الرئيسية - تحقيقات - إصابات الحروق في اليمن.. تحدث في المنزل!
إصابات الحروق في اليمن.. تحدث في المنزل!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> الدفاع المدني: الاعتمادات المالية لا تكفي وما نقوم به مبادرات شخصي

■ الغاز المنزلي والوقود المخزن والمياه الساخنة أبرز مصادر الحوادث

صيادلة: ■ أدوية الحروق غالية الثمن وقد يصل سعر بعضها إلى عشرة آلاف ريال تستخدم ليوم واحد

عندما يتعامل شخص ما- بلا مبالاة وعدم إكتراث للخطر تكون المشكلات الكبيرة محققة في أحيان كثيرة ويزيد من تحققها جهل الأشخاص بما يقومون به وتداعياته المميتة أحياناٍ هذا ما لمسته تحقيقات “الثورة” عند زيارتها لمركز الحروق داخل المستشفى الجمهوري وبعد أن أكدت لنا الحالات المصابة هناك أن تعرضها للحرق كان سببه الرئيسي انعدام الوعي بكيفية التعامل مع الشيء الذي تسبب بحرقهم سواء في المنزل أو في مكان آخر.. نقص التوعية أو بالأصح غيابها أدى إلى موت الكثيرين وإعاقة وتشوه من حالفه الحظ وبقي على قيد الحياة بعد تعرضه للحرق فماذا حصل لهؤلاء¿.. ومن المعني بتوعية الناس في هذا الاتجاه¿ ..نتابع:

%96 نسبة الحروق في جسد ياسمين حسب قول الطبيب المسؤول عن الحالة بعد أن حاولت تزويد المولد الكهربائي بالوقود وهو يعمل مما أدى إلى اشتعاله بصورة مفاجئة فأحرق ثوبها حدث ذلك بعد سقوطها على الأرض خوفاٍ من اشتعال اللهب وبيدها دبة مليئة بالبترول الذي أنصب عليها فأحرق جسدها بالكامل هذا ما قاله فيصل زوج الضحية وأضاف: لم تكن زوجتي تعمل أن المولد الكهربائي لا يتم تعبئته وهو يعمل فقامت بصب البنزين بصورة خاطئة لخزان الوقود مباشرة مما أدى إلى تسرب القليل منه للخارج ومن ثم اشتعاله وتابع: لو كانت ياسمين تعلم بخطورة هذا العمل الذي أقدمت عليه لفكرت ألف مرة قبل القيام به وها هي ياسمين تعاني الأمرين وأمل شفائها من الحروق ضئيل جداٍ. لم يكن عبدالسلام أفضل حالاٍ من ياسمين فكلاهما لم يكن يدرك خطورة ما قاما به.. عبدالسلام عامل في أحد المحلات لبيع الهواتف النقالة وقع بنفس الخطأ الذي ارتكبته ياسمين حيث قام بتزويد المولد الكهربائي بالبترول وهو يعمل مما أدى إلى إصابته بحروق جسمية بعد أن اشتعل ثوبه وفقد وعيه وألتهمت النيران جسده وبعد ست ساعات من إسعافه إلى قسم الحروق فارق الحياة.

الجهل هو السبب لا يتم تعبئة الغاز في أماكن مفتوحة أو في المنازل لكي لا يتعرض من يقوم بذلك للخطر هذا الأمر لم يكن يدركه المواطن محمد غالب عندما قام بتعبئة “نوارة الغاز” داخل منزله أمام أفراد أسرته وهذا الأمر أدى إلى انفجار اسطوانة الغاز بعد أن أشعل أحد أبنائه عود ثقاب بالقرب من دبة الغاز وبمسافة ليست بالبعيدة من أبنائه الذين وقعوا ضحية لهذا الانفجار وتسبب في وفاة ثلاثة منهم ومن بقي منهم تعرض للحروق الشديدة وهذا ما حدث مع زوجته أيضا. ربة المنزل أمة السلام بعد أن انتهت من أعمال المنزل توجهت إلى المطبخ لطهي الطعام لم تكن تدرك أن اسطوانة الغاز التي أحضرها زوجها كان الغاز يتسرب منها وبدون أن تفتح نافذة المنزل أشعلت أمة السلام النار فانفجرت أنبوبة الغاز بعد أن تسرب منها جزء كبير من الغاز الذي لم تشتم رائحته في المطبخ وأصيبت على إثرها أمة السلام بحروق وهي الآن في المستشفى تحت الملاحظة.

حروق نارية الشخص الذي يتعرض للحريق مرة لا يمكن أن يعود مرة أخرى إلى نفس السبب وهذا يعود إلى وعيه بأسباب الحروق ولكن بعد ماذا..¿ هكذا أستهل الدكتور غسان البذجي أخصائي حروق وتجميل حديثه وأكد فيه أنه خلال السنوات العشر التي قضاها في هذا العمل عالج الكثير من المصابين وغالبيتهم كان السبب عدم معرفتهم باستخدام الأدوات التي يمكن أن تؤدي إلى حرقهم وكل ذلك عائد حد قوله إلى ضعف التوعية أو انعدامها بالأصح وأيضا ضعف عملية التعليم في اليمن لأن غالبية من يأتي إلى المركز هم من غير المتعلمين أو من الفقراء الذين لم يجدوا فرصة كافية للتعليم الجيد والتعرض لوسائل الإعلام المختلفة كالإنترنت والمجلات العلمية وغيرها الوسائل النافعة ويقدر البذجي نسبة المصابين بالحروق النارية بسبب الغاز والبترول بأكثر من 80% والحروق بسبب الماء المغلي والشاي وما إلى ذلك بنحو 5% وغالبيتهم من النساء والأطفال أما الحروق الكيمائية تصل إلى 4% والحروق بسبب التعرض للضغط العالي للكهرباء تصل إلى 2% وتقريباٍ كل تلك الأنواع من الحروق يكون سببها عدم الوعي بنسبة تصل إلى 90% والإهمال والانتحار بنسبة 10% ونوه إلى نقطة مهمة وهي موجهة لأرباب المنازل حد قوله حيث يجب عليهم التأكد من إغلاق أنابيب الغاز قبل النوم وفي الصباح لابد من فتح النوافذ قبل إشعال البوتاجاز لأن الغاز الحالي لا يوجد فيه رائحة تمكن رب المنزل من معرفة تسربه في المكان الموجود فيه.

لفتة إنسانية أمام نافذة صغيرة داخل مركز الحروق بمستشفى الجمهوري وجدت الكثير من الناس متجمهرين وحاملين بأيديهم روشتات علاجية اقتربت أكثر إلى تلك النافذة فوجدت لوحة مكتوب عليها الصيدلية المجانية انتظرت قليلاٍ حتى خفت أعداد الزائرين ثم سألت سامر القباطي دكتور صيدلي يعمل بداخلها عن الجهة التي تمول هذا العمل فأخبرني أنها تابعة لمؤسسة خيرية وأنها تعطي الدواء بصورة يومية لكافة المصابين في المركز أثار هذا العمل الإنساني اهتمامي فذهبت لزيارة المؤسسة وتدعى البيان وهي المتكلفة بإنشاء هذه الصيدلية فأكد لي محمد زيد إسحاق رئيس المؤسسة أن مؤسسته هي من تتكفل بعلاج حالات الحريق في مركز الحروق وأضاف: علاج الحروق مرتفع الثمن وغالبية المصابين لا يملكون قيمة شرائه خاصة وأنها تصرف بشكل يومي لذا قمنا بعمل هذه الصيدلية الخيرية وغيرها في عدد من محافظات الجمهورية ونسعى في نفس الوقت للتوسع في عدد الصيدليات وفي بناء مركز متكامل للحروق والتجميل في أمانة العاصمة يعالج فيه الناس بصورة مجانية في القريب العاجل. هذه المؤسسة توفر الأدوية لجميع المرضى في قسم الحروق منذ دخول الحالة للمركز وحتى خروجها منه وقد يصل سعر العلاج إلى أكثر من سبعة آلاف في اليوم الواحد للحالة الواحدة ومدة بقاء الحالة لعدة أسابيع يكلف الكثير وهذا العمل حسب قوله خفف الكثير على أهالي الضحايا في المركز وقال لو حذا بقية التجار حذو رئيس مؤسسة البيان في مساعدة الفقراء لكان الحال أفضل مما هو عليه.

التوعية مسؤولية الجميع الدكتور/صالح الحيضاني/ رئيس مركز الحروق بمستشفى الجمهوري يحمل كافة الجهات المسئولة عن التوعية مسئولية غالبية الإصابات التي تصل إلى المركز ويقول عندما نشاهد أو نتلمس أسباب الحروق للحالات هنا فإننا نجد ما يزيد عن %70 من حوادث الحروق سببها عدم التوعية ويضرب أمثلة على حالات كعدم التأكد من إغلاق دبات الغاز أو وضعها أمام الفرن أو التناوير وغيرها الكثير من الأسباب التي تؤدي للحروق في كثير من الأماكن إضافة إلى غياب طفاية الحرائق في المنزل وفي العمل والسيارة وإذا رجعنا إلى سبب كل ذلك فإننا سنعود إلى نقطة رئيسية وهي غياب ثقافة التوعية بالأسباب المؤدية لمثل تلك الحوادث من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها الدفاع المدني وأيضا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولفت إلى دور المدارس والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة التي قال إن دورها كبير وينبغي أن يصل إلى كل الناس كي نحاصر تلك الأخطار الناجمة عن الجهل واللامبالاة.

شحة الإمكانيات لا توجد أبسط الإمكانيات لدينا وما نحصل عليه من مبالغ مالية أو اعتمادات من أمانة العاصمة لا تكفي الموظفين الموجودين هنا فكيف سنقوم بعملية التوعية حتى لو بيروشورات ورقية..¿ هذا ما أكده أمين الخييري مدير مكتب مدير عام الدفاع المدني بالأمانة وأضاف نحن لدينا خطة توعوية متكاملة عن الأسباب الشائعة التي قد يتعرض من خلالها المواطن للحرائق ولكن كما أسلفت لا توجد لدينا أبسط الإمكانيات المادية فكما ترى بعينك هذا المكتب الذي يضم كراسي وثلاث ماسات يعتبر لكل الموظفين هنا من نائب مدير ومحاسب وسكرتير وشئون قانونية ومضى يقول متذمراٍ هذا أكبر دليل على شحة الدعم الذي يمكننا من خلاله التحرك إلى خارج الإدارة وما نقوم به نحن وزملاؤنا من توعية في المدارس والجامعات هو عبارة عن اجتهادات شخصية منا..