الرئيسية - السياسية - الإرهاب .. إجهاض العملية السياسية تحت إطارات تعبوية !!
الإرهاب .. إجهاض العملية السياسية تحت إطارات تعبوية !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أكد العديد من المراقبين والمحللين السياسيين بأن الإرهاب والأعمال التخريبية من أبرز تحديات المرحلة باعتبارها تعيق مسار التسوية والعملية السياسية في البلاد مستهدفة الاستحقاقات التاريخية لليمن على مختلف الأصعدة , موضحين بأنها تأخذ أكثر من منحى ذي أبعاد محلية وخارجية يتفقان في مضمونهما لإعاقة المشروع ألتغييري وإجهاضه, نتابع:

البداية كانت مع سلطان السياغي – محلل سياسي والذي أفاد قائلا : بأن الأعمال الإرهابية والتخريبية واستهداف أبناء القوات المسلحة والأمن هي استهداف للتحولات السياسية ومستقبل اليمن الجديد وانقلاب على مسار التسوية السياسية وإعادة البلاد إلى مربع العنف والاقتتال مستهدفين المؤسسة العسكرية لتفكيكها وإضعافها ليسهل عليهم السيطرة على زمام الأمور وهم بذلك واهمون , فالقوى السياسية والإقليمية والدولية وقفت صفا واحداٍ مع الإرادة السياسية في حماية الإرادة الشعبية والمكاسب السياسية المحققة . الأزمات السياسية من جهته يقول المحلل السياسي هاشم علوي- جامعة إب : شهدت اليمن الكثير من الصراعات والحروب ومازالت بؤر كثيرة تعاني من الحروب والصراعات المسلحة وأبرزها الارهاب المستنزف للاستحقاقات السياسية والمكاسب والثروات. ومضى يقول : إن الإرهابيين وتنظيم القاعدة يحاولون الاستفادة من الأزمات السياسية وضعف أداء أجهزة الدولة ولهذا نجدهم يظهرون بإمارة أو هنا وهناك رغم أنها لا تستطيع أن تعد لدولة سواء إمارة او دولة إسلامية والخلافة الإسلامية هي شماعة لتدمير البلد وإدخاله في صراع ديني ليس من طبيعته الاختلاف على الثوابت بما فيها الدين ولكن هناك أيادي خفية خارجية تريد لليمن أن يكون مأوى للإرهاب ومصدراٍ له ومنتج وميدان صراع ديني لا ناقة لليمنيين فيه ولا جمل مستهدفة الانجازات التي صنعها اليمنيون على الصعيد السياسي باعتباره أهم انجاز حققته التغيرات النضالية والمكاسب البطولية إطار حزبي موضحا بأن الاستخدام المتعمد من قبل أجهزة استخباراتية لما يسمى بالقاعدة جعل من التنظيم أخطبوطاٍ يرتبط بكل الدوائر المتناقضة حتى أن عدداٍ من الدول تدفع بمواطنيها من تنظيم القاعدة بالوصول إلى اليمن وان هناك من يستقبلهم ويهيئ لهم سبل الوصول أو الايواء والتدريب والتسليح الآمن , وما يزيد الوضع خطورة هو أن هناك قوى سياسية وحزبية وقبلية وعسكرية تتستر على هذه العناصر التي تهدد أمن واستقرار البلد ولم تع بأنها ستكون يوماٍ لقمة سائغة لتلك القوى التي تعشعش في مخيلتها التكفير لكل من حولها شعبا وحكومة وأحزاباٍ حتى التي تتمنع من ادانة ذلك التنظيم الإرهابي هي في نظر التنظيم كافرة وهذا ما يثير الشك بمصداقية تلك القوى التي تظلل الإرهاب بجناحيها وتحميه من أن تطاله يد الدولة والنظام والقانون الذي يجب ان يحمي امن واستقرار البلد . منحنيات الاستهداف ويرى الكاتب والحقوقي شاهر المعقبي : إن العمليات الإرهابية والتخريبية وعمليات استهداف القاعدة للجيش تأخذ أكثر من منحى أبرزها عاملان محلي وخارجي, يتفقان في مضمونهما لإعاقة العملية السياسية وإجهاضها.. وقال : ففي الشأن الداخلي تمر البلاد بظروف اقتصادية صعبة وأدركت القاعدة أن الهيكلة أضعفت الجيش ولم تحقق غايتها ومراكز الصراع على السلطة في أشد حممها وأن الدولة جادة في ملاحقتها واستئصال جذورها فوجدت نفسها بين الدفاع عن البقاء وبين الموت لهذا تبذل قصارى جهدها كي تخبرنا أنها لازالت موجودة ومن خلال خطاب الرئيس في حفل تخرج ماجستير أكاديمية الشرطة نشعر أن الدولة جادة وهو توجه محلي دولي مشترك لم يغب عن أذهان القاعدة وكانت السباقة برسم استراتيجية لتفكيك الجيش خصوصاٍ ومن يربطهم علاقة بها سابقاٍ قد تخلوا عنها. مضيفا: بأن القاعدة في الظرف الراهن تمر في حالة نزاع تلفظ آخر أنفاسها – بإذن الله تعالى – الأمر الذي يتطلب تضافر كل الشرفاء الوطنيين المخلصين في الحفاظ على منجزات البلاد السياسية . دولة المؤسسات المحلل السياسي عبد الله باوزير تحدث عن تأسيس بنية الدولة الذي لا بد أن يفرض وجوده بكل قوة وحزم أمام أي عمل يستهدف الاستحقاقات والانتصارات السياسية للبلاد , ولكن الفشل في بناء الدولة هو الذي أدى بنا إلى هذه الأوضاع وليس المقصود هنا بالدولة الكيان الجغرافي والاجتماعي أي الشعب والحكومة ما أقصده الدولة المؤسسة التي تمثل جميع مؤسسات المجال العام وكل شرائح المجتمع بوصفهم مواطنين والتي لا تجاوز الحكومة سوى الوسيلة أو الآلية التي تؤدي من خلالها الدولة سلطتها وهي بمثابة عقل الدولة في إدارتها لمؤسساتها التنفيذية على اختلاف مهامها وفقا للدستور والقوانين المنظمة لحياة المجتمع .. والتي بموجبها تمتلك الدولة السلطة القهرية لتنفيذها بما في ذلك حق ممارسة العنف لإخضاع مختلف شرائح وفئات المجتمع لشرعيتها .. دون تمييز . هذه الدولة لم تبن .. متطرقا إلى العوامل التي أدت إلى ذلك منها على حد قوله : اجتماعية وأخرى تاريخية تتعلق بالموروثات المجتمعية للدولة الأمر الذي أعطى لكياناتها القبلية والمناطقية والجماعات التخريبية قدرة على استثمارها في بسط سلطة أعرافها على حساب سلطة الدولة .. مما أفقد الدولة صفة الكيان الشامل وحول مؤسساتها بما فيها الاستراتيجية إلى ولاءات عشائرية و مناطقية وتعبوية..

الاصطفاف الشعبي الناشط يحي عجلان تحدث عن دور الاصطفاف الشعبي في مواجهة الأعمال التخريبية المعيقة للعملية السياسية بالقول : توحيد الجهود المجتمعية واجب ديني ووطني في مجابهة أي عمل يعيق المرحلة ولما فيه مصلحة المواطن نفسه بالمقام الأول فمن الضروري أن تكون الجهود متكاملة ودور المجتمع في ذلك لا يقل أهمية عن الجهود الحكومية فالكل له تأثيره الفاعل في عملية الرد والتصدي لأي عمل إرهابي وقال : إنه ينبغي على المجتمع اليمني بمؤسساته ومنظماته وهيئاته وتركيبته القبلية وأن نقف صفا واحدا في مواجهة كافة التحديات التي تواجه بلادنا حيث يمثل الإرهاب أهم وأخطر هذه التحديات لنشكل دعما وسندا قويا لجملة الجهود الدؤوبة والمستمرة لقيادتنا السياسية وأجهزة الأمن والجيش في القضاء على الإرهاب بل وفي كل ما من شأنه خدمة الوطن ومصالحه العليا .