وزير الصحة يناقش مع منظمة بيور هاندز تدخلاتها في القطاع الصحي وزارة العدل تدشن برنامجاً تدريبياً متخصصاً لتحسين خدمات التقاضي للنساء في عدن اليمن يشارك في المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بالرياض مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للسياسات العامة للدولة الجالية اليمنية في ماليزيا تنظم ندوة عن "مسارات الصراع وآفاق الحلول" بمناسبة عيد الاستقلال أمين التعاون الإسلامي يدعو العالم لتحرك عاجل لوقف عدوان الاحتلال على غزة محاضرة في عدن تستعرض أسس تصميم السدود وأهمية مشروع سد حسّان بأبين مجلس القضاء الأعلى يقر تغطية الشواغر في محاكم ونيابات محافظتي تعز وحضرموت تدشين حملة التحصين ضد الحصبة بالحديدة واجتماع يناقش الوضع الصحي بالمحافظة الوزير الوصابي والمحافظ بن ماضي والسفير الكوري يدشنان بالمكلا معمل وقسم الطاقة المتجددة
تلقى مركز شرطة بيت بوس وأرتل بمحافظة صنعاء بلاغا من أحد المستشفيات عن وصول أمرأة شابة اسمها أشواق يمنية الجنسية من محافظة إب وهي مصابة بطلقة نارية في رأسها.. فأنتقلوا من المركز إلى المستشفى بقيادة مدير المركز المقدم عبدالحميد المقدشي ورئيس مكتب البحث النقيب عمر اليوسفي سيارة تاكسي خصوصي ثم لاذا بالفرار على نفس السيارة عقب إيصالها ولم يتعرف عليهما أحد وتشكل فريق متابعة بقيادة مدير المركز ورئيس مكتب البحث وعضوية الأخوة عبدالسلام الدباء وصدام القيري وزياد المقدشي ومبارك الزوار وعبده الموزعي وأشرف أبو زيد ومناع القيري وغيرهم تحت إشراف المقدم نجيب الطلوع مدير أمن مديرية سنحان وبني بهلول والإشراف العام مدير عام أمن المحافظة العميد يحيى حميد.. حيث قام الفريق بالمتابعة وتوصلوا إلى امرأة عجوز مصرية الجنسية..
ملخص ما نشر في عدد الأسبوع الماضي
اتضح أنها أم زوج القتيلة وأفادت هذه الأم أن زوجة ابنها قتلت منتحرة وأنها التي أطلقت النار على نفسها من مسدس ربع على السرير في غرفة نومها وأن ابنها الزوج مسافر وهارب في السعودية منذ سنة بسبب أنه متهم بارتكاب جريمة سرقة بمحافظة إب… ورفضت أن تدلهم على الشقة التي حدثت فيها الواقعة وظلت على رفضها هذا بلا تراجع فمع استمرارهم في البحث والتحقيقات ومراقبتهم لمنزلها والمستشفى تمكنوا من ضبط شخصين كانا يسألان عن زوج القتيلة واللذين قالا أنه يدعى يحيى.. وأضافا: أنهما لا يعرفان شقة زوج القتيلة المدعو يحيى ولكنهما يعرفان شقة أخيه والذي يدعى عرفات محمد نجيب سليمان وعندما ذهبوا إلى شقة هذا الأخ للبحث عنه لم يجدوه غير أنهم تمكنوا من الحصول على رقم هاتف أحد أصهاراه (أنسابه) فاتصلوا به ورد عليهم الصهر أنه على استعداد للتعاون معهم وأنه يعرف موقع شقة الزوج المدعو يحيى فطلبوا منه الحضور إليهم وحضر الصهر المشار إليه .. و.. وها هي بقية الوقائع ومع أحداث الحلقة الثانية… والأخيرة بمجرد حضور صهر شقيق زوج القتيلة إلى مركز شرطة بيت بوس بعد اتصال فريق البحث له ذهبوا وإياه لكي يدلهم على شقة زوج القتيلة الذي قيل أنه يدعى يحيى وهي الشقة التي حدثت فيها الواقعة.. إلا أنهم حينما وصلوا إلى هناك وجدوا باب الشقة مغلقاٍ ومقفلاٍ من الخارج.. والشقة كانت ضمن عمارة كائنة في أحد أحياء منطقة بيت بوس والعمارة تابعة لأحد المواطنين الأهالي.. فقاموا بتحرير الشقة واستدعاء صاحب العمارة لكي يفتح لهم الشقة لأنهم عند وصولهم واقترابهم من بابها شموا رائحة حريق تنبعث من داخلها فتزايدت شكوكهم بشأن الواقعة وكذلك حول ساكن الشقة زوج القتيلة وحول بقية أفراد أسرته وأقربائه والذين هم جميعهم من جنسية مصرية باستثناء الزوجة القتيلة التي هي يمنية الجنسية من إب… ثم وأثناء ما كانوا على باب الشقة في انتظار حضور صاحب العمارة لفتحها بالمفتاح الاحتياطي الذي لديه وصلهم اتصال هاتفي من ضابط المجموعة التي وضعت للرقابة في المستشفى حيث وجود جثة القتيلة وأم زوجها العجوز التي بقت هناك ولم تغادره يبلغهم أن زوج القتيلة المزعوم يحيى القدمي وصل إلى المستشفى لأخذ أمه العجوز وتهريبها فتم ضبطه مع الأم والتحفظ عليهما لدى أفراد المجموعة فتركوا فردين على باب الشقة لحراستها وهم تحركوا مسرعين إلى المستشفى وهناك حال وصولهم وضعوا قبضتهم على زوج القتيلة يحيى المزعوم وعلى أمه ثم عادوا وهما بصحبتهما إلى الشقة ليقوم الإبن (الزوج) بفتحها من أجل دخولهم إليها لمعاينتها كونها مسرح الواقعة بادروا وهم في الطريق قبل وصولهم للشقة بالاتصال وطلب مختصي الأدلة الجنائية من مباحث المحافظة للدخول بعد حضورهم وإياهم إلى الشقة لإجراء المعاينة الفنية لها وكان هؤلاء (مختصو الأدلة الجنائية) قد سبق إبلاغهم من قبل عن الجثة في المستشفى وحضروا لمعاينتها وتصوريها بالمستشفى ووجدوا آثار دماء على رأسها في الجانبين الأيمن والأيسر وفتحة دائرية الشكل بقطر نصف سنتميتر على بعد 4 سم من حافة الأذن اليمني وفتحة أخرى في الجهة المقابلة مع بروز ثنايا الجلد للخارج وتورم حول الفتحة وخروج لأجزاء من الدماغ ولم يجدوا عدا ذلك في الجثة أي إصابات ظاهرية أخرى. الشقة كانت بالطابق الثاني حيث عند دخولهم للدور الأول للمنزل وقبل صعودهم للدور الثاني منه محل الشقة درج يؤدي للدور الثاني ثم عند بدء صعودهم سلم هذا الدرج وجدوا على أرضية الدرجة الأولى منه آثار قطرات دماء وعلى الدرجة الثانية للسلم عثروا على ظرف فارغ نوع مسدس ربع وفي بداية هذه الدرج على غلاف خارجي لمقذوف ناري وكذا على نصف حبة فياجرا دخلوا للشقة والتي كانت بالجانب الأيمن لسلم (الدرج) ووجدوا في الحمام حين دخولهم إليه برميلاٍ صغيراٍ بداخله ملابس ملطخة بالدماء كما وجدوا على عرض جدار الصالة بجوار باب إحدى الغرف والتي كانت بالجهة الجنوبية من الشقة آثار دماء وشاهدوا في باب هذه الغرفة قرب المغلقة آثار كسر ثم عند دخولهم للغرفة لاحظوا أن محتوياتها والأشياء بداخلها كانت مبعثرة وفي حالة عبث وفوضى أو غير مرتبة ووجدوا على يمين الباب للغرفة بالأرض فراش اسفنج عليه بطانيتين ومخدتين بها آثار دماء وكذلك بعرض الجدار الغربي والجنوبي آثار طبعات دماء . كما عثروا على إثر لاصطدام مقذوف ناري بعرض الجدار الغربي على ارتفاع 144 سم من الأرض وعلى المقذوف والمسافة من موقع المقذوف إلى الزاوية الأخرى الشمالية الغربية كانت 180 سم ولاحظوا الدماء على الجدار في أحد الزاوية كانت بكثافة وكذا على المخدتين فوق الفرش كما عثروا على مفتاح مغلقة باب الغرفة.. كل هذا وغيره دلهم وبما لا يدع مجالاٍ للشك أن ثمة عركاٍ حدث في الغرفة بين شخصين أو أكثر قبل أو أثناء الواقعة. ولقد استكمل مختصو الأدلة الجنائية وبحضور مستأجر الشقة زوج القتيلة 26 عاماٍ إجراء المعاينة ورفع الآثار والبصمات المعثور عليها داخل الشقة وتحريزها مع تحريز سلاح مسدس نوع نيكل وظرف فارغ عيار 6.35م استلموهما من زوج القتيلة المصري الذي قال لهما أنه عثر عليهما في أرضية الغرفة واحتفظ بهما لتسليمها لهم… كما اتضح أن أسمه الحقيقي ليس حسب مازعموا عنه سابقا يحيى القدمي وإنما وائل محمد نجيب سليمان السيد من أب وأم مصريين وذلك ما تبين وثبت عنه فيما بعد.. وقد أوصله فريق المركز مع أمه عقب الانتهاء من المعانية إلى المركز وقاموا بمباشرة استنطاقهما وفتح محاضر جمع الاستدلالات مع كل منهما حال إيصالهما.. كما اهتموا بمتابعة شقيق الزوج المدعو عرفات وظلوا وراءه حتى تمكنوا من التوصل إليه وإحضاره ثم باشروا معه الاستنطاق حول الواقعة وملابساتها هو الآخر.. حاولوا العثور على الأب الهارب وضبطه ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك وافترضوا أنه ربما لاذ بالفرار إلى إحدى المحافظات خارج العاصمة ومحافظة صنعاء منها الحديدة أو عدن أو مأرب أجلوا أمر البحث عنه ومتابعته لما بعد.. وركزوا على المضبوطين من أفراد الأسرة وإثبات الواقعة من خلال محاضر جمع الاستدلالات معهم كونهم مكمن الحقيقة وسرها وأساس مربط الفرس لمعرفة كل ما يتعلق بالواقعة. غير أنه بإجراء المحاضر مع المضبوطين الثلاثة لم يعترف أي منهم أثناء ذلك بجريمة القتل ومكثوا على أقوالهم وإجماعهم بأن الواقعة هي انتحار وأن الزوجة القتيلة من أطلقت النار على نفسها وليس لها من غريم مطلقاٍ.. وكذلك انكروا معرفتهم بمكان اختفاء الأب زوج العجوز الهارب وظلوا مصرين على هذا الانكار بلا تراجع. وكان مما ورد في أقوال الزوج المدعو وائل بالمركز وما أفصح به حول كيفية الواقعة: إنه في يوم الواقعة تناول هو وزوجته وأمه طعام الغداء بشقته الكائنة بشارع الثلاثين حي الشباب وبعد الانتهاء من طعام الغداء طلب من زوجته شاي ونشبت بينه وإياها مشادة كلامية وقام فلطمها خلال ذلك وشدها من شعرها وجرها من باب غرفة النوم إلى ركن الغرفة ثم أتت والدته وامسكته وأخرجته إلى خارج الغرفة.. وأثناء ما كان جالساٍ في الصالة سمع أمه وهي على باب غرفة النوم تقول: لا .. لا.. لا.. ثم سمع صوت طلقة نارية فسارع بالقيام داخلاٍ إلى غرفة النوم وهناك شاهد زوجته ملقاة على أرض الغرفة والدم يسيل من رقبتها فضمها إلى صدره وحملها خارجا بها إلى سلم الدرج وكانت أعصابة متعبة مجهدة متخاذلة فمسكتها أمه ثم ذهب إلى الشارع لإيقاف سيارة وعاد فأخذ زوجته وقام باسعافها ومعه أمه إلى مستشفى الأسرة وهناك بعد إيصالها ترك والدته عندها ورجع للشقة فخلع ثيابه التي عليه لأنها كانت مليئة بالدم وجلس في الغرفة يتذكر مشهد الواقعة ويفكر بها.. وأما عن سلاح المسدس الذي قتلت به زوجته فهو كان حقه وقد تركه لديها بغرفة النوم وحينما دخل الغرفة بعد إطلاق النار وجد المسدس ملقى على الأرض بجانب زوجته وهي مصابة … و… ورفض خلال ذلك الأدلاء عن مكان تواجد والده الهارب واختفائه. بينما ورد في المحضر الذي أجري مع أخيه المدعو عرفات ما ملخصه أنه ذهب لشراء غداء وتناوله مع زوجته وأبيه وأمه وزوجة أخيه أشواق وذلك في منزله هو وبعد ذلك غادروا منزله لا يدري أين ذهبوا .. ثم في وقت ما بعد السادسة مساء أبلغته زوجته بأن شقيقها صهره أتصل لها يبلغها بأن زوجة أخيه أشواق أطلقت النار على نفسها وهي مصابة في المستشفى وأن عليها أن تخبر زوجها عرفات لكي يتوجهوا جميعاٍ للمستشفى فسار إلى صهره شقيق زوجته بعد إبلاغه بذلك والتقى به ثم ذهب الاثنان ومعهما شخص ثالث صديق المستشفى إلا أنهم عندما وصلوا إلى باب المستشفى رأوا طقم شرطة المركز وصل في اللحظة ورأوا الأفراد الذين كانوا على الطقم يقومون بالقبض على أخيه وائل ويأخذونه برفقتهم .. وما عدا ذلك ليس له علم بشيء. في حين والدتهما المرأة العجوز كررت نفس روايتها التي سبق وأدلت بها من قبل بأن زوجة ابنها القتيلة اتصلت بها وذهبت إليها وأنها رأت المسدس في يدها وهي بالغرفة ثم أطلقت النار على نفسها وخرجت للاستغاثة بالناس فألتقت بزوجها الذي كان غائباٍ على الباب وقامت هي وزوجها ومعهما شخص ثالث بأخذ زوجة ابنها المصابة للمستشفى أو هذه كانت إفادة الأم التي استمرت عليها حتى المحضر الأخير الذي أجري معها في المركز ولم تتغير. فكان على إثر هذه الأقول لزوج القتيلة المدعو وائل وأخيه عرفات وأمهما هيام واختلافها وتناقضها وتعمد كل منهم على إخفاء مكان تواجد وهروب الأب زوج العجوز وغير ذلك من المعلومات المهمة المتعلقة بالواقعة أن قام رجال المركز بالتوسع في جمع الإفادات والمعلومات ومنها الاهتمام بالحصول على إفادة الأطباء في المستشفى الذي أسعفت إليه القتيلة لتحديد نوعية الحالة التي كانت عليها حين إيصالها للمستشفى .. وتوفرت من خلال ذلك قرائن ودلائل أخرى تدعم قوة الأخذ بالاعتبار أن الواقعة هي قتل بفعل فاعل وليست انتحار ومن هذه الدلائل والقرائن ما أكده الأطباء في إفادتهم بالمستشفى أن القتيلة عند ايصالها للمستشفى كانت مفارقة للحياة وجثة هامدة والدماء عليها متجمدة وهو ما يفسر ان الوفاة لم تكن حديثة وإنما مضى عليها وقت.. يضاف إلى ذلك دلائل قطرات الدم التي عثر عليها مختصو الأدلة الجنائية إلى جانب غيرها من الدلائل والقرائن التي تعزز الميول وتؤكد أن الواقعة ما هي الاجريمة قتل ولا يمكن أن تكون انتحاراٍ.. وأن المشتبهين فيها هم بالمقال الأول زوج القتيلة المدعو وائل ثم أفراد أسرته. كما تبينت بعض الحقائق التي تثير كثيراٍ من الريبة والاشتباه حول المدعو وائل وأخيه وأبيهما الهارب في قضايا أخرى لا تقل خطورة عن التهمة الموجهة إليهم بالقتل ولكن لم يتوفر بعد بشأنها ما يثبت تأكيدها وعلى هذا الأساس أضطر فريق المركز للاكتفاء بما توصلوا إليه وأحالوا أوليات القضية مع الثلاثة المضبوطين إلى مباحث محافظة صنعاء.. وهناك في مباحث المحافظة باشروا مع الثلاثة فتح المحاضر من جديد على انفراد وكان لدى المباحث بلاغات أو معلومات وصلتهم عن المدعو وائل زوج القتيلة بأنه متهم ومطلوب في قضية سرقة من قبل مواطن اسمه الجبل بإب والمسروقات مبلغ مالي قدر بمأتي ألف دولار أمريكي وعدد من جنابي ثمينة ومجوهرات وحلي ذهب وزنها ليس أقل من خمسة كيلو وكذا مطلوب في قضية إطلاق نار على رجال الأمن وشروع في قتل بمباحث العاصمة صنعاء وقضايا أخرى إلى جانب التهمة في واقعة قتل زوجته وقد سألوه عن هذه القضايا في مباحث المحافظة بالمحضر الذي أجري معه إضافة إلى سؤاله عن واقعة القتل فجاءت خلاصة إفادته بالإنكار التام وعدم علاقته حول قضية السرقة في إب وعدم معرفته بالشخص الجبل وكذا عدم علاقته بقضية إطلاق النار على رجال الأمن والشروع بالقتل في الأمانة وأما بالنسبة لواقعة قتل زوجته فهو في عصر ذلك اليوم تلقى اتصالا من أخيه عرفات يقول له أنه معزوم مع زوجته أشواق لتناول طعام الغداء في بيته لأنه عزم والديه كذلك وسيأتيان وعليه أن لا يتأخر وزوجته وذهب مع زوجته عند أخيه والتقى بأبيه وأمه وتناولوا جميعا الغداء في بيت أخيه وبعد الغداء دخلوا فجلسوا بغرفة المجلس الديوان وأثناء ذلك نادى على زوجته أشواق وقال لها أنت تريدي غرفة نوم فخذي مبلغ 150.000 ريال الذي سبق وأعطيتك إياه والموجودة في الحقيبة الشنطة حقك وأذهبي أنت وأمي لشراء غرفة النوم فردت عليه زوجته صائحة أنا أريد غرفة نوم كبيرة وأريدها ملكي وانفعلت هي فغضب وقام فلطمها أمام أفراد أسرته في المجلس الديوان ونشبت بينهما مشادة كلامية وقتها وسحبها إلى الصالة قائلا لها لنا كلام فيما بعد بالبيت ثم خرجت هي ومعها أمه من منزل أخيه عرفات واستقلتا سيارة تاكسي باتجاه شارع الخمسين فقام هو ولحق بهما على سيارة تاكسي أخرى وألفاهما في الطريق وأنزلهما من السيارة التي كانا عليها وأطلعهما على السيارة التي هو فيها وتوجهوا نحو المنزل شقته وكان في ذروة الغليان وهناك لما وصلوا وفي اللحظة التي فتحوا خلالها باب المنزل للدخول سارع هو فأمسك بيد زوجته وجرها للداخل وتبعتهما أمه وأثناءها قام بلطم زوجته وصاحت هي مستنجدة بأمه فأسرعت هذه وشدته إليها وكانا قد وصلا إلى باب غرفة النوم بالشقة فعاد إلى باب الغرفة وقام بلطم زوجته مرة أخرى وركلها فتدخلت أمه وشدته بقوة وفصلته عنها ودخلت زوجته إلى غرفة النوم وهي تصيح باكية قائلة أماه أماه وهو بقي خارجها في الصالة وبعد لحظات سمع أمه وكانت على باب الغرفة تقول لا لا لا ثم سمع صوت إطلاق النار فقام ودخل للغرفة وشاهد زوجته تنزف الدماء من رأسها وأنفها وحضنها ثم قام بسحبها أو حملها بمساعدة أمه من الغرفة إلى باب المنزل وقام ومعه أمه بإسعافها على سيارة تاكسي إلى المستشفى وهناك بعد أن نادى على من بالمستشفى وضع زوجته على باب المستشفى وترك أمه عندها وهو رجع على نفس السيارة التاكسي متحركا إلى بيت أخيه عرفات ولكنه لم يجده في المنزل ثم عاد متوجها نحو منزله أو الشقة ودخل غرفة النوم ثم سار للحمام وقام بخلع ملابسه التي عليه ووضعها داخل إناء في الحمام وغمره بالماء لأن ثيابه كانت ملطخة بالدماء ثم رجع إلى غرفة النوم وقام بأخذ المسدس الذي شاهده على أرش الغرفة ووضعه في أحد جيوب ملابسه التي ارتداها بدلا عن الأولى وكذلك الظرف الفارغ الذي وجده الآخر ووضعه في الجيب الثاني هذا كان ملخص إفادة المدعو وائل بمباحث المحافظة مع ملاحظة الفارق والتناقض لما بين هذه الإفادة وإفادته السابقة التي أدلى بها بمركز بيت بوس وكذلك كان الحال بالنسبة لأقوال كل من أخيه عرفات وأمهما هيام والتي كانت متناسقة ومتوافقة بل ومرتبة وكأنه تم الاتفاق عليها سلفا فيما بينهم قبل القبض عليهم إلا أن هذه كانت البداية وقد تكشفت أشياء جديدة هناك ومرتبطة بالمذكورين وبالذات منهم المدعو وائل وشقيقه المدعو عرفات اللذين كانا مطلوبين لمباحث الأمانة على ذمة أكثر من قضية ومنها سرقة منازل وإطلاق نار على أحد أفراد التحريات وعلى مواطن صاحب عمارة بشارع الدائري وإصابة كل منهما ثم هروب المتهمين واختفائهما عقب ذلك. حيث تشكلت لجنة تحقيق في مباحث الأمانة بقيادة رئيس قسم مكافحة السرقات العقيد عبدالجبار الأحرمي وعضوية المقدم محمد الطويل رئيس شعبة المركبات والمقدم غيلان شرهان رئيس شعبة المنازل وبعض المساعدين بجانبهم والذين انحصر اهتمامهم في فتح محاضر الاستنطاق وجمع الاستدلالات والإفادات والشهادات على القضايا الآنفة الذكر وهي السرقة وإطلاق النار والشروع في القتل وعلى قضايا أخرى للمتهمين الشقيقين المصريين ومن معهما علاقة بها وتتمثل في انتحال صفة ضباط الأمن السياسي وتزوير في مستندات ووثائق رسمية وبطائق شخصية وتزوير شيك وحمل وانتحال أسماء يمنيين وتزوير تصاريح أمنية وانتحال الجنسية اليمنية واستغلال كل ذلك في تسهيل وتمرير المعاملات والجرائم التي يقومون أو قاموا بها أو هذا ما ركز عليه ضباط التحقيق بمباحث الأمانة عند استنطاقهم للمتهمين الشقيقين وفتح محاضر جمع الاستدلالات معهما عقب إيصالهما من مباحث المحافظة ومع من تم استدعاؤهم فيما بعد ممن أخذت إفاداتهم من أفراد الأسرة والأقرباء الأصهار والأنساب ومن لديهم معلومات أو علاقة بتلك القضايا أو بعضها دون التعرض لواقعة القتل باعتبار هذه القضية من اختصاص مباحث المحافظة وبعدها الإدارة العامة للبحث الجنائي وقد أثبتت التحقيقات ومن خلال الأدلة والقرائن والإفادات والشهادات التي توفرت لدى المحققين بالأمانة بما يؤكد التهمة على المدعو وائل وأخيه المدعو عرفات وعلى أبيهما الهارب وبعض المشتركين معهم في كل تلك القضايا أو معظمها ليتم بعد ذلك رفع الملف وإحالته مع المتهمين المضبوطين إلى الإدارة العامة للبحث الجنائي. وخلصت التحقيقات ومحاضر جمع الاستدلالات التي أجريت بالإدارة العامة والتي تولاها بعض من كبار الضباط فيها وهم العقيد مطهر الغرباني والعقيد طاهر حميد ثم العقيد فهد محمد وبقيادة العقيد محمد علي قاسم مدير إدارة التحقيقات لتبين فيما يخص واقعة القتل قتل أشواق زوجة المدعو وائل فمن خلال التحقيقات ثبت تناقض الأقوال وما تم العثور عليه من آثار وأدلة عند المعاينة للمنزل والشقة من قبل مختصي الأدلة الجنائية وإثبات الأطباء بتقريرهم وجود تجمد للدماء على القتيلة حين إيصالها للمستشفى ورؤيتها من قبل الأطباء وظهور نمش بارودي على صدر الزوج المدعو وائل وآثار دماء على ركبته اليمنى وليس على صدره كما سبق وأدعى أنه احتضن زوجته بعد إطلاقها النار على نفسها كل ذلك وغيره يفيد بعكس الانتحار ويؤكد بأن الواقعة هي قتل وبفعل فاعل بل ويؤكد أن جثة القتيلة على سلم الدرج قبل الدخول للشقة نقلت من أسفل إلى أعلى وليس العكس وأن ارتكاب الجريمة تم خارج الشقة ثم نقلت الجثة إليها وتم الإنفاق بين المتهمين أفراد الأسرة بعد ذلك على تطابق أقوالهم في حالة القبض عليهم وعدم الاعتراف بأي شيء صريح حول الجريمة وكذا على التمويه والتتويه وإنكار علم كل منهم بمكان تواجد الأب الهارب وأي شخص آخر منهم لم تنله يد العدالة بعد كما عزز وأيد من تأكيد أن الواقعة هي جريمة قتل وليس انتحار وأن المتهم الأول فيها الزوج المدعو وائل والمشاركة في التواطؤ معه بقية المتهمين الآخرين الأب والأم والأخ عرفات هو ما ورد في إفادة زوجة المدعو عرفات وهي يمنية الجنسية والتي أكدت أنها تستبعد قيام القتيلة بالانتحار وقتل نفسها لأنها كانت مستقيمة جدا وعلى لسانها ذكر الله دائما كما أنها كانت ملتزمة ومداومة على أداء الصلاة والعبادة بشكل غير منقطع ثم أنها قبل أسبوعين أخذت شهادة الماجستير في الرياضيات من جامعة صنعاء وكان لها طموح كبير في نيل درجة الدكتوراه وكانت من النوع المتفائل والمبتسم للحياة والمستقبل وكذلك أنها أي القتيلة اتصلت بذات اليوم قبل مقلتها لابنة عمها كي تحجز لها في محل كوافير لليوم الثاني وأتضح صحة هذا من خلال فحص أرقام تليفونها كما أتضح التوقيت اليومي لصلاة الفجر المنبه بالتليفون مما ينفي أي احتمال وارد لكلمة انتحار. في الوقت الذي تبين أن المدعو وائل وأخاه عرفات كان لهما أكثر من نشاط مشبوه ولهما سوابق في عدة قضايا ومنها المتاجرة في تهريب النفط والبترول بين المحافظات والإقامة لجميع أفراد الأسرة في اليمن ولمدة تزيد عن 35 عاما أي من عام 1979م بصورة غير قانونية ويسرحون ويمرحون في البلاد كما يشاءون دون أن يتعرض لهم أحد حتى أن المدعو وائل لديه سلاح ويحمله غالبا ومعه تصريح أمني مزور وكذلك شقيقه المدعو عرفات ويساعدهما في ذلك ارتدائهما للزي اليمني وإتقانهما للهجة اليمنية وإدعائهما أن جنسية كل منهما يمنية وبطاقته الشخصية يمنية وكل هذا تزوير في تزوير وعند مواجهة المتهمين بالحقائق التي توصل إليها رجال الأمن اعترف المتهمون جميعاٍ بأدوارهم في عملية القتل والقضايا الأخرى المتهمين فيها.