الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - تحقيقات - الشعب يرفض التخريب
الشعب يرفض التخريب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

التعقل وقبول الإصلاحات الاقتصادية سيجنب البلد منزلقات الانهيار & الإصلاحات الحكومية الموازية..ستخفف من آثار تصحيح أسعار المشتقات النفطية& & التخريب وقطع الطرقات..ليس حلا..لأنه منحى يهدد أمن واستقرار البلد

بغض النظر عن أن الزمن الذي أصبحنا فيه هو زمن الثورات والتحولات الاجتماعية والسياسية فإننا لم ندرك بعد أبعاد المرحلة وخطورة ما يدور حولنا من مفاهيم تحاول أن تجرنا إلى التيه وعدم الاستقرارº تحمل في طياتها الخلاف والشقاق بين أبناء الوطن الواحد ومن هذه المفاهيم (الحرية المطلقة) التي جعلت البعض يسيء استخدامها تجاه الآخرين سواء عبر وسائل الإعلام أو عن طريق تخريب المصالح العامة وقطع الشوارع وزعزعة الامن والاستقرار وربما ترجع تبعية هذه التصرفات إلى حالة الغليان التي حاولت بعض الجهات استغلالها عقب رفع الدعم عن المشتقات النفطية ومالبثت تبث عناصرها التخريبية في الشوارع والأحياء.. مواطنون كثر عبروا عن رفضهم القاطع لهذه الاعمال وشددوا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وهنا آراؤهم: عبدالجبار مكرد رجل متضرر من الاصلاحات إلا أن الرجل يرفض أن تكون الأعمال التخريبية وقطع الطرقات واحراق إطارات السيارات طريقته في التعبير عن رأيه فهو يرى أن هذه الطريقة تزيد من مآسينا في الحياة اليومية بل وتضر بالمصلحة العامة للوطن والمواطن الأمر الذي نحن في غنى عنه تماما . يتحدث مكرد بهذه الطريقة من الوعي وهو ليس من الطبقة المتوسطة بل هو من ذوي الدخل المحدود إذ يعول أسرة قوام تعدادها ثمانية أشخاص من بنين وبنات ويسكنون في وادُ بعيد عن وسائل المواصلات في منطقة ريفية إلا أن وطنيته والتفكير بعقلانية جعلته ينبذ ثقافة العنف التي قال بأنها وسيلة تزيد الجراح ولا تساعد على تعافيها . دعوات العنف سامي عزيز شاب في مطلع الثلاثينيات من عمره حصل على تعاقد في إحدى الجهات الحكومية بشق الأنفس وعاش العام الماضي على إيقاع التهديدات بالانهيار الاقتصادي للوطن نتيجة الظروف الاستثنائية التي يمر بها فجاءت الاصلاحات الحكومية لتنقذه من شبح فقدانه لعمله بل لتنقذ الوطن بأكمله من شبح الفاقة والتشرذم وعلى الرغم من انزعاجه كثيرا من هذا القرار إلا أنه يطالب المواطنين بتفهم الموضوع وعدم الانجرار وراء دعوات العنف والاحتجاجات الفوضوية وخاطبهم بالقول “نصف البلاء ولا كله” محمد الشامي اشتاط غضبا من قرار الحكومة وقرر النزول إلى الشارع للاحتجاج غير أنه سرعان ما انسحب عندما رأى البعض وقد اتخذوا التخريب كوسيلة للتعبير عن رأيهم فهو يعتبر أن الاشياء التي نقوم بتخريبها هي ملك لنا جميعا وليس للحكومة فالحفاظ عليها أمر غير قابل للنقاش.

أسلوب غير حضاري

زيد عمر يمتلك حافلة كبيرة تعمل بالديزل قال:لاشك بأن تحرير أسعار المشتقات النفطية يبعث الخوف في نفوس المواطنين غير أن التباينات القائمة كافية لاتخاذ هذه الخطوة حيث وصلت أسعار مادة الديزل في السوق السوداء إلى مبالغ جنونية وهذا يؤكد بأن الدعم كان أحد أسباب استغلال المهربين والفاسدين لحاجة المواطنين والمزارعين لهذه المادة المهمة . ويضيف: وهنا نشعر بالألم لأن البعض يعاني من المراهقة السياسية ويسعى لإشاعة الفوضى والاضطراب مستغلا لمثل هكذا ظروف . وقال :أجزم بأن هذا الأسلوب غير حضاري ومن يقوم به هو إنسان مستهتر بالامن والاستقرار مهما كانت مبرراته وادعاءاته.

إضرار بمصالح المواطنين فيما يقول المحامي عبدالسلام المحيا : لايمكن بأي حال من الأحوال أن تعالج الأمور بهذا الشكل ومن يقطع الطريق ويقوم بأعمال الشغب والتخريب إنما يضر بمصالح المواطنين فمتى كان اليمني يقطع الطريق في وجه المرأة والمريض هذا لم يحدث من قبل علينا أن نسمو بأخلاقنا وﻻننجر وراء الدعوات الهدامة ومن يريد أن يعبر عن رأيه فليعبر بطرق سلمية لأن حرية الفرد تنتهي عندما تمس حرية الآخرين بضرر.

فيما عبر رئيس الجمعية الالكترونية التنموية عن رأيه بالقول :هذه طريقه غير صائبة ولهم الحق في التعبير عن سخطهم من رفع الدعم ولكن بطريقة احتجاج حضارية لا تضر المواطنين ولا الأملاك العامة للوطن من مؤسسات حكومية وغيرها.

أسلوب همجي

ويلخص عبدالله السنحاني موظف في القطاع الخاص رأيه بالقول: يحق لأي مواطن التظاهر والاعتصام السلمي في إطار القانون وبعيدا عن العنف والخراب والمساس بمنشآت الدولة والمحلات والشوارع وعدم قطع الطرقات وحرق الاطارات بعيدا عن التعصبات الحزبية والتطرف والتخوين لجهة دون جهة أخرى. وقال : من واقع مانشاهده ونلاحظه أن بعض الجهات تحاول استغلال هذه الظروف وتقوم بالاصطياد في المياه العكرة مع علمهم المسبق بأن تصرفاتهم هذه تؤثر على أمن واستقرار البلد ولاتخدم المرحلة الانتقالية.

كما قال المواطن عزيز ناصر بأن من يسعى لإشاعة الفوضى و تخريب المصالح العامة وقطع الطرقات لايمكن أن يكون صاحب هدف سام ونبيل بل على العكس تماما هو بهذه الطريقة يؤكد على غايته التي يريد الوصول إليها بهذا الاسلوب الهمجي وهو لايختلف عن أولئك الذين يفجرون انابيب النفط ويدمرون ابراج الكهرباء. مضيفا بالقول : مما لاشك فيه نحن لدينا مطالب وطموحات نريد أن تنفذها الحكومة لكن أن يتم التعبير عنها بهذه الصورة امر غير صحيح لانها تتحول عن مسارها الطبيعي لتصبح معالجتها غير طبيعية وبدلا من أن نخدم أنفسنا نضر بلدنا ومجتمعنا.

تصفية الحسابات

ويتحدث حاشد حسين خريج جامعي عن رأيه قائلا:لاتوجد مسلمات مطلقة لا مجال للاقتراب منها وخاصة ونحن في زمن التغيير لكن عندما تصل بنا هذه الحرية المفتوحة إلى غياب المصداقية في معالجة ما تطرحه من قضايا وتحاول ابتزاز العقل البشري بتلقينه كطفل في سنوات عمره الأولى وتدفعه إلى تخريب المصالح العامة وقطع الشوارع و إثارة النعرات وإقلاق السكينة العامة فإن كل هذه الأعمال لاتتوافق والمنطق السليم وتتناقض مع تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا وتحاول هذه الحرية اللامحدودة تحويل شرائح المجتمع المتلائمة إلى أجزاء متناثرة وبذلك فإنها لا تعنينا في شيء ولاتهمنا تفاصيلها ولن نقبل بها على أرض الواقع ولا داعي لوجودها أصلاٍ. وتابع حسين بالقول :في حقيقة الأمر إن استخدام الحرية التي لا تمت إلى معنى الحرية الحقيقة ليس له غرض إلا الأحقاد والانتقام وتصفية الحسابات على حساب مصلحة البلد العليا.

ظروف الوطن

التخريب والعنف وقطع الطرقات بالتأكيد ليس وسيلة ناجحة وسديدة لإبداء الرأي والاعتراض أوالاحتجاج على قرار ما هذا ما قاله المهندس عبدالجليل الذماري في مستهل حديثه عن الأسلوب الذي انتهجه البعض في التعبير عن رأيه في رفضه للجرعة وقال: إن هذه الطريقة لن تزيد الأوضاع إلا مأساوية فعلى الكل أن يعي الوضع الذي يمر به الوطن والمحن التي يصارعها بغية الخروج منها بأقل الخسائر . لكنه يرى في الوقت ذاته ضرورة أن تعمل الحكومة على إيجاد طرق تخفف بها معاناة الناس فلم يعد بمقدور الشعب تحمل مثل هذه الإصلاحات التي يتحمل تبعاتها . من جهته يقول الناشط الاجتماعي أيمن الجمالي إن الإصلاحات أضافت أعباء على المواطن المسكين خصوصا طلاب الجامعات الذين سيتحملون تكاليف كبيرة جدا قد تعرقل مسيرة إكمال البعض لتعليمهم الجامعي ومثلهم العمال بالأجر اليومي الذين سيغرقون في الهموم خصوصا أولئك الذين يحملون على عاتقهم أعباء أسرية كبيرة غير أن الجمالي لا يؤيد أعمال العنف كقطع الطرقات وإحراق الاطارات كطريقة للتعبير عن الغضب . واختتم الجمالي حديثه بدعوة العقلاء إلى نبذ العنف واتخاذ الطرق السلمية المتعددة والكثيرة كطرق مثلى للتعبير عن الرأي .