الرئيسية - قضايا وناس - أسبوع المرور.. محطة توقف واتعاظ لضحايا عام كامل
أسبوع المرور.. محطة توقف واتعاظ لضحايا عام كامل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحصد الحوادث المرورية التي تقع بين حين وآخر في عموم محافظات الجمهورية العديد من الأرواح وتخلف العديد من الخسائر البشرية والمادية في الأموال والممتلكات ما جعلها نذير شؤم يخطف منا الابتسامة ويحول الفرحة التي بداخلنا إلى حزن وألم خصوصا ونحن في كل عام وعلى وجه التحديد في الإجازات والأعياد نتابع الإحصائيات المفزعة والمهولة الصادرة عن شرطة السير بعدد الحوادث وإحصائيات الوفيات والمصابين والخسائر التي تخلفها الحوادث خلال أيام.

إن ما يزيد من حجم الألم ويضاعف المأساة أن عدد من الأسر تلقى حتفها في حوادث مرورية مؤلمة ما يجعلها مماثلة للكوارث والنكبات بل تمثل إن جاز التعبير حرباٍ بادرة تحصد الآلاف من أرواح البشر.. وفي هذا الصدد تشهد العديد من الدول العربية ومنها اليمن بصورة سنوية الـ 4 من مايو فعاليات أسبوع المرور العربي الذي يمثل موسماٍ للنظام ومحطة للتوعية بأهمية السلامة المرورية والالتزام بقواعدها. وفي محافظة إب نظمت شرطة السير معرضاٍ فوتوغرافيا وتوعويا في الأستاذ الرياضي تزامناٍ مع هذا الأسبوع “صحيفة الثورة” قامت بزيارة للمعرض ورصدت العديد من الآراء والانطباعات حول الواقع المروري للمحافظة في أسبوع المرور وما يمكن أن يقدمه المعرض من رسالة توعوية من خلال الأنشطة والفعالية والصور التي احتواها وخرجت بالحصيلة التالية: * العقيد/ قيس الارياني – مدير شرطة السير بالمحافظة- أكد أن الحوادث المرورية خلال العام المنصرم 2013م بلغت(388) حادثا ونتج عنها وفاة (104) أفراد فيما بلغت عدد الإصابات البليغة (278) بالإضافة إلى (198) إصابات متوسطة وخفيفة. مشيرا إلى أن الأسباب الرئيسية للعديد من هذه الحوادث إما بسبب التهور والسرعة الزائدة أو التجاوزات في الأماكن الخطرة بالإضافة إلى عدم الالتزام بوسائل السلامة وإهمال صيانة السيارات والمركبات أو استخدام الأنواع الرديئة من قطع الغيار. كل ذلك في ظل عدم توفر شروط السلامة في الخطوط العامة لأنه من غير الخافي على أحد التضاريس الوعرة للعديد من المناطق اليمنية وخصوصاٍ في إب يوجد نقيل سمارة والسياني خير دليل على ذلك. ونحن من خلال أسبوع المرور نسعى إلى أن نجعل من المرور وعياٍ وثقافة وسلوكاٍ وحاولنا في هذا العام أن نجسد هذا المفهوم من خلال المعرض الذي نظمناه والذي يحمل من خلال الصورة واللوحات الإرشادية والأنشطة المختلفة العديد من المضامين المتعلقة بالسلامة المرورية والوعي المروري بهدف خلق وعي مجتمعي شامل لدى الناس بأهمية المرور وضرورة الالتزام بقواعد المرور حتى نعيش بسعادة وأمان وقد حرصنا من خلال المعرض أن لا يكون ذو جدوى فكرسنا فيه الأفكار الجديدة وسعينا إلى الإتقان في تنفيذها لأن أي عمل دون فكرة فهو عمل ارتجالي لا يحقق الهدف. وما أريد أن أؤكد عليه أن المعرض الذي اعديناه في إب كان له خصوصية فريدة فنحن انطلقنا من محاولة تجسيد جمال الطبيعة الربانية الساحرة للمدينة التي تأسر القلوب وتبعث السعادة في النفوس وكيف نجعل منها سعادة دائمة وابتسامة لا تنقطع كل ذلك لن يتأتى إلا إذا استوعبنا رسالة المعرض والرسالة التوعوية المرورية التي تسعى إلى خلق السلامة الدائمة وتجنيب المواطنين والسائقين شر الحوادث وعواقبها الوخيمة. وإب كما يعلم الجميع ترزح بين العشوائية والتخطيط ما جعل الزحام فيها شبه دائم فمثل لنا المعرض متنفساٍ من خلاله حاولنا تجسيد تلك الصورة بهدف خلق وعي مجتمعي لدى الناس من اجل مشاطرتنا هذا الهم ومؤازرتنا لتحقيق الأمن والسلامة المرورية التي يسعى إليها الجميع. وما أريد إضافته أننا لم نقتصر على الصور واللوحات في المعرض بل ضمنا العديد من الأنشطة ومنها قمنا بتنظيم عدد من المحاضرات لطلبة المدارس وكليتي العلوم والتجارة من اجل عرض واقع المرور ومشاكله وفتح باب النقاش للاستفادة من الآراء التي قد تخدم الواقع كما هيئنا المعرض لاستقبال العديد من الطلاب والطالبات من مختلف المدارس والجامعة للاطلاع عن كثب على ما يعنيه المرور وما تعنيه السلامة المرورية عموما اعتقد أن المتابع سيجد أن معرض إب كان متميزا ليس شكلا فقط بل مضمونا أيضا من خلال الرسائل التي قدمها ويقدمها للزائرين وما أود التنويه إليه أن المعرض وما يحويه بجهود شخصية بحتة. * الأخ / نجم الدين اليافعي- باحث سياسي وأحد زوار المعرض قال : بصراحة ان المعرض ينقل للزائر العديد من الرسائل من خلال ما تحويه الصور والعبارات واللوحات التي على جنباته وفي الحقيقة أن الحوادث المرورية تمثل كابوساٍ يهدد المجتمع والمطلوب أن نتعامل مع المرور والقيادة بعقل ناضج وواعي حتى نحافظ على أرواحنا وممتلكاتنا وعلى الآخرين أيضا فكم من حادث مروري قد أزهق عدداٍ من الأنفس وقضى على العديد من الممتلكات. والمعرض وما يحويه من رسائل خير دليل على ذلك لقد شاهدت العديد من الصور التي تدمي القلب وتحز في النفس جراء ما تخلفه الحوادث المرورية وبصراحة رغم انتقادي في كثير من الأحيان ووجهة نظري تجاه المرور إلا أني لمست من خلال المعرض جهوداٍ وبوادر تحسب لشرطة السير في المحافظة ولمديرها قيس الارياني. * الأخت/ رويدا عبد الله الجبري- ناشطة خدمية في منظمات المجتمع المدني قالت:يمثل معرض شرطة السير هذا العام الأول من نوعه في المحافظة لأننا تعودنا ان يكون المعرض في أماكن غير مهيأة له ولم تكن تعد المعارض بنفس الآلية والإعداد والتنظيم فقد لاحظت احتوى المعرض على العديد من الأنشطة منها جانب الصور الفوتوغرافية واللوحات الإرشادية إضافة إلى قاعتين تم إعدادهما واحدة منها خصصت للمحاضرات التوعوية والأخرى لعرض الصور من خلال الفوتشوب الذي يجسد بالصوت والصورة واقع المرور ومشكلاته ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية السلامة المرورية والالتزام بقواعد المرور بصراحة الكثير يخرجون بانطباع جيد عن الحداثة والتجديد في المعرض وما يمكن أن يقدمه من رسالة للمجتمع ونتمنى من السلطة المحلية اعتماد هذه القاعة كمعرض سنوي ودوري للمحافظة. * أما الأخ/ وليد محمد علي البحري- فنان تشكيلي- المنسق العام لتجهيز معرض الصور الفوتوغرافية لأسبوع المرور بالمحافظة فيقول : تمثلت الصورة في عرض ما يسمى البانوراما القصصية من حيث عرض المناظر الطبيعية الجميلة للمحافظة وكان هذا هدفا غير مباشر لعرض تلك الجماليات التي تهفو الأنفس لرؤيتها والتمتع بجمالها وهذا ما يروح على النفس إلا أن ما يتلوه من عرض لصور الحوادث الذي يبعث على الاكتئاب والاشمئزاز يكون الناتج الحقيقي في حالة عدم احترامنا لقواعد المرور ومخالفة قواعد السلامة العامة. ما يؤدي إلى الوقوع في تلك الحوادث المأساوية وهذا جانب.أما الجانب الآخر فان سوء التخطيط للمدن كما هو حال مدينة إب التي تتسع يوما بعد يوم دون مراعاة لجوانب التخطيط اللازمة يؤثر سلبا على الحياة الاجتماعية ويمثل عاملا رئيسيا في الازدحام المروري. وعموما يأتي أسبوع المرور كمحطة سنوية لخلق الوعي المروري ومراجعة أنشطة المرور ومحاولة تحسين الخدمات المرورية المقدمة. * الأخت/ بلقيس الورافي- إحدى زائري المعرض قالت: اعتقد أن هذه أول زيارة أقوم بها للمعارض لكن معرض أسبوع المرور هذا لاحظت فيه الترتيب والإعداد الجميل الذي يعكس صورة معبرة عن الجدية في العمل أما من خلال الصورة والرسومات واللوحات التي احتواها المعرض فهي تحمل العديد من الرسائل التوعوية والمرورية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي لدى الناس وكذلك عرض صور مأساوية للاتعاظ منها بالعواقب الوخيمة التي يجنيها الناس من التهور والسرعة والمخالفة أو عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية. نحن نتمنى من كل السائقين الالتزام بقواعد المرور وان يكونوا عونا لرجال المرور وبما فيه الحفاظ على الأرواح والممتلكات ليس في أسبوع المرور فقط ونوجه شكرنا لرجال المرور على ما يقومون به فهم كما يقال الجندي المجهول ما نتمناه أن تدوم مثل هذه المعارض والأنشطة التوعوية والإرشادية للمواطنين حتى وان كانت بصورة شهرية أو ربع سنوية. الأخ/ عبدالله علي مهدي- سائق شاحنة- يقول :يمثل أسبوع المرور لدى السائقين أسبوع توعية وتذكيراٍ بوسائل السلامة والأمن وغيرها من الرسائل التي نستفيد منها جميعاٍ خصوصاٍ نحن السائقون لكن بسبب اقتصار هذا النشاط على أسبوع فقط سرعان ما ننسى كل ذلك بعد فترة وجيزةº لأنه أصبح كمحطة موسمية ونتعامل معه مجرد إحياء ذكرى فقط والأهم من ذلك كله أننا بحاجة إلى إعادة النظر في الطرقات وتوفير وسائل السلامة فيها لأن المتأمل يجد جميع الخطوط والشوارع لا تجد فيها اللوحات الإرشادية والشواخص والإشارات الضوئية التي تنبه الكثير من الأشياء في حال التجاوز أو الوقوع بأي خطأ فنحن بشر نخطئ ونصيب وأنا أرى أن معظم المشاكل والحوادث تقع نتيجة اللامبالاة. إما بالسرعة الزائدة أو التجاوز أو الحمولات الزائدة عند الشاحنات والمركبات الكبيرة أو عدم الصيانة الدورية لها بالإضافة الى ما ذكرت سابقاٍ من إهمال الطرقات وعدم صيانتها أو الأخطاء في التصاميم وغيرها وهذه من أكثر المسببات للحوادث التي نتمنى من الله أن يجنبنا جميعاٍ كل مكروه.