الرئيسية - قضايا وناس - عميد الكلية لـ (الثورة)..التعليم المعملي في الكلية كذبة كبيرة لأن المعامل موقوفة منذ زمن
عميد الكلية لـ (الثورة)..التعليم المعملي في الكلية كذبة كبيرة لأن المعامل موقوفة منذ زمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

معامل الكلية متهالكة ولم تحدث منذ السبعينيات.. وأتمنى أن يفي وزير التعليم العالي بوعده

■ التعليم بجامعة صنعاء ليس بالمستوى المطلوب.. وأعضاء هيئة التدريس مشاركين رئيسيين في تدهور التعليم. ■ لو توفرت الإمكانات لنا فلا حاجة للابتعاث للدراسة في الخارج

رثى عميد كلية العلوم بجامعة صنعاء الدكتور/ محمد شكري لوضع الكلية وما آلت إليه من حالة سيئة لمعاملها المغلقة والمعطلة منذ أعوام والتي لا يمكن التدريس فيه أو تطبيق الطلاب عملي عليها مما يجعل تعليمهم غير مكتمل ومفتقر للتنفيذ العملي بدلاٍ من النظري. وناشد الدكتور شكري قيادة جامعة صنعاء الالتفات لكلية العلوم التي تحتل المركز الأول في اهتمامات وأولويات البلدان الأخرى كونها منبعاٍ ومصدراٍ للقفزات التكنولوجية والتقنية بالإضافة إلى أنه أعطى أعضاء الكلية القليل من الوقت للاستماع لخططهم الخاصة بتطوير الكلية وإيجاد آلية واستراتيجية لتطبيقها… المزيد في تفاصيل اللقاء..

* ما هو وضع كلية العلوم حاليا..خاصة بعد تعليق الدراسة فيها قبل أسابيع¿ ـ وضع كلية العلوم في حالة يرثى لها. و الحقيقة أن الدراسة لم تعلق الآن بل هي معلقة منذ زمن لأن المعامل لا يمكن التدريس فيها وأصبحنا نكذب على أنفسنا وعلى الآخرين إن قلنا إننا ندرس خاصة ومعامل الكلية مثل السيارة عندما ينتهي البنزين منها تتوقف ولا يستطيع السائق يقول بأنه هو من أوقفها أو هو قادر على تشغيلها بدون بنزين لأن السائق لا يستطيع تشغيل السيارة إلا بعد تزويدها بالبنزين ونحن نعطي جزءاٍ من المعامل التي يجب على الطالب دراستها ونعطي جانباٍ نظرياٍ لما تبقى. الوضع لم يتغير حتى الآن بشكل جدي … سوى إن إدارة الجامعة صرفت مبلغ ثلاثة ملايين وستمائة ألف ريال لتجهيز المعمل الذي توقف منذ سنة ونصف وهذا جزء من المبلغ المطلوب و قد وعد وزير التعليم العالي بدفع خمسة ألف دولار لإكمال بقية المبلغ المطلوب لشراء أساسيات معمل واحد من المعامل التي هي واقفة تماما.منذ أكثر من أسبوعين على الوعد ولم يصل مبلغ الخمسة ألف دولار وعسى أن يفيء وزير التعليم العالي بوعده ويصرف بقية المبلغ .

* ماذا عن المعامل هل تطورت.. ومتى آخر جهاز دخل الكلية.. وكم تحتاج الكلية الآن من الأجهزة الضرورية¿  معامل الكلية متهالكة تماما … بعض معاملها لم تحدث منذ السبعينات والبعض الآخر حدثت بشكل جزئي منذ أكثر من عشر سنوات. كما أنها بحاجة إلى إعادة تأهيل وبشكل كامل كي يتمكن الطلاب من الدراسة بشكل صحيح ويتمكنوا أيضاٍ من التطبيق العملي الذي يؤهلهم للعمل الميداني وفي الوقت الحالي نحتاج إلى مبلغ مالي لا يتجاوز المليون دولار وذلك لمعامل الدراسات الأولية وأكثر من هذا المبلغ بقليل لطلاب الدراسات العلياء. وهذا كحد أدنى. والمشكلة انه ينظر لكلية العلوم بنظرة وكأنها ليست ذات أهمية.. ولم يْستوعب دور كلية العلوم حتى الآن في مجتمعنا على الرغم أن جائزة نوبل تمنح للكيمياء والفيزياء وعلوم الحياة وتدخل جائزة الطب ضمن علوم الحياة وهذه دليل واضح على أهمية دور كلية العلوم وكل القفزات التكنولوجية تأتي من كلية العلوم ابتداء من تكنولوجيا العصر الترانزستور والليزر وأنتهاٍ بالألياف الضوئية والهوائيات.

* لماذا في اعتقادك الكليات العلمية تهمل في ارفادها بالتقنيات والأجهزة العلمية التي هي أساس العملية التعليمية في زمننا الحالي¿ ـ لأن الذين كانوا يديرون الجامعة في الماضي لم يكن في اهتمامهم تطوير الجامعة وبعد مستقبلي لتطويرها والنهوض بها وبمستوى التعليم فيها وبإمكاناتها البشرية والفنية من معمل ومكتبات ومباني وقاعات, وإنما كانوا يمارسون عملهم في المناصب مجرد وظيفة آنية.. كما أن الدولة لم يكن لها إستراتيجية جدية في التنمية البشرية بشكل صحيح والدليل أن كلية الطب في جامعة صنعاء ليس فيها مشفى تعليمي حتى يتمكن طلابها من التطبيق العملي تحت إشراف ومتابعة أساتذة الجامعة بدلاٍ من تنقل الطلاب من مشفى إلى مشفى ومن عيادة إلى أخرى بحثاٍ وسعياٍ من أجل التطبيق. ولو وجد ذلك المستشفى التعليمي في الكلية لعاد بمردود مالي على الكلية.

* هل للسياسة العامة للدولة دور في هذا الإهمال¿ بالتأكيد لأن الذين كانوا يختارون لإدارة الجامعة يتم اختيارهم حسب الولاء والانتماء السياسي والحزبي وليس الكفاءة والقدرة والإمكانية والإرادة للتطوير.. وهذا لا يدل أو يؤكد أنه ليس هناك كفاءات وقدرات عالية تستطيع أن تدير وتطور وتحدث وتأتي بما هو جديد وأفضل فهناك شخصيات وطنية صادقة تولت إدارة الجامعة إلا أنها لم تستطع عمل شيء ملموس على أرض الواقع لتطوير الجامعة لأن العقلية التي كانت تدير الدولة كانت محبطة لتلك الشخصيات.

* ما هي طموحاتكم لتطوير هذه الكلية العلمية الهامة..وطلباتكم لأجل تحقيقها¿ لدى أعضاء الهيئة التدريسية رؤية واضحة ومفصلة لتطوير الكلية وكل المطلوب هو أن تتيح قيادة الجامعة وتعطي القليل من وقتها لمناقشة مسألة تطوير الكلية حتى نخرج ببرنامج وآلية عمل وتلتزم إدارة الجامعة بالترتيبات المتفق عليها. لأن تنفيذ البرنامج يحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة ويجب جدولتها والالتزام بالجدولة. وكون الاتجاه العام للدولة هو خلق موارد ذاتية لأي مؤسسة بغض النظر أن كانت هذه الموارد شرعية أم غير ذلك فإن لدينا خطة لفتح أقسام في الكلية سوف تجذب الكثير من الطلاب للتعليم الموازي وبإمكانية مادية عالية وبعد عامين من فتحها سوف تستغني الكلية عن إي دعم حكومي.

* كيف تقيم مستوى التعليم الجامعي في جامعة صنعاء وكليتكم على وجه الخصوص¿ ـ مستوى التعليم الجامعي في جامعة صنعاء للأسف فهو ليس المستوى المطلوب والذي يجب عليها أن تقدمه وتعتبر كلية العلوم أفضل كليات الجامعة التزاما بالعملية التعليمة رغم أنها الكلية الأكثر فقراٍ بين الكليات.

*الطلاب  يهابون دخول كلية العلوم أو الالتحاق بها إلى ماذا تعزون هذا الأمر¿ ـ السبب الأول: صعوبة مناهجها والدراسة فيها.. والسبب الثاني: عدم توفر الفرص للعمل لخريجيها كوننا مجتمعاٍ مستهلكاٍ وليس منتج وخريجو كلية العلوم عادة ما تستوعبهم المؤسسات والشركات الصناعية ومراكز التطوير في تلك المؤسسات .. وفي الدول المتقدمة بشكل عام الطلاب المتميزون هم من يلتحقون بكلية العوم.

* انتم الكلية الوحيدة التي بالنادر ما نسمع أن هناك باحث حصل على شهادة عليا منحته كليتكم.. ما لسبب في ذلك ¿ ـ على العكس بالرغم من شحت الإمكانيات في الكلية إلا إنه تخرج منها عدد كبير من طلاب الماجستير والدكتور ونْشرت أبحاث العديد منهم في مجلات عالمية مرموقة وإذا توفرت الإمكانيات بحدها الأدنى فلا حاجة للابتعاث للدراسة في الخارج لطلاب العلوم.

* أين تذهب مخصصات البحث العلمي التي دائما ما يتحدثون عنها المسئولون في الجامعة والوزارة¿

بدل سفر !!!!

*هل للأكاديمي أو المدرس في الجامعة دور في البحث العلمي وتدني التعليم الجامعي¿ 90 % من الاختراعات والتطور التقني ينتج في الجامعات فدور الأكاديمي لا يقتصر على التدريس فحسب, وإنما البحث العلمي أيضاٍ فهو الجزء الرئيسي في مهامه والتدريس جزء مكمل.. ولكن في جامعتنا انعكست الآية.. إذ يتحمل أعضاء الهيئة التدريسية الجزء الأكبر في تدهور التعليم على الرغم بأنهم قد لا يكونون السبب الرئيسي للتدهور ولكن السكوت عن الأسباب التي تودي إلى تدهور العملية التعليمة يعتبر مشاركة غير مباشرة.

* برأيك ما هي الحلول الناجحة التي تراها لتجاوز هذه الصعوبات كمتخصص¿ الحل يكمن باختيار قيادات لديها الرغبة على تصحيح الوضع الراهن وأيضاٍ لديها الكفاءة والإرادة.. كما يجب أن يقيم أداءها بشكل دوري وبشفافية وأن تدار الجامعة بعقلية جماعية ورؤى علمية وخطط وإستراتيجيات دقيقة وشفافة.

* كلمة أخيره تود قولها نهاية اللقاء¿ ـ أتمنى أن يعمل كل فرد بصدق وشفافية لإصلاح الوضع التعليمي في الجامعات وقبلها في التعليم الأساسي بحيث نستطيع أن ننهض بالوطن إلى الأمام ونلحق العالم الذي سبقنا بآلاف الأميال.. فالتعليم أساس البناء والازدهار والتطور وبغيره لا يمكن لنا أن نتقدم خطوة واحدة.. لذا علينا جميعا العمل بيد واحدة وبروح الفريق الواحد والرجل الواحد لإنقاذ البلد مما هو فيه وانتشاله من بؤرة الصراع والفقر والبطالة والتهميش والفوضى والانتماءات والعرقيات والطائفيات وكل ذلك لا يتم إلا بعد ثورة تعليمة حقيقة بمختلف المراحل التعليمة الأساسية والثانوية والجامعية والدراسات العليا. يجب علينا جميعا أن نضع التعليم نصب عيوننا وأول اهتماماتنا وأولوياتنا… يجب علينا أن نعمل ذلك وبجد وبعيداٍ عن كل ما يعيق النهوض بالتعليم.. فعدم وجود تعليم صحيح سبب لنا الكثير من المتاعب لطالما أن أكثر المشاكل التي يشهدها الوطن في الوقت الحالي والأعوام الماضية أكبر دليل على نقص الوعي لدى المجتمع وجهله بما يحدث ويدور حوله… أتمنى أن نعلن في ذاتنا وبعد ذلك لمن حولنا عن انطلاق ثورة تعليمة حقيقة على أرض الواقع إ ذا كان لهذا الوطن جزء بسيط من الحب في قلوبنا.