الرئيسية - تحقيقات - دماء تسيل.. والسبب الخطاب المتشدد
دماء تسيل.. والسبب الخطاب المتشدد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع / نجلاء الشيباني – > الخطاب الديني المتشدد يقود إلى كوارث تهدد نسيج المجتمع وتلاحمه

> أكاديميون: عدم تجفيف منابع الارهاب الفكرية سيبقي المشكلة قائمة

> التطرف يصنع من جهل الشباب قنابل موقوتة تهدد السلم الاجتماعي

سينتصر الوطن لا محالة أمام آلة القتل والارهاب المنظم الذي يطل برأسه على غفلة من الزمن ليرتكب حماقة جديدة تشوه سماحة واعتدال ديننا الإسلامي الحنيف لكن لابد من وقفة جادة أمام الخطاب الديني المتطرف المشحون بلغة القتل والتحريض ربما تكون هنا شفرة الحل ولابد من أن نبدأ.. فجريمة قتل 14 جندياٍ في حضرموت ماهي إلا فصل جديد من فصول ارهاب يتمدد بين ظهرانينا وبتكاتف الجميع يمكن إيقافه.

يرى الدكتور/ عبدالباسط الحكيمي – أستاذ في جامعة صنعاء/ بأن نشر ثقافة الغلو والتطرف بين أوساط البسطاء له عواقب وخيمة على البلد وسيكتوي بنارها من يعمل على تعزيز هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعنا اليمني والغربية عن الإسلام السمح لأن هذه الثقافة ستعمل على تفتيت النسيج الاجتماعي لأبناء المجتمع وبالتالي يقع على عاتق الدولة بتر هذا الداء قبل أن يستفحل واقتلاعه من الجذور وتجفيف منابعه تماماٍ والضرب بيد من حديد كل من يدعم ذلك الخطاب مهما كان عنوانه أو موقعه أو مركزه. فيما يقول الدكتور/عبدالملك حميد الدين – أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء: لا شك أن وقود الفتن هم المشحونون فكرياٍ.. تعبئة خاطئة وفي طليعة أولئك الشباب المنقاد عاطفياٍ لأنهم شعلة نشاط إن لم يتوجهوا إلى البناء والتنمية فإنهم سيتوجهون إلى بغض الآخر.. ونحن نرى كيف يساق مثل هؤلاء إلى الانتحار باسم الشهادة وإلى القتل بالجملة وكم من شباب شحنوا بتكفير الآخر تركوا أوطانهم وأهلهم وارتموا في أحضان الإرهاب الذي جعل منهم أدوات طيعة بيده ليخلق منها قنابل موقوتة يفجرها هنا وهناك ويتساءل الدكتور حميد الدين في نهاية حديثه عن غياب الدور الذي يلعبه العلماء في تحصين الشباب من هذا الشحن المدمر. شيطنة الخصم الباحث عمار السوائي /يؤكد أنه في الآونة الأخيرة شاع خطاب كراهية وتحريض ضد الآخر المختلف عقائدياٍ في الفضاء العام تعالت معه قيم السقوط ووجدت فسحتها في تجريد هذا الخطاب من كل ما يعقلنه.. وقال إن استدعاء الموروث الديني بدلالاته التصادمية وسيلة مناسبة يتبعها أصحاب هذه الأفكار للتعبئة الذهنية الجمعية واستدراجها إلى خانة القبول بشيطنة الخصم واعتباره خارجاٍ عن القبول والإجماع. ويضيف السوائي: طالما ظلت المراكز الدينية مكاناٍ لنشر خطاب التحريض والعدائية فإن الراغبين في تطهير الأرض من العدو المبين المختلف معهم عقائدياٍ وسياسياٍ سيزداد مع انتشار مثل هذا الخطاب لتجد في آخر المطاف جيوشا من جماعات الحمية الدينية أنصار الله وأنصار الشريعة مليشيات التيارات المتشددة وستستمر حركة هذه الجماعات باتجاه تفريغ الدولة من مبررات وجودها ضمن فرضية الحلول الاجتماعي فتقوم بنسج التحالفات وتقدم الخدمات وكسب ولاء الكتل الاجتماعية المحيطة بها لضمان حيازة الحاضن الاجتماعي الأمثل في طريق سعيها للسيطرة على كل شيء وفرض نفسها على الجميع في البلد. فيما ترجع الناشطة ماجدة عبدالمطلب تصاعد حدة الجرائم الارهابية إلى تباطؤ الجهات المعنية في مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه الفكرية وقالت: لابد من الضرب بيد من حديد تجاه من يمارس جرائم الإرهاب أو يتستر عليها وهذا سيعزز من هيبة الدولة وتحجيم نشاط الإرهابيين. الخطاب الديني فيما يؤكد أحمد القاسمي محلل سياسي على أهمية وحدة الخطاب الديني وتجنب إقحامه في الأمور البعيدة عنه ويضيف أن الخطاب الديني المتشدد يقود إلى تنازع ومن ثم إلى صراع وقد يكون صراعاٍ مسلحاٍ وعنيفاٍ ومدمراٍ خاصة إذا كانت الأطراف المتخاصمة مسلحة أما إذا كانوا ديمقراطيين فسيصبح الصراع ثقافياٍ وفكرياٍ وإعلامياٍ وقد يتيح ذلك حواراٍ ديمقراطياٍ وهذا المطلوب ومن يملك الحجة هو من يثبت فكره ورؤيته وتوجهاته . تعبئة خاطئة ومن ناحيته يرى فؤاد الصياد, حقوقي ومحلل سياسي – بأن السبب وراء انتشار مثل هكذا خطاب متشدد وتحريضي على القتال يرجع إلى ظروف المجتمع من حيث الاستقرار الأمني والمعيشي عند ذلك تتولى الجماعات الإرهابية مهمة استقطاب بعض الشباب المتحمسين والذين لا يفقهون القواعد والمفاهيم الحقيقية لهذا الدين ومن ثم تدريسهم لفترات وإقناعهم بأن هذه الجماعة هي المنقذة لهذا العالم وأنهم على النور والبقية في ظلام دامس وهي تنفك عن غرس المفاهيم والآراء المغلوطة لدى أولئك الشباب وأنهم على الحق دون سواهم. وقال تكمن خطورة هذه الجماعات في أنها خلايا سرية وهذا ما يشكل صعوبة لدى الجهات الأمنية في عدم فك خيوطها وتابع بالقول على العموم هذه الجماعات بمختلف أشكالها تمارس الخطاب الديني الخاطئ والمتشدد وتعمل على إقناع أعضائها بأنهم الأوصياء على هذا الدين فيحرمون ويحللون ويسعون لإقناع من حولهم بأنهم أنصار الإسلام على الأرض.. وهؤلاء تناسوا أن حب الوطن هو من الإيمان ومن هذا المنطلق فإن المخاوف تزداد أكثر عند تعبئة أولئك الأفراد التعبئة الخاطئة مما قد يؤدي في أغلب الأحيان إلى نشوء حالة من الاحتقان لا تخدم سوى أعداء هذه الأمة والذين هم في الأغلب من يديرون ويخططون لهذه الجماعات ويتحكمون في زمام أمورها ويعملون بصورة غير مباشرة على تنمية التعصب المذهبي وتوسيع ثقافة البغضاء والكراهية وتعميق الفجوة أكثر من أجل هدم نسيج المجتمعات العربية. أفكار متشددة ومن جانبه لم ينكر عبدالغني الحداد – قانوني وجود تعبئة دينية خاطئة ومشحونة داخل الجماعات الإسلامية المتطرفة ويقول: للأسف هناك جهات تحمل أفكاراٍ مذهبية متشددة في ديننا الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال ينتج عنها ممارسات إرهابية دخيلة على الإسلام ومثل هذه الجماعات التي تزج بشباب اليمن وأطفال المسلمين تهدف من وراء ذلك إلى أغراض سياسية أو مذهبية وبلا شك فهذه الجماعات لا تحمل ديناٍ ولا عرفاٍ.. الأمر الذي يؤدي إلى اقتتال أبناء الوطن الواحد بل حتى الأخ وأخيه . لم يختلف معه فريد العجل – ناشط حقوقي في كون التعبئة الدينية الخاطئة المصبوغة بلغة الدم تحمل ابعاداٍ خطيرة على المجتمع ويضيف الإرهاب والعنف أديا إلى تفكك نسيج الوحدة الوطنية وتدمير الممتلكات وساهم في زعزعة أمن واستقرار المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. لتبقى اليمن في مواجهة مع الارهاب الذي أخر التنمية والتطور بشكل عام.