الرئيسية - قضايا وناس - أسبوع المرور .. لماذا¿
أسبوع المرور .. لماذا¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

نعيش هذه الأيام أجواء أسبوع المرور العربي الموحد الذي يحل ضيفا نرجو أن يكون عزيزا علينا جميعا وهو يأتي في 4/5 من كل عام كمناسبة للتذكير بأشياء كثيرة تجري حولنا طوال العام ويتم في هذا الأسبوع تسليط الأضواء عليها. ويتكرر السؤال: في كل عام يهل علينا أسبوع المرور .. لماذا أسبوع المرور ¿ وهل تمت معرفة الفائدة التي حصلت من أسابيع المرور الماضية¿ وإلى متى سيكون لدينا أسابيع مرور فإذا كان منها فائدة فيكفي أنه تم إقامة أكثر من خمسة عشر أسبوع مرور وإذا لم يكن منها فائدة فلماذا التعب والخسائر ووجع الرأس ¿ تتكرر الأسئلة بصيغ مختلفة ولكنها في مجملها أسئلة استنكارية وتحمل في طياتها ما يدل على اقتناع البعض بعدم جدوى وفائدة الجهد المبذول من قبل منتسبي المرور والأجهزة الإعلامية المختلفة التي تبذل في هذه المناسبة جهود مضاعفه في سبيل توصيل المعلومات إلى مختلف شرائح المجتمع . إننا نعاني من عدم الفهم من قبل الكثير من الناس للهدف من أسبوع المرور وهناك صورة ذهنية انطبعت في أذهان الكثير من الناس بأن أسبوع المرور تم إيجاده لضبط المخالفين لقواعد وأنظمة المرور فهو أسبوع لتشديد العقوبات وتطبيق القانون المروري بحذافيره ويعتبرونها مناسبة لكي يلتزموا بتلك التعليمات مرغمين خوفا من العقاب الذي يتصورونه واقعا بهم في أسبوع المرور وهذه الصورة المنطبعة في أذهان البعض منا ناتجة عن ما كان يحصل في السنوات الأولى لتطبيق فكرة أسبوع المرور فقد كانت بالفعل مناسبة لتشديد العقوبات وتطبيق صارم للقوانين المرورية ولكنها تحولت خلال العشر السنوات الماضية إلى أسابيع توعوية فقد تحول أسبوع المرور إلى أسبوع توعية وتثقيف بالمعلومات المرورية التي تهم كل سائق بل كل مواطن. إننا نواجه الكثير من النقد بخصوص فشلنا في خلق ثقافة مرورية بين أوساط المجتمع وهؤلاء الذين ينتقدوننا يحملوننا فوق طاقتنا لأن جهاز المرور ليس لديه عصا سحرية يستطيع بواسطتها أن يغير قناعات الناس وخلق ثقافة مرورية بين يوم وليلة لأن الثقافة كل لا يتجزأ ولا يمكن أن أكون مثقفا في مجال المرور وأميا في جميع المجالات لأخرى ويصعب تصور قدرة العاملين في جهاز المرور على خلق وعي مروري بمعزل عن الوعي العام الذي يسيطر على وجدان المجتمع. إن العمل في مجال خلق رأي عام في أي مجال من مجالات الحياة شيء صعب بكل المقاييس لأن هنا عقبات تقف أمام تكوين رأي عام حول موضوع معين لعل أقلها الثقافة العامة السائدة في المجتمع والقناعات الموجودة لدى الجماعة المستهدفة ومدى تقبل المجتمع للأفكار الجديدة وعدم تصادمها مع أفكار موجودة مسبقا في أذهان مجموع الناس المستهدفين وقبل هذا وذاك قدرة الجهاز على توصيل المعلومة الى المتلقي بالأسلوب الذي يؤدي إلى تشكيل قناعات جديدة لدى تلك الفئة من الناس إلى جانب القدرة على التواصل المستمر مع المستهدفين وهذه العملية ليست بسيطة بل هي عملية معقدة بكل معنى الكلمة خاصة وأن أسابيع المرور تستهدف جميع السكان الذين تتنوع ثقافاتهم وميولهم ورغباتهم وفهمهم وإدراكهم لما يجري حولهم من أحداث فالحدث قد يصل خبره إلى عدد من الناس كخبر ولكن فهم كل واحد منهم قد يختلف اختلافا كبيرا لمعناه. إن تشكيل قناعات جديدة لدى الناس ليس بالأمر السهل وتقف أمامه صعوبات بالغة وتأثير الحملات الإعلامية لا تظهر في نفس لحظة توجيهها وإنما يظهر تأثيرها بعد فترة طويلة من الزمن لأنها تعتمد على تراكم المعرفة لدى مجموع الناس المستهدفين وكلما زاد عددهم واختلفت مشاربهم وأهواءهم زادت الفترة الزمنية التي نحتاج إليها لكي تظهر آثار جهودنا التي نبذلها. إن الوقوف مكتوفي الأيدي بحجة عدم وجود فائدة مما نقوم به شيء خاطئ فالتأثير موجود ولكن يصعب علينا قياسه لأن هذه الأشياء ليس لها ميزان يمكن الاعتماد عليه حتى البحوث والدراسات التي يتم فيها قياس تأثير أي رسالة إعلامية على فئة من الناس هذه البحوث لا تؤتي ثمارها الحقيقية وهي تعطي نتائج نسبية فقط وتخضع للكثير من التخمين سائلا من الله التوفيق للجميع

مدير شرطة سير أمانة العاصمة صنعاء