الرئيسية - تحقيقات - أطباء: سرطان الفم والبلعوم والجهاز التنفسي والمعدة من أسبابه تناول الشمة
أطباء: سرطان الفم والبلعوم والجهاز التنفسي والمعدة من أسبابه تناول الشمة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> علماء النفس: تولد لدى متعاطيها شعوراٍ بالضيق ومعها يصبح المتعاطي أسير الإدمان

> محلات بيع الشمة: الشباب والفتيات أكثر الفئات إقبالاٍ على الشمة الهندية المْختمة

> شباب وفتيات يؤكدون أن رخص ثمنها ورائحتها الطيبة وسرعة مفعولها أسباب تدفعهم لتعاطيها

مواكبة التطور تكمن في فهم وتطبيق كل ما هو جديد نافع هذا ما يجب أن يفهمه الكثير من الشباب ويعمل به ولكن ما يحدث للأسف هو عكس ذلك تماماٍ فالشاب اليمني يبدع في تجربة كل جديد سيئ … الشمة الهندية أصبحت موضة الشباب والشابات في الآونة الأخيرة والسبب تجربة نوع جديد من الكيف ذو شكل جميل وأقل ضرراٍ كما يعتقدون وذلك لكونه مغْلفاٍ بغلاف أقرب في شكله إلى بودرة عصير “البرتقال” تفاصيل أكثر حول الشمة الهندية وتعاطي الشباب لها وأضرارها الصحية في التحقيق التالي ..

الشاب حسن شنواح بالرغم من كونه رياضياٍ يمارس رياضة الجو دو إلا أنه أدمن تناول الشمة الهندية بل بات يعشقها كما أوضح لنا ويقول: لكوني أمارس الرياضة ولا أحب التدخين أبداٍ إلا أني رأيت في هذا النوع من الشمة الملاذ الآمن لحصولي على “كيف” يريح دماغي كباقي الشباب لذا قمت بتجربة هذه الشمة التي يطلق عليها اسم ( حوت ) للمرة الأولى في النادي لأشعر بالراحة والكيف الذي حدثني عنه زملائي مضيفاٍ بالقول وفعلاٍ شعرت بذلك لذا فأنا أداوم على شرائها كل يوم تقريباٍ منذ أربعة أشهر حتى أني أصبحت أعشقها ولا أستطيع الاستغناء عنها ولا أظن أنها مضرة بالصحة وإلا لشعرت بالضرر منها. ( انتشار مخيف ) أسامة معمر عامل في مقهى انترنت يقول :أصبح الكثير من الشباب في الحي وداخل مجالس القات يتناولون مثل هذا النوع من الشمة بشكل يدعو للدهشة وعن انتشار الشمة الهندية في الوسط الذي يعيش فيه يجيب معمر :أرى كثيراٍ من الشباب الذين يداومون في الحضور إلى مقهى الانترنت الذي أعمل فيه يتناولون هذا النوع من ألشمه الهندية وعند سؤالي لهم عن سبب تناولهم هذا النوع بالتحديد دون غيره يردون علي بالقول إن هذا النوع ليس كباقي الأنواع المحلية من ذوي الرائحة الكريهة الذي يجبرهم على البصق فهذه الشمة لها رائحة جميلة بالإضافة إلى أنها نظيفة وتباع داخل أكياس ورقية صغيرة يضعونها فوق اللثة بكل سهولة وتعطي مفعولاٍ سريعاٍ بالراحة كما قالوا لي . الشمة تبقى شمة ” أنصح أصدقائي دائماٍ بعدم تناول هذا النوع من الشمة الهندية وأقول لهم الشمة تبقى شمة سواء كانت هندية أو يمنية وأضرارها لا تختلف عن غيرها و لكن لا حياة لمن تنادي” بهذه الكلمات عبر إسماعيل صالح طالب بكلية الإعلام عن أسفه الشديد لتناول أصدقائه في الجامعة الشمة الهندية التي تباع في البقالات ويضيف: أن تباع هذه الشمة بأكياس نظيفة لا يعني أنها غير مضرة ومن ناحيتي أتمنى من الجهات المختصة أن تمنع استيراد مثل هذه الأشياء وأن تصادرها من السوق قبل أن تنتشر أكثر. ( تضارب الآراء ) أبوبكر مهيوب /سائق تاكسي يؤكد لكاتب التحقيق بأن هذا النوع من الشمة لا يؤثر كثيراٍ على من يتعاطاه فهو يتناولها غالباٍ ولا يشعر بغثيان أو دوار كما يروج البعض . أبوبكر يضع أربع قطع من الشمة الهندية في فمه دفعة واحدة دون أن يشعر بأي أعراض جانبية ويستمتع بتعاطيها فهي حسب قوله تعدل المزاج وتذهب ألم الرأس ويضيف هذا النوع من الشمة خفيف بعكس الشمة البيضاء الحادة ويستطيع أي شخص تناوله حتى الفتيات التي أكد لنا أنهن يتعاطينها في بعض المحافظات الجنوبية بكثرة. أما عبد الرحمن الحاشدي مصمم دعوات فإنه يرى عكس ذلك تماماٍ يقول: جربت مرة أن أتناول الشمة الهندية التي تسمى بالحوت فشعرت بالغثيان والدوار الشديد ولم أقو بعدها على الوقوف فاتكأت على الجدار وأفرغت كل ما في معدتي أمام أصدقائي الذين كانوا يضحكون علي قائلين لا تقلق ستتعود بعدها أقسمت أن لا أكرر هذا الفعل وتعجبت من سبب إصرار أصدقائي على تناولها برغم نصحي المستمر لهم بالعدول عن ذلك ويضيف بالقول: بات أصدقائي على مدمنين على تعاطيها يومياٍ حتى أني.. تفاجأت حين عاد أحد أصدقائي من خولان لشرائها ثم العودة مرة أخرى في نفس الوقت ولم أتصور أن يبلغ بهم الإدمان هذا الحد . ( انتشار واسع ) سعدون صاحب بقالة يشير الى أن الشمة الهندية التي تباع بأكياس مختومة تلقى رواجاٍ واسعاٍ خاصة عند المراهقين وعاملات النظافة ويحدثنا سعدون عن تفاصيل أكثر بقوله : في بادئ الأمر كنت أرفض شرائها من الموزعين الذين يأتون إلى البقالة ولكن بعد تزايد الطلب عليها قمت بشرائها وبيع الكيس الواحد الذي يحتوي على ثمان قطع ومغلفة بورق خفيف بـ (50 ريالاٍ) وقلت لنفسي إن الطلب سيخف عليها مع الأيام ولكن ما حدث عكس ذلك تماماٍ حتى وصلت إلى أني أبيع أضعاف الكمية التي كنت أبيعها في بادئ الأمر . ارتفاع منسوب الإقبال على الشمة الهندية في العاصمة حسب مشاهدات كاتب التحقيق والإجابات التي حصل عليها من الباعة أنفسهم بات واقعاٍ محققاٍ وطبقاٍ لصاحب محل بيع التْمبل وألشمة في شارع هائل فقد أكد أنه كان يبيع: 2 كيلو من الشمة السوداء في اليوم الواحد بعد أن يقوم بتعبئتها في أكياس صغيرة ولكن في الآونة الأخيرة وبعد ظهور الشمة الهندية المغلفة قِلت نسبة مبيعات الشمة السوداء المحلية وتوجه الكثير من الزبائن لشراء هذه الشمة المستوردة . وعند سؤالي لبائع الشمة ذاته عن مكونات هذه الشمة أجاب لا أعلم بالضبط مما يتكون هذا النوع وما أعرفه أن الشمة تتكون بشكل عام من أوراق التبغ المحروقة والمجففة بالإضافة إلى العطر والمضاف إليها الطحين والملح والرماد والاسمنت وغيرها من المواد وهناك شمة لا يضاف إليها تلك المواد . ( سرطان الفم والبلعوم ) وتشير الإحصائيات إلى أن اليمن تحتل المرتبة الأولى عربياٍ في عدد مرضى السرطان, ويعد انتشار مرض سرطان الفم والوجه في أوساط سكان الساحل الغربي لليمن على نطاق كبير خلال الأعوام الماضية, نظرا لتعاطي معظم سكان تلك المناطق لـ “الشمة”, حيث وان نسبة 90 ـ 95% من مرضى السرطان المصابين بسرطان الفم هم ممن يتعاطون الشمة منهم أكــثر من 50 %مصابون بسرطان اللثة. وبحسب تخصصه يؤكد الدكتور عبد الرحمن احمد /أخصائي باطنية أن الشمة بشكل عام خطرة على صحة الأسنان سواء المطحونة محلياٍ (البيضاء – والسوداء ) والمستوردة من الخارج.. ويضيف متعاطي الشمة .. أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السرطانية وخاصة سرطانات الفم والبلعوم والجهاز التنفسي و المعدة وهذا ما أثبتته الدراسات التي أجريت على الأشخاص المصابين بهذه الأمراض ليس هذا فقط بل للشمة أضرار أخرى على اللثة وكذلك على نفسية متعاطيها .

( التحول للإدمان ) يرى علماء النفس والاجتماع من جهتهم أن الشمة بشكل عام وأي شيء يحتوي على مادة النيكوتين بكميات كبيرة تجر متعاطيها إلى الإدمان دون أن يشعر ليتحول من شخص حر إلى أسير للإدمان الذي يدفعه إلى إلحاق الضرر بنفسه صحياٍ من خلال إصابته بسرطانات عديدة , ونفسياٍ لشعوره بالضيق كلما فقد القدرة على توفير أكياس الشمة بالإضافة إلى النظرة السلبية من قبل أفراد المجتمع لمن يتعاطى مثل هذه الأشياء لهذا يطالبون أن يتحمل الجميع مسؤوليته داخل المجتمع بداءٍ بالأسرة التي تلعب دور الرقيب والمدرسة والمساجد والتي تعتبر أهم منابر التوعية وكذلك الجهات المختصة بصحة المجتمع عبر مصادرة هذه المنتجات السلبية من الأسواق ومنع استيرادها .