الرئيسية - تحقيقات - الزكاة .. فريضة دينية تتحول إلى منبع للفساد
الزكاة .. فريضة دينية تتحول إلى منبع للفساد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعد الزكاة أحد أركان الإسلام التي يعد تركها أو التقاعس عن أدائها هدماٍ لركن أساسي لا يكتمل البناء إلا به فهي أموال تؤخذ من الأغنياء لتعود للفقراء والمحتاجين كنوع من التكافل الاجتماعي الذي يزرع المحبة والألفة بين الناس ويبني مجتمعاٍ سوياٍ ومتراحماٍ. ولو أدى الأغنياء الزكاة المفروضة عليهم بالشكل الذي أوجبته التشريعات دون تهرب أو تحايل وتم تحصيلها وإعادة توزيعها عبر القنوات والطرق الصحيحة لساهمت بشكل كبير في تحسين ظروف كثير من الأسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها والتي ما فرضت هذه الشعيرة إلا لأجلها ولرفع الفاقة والفقر عنها لكن ما يحصل في الوحدات الإدارية عند جمع أموال الزكاة من المكلفين يحول هذه الإيرادات إلى باب كبير للفساد وضياع لمليارات الريالات دون حساب أو رقابة على من يعبثون بها .

عشوائية وغموض لا يزال تحصيل الزكاة في المديريات والمحافظات فيه العديد من الاختلالات والقصور ولا توجد منهجية واضحة ومحددة تستطيع من خلالها الجهات الإشرافية والرقابية الحصول على بيانات وأرقام دقيقة عن المبالغ التي يتم جمعها وتظهر مواضع القصور والإهمال والفساد ففي حملة تفتيش ميدانية نفذتها وزارة الإدارة المحلية بالتعاون مع وزارة المالية على 162 مديرية في 13 محافظة لتقييم أداء الوحدات الإدارية لعام 2012م ظهرت اختلالات كبيرة فيما يخص الزكاة المستحقة (التحققات) والتي يقصد بها أموال الزكاة التي يتم قيدها في السجلات من قبل إدارة تحصيل الواجبات الزكوية بالوحدة الإدارية بموجب إقرارات المكلفين بمقدار الزكاة الواجبة التي عليهم ويتم رفعها من أمناء الزكاة أو المكلفين الإفراد .. موضحة أن إجمالي أموال الزكاة المستحقة في (104) مديريات فقط وصل إلى مليارين و970 مليوناٍ و660 ألف ريال تم تحصيل مبلغ وقدره مليارين و363 مليوناٍ و52 ألف ريال منه 307 ملايين و312 ألف ريال تم تحصيلها في (41) مديرية زيادة عن المبلغ المستحق المقيد مما يظهر مدى العشوائية وعدم وجود الإحصائيات الصحيحة . وأكدت أن 32 مديرية من التي شملها التفتيش لا توجد فيها بيانات عن المبالغ المستحقة أو ما تم تحصيله وان أكثر من مليار و415 مليون ريال من الزكاة المستحقة في 77 مديرية تحولت إلى بواقي بسبب عدم تحصيلها . وأشار التقرير الصادر عن لجان التفتيش إلى أن معظم التحققات لأموال الزكاة المستحقة الواردة من اللجان لم تكن دقيقة بل وليست واقعية أحيانا فهناك عدد (41) مديرية أظهرت المحصل الفعلي لأموال الزكاة من بعض الأنواع بأكبر من أموال الزكاة المستحقة و (13) مديرية أظهرت محصلاٍ فعلياٍ ولم تظهره التحقق من أموال الزكاة المستحقة بحجة عدم رفع القطاف من أمناء العزل والعدول.

البواقي الزكوية وفيما يخص البواقي الزكوية من الأعوام السابقة فقد تبين أن بواقي 83 مديرية لوحدها بلغت أكثر من 4 مليارات و198 مليوناٍ و762 ألف ريال فيما تحصلت 88 مديرية في عام 2012م على مليار و164 مليوناٍ و572 ألف ريال من بواقي السنوات السابقة منها مديريات أظهرت حجم المحصل ولا يوجد لديه بيانات على البواقي المستهدفة وأخرى جاء المحصل أكثر من المبلغ المقيد .. منوها بأن 57 مديرية لم توضح حجم البواقي الزكوية المقيدة من السنوات الماضية أو ما تم تحصيله منها . أضف إلى ذلك أن معظــم البواقــي الواردة من اللجــان لم تكن دقيقـة كونهــا لم توضــح بشكل دقيق حجم البواقي الزكويـــة والمحصــل منها فهناك عدد (9) مديريــات أظهــرت المحصــل من البواقي ولم تظهر حجم البواقي المقيدة عليها وكذا عدد (4) مديريات أظهرت المحصل من البواقي بمبالغ أكبر من البواقي التي أظهرتها.

المدورات النقدية وأورد التقرير أن المدورات النقدية على مدراء إدارات التحصيل وأمناء الصناديق والمحصلين لا توجد معلومات كافية عنها كما أن معظم مدراء إدارات التحصيل لا يوجد لديهم ضمانات مالية مما يؤدي إلى ضياع أموال الزكاة المستحقة من سنوات سابقة بسبب امتناع المدراء الذين يتم تغييرهم من تسليم ما لديهم من سجلات ووثائق والتي توضح أسماء المكلفين والمبالغ التي عليهم كبواقي وكذا المبالغ المدورة عليهم التي تم تحصيلها ولم تورد للبنك.

الزكاة العينية أما تحصيلات الزكاة العينية فبلغت من زكاة الحبوب نقداٍ خلال العام 2012م 313 مليوناٍ و372 ألف ريال من (114) مديرية منها (80) مديرية تتحصل زكاة الحبوب نقدا فقط و (34) مديرية تتحصل زكاة الحبوب نقدا من بعض المكلفين وعيناٍ من البعض الآخر. وتطرق التقرير إلى أن معظم المديريات التي تحصل الحبوب عيناٍ تقوم بصرفه كإعاشات وجزء يسير من الصدقات مما يعد إهداراٍ لأموال الزكاة بالإضافة إلى أن متوسط سعر بيع الحبوب للقدح الواحد على مستوى إجمالي الكمية المباعة يوضح مدى التدني الشديد للقيمة المباعة من الحبوب .. منوها بأنه لم يتم إرفاق محاضر لعملية بيع الحبوب العينية من المديريات التي تم فيها البيع ولم تتبع الإجراءات القانونية لبيع الحبوب وفقاٍ لقانون المناقصات والمزايدات كما أنه لا يتم إرفاق سندات توريد لقيمة الحبوب المباعة علاوة على أن مبالغ كبيرة تنفق في تحصيل الحبوب عيناٍ تتمثل في تكاليف نقل وتخزين وأجور أمناء مخازن والكيالين ويتحمل المكلف بزكاة الحبوب عيناٍ مشقة كبيرة في عملية التوريد.