الرئيسية - قضايا وناس - التخدير ليس عملية عبثية كونه بداية العلاج أو سببا للأخطاء الطبية
التخدير ليس عملية عبثية كونه بداية العلاج أو سببا للأخطاء الطبية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

معاذ القرشي –

■ 170 أخصائي تخدير في الجمهورية لا يتناسب مع عدد السكان

■ كثير من أطباء التخدير في عداد العقول المهاجرة

■ حماية هذا التخصص الطبي من ممارسات البعض مسؤولية الدولة

◄ معاذ القرشي التخدير ذلك التخصص الطبي الهام في أوقات الخضوع للعمليات الجراحية والتي قد تكون عمليات خطيرة ومعقدة الأمر الذي يجعله من أولويات الإدارة الطبية الحديثة. ومع تطور واقع التخدير الطبي جراء التطور العلمي الهائل في عالم اليوم ورفع قدرات الأخصائيين في طب التخدير إلا أن واقع التخدير في بلادنا لا يزال مثقلاٍ بالعديد من الصعوبات ويتسلل جراء هذا الوضع العديد من الفنيين الذين يمارسون التخدير بالخبرة ويسقط جراء ذلك العديد من الضحايا بسبب أخطاء لا تزال ملئ السمع والبصر. لأهمية التخدير الطبي ومعرفة واقعه في بلادنا والصعوبات التي تعترض عمل أخصائيي التخدير وكيف نرتقي بمهنة التخدير ونحسن من ظروف معيشة العاملين في هذا التخصص الثورة” التقت الدكتور يحيى الحريبي رئيس جمعية أطباء التخدير والعناية المركزة وأستاذ طب التخدير بكلية الطب جامعة صنعاء حيث أوضح الدكتور الحريبي أن واقع التخدير الطبي في السابق كان قائماٍ على أساس استخدام مواد تخدير موضعية وسوائل وعبر الاستنشاق وكانت هذه المواد كثيراٍ ما تسبب مضاعفات خطيرة كما أن من يقوم بالتخدير في ذلك الوقت كانوا عبارة عن فنيين اكتسبوا الخبرة من الممارسة العملية و لا يمتلكون مؤهلات علمية وفي اليمن أول من مارس التخدير الأطباء الروس سواء في الشمال أو في الجنوب ويمكن أن نقول إن التخدير وجد في اليمن منذ الستينات عبر الأطباء الروس أما فنيو التخدير من اليمنيين فقد ظهروا بعد ثورة سبتمبر. وأضاف الدكتور الحريبي : في الماضي لم تكن الأمراض بالدرجة التي هي عليها اليوم من الكثافة ولأن الناس كانوا يستعملون الطب الشعبي وبالتالي كان عدد من يقوم بالتخدير من الفنيين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لكن بعد زيادة عدد السكان وانتشار الكثير من الأمراض ظهرت الحاجة للكثير من أطباء التخدير المؤهلين علمياٍ قال: وأشعر بألم وأنا أقول إن عدد أطباء التخدير في اليمن المؤهلين لا يزيد عن 170 أخصائي تخدير حالياٍ وهذا العدد لا يتناسب مع عدد السكان وليس عدد أخصائيي التخدير فقط لا يتناسب مع عدد السكان المستشفيات الحكومية الموجودة لا تتناسب مع عدد السكان مثلاٍ في صنعاء لا يوجد إلا أربع مستشفيات حكومية وفي الواقع الفعلي نحتاج في أمانة العاصمة فقط إلى 12 مستشفى حكومي من أجل تقديم خدمة صحية لائقة بالمواطنين وقس على هذا واقع باقي محافظات الجمهورية. وأردف العولقي : في أمانة العاصمة فقط نحتاج إلى 50 أخصائي تخدير ونحتاج لنفس العدد في كل محافظة حتى يكون هذا التخصص الطبي قادراٍ على تقديم خدمته للمواطنين بشكل آمن وبعيدا من الأخطاء التي يمارسها بعض الفنيين ممن يمارسون هذا التخصص وهم قلة متبقية من الماضي لم يعملون على تطوير أنفسهم علمياٍ. وأشار العولقي : التخدير ليس عملية عبثية فهو علم له أسس ومن يمارسه لا بد أن يكون أولا طبيباٍ عاماٍ ملماٍ إلماماٍ كاملاٍ بالمواد العلمية الأربعة الأساسية وهي الباطنية والنساء والولادة والجراحة العامة والأطفال إضافة إلى أن يتوفر لديه إلمام كامل بفيزولوجيا الجسم وعلم التشريح وعلم الأدوية بعد هذا يمكن للطبيب أن يمارس التخدير على أسس ومعرفة خاصة لدى الحالات شديدة المرض مثل مريض القلب أو الكبد أو الكلى أو الدماغ مثل هذه الأمراض تتطلب مهارة خاصة من طبيب التخدير وكيفية التعامل مع الحالة والمحافظة على حياته عند التدخل الجراحي لإعطائه المواد المناسبة والمحافظة على الوظائف الهامة للجسم . وقال: طبيب التخدير يواجه كثيراٍ من الصعوبات أهمها التشوهات الخلقية مثل الشفة الأرنبية التي تؤثر عند إدخال أنابيب التنفس وكذلك بعض الناس من المرضى يعانون قصراٍ في الرقبة أو بروز الفك إلى الأمام أو بعض من يعانون قصوراٍ في وظائف الكلى والكبد أو وجود بعض الأمراض الوراثية . مؤكداٍ أن أخطاء التخدير يمكن أن تأتي من عدم كفاءة من يقوم بعملية التخدير أو عدم توفر المواد المطلوبة والأجهزة المطلوبة وكذلك عدم إدراك المخدر بحالة المريض من كافة النواحي كل هذا يمكن أن يحدث أخطاء فوجود الأخصائيين بجانب فنيي التخدير مهم لسلامة المريض وللأسف بعض الفنيين يقوم بالتخدير مع معرفته أن عملاٍ مثل هذا يحتاج إلى خبرات وأجهزة ومعدات حديثة وهذا يحدث للأسف في بعض المستشفيات الخاصة الصغيرة التي يجب أن توفر نفس الأجهزة والمعدات والخبرات الموجودة في المستشفيات الكبيرة في جانب التخدير سواء كانت مستشفيات حكومية أو خاصة فسلامة الناس هي الأساس والغاية التي يجب أن تتحقق لكن لا يجب أن نكرس فكرة مفادها أن طبيب التخدير هو سبب حدوث الوفاة دائماٍ فهذا ليس عقلانياٍ فبعض المرضى يصابون بجلطات في أوقات إجراء العمليات قد تؤدي للوفاة ومن يتحقق من ذلك هو المجلس الطبي عبر تحقيق علمي دقيق في الحالة ولا يمكن أن يتنصل طبيب التخدير من المسؤولية إذا ثبت عدم إتباعه الأسس العلمية أثناء التخدير وهذا أمر واضح يمكن التحقق منه بكل سهولة بحيث يواجه طبيب التخدير ويقال له (أنت أخطأت). مشيرا إلى أن هذا التخصص متوفر في كلية الطب جامعة صنعاء لكن للأسف لا يتوفر للكلية مستشفى جامعي تعليمي والأرضية التي حددت لبناء مستشفى تعليمي تم التصرف بها لبعض الجهات وهذا يؤثر على الواقع العملي لهذا التخصص النادر والمطلوب والبعض من الأطباء من أجل هذا التخصص يتقدمون للحصول على شهادات الزمالة من سوريا في هذا التخصص ولا أخفيك سراٍ واقع أطباء التخدير في بلادنا الذي يعاني فالجمعية التي أرأسها عملها متوقف منذ 3 سنوات بسبب ظروف مادية وعدم تفرغ الأعضاء وبسبب عدم إعطاء الدولة الدعم لهذا التخصص الطبي النادر ومده بعنصر التطور والاستمرارية وإن شاء الله لدينا آمال عريضة أن تعود الجمعية إلى عملها من أجل أخصائيي التخدير ومستوى العمل الذي يقدموه خلال الثلاثة الأشهر القريبة القادمة لكن دون تعاون الدولة سنظل ندور في حلقة مفرغة ونأمل في المشاركة في الجهود المخلصة التي يبذلها المجلس الطبي في لم شتات أخصائيي التخدير وتنظيم مهنتهم ومنعها على من لا تتوفر فيه الكفاءة والقدرات العلمية وما يحز في النفس أن يعاني أخصائيو التخدير الذين لا يعملون إلا في المستشفيات الحكومية ويعيشون ظروفاٍ صعبة والبعض للأسف ضاق من هذا الوضع وأصبح في عداد العقول المهاجرة إلى دول الخليج بحثاٍ عن تحسين للظروف والوطن أشد ما يكون حاجة إليهم وإلى تخصصاتهم الطبية النادرة لكن ماذا نفعل للعشوائية والمزاج في الإدارة التي تتطلب تخطيطاٍ ومعرفة بواقع الوضع الصحي. واختتم الدكتور يحيى الحريبي رئيس جمعية أطباء التخدير والعناية المركزة حديثه قائلاٍ : أتمنى التطور لعمل التخدير في بلادنا وإبعاده من الذين يسيئون للكثير من الكوادر العلمية اليمنية صاحبة الخبرة والكفاءة ونريد من وسائل الإعلام سد القصور في وعي الناس في هذه الجوانب الطبية الهامة والحساسة.