الرئيسية - قضايا وناس - التدخل في خصوصيات الآخرين وحسن النية وتحقيق الصفقات أبرز أسبابها جرائم نصب ضحاياها من البسطاء
التدخل في خصوصيات الآخرين وحسن النية وتحقيق الصفقات أبرز أسبابها جرائم نصب ضحاياها من البسطاء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

معاذ القرشي –

قد تكون حسن النية صفة مستحبة لكنها بسبب أفعال البعض من أصحاب النفوس الشريرة غدت نوعاٍ من الغباء الذي يجعل صاحبه ضحية بل لقمة سائغة تلوكها عصابات لا ترحم يسقط بسبب أفعالها كل يوم ضحية جديدة وأغلبهم من البسطاء. (الثورة) ورغبة في توعية المواطنين بالأضرار التي يسببها هذا النوع من الجرائم التي تنتشر بيننا بصمت مستغلة طيبة الناس وتلقائيتهم وإلى الحصيلة التالية :

كان يجهز نفسه للسفر بعد أن أخذ إجازة من العمل متحمسا للعودة إلى القرية استلم مبلغ 40000 ريال ووضعها في جيبه لكن حظه العاثر قاده إلى نصابين يقفون في باب حوش عمارة وداخل الحوش ماطور كهرباء وأحدهم يقول للآخر أعطيني الدين الذي عليك والآخر يقول سأعطيك رهن هذا الماطور لكنه يرفض ويصر على موقفه لم يذهب الرجل لحال سبيله بل قرر أن يستمع لما يقولون وقليلا قليلا بدأ يشاركهم الحديث بتلقائية فلاحي الريف ويوضح لهم أن المشكلة بسيطة ويمكن أن يأخذ الماطور مقابل الدين لكنهم أقنعوه أن الماطور يساوي مبلغا كبيرا ولا يثق أن يعطيه الماطور مقابل مبلغ الدين الذي لا يزيد عن 50000 وقاطعه الآخر قائلا : لماذا لا تدخل بيننا لحل المشكلة يظل الماطور معك وتدفع المبلغ الذي معك حتى يدخل إلى العمارة ويعطيك فلوسك وتعطيه الماطور وبينما كان يستمع قال الآخر وأنا ولكونك وقفت معي سأعطيك 10000 زيادة وأضاف: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان أخرج القروي 40000 ريال وسلمها وذهب صاحب الدين لحال سبيله. أما الآخر فقال انتظر عند الماطور سأذهب احضر لك الفلوس واعود جلس القروي ينتظر عودة الرجل لكنه لم يعد بدأ يسير داخل الحوش في اتجاه العمارة فوجد هناك باب آخر إلى الشارع الآخر بدأ ينادي لم يجبه إلا رجل عجوز سأله عن الشخص الذي يمتلك الماطور فقال له أي ماطور تقصد قال الماطور الذي في الحوش قال الماطور الذي في الحوش ماطور العمارة والعمارة أيضا عمارتي عندها تيقن أن نصابين خدعاه وعاد إلى البيت بعد أن ألغى فكرة السفر من الأساس ولسان حاله يقول وهو يلطم رأسه حسرة وندامة ما جزاء الإحسان إلا الإحسان. فخ الساعة الثمينة هو فخ وقع فيه الكثيرون من البسطاء جراء البحث عن صفقة رابحة لكنها للأسف تتحول إلى صفعة وخسارة فادحة كان عائدا من محل للصرافة ذهب ليصرف نقودا لا يملكها لكن احد النصابين استطاع أن يخدعه ويصور له ساعة لا تساوي 1000 ريال أنها ساعة ماركة عالمية وأن سعرها في الوكالة أكثر من 100000 ريال ولكثر ما وصف النصاب الساعة كان يعتقد انه ربح صفقة رابحة ستجعله يعيد ثمن الساعة والربح خلال لحظات عندها قرر أن يخوض المغامرة أخرج ما يوجد في جيبه من مال قدره 55000 ريال وعاد ليتفاجأ أنه شرب الطعم وغدا ضحية سراب خادع مر هناك قيد المبلغ في حسابه ولكن مقابل ساعات طويلة من العمل الشاق وخرج بتجربة ستظل قناعة راسخة مفادها أن النية الحسنة قد يستفيد منها البعض من أصحاب السوابق في الجريمة وخاصة هذا النوع من الجرائم المغلفة بالطيبة عاشق العطور الفاخرة يلبس أجمل الملابس ويصبغ رأسه بصبغة سوداء تتوسط وجهه نظارة سوداء أول سؤال يطلقه عندما يدخل المحل هل لديك عطور فرنسية فاخرة فإذا قلت نعم فمعناه انك قد وفرت علية نصف الطريق من مشوار النصب الذي يخطط للقيام به. ظل يجرب العطور ويضعها أمامه ويجرب العطور بكل أريحية وثقة بالنفس بعدها طلب كيس دعاية بعد أن قام المحاسب بتقدير ثمن العطور كم تريد فقال المحاسب 80000 ريال فيقول وهو يقبض بكيس الدعاية التي يوجد فيها العطور لحظات أحضرها من السيارة ساعتها شك المحاسب في حركاتة فأخذ الكيس منه وأعطاه احد عمالة قائلا له اذهب مع الأستاذ إلى السيارة وخذ منة قيمة العطر اخذ العامل الكيس وخرج معه إلى أمام باب المحل ومشى هو أيضا إلى الشارع وأوقف أول باص وذهب إلى حال سبيله أما العامل فاكتشف حينها أن لا سيارة ولا يحزنون فقط تيقن أن المحل كان سيقع ضحية نصاب من طراز جديد لم يحقق الهدف الذي جاء من أجله في هذا المحل لكن صاحب محل آخر أو عامل فيه سيقع في هذا الفخ لا محالة جراء من يستغل طيبة الآخرين ويوظفها لصالح أهدافه الشريرة. وظيفة من سراب كان يعمل في القطاع الخاص وكانت ظروف العمل صعبة وساعات الدوام طويلة هذا هو الهم الذي لم يحتفظ به لنفسه بل حاول أن يشارك به آخر عله يجد له حلا في وظيفة حكومية ولو تعاقد ذلك الشخص الذي صور نفسه المنقذ الذي سيحقق له وظيفة طلب منه كل الوثائق والشهادات التي يمتلكها وجهز له ملف وفي كل زيارة يقوم بها يطلب منه مصاريف كان يقول انه يدفعها تسهيلات لتجهيز الوظيفة واستمر هو يدفع دون حتى أن يعرف الرجل ولا حتى عنوانه وقليلا قليلا جاء بعقد موقع وهذه المرة طلب مبلغ كبير وعندما لم يعطه ذهب ولم يعد واكتشف انه سقط ضحية نصاب محترف قد أوقع كثيرين بمثل هذه الأفعال. ضحية بيع الأشياء خارج المحلات المعروفة في الخمسينيات من عمره يملك ساعة قديمة وثمينه لم يذهب لبيعها في إحدى الوكالات أو المحلات المعروفة بل ظل يعرضها في الرصيف وبينما هو يبحث عن مشتري جاء إليه اثنان وافقوا على شراء الساعة وأعطوه مبلغ 20000 ريال والباقي اخبره أحدهم انه يعمل في بقالة فقط جعله ينتظر وسيعود حالا ركن و صاحب الساعة سيارته أمام البقالة في انتظار عودتهم ولما لم يعودا نزل للبحث عنهم فلم يجدهم فتش في وجوه كل العاملين في البقالة ولم يكونا بينهم واقتنع هو أن ساعته ذهبت ضحية البيع العشوائي والتعامل بحسن نية في أمور تتطلب يقظة. بعد عرض هذه التجارب المريرة التي تمثل نسبة بسيطة من جرائم كلها تقيد ضد مجهول نتساءل إلى متى سيظل البسطاء ضحية لجرائم النصب والى متى سيظلون يمارسون حسن النية والطيبة الزائدة التي توصلهم إلى أيدي هؤلاء ولماذا يوافق المواطن على شراء أو بيع أي شيء لا تعرف أن من يبيعه يملكه أصلا وإذا كان هؤلاء يقدمون صفقات للآخرين فلماذا لا تكون الصفقات التي يتحدثون عنها أن كانت أمور فيها مصداقية لهم فقط ثم لماذا يستمر المواطن في الفضول والتدخل في ما لا يعنيه والتجمهر حول بعض البائعين الذين منهم الطيب ومنهم من يستخدم النصب والحيلة لتحقيق أهدافه وقبل ذلك الحاجة ماسة لتطور أساليب مواجهة الجرائم من قبل الأجهزة الأمنية مع تطور الجريمة التي في كل يوم لها أسلوب وطريقة ووسائل جديدة