الرئيسية - تحقيقات - نفسيات وصفات الإرهابيين تحت مجهر التحليل النفسي
نفسيات وصفات الإرهابيين تحت مجهر التحليل النفسي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

العملية الإرهابية التي استهدفت عدداٍ من جنودنا البواسل والتي نفذتها عناصر الشر والظلام غدراٍ وخيانة أثارت العديد من التساؤلات والجدل أيضاٍ ولكنها في نفس الوقت خلقت إجماعاٍ وسخطاٍ شعبياٍ غير مسبوق تجاه الإرهاب مهما تعددت خلفياته ودوافعه . خصوم الدولة والساعون لإفشال المرحلة الانتقالية أكثر من طرف . ويأتي في مقدمة أولئك تنظيم القاعدة والذي أعلنها حرباٍ مفتوحة توعد بها الرئيس عبدربه منصور هادي منذ الأيام الأولى من انتخابه في فبراير 2012م . واعتمد التنظيم الإرهابي فيها أساليب غير إنسانية من خلال اغتيال القيادات العسكرية ورجال الأمن إلى هجمات إرهابية لمعسكرات ونقاط ومبان أمنية مع تنفيذ جرائم لاتستطيع أن تصفها الألسن إلا بالحيوانية واللادينية واللاإنسانية..هنا نقرأ تحليلاٍ نفسياٍ لهذه العناصر الإجرامية في حوار أجريناه مع الدكتور عدنان الشرجبي أستاذ علم النفس في جامعة صنعاء..

* كيف تقرأ جرائم تنظيم القاعدة في بلادنا¿ وما الذي أوصل هذا التنظيم إلى هذه الوحشية¿ – في علم النفس تقرأ هذه المسألة على أنها شحنة مرضية موجودة داخل الشخص حيث يقوم بتنفيذ هذا العدوان تجاه الآخر فالجماعات الإرهابية تستغل الأشخاص المأزومين واستخدام طاقاتهم الكامنة بشكل سلبي وسيء من أجل تحقيق أهداف دنيئة وهذه المسألة ليست دينية ولا إسلامية فمن المعروف أن الدين الإسلامي مبادئه غير دموية و?يمكن لأي دين أو منهج أن يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء المجرمون فمن المعروف بأن الأرض يوجد بها ديانات متعددة نظرية وسماوية وكلها تريد الوصول إلى أوضاع آمنة لحياة الإنسان فما بالنا بالإسلام وهو دين الحق والسلام والهداية فالإسلام أمر بالحفاظ على الحياة وهؤلاء يقتلونها وهنا تناقض واضح وفي هذه الحالة فهؤلاء يصرون على مخالفة شرع الله وأوامره ونواهيه. استقطاب ممنهج * كيف يستطيع أمراء هذه العناصر الضالة أن يقنعوا عناصرهم بارتكاب مثل هذه الأعمال الوحشية ¿ – سبق وأن بينا مراراٍ وتكراراٍ أن الجماعة الإرهابية تستقطب الأشخاص المأزومين والذين يعانون من مشاكل موجودة في الحياة كما تقوم باستقطاب المراهقين قليلي الوعي ومعدومي التفكير وقد تستغل أشخاصاٍ تعرضوا لانتهاكات سابقة أو لديهم عداء قديم فيلجأون بهذه الطريقة إلى الانتقام حتى ولو من أشخاص أبرياء .. وبعد أن يتم استقطابهم يتم شحنهم بفكرة عقلية فيحولونهم إلى مرحلة الاستعداد القتالي .. وللأسف مجتمعنا ?يزال يجهل قواعد التربية الصحيحة للناشئين فعندما يخرج هؤلاء إلى هذه الجماعات نطرح سؤالاٍ منطقياٍ ونقول أين الأسرة¿ وأين متابعتها لأبنائها¿ لماذا يترك هؤلاء لمثل هكذا جماعة دموية¿! وفي حقيقة الأمر لو تتبعنا اعترافات من تم استقطابهم لأدركنا بأنهم يظنون أنهم يحسنون صنعاٍ مع أنهم يخالفون دين الله والسبب بأن من دربهم وشحنهم بهذه الأفكار قد قام بغسل أدمغتهم وهيأهم بالصورة التي يريد.

* ماهو الأثر المترتب الذي ينعكس على المجتمع عندما يشاهد مثل هذه الجرائم بحق جنودنا الأبرياء¿ – غالباٍ الآثار النفسية تترك لدى الأشخاص طبقاٍ لصفاتهم الشخصية لكن بصفة عامة لاشك بأن هذا المشهد يخلق حالة نفسية سيئة لدى الأفراد فيتأثرون ويميلون بكثرة لمشاهدة أفلام العنف والرعب لكن هذه الأحداث كونها واقعية تترك لديهم شكلاٍ من أشكال الكآبة وحزنا على سفك دماء أبناء جلدتهم وهذه الأحداث ?شك أنها تجعل المجتمع داخل دائرة الحزن ولأسابيع لكن لها إيجابيات كبيرة فهي تعزز من تلاحم المجتمع وتزيدها قناعة بضرورة محاربة هذه الجماعة المارقة وتزيد الوعي لدى المجتمع في مسألة التربية والتنشئة. ضمائر ميتة * لماذا يصر هؤلاء أن يصبغوا أعمالهم بصبغة الإسلام مع أنها ليست من الإسلام في شيء¿ – نحن دائماٍ في علم النفس نقول بأن من يريد أن يقوم بعمل سيئ وقبيح ?بد أن يصبغ هذا العمل بصبغة مقبولة فلماذا يتواجد هؤ?ء الإرهابيون في أكثر من دولة عربية ولهم فيها ذرائع وصبغات يتحججون بها وهم يقومون بأعمال القتل وبأبشع الأساليب والتي يغلفونها بالإسلام لإرضاء ضمائرهم الميتة ولكسب المزيد من الأنصار المأزومين .. ونحن للأسف نرى هؤلاء يقتلون ويذبحون باسم الله ويشردون الناس من مساكنهم باسم الله وهنا أدرك المجتمع المسلم بأن هذه الفئة تلعب بورقة الدين وهنا ?بد من حلول دينية واجتماعية لهذه المشكلة. مرتزقة *إذن .. ما هي الحلول التي قد تكبح جماح هذا الفكر الدموي والباطل أساساٍ¿ – الحلول ?بد أن تكون دينية ودنيوية والثانية تشمل الحلول الاقتصادية والاجتماعية فمن المعروف أن هناك شرائح فقيرة جداٍ تستقطبها هذه الجماعات وهم مايسمون بالمرتزقة وهؤلاء موجودون في كل مجتمع وعناصر تنظيم القاعدة ينقسمون من الناحية النفسية إلى فئتين فئة يمكن أن تقدم على تنفيذ العمليات الانتحارية بعقيدة واقتناع وفئة تقاتل باتفاق من أجل الحصول على مكاسب ما ومثل هؤلاء بحاجة إلى معالجة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية . وتأتي بعد ذلك الحلول الدينية من خلال تنفيذ برامج حوارية وتوعوية عبر الوسائل التعليمية والإعلامية تهدف كلها إلى تفنيد ودحظ أفكار تنظيم القاعدة كذلك التوضيح للعامة بأن درء المفاسد لها شروط وأحكام وضعها الإسلام. أساليب القتل * ماتحليلك لتطور الأسلوب الإجرامي لهذه العناصر الضالة..فمنذ حادثة العرضي إلى هذه الحادثة شاهدنا ذلك و?حظناه¿ – نبدأ من حادثة العرضي والتي خلقت الكثير من الأسئلة أولها هل هؤلاء بشر حتى يقتلون الأبرياء بتلك الطريقة وكأنهم ريبوتات آلية ?تمتلك أحاسيس البشر و?يوجد عندها شيء من الرحمة فإذا كان الكائن الحي المفترس من الحيوانات عندما يعتدي على حيوان آخر حتى لحظة الاستسلام فينسحب تاركا إياه..لكن هؤلاء قاموا بالقتل لمجرد القتل وهذا يدل على أنهم ينفذون رغبات داخلية تجاه الإنسان أياٍ كان طفلاٍ أو امرأة أو شيخاٍ وحتى المريض فهؤلاء ?يمكن أن نصفهم بالبشر وظلما أن ننسبهم لديننا دين الرحمة والسلام وهنا نقول: الحادثتان حملتا فكرة القتل وهذا هو العامل المشترك ومهما اختلف الاسلوب فإن الدم يسفك بطريقة همجية لمجرد العبث والفساد والإسراف بالقتل وسفك الدماء. عقاقير مخدرة * هل تلجأ هذه العناصر إلى تناول بعض العقاقير الطبية أو المخدرات والتي تذهبهم إنسانيتهم¿ – في الأصل هؤلاء ذهبت عنهم إنسانيتهم بعد سنوات من غسيل الدماغ ومن ثم تعبئتها بالأفكار العقدية لكن قد يستخدم بعضهم مثل هذه المخدرات ليس لشيء وإنما لإيقاف ضمائرهم الميتة أصلاٍ ومن خلال تحليل جثث بعض هذه العناصر تبين تعاطيهم لبعض المواد لكن ?ندري ما هي. تشويه الإسلام * كيف أثرت هذه الجماعات على الدين الإسلامي أمام شعوب العالم المختلفة¿ – نحن نرى أن الدين بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. الدين الإسلامي يهدف إلى خلق مجتمع تسوده المحبة والسلام .. فمن المعروف أن اليمن بكل مذاهبها متوافقة ومتعايشة بسلام ويسودها التفاهم مهما اختلفت مسمياتها لذا نطلب من كل شباب اليمن وعلمائه ومثقفيه وأدبائه أن يقفوا وقفة صادقة مع هذا الوطن وعليهم أن يتذكروا بأن اليمن من صدرت الأفكار النيرة عبر خطوط التجارة إلى جنوب شرق آسيا ليس بالسيف وإنما بحسن المعاملة والأمانة في التجارة فدخلت دول عديدة الإسلام محبة فيهم عكس ما يفعله تنظيم القاعدة الآن والذي يسيئ إلى الإسلام ولنا مع أننا أول المتضررين منه.