطعمة غير أني لا أستطيع أن أمنع الميكروبات من مخالطة الطعام أثناء البيع خصوصا وأن الجو دائما ملوث “, الشاطري أشار إلى أنه يقوم بهذه المهنة أثناء شهر رمضان فقط لأنه يجني من ورائها أموالاٍ تساعده على إسعاد أسرته في العيد التي تعيش على ما تجود به أرضهم التي قلِ مدخولها بعد أن توفي رب الأسرة الذي كان يهتم بها . أما محمد عبدالودود فهو يعمل في المهنة طوال السنة غير أن رمضان يعد موسم العمل ويرجع سبب بيع الأطعمة في العربات المتنقلة إلى قلة الإمكانيات التي لا تسمح له باسئجار محل والبيع فيه . جميل العولقي “مواطن” يداوم باستمرار على شراء المأكولات الرمضانية من العربات المتحركة غير مبالُ بالأخطار التي تحدق بها فهو ـ كما يقول ـ متوكل على الله ويعلل هذا التصرف بأن العربات توفر الوقت وتختصر المسافات كونها تنتشر في كل مكان أما بالنسبة لعوامل السلامة في تلك المأكولات فيحمل الجهات المختصة مراقبة عملية التحضير والمواد المستخدمة فيها . من جهتها أم عماد توافق العولقي في رأيه وتضيف رأيا آخر حيث قالت “الأطعمة في هذه العربات رخيصة الثمن ولا تحتاج لبذل جهد كبير عند الحصول عليها لأن الأسعار في المحلات الكبيرة مرتفعة, ونحن غير قادرين عليها أيضا هذه المحلات غير متواجدة في الحارات والأماكن القريبة لنا ” ,وأما بالنسبة للمخاطر الصحية التي تتواجد فيها فتقول ” كل شيء مكتوب ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا “

أمراض بالجملة الدكتور بكيل الجديف أخصائي أمراض باطنية أبدى أسفه الشديد من انتشار ظاهرة الأطعمة المكشوفة في الشوارع, خصوصا في شهر رمضان وقال: “نصف صحة المجتمع تأتي من ثقافتهم ووعيهم تجاه ما هو مضر ومفيد لصحتهم ولذلك يقولون (الوقاية خير من العلاج) وعن أضرار تناول الأطعمة المكشوفة يقول “تسمح الأطعمة المكشوفة بانتقال البكتيريا والفيروسات عن طريق الحشرات أو عن طريق البيئة المحيطة الملوثة وتسبب هذه البكتيريا والفيروسات أمراضاٍ عدة كلها تصنف في مربع الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان, ولعل أبرز هذه الأمراض التسمم الغذائي كما أن المتناول للأغذية المكشوفة يبقى عرضة لفيروس الانفلونزا والجدري ويتعرض الأطفال للحصبة وشلل الأطفال والنزلات المعوية وأمراض أخرى كثيرة “ أما الدكتور نبيه الأمين – أخصائي باطنية – أخر فيؤكد ما قاله الجديف ويضيف: أغلب الحالات التي نستقبلها في رمضان هي حالات التسمم الغذائي والتهاب في المعدة وأمراض أخرى أغلبها تعود إلى تناول الأطعمة المكشوفة والتي غالبا ما تأتي من العربات في الشارع”. محمد عبدالعزيز – أخصائي تغذية – حذر من تناول الأغذية المكشوفة في الشوارع, ولفت إلى أن هذه المواد المحضرة في صناعة هذه الأغذية غير معروفة المواصفات, وقال بأن تناول هذه المأكولات يتحول إلى داء وأمراض كثيرة أكدتها دراسات وبحوث عالمية وإقليمية ومحلية .

كارثة الجمعية اليمنية لحماية المستهلك وصفت الأطعمة الرمضانية المكشوفة في الشوارع بالكارثة حيث تعمل على تدهور الصحة المجتمعية العامة, وقال فضل مقبل منصور رئيس الجمعية أن الأطعمة المكشوفة في العربات المتحركة أو الثابتة هي ظاهرة تتجدد كل عام وتزداد تواجدا في شهر رمضان المبارك في ظل صمت رهيب من الجهات التنفيذية المختصة في الوقت الذي تطلق فيه الجمعية أشد عبارات التحذير للمستهلكين بعدم تناول تلك الأطعمة والحلويات ولفت منصور إلى أن الأطعمة المكشوفة التي توجد في العربات تمر بمراحل إعداد وتحضير مجهولة المواد وكذا الجهل بكيفية تحضيرها, فالمستهلك لا يعلم مدى صلاحية الزيوت المستخدمة في تحضير المقليات ولا يعلم ما إذا كان العامل الذي يقوم بتحضيرها نظيفا ويعتني بنظافة أدوات التحضير, إذ تقول الدراسات أن هناك مواد مسرطنة تتواجد في الزيت المكرر الذي قد استخدم مسبقا كل هذا فضلا عن أن البيئة التي تباع فيه هذه الأطعمة أو الحلويات أو المشروبات غير مؤهلة لذلك فهي بيئة ملوثة تحيط بها المخلفات وعوادم السيارات التي تجلب الكثير من المشاكل الصحية للمستهلك وعن دور الجمعية في حماية المستهلك من هذه الأخطار يقول “نحاول إحداث ضجة توعوية للمستهلك عن طريق برامج وإعلانات وبرشورات عبر مختلف الوسائل الإعلامية سواء فيما يخص هذه المشكلة أو المشاكل الأخرى التي يعاني منها المستهلك اليمني”. ولا يخفى على أحد مدى خطورة تناول الأطعمة المكشوفة من على العربات المتحركة أو الثابتة في الشوارع, فلماذا يصر المواطن على تناول السموم بكلتا يديه وهو يعلم خطر ما يقدم عليه ليبقى السؤال المفتوح : لماذا تصر وزارة الصحة وأمانة العاصمة على الصمت المطبق تجاه هذه الكارثة¿