رئيس مجلس القضاء يؤكد أهمية دعم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في العلوم القانونية وزارة الشباب والرياضة تكرّم بطل العرب للشطرنج خالد العماري وزير الصحة يناقش مع منظمة بيور هاندز تدخلاتها في القطاع الصحي وزارة العدل تدشن برنامجاً تدريبياً متخصصاً لتحسين خدمات التقاضي للنساء في عدن اليمن يشارك في المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بالرياض مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للسياسات العامة للدولة الجالية اليمنية في ماليزيا تنظم ندوة عن "مسارات الصراع وآفاق الحلول" بمناسبة عيد الاستقلال أمين التعاون الإسلامي يدعو العالم لتحرك عاجل لوقف عدوان الاحتلال على غزة محاضرة في عدن تستعرض أسس تصميم السدود وأهمية مشروع سد حسّان بأبين مجلس القضاء الأعلى يقر تغطية الشواغر في محاكم ونيابات محافظتي تعز وحضرموت
في صباه ماتت أمه وكان الإبن الوحيد لأمه وأبية وتزوج أبوه بعد وفاة أمه بامرأة ثانية كانت أصغر منه في العمر بنحو 17 عاماٍ وتزوجت قبله مرتين استطاعت بتأثير دلالها وصغر سنها وحلاوة فتنتها السيطرة على أبيه وتجعل كلمتها هي الأولى في البيت.
ملخص ما نشر في الحلقة الماضية ثم لما كبر وصار شاباٍ بالغاٍ عمره 18 عاماٍ تعرف على إحدى بنات الجيران وهي فتاة في مثل عمره أحبها وأحبته وتعاهدا على الزواج والوفاء لبعضهما ثم كلم أباه أن يخطبها له من أبيها ولكن زوجة أبيه الشابة أعترضت قائلة: كيف¿ ومن أين ياحسرتاه..¿ ورد عليه أباه: عليك أولاٍ تكوين نفسك ولنا بعد ذلك كلام… وبعد ذلك سافر للعمل خارج الوطن من أجل جمع المال للزواج بالفتاة التي أحبها وساعده في ذلك خاله شقيق أمه.. ولكن بعد غيابه لفترة في بلاد الغربة بالفتاة التي أحبها وساعده في ذلك خاله شقيق أمه ولكن بعد غيابة لفترة في بلاد الغربة وعودته منها لطلب يد الفتاة محبوبته فوجئ برفض أبيها له وكذلك أخوانها وكان رفضهم له رفضاٍ قاطعاٍ ونهائياٍ وزوجها أبوها برجل آخر غيره وأكبر منها في العمر ورغماٍ عنها بدون رضاها فكان بسبب حرمانه منها وفقدانه الأمل بعد زواجها أن تعقد هو من كل شيء وتغير حاله وكره الدنيا بما فيها.. واستغلت زوجة أبيه وضعه وراحت تتقرب منه وتواسيه ثم اصطادته للمرة الثانية بعد أن مارس معها الرذيلة في المرة الأولى قبل سفره للغربة بيومين في غياب أبيه عن البيت.. وها هي بقية الوقائع ومع أحداث الحلقة الثانية والأخيرة. تمددت على الفراش ونمت حوالي ساعة ونصف الساعة ثم قمت واغتسلت وارتديت ثياباٍ غير الأولى وخرجت بعد ذلك والوقت كان قبل المغرب بنصف ساعة متجهاٍ إلى العرس حيث سبقني أبي إليه.. وحينما وصلت إلى محل العرس التقيت بأبي وأخذت منه القات الذي اشتراه لي وذهبت للجلوس في مكان بعيدُ عنه بجوار بعض أصحابي الشباب لأنني أثناءها عندما وصلت ورأيته وهو يناولني القات تذكرت ما فعلته به والخيانة التي حدثت مني وزوجته بل والجريمة التي ارتكبناها في حقه ولم أستطع نسيان ذلك أو إبعاده عن ذهني عن التفكير في بشاعة ما فعلت.. استشعرت فظاعة الجريمة وبدأت أحس بالذنب وبشيء من الندم.. بدأت أكره زوجة أبي وأمقتها… فكرت أنها ربما خانت أبي أو تخونه مع أشخاص آخرين غيري ولم أكن الوحيد الذي أوقعته في حبال منكرها.. تعالى لدي هذا الاحساس وتضخم بالشك حول زوجة أبي وتماديها في خيانتها وأختارها لتكون واحة الدفء والوئام له.. وهذا الزوج هو أبي.. أبي بالقدر الذي أخذت أرثي لحاله وسذاجته وجهله بكيد النساء رحت أمقت نفسي وألعن زوجته الخائنة وكذلك ألعن خيانتي معها… إن أبي من الصنف الطيب والمستقيم وعلى نيته ومن النوع المسالم الذي لا يحب المشاكل مع أحد ويفترض حسن الظن والنية في كل من يتعامل معه أو يعاشره. حين مغادرتنا “أنا وأبي” مكان العرس عائدين للبيت والساعة كانت العاشرة مساءٍ وأثناء ما كنا في الطريق بل وصولنا للمنزل فكرت أن أعترف لأبي وأكلمه عن خيانة زوجته الشابة وعدم صيانتها لشرفه وعرضه حتى مع أقرب الناس إليه.. وكدت أن أتجرأ وأفعلها ولكن في اللحظة الأخيرة قبل أن يلفظ لساني بأية كلمة عن ذلك صدع في تفكيري ما جعلني أتردد وأتوقف وأعي كارثة ما كنت قادماٍ عليه.. لقد خطر لي أن الرجل الذي أراه الآن طيبا ومسالماٍ مسكينا ربما بعد أن أكلمه يستيقظ الوحش الذي بداخله باعتبار أن بداخل كل رجل وحش بطبيعته وفطرته فيتحول إلى غير الأب والزوج الذي هو عليه حالياٍ ويقدم على قتلي وقتل زوجته الشابة معاٍ من باب الغيرة والثأر وانتقاماٍ لجسامة الخيانة التي يفضل أي رجل الموت عليها ولا يقبل تحملها بالإضافة إلى إعلان وانتشار الفضيحة ووصم السمعة التي لن تْمحى وبذلك كأني لم أفعل شيئاٍ بل تسببت في دمار أبي ودماري ودمار الأسرة بكاملها.. ولهذا لم أتكلم بشيء خوفا ورعبا وفضلت الصمت على المجازفة. ثم لما وصلنا إلى البيت اتجهت مباشرة إلى غرفتي ومكثت ساهراٍ وسارحاٍ في أفكاري وهمومي وأوهامي السوداء إلى قبل الفجر ولكن وقتها كنت قد وصلت في قرارة نفسي إلى أنه ليس أمامي من حلُ أو من سبيل وحيد إلا أن أترك البيت والمنطقة وأذهب إلى العاصمة صنعاء للبحث فيها عن عمل والبقاء هناك أطول فترة ممكنة لأن ما غاب عن الناظر غاب عن الخاطر.. ولبثت نائماٍ حتى قبل الظهر من اليوم التالي ثم قمت وحزمت بعض الملابس والأغراض التي أحتاجها في حقيبة متوسطة كانت معي إضافة إلى مبلغ من المال كنت محتفظاٍ به كمصاريف.. وتناولت طعام الغداء بالبيت وبعد ذلك غادرت المنطقة متحركاٍ إلى صنعاء العاصمة بنفس اليوم.. حيث نزلت حين وصولي للمبيت في أحد الفنادق الكائنة بشارع تعز وكانت هي المرة الأولى التي أنزل فيها للمبيت في فندق بصنعاء.. وهناك خلال استقراري بالغرفة التي أستأجرتها ونزلت فيها كانت المفاجأة لي والتي لم أكن أتوقعها وتسببت في استئناف استسلامي للضعف وانقلاب حالي فيما بعد.. وهذه المفاجأة تمثلت عندما قمت بفتح التليفزيون التابع للغرفة وبدأت أقلب القنوات المفتوحة التي تبث فيه وكنت جالساٍ ومستنداٍ بظهري على السرير وأثناء ذلك ظهرت عدد أربع قنوات تبث أفلاماٍ وبرامج إباحية مباشرة ومثيرة… وهذا البث للقنوات المذكورة المحرمة كان معمما وشاملاٍ لجميع الغرف بالفندق وهو ما يعني أن نزلاء الفندق وساكنيه كافتهم أو أغلبهم يشاهدون هذه القنوات المحرمة كما أن تأثيرها يعني الدمار الشامل ومفعولها بالنسبة لمن يشاهدها لا يقل في خطورته عن مفعول المخدرات التي تقتل متعاطيها ومدمنيها وتدفنهم أحياءٍ.. وتذيب الأخلاقيات وقيم الاستقامة لدى أي رجلُ وامرأةُ وشابُ وتدمر أي سلوك قويم حتى لو كان المشاهد من النوع المحافظ والصلب في مقاومته.. وهذا ما أدركته وتبين لي بمرور الأيام التالية… ولكن بعد وصولي للعاصمة صنعاء ونزولي الفندق ثم مشاهدتي للقنوات الإباحية في غرفة الفندق وجدت نفسي أنسى ما سبق كل ما سبق وقررته عن حكاية التوبة وأضعف في المقاومة بحكم سن الشباب.. حيث ظليت في هذه الليلة التي نزلت بها بالفندق ساهراٍ مع القنوات ولم أضع رأسي للنوم إلا في الساعة السابعة والنصف صباحاٍ وكنت في غاية الإرهاق وبقيت على الفراش نائماٍ إلى وقت الظهر ثم قمت وأنا أحس بالضعف وأعصابي وجسمي منهكة ومفككة ولم أقدر أن أتمالك قواي.. واضطررت في هذا اليوم التالي لحجز الغرفة للمبيت والبقاء فيها حتى اليوم الثالث ولم أخرج من الفندق سوى لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم ولشراء قاتُ من السوق ثم عدت للغرفة وما حدث في الليلة السابقة تكرر معي في هذا النهار والليلة ثم الخلود إلى النوم حتى وقت الظهر.. غير أنني لم أسكن بالفندق سوى الليلتين وبعد ذلك غادرته للنزول والسكن في إحدى اللوكندات الشعبية والتي إيجارها أرخص من الفنادق .. وهذه اللوكندة كانت توجد فيها إلى جانب الصالة المليئة بالأسرة المتراصة بعض الغرف الخاصة بسرير أو سريرين مع جهاز تليفزيون لمن يريد السكن مستقلاٍ وأنا نزلت باللوكندة ضمن السكن الجماعي في الصالة.. لأني كنت في ليلة هذا اليوم الثالث أريد أن أنام لكي أستيقظ في صباح اليوم التالي مبكراٍ للذهاب من أجل البحث عن عمل.. وقد نمت ليلتها بوقت مبكراٍ فذهبت للبحث عن شغلُ ولكني لويت ودرت وسألت هنا وهناك ولم أجد أي عمل بل إنني فوجئت بأن وجدتْ أمامي الكثير من الشباب والرجال والصبيان الذين تجمعوا في أكثر من جولة وشارع كانوا عاطلين عن العمل ويبحثون عن شغل مثلي وحالة الأغلبية منهم بدت لي أسوأ من حالتي بكثير وكثير والبعض منهم لم يكن يجد حتى ثمن حبة خبز أو روتي وفنجان شاي ليسد رمق جوعه بدون أكل من الليلة الماضية.. وعدت إلى اللوكندة في وقت العصر بعد أن وتعبت دون فائدة.. وكنت حين وصولي اللوكندة قد تناولت الغداء واشتريت لي علاقية قات وجلست للمقيل على إحدى الكنبات الفرش بالصالة.. وخلال ذلك صادف وجاء للجلوس والمقيل بجواري بعض الشباب الذين كانت أعمارهم متفاوتة من 16-20 سنة ومن مناطق ومحافظات مختلفة ومعظمهم كما لاحظته بعد ذلك كانوا يرتدون ملابس ضاغطة وحالقي الوجوه بالكامل وعلى الطريقة الحديثة المستوردة ومنهم من هو في وسامته وشكله كأنه فتاة أنثى وليس ذكراٍ وكل هذا لفت نظري ولاحظته بعدما بدأت أنا والذي كان منهم جالساٍ بجانبي نتبادل أطراف الحديث والتعارف بيننا ومع الذي بجواره ثم مع البقية منهم تدريجياٍ وبمرور الوقت لا سيما بعد أن استغرقت في الكلام معهم وحكيت لهم قصتي باستثناء خيانتي .. إذ ارتاح لي هؤلاء الشباب وارتحت لهم وتزايد التقارب بيني وإياهم وبالأخص مع كبيرهم الذي قال لي: “كان غيرك أشطر.. فلا تتعب نفسك في البحث عن شغل ولا تحلم لأنك لن تجد إلا الوهم.. وما أنت إلا واحد من المئات والآلاف من العاطلين الذين باتوا بدون أمل.. ونحن منهم.. وتأكد لي صحة هذا وصدقه عندما كررت المحاولة تلو المحاولة في البحث عن شغل في الأيام اللاحقة دون جدوى في الوقت الذي استمر تواصلي معهم كثير وبعض أولئك الشباب عن طريق التليفون والإلتقاء بهم وكنت تبادلت معهم أرقام التليفونات من أول يوم تعارفنا فيه.. وكانوا بحسب ما عرفت من اللقاءات المتكررة بيننا أنهم عبارة عن مجموعة ضمن شلة كبيرة وبعضهم على مستوى جميعهم بلا عمل والكثير منهم كانوا مغتربين في البلدان المجاورة للوطن وتم تسفيرهم أو طردهم من هناك طرداٍ ويزاولون السرقة.. النشل.. التهبش.. ممارسة الفاحشة.. النصب تعاطي بعض المخدرات وشرب الخمرة.. الاحتيال.. وما يدخل في نطاق الانحراف والاحتراف غير المشروع.. وقد انخطرت مع هؤلاء شباب الشلة وانجرفت من ضمنهم بعد أن تمكن مني اليأس وأغلقت في وجهي كل الأبواب تماماٍ وأتعلم مزاولة النشل والتهبش وسلب أي أحد مواطن (ضحية) بطريقة استدراجه وإيقاعه بواسطة أحد الصبيان الوسيمين نضع أمامه أي من هؤلاء الصبيان لكي يتحرش به بأي طريقة وهناك تتم المباغتة من قبلنا للفريسة الصيد وسلب ما بحوزته وتركه بعد ذلك إذا لم يقاوم. كما أن البعض وهم مجموعة من الشلة مطعونون في الشخصية يقومون بالانتشار في الشوارع وبعض الأماكن مثل ساحة باب اليمن وشارع خولان وشارع مسيك وساحة الحصبة وشارع هايل والدائري وأسواق الحراج بالصافية وبير عبيد وغيرها لاصطياد الزبائن لممارسة الفاحشة مقابل المال .. والحصيلة من كل كذلك يتم صرفها بين الشلة. وغرقت في المستنقع أكثر بتتابع الأيام وتواليها .. وكل ذلك وانجريت عرفته وتعلمته من الشلة كما تدرجت في أهميتي ووضعي بين مجموعات الشلة وأفرادها حتى أصبحت الرجل الثاني بعد الزعيم أو الرجل الأول للشلة.. وظل الحال على ذلك إلى أن كان اليوم الأخير من رحلة سقوطي في المستنقع وهو يوم الواقعة.. وهذا اليوم كان الخميس والذي جلسنا فيه “أنا وثلاثة من رفاق الشلة” للمقيل بفندق اثنان منا كانا من الوسيمين.. وخرجنا من الفندق في وقت بعد المغرب وذلك بعد أن اتفقنا على الذهاب للتهبش واصطياد أي شخص فريسة لإيقاعه ونهبة ما بحوزته كما اتفقنا على خطة وخطوات التنفيذ للعملية إضافة إلى اتصالي بكبير الشلة لإرساله لنا السيارة التابعة له لأننا سنحتاجها بحسب الخطة في التنفيذ.. ولما وصلنا إلى ساحة باب اليمن حيث سوق الحراج لبيع التليفونات والأشياء المسروقة وضعنا هناك كل من الشابين الوسيمين في مكان لالتقاط أي صيد.. وابتعدت مع رفيقي الرابع ورفيقنا سائق السيارة التي أرسلها لنا كبير الشلة بمعيته لنراقب الوضع من مسافة.. وكنا الثلاثة مسلحين بالجنابي ورفيقنا السائق كان معه بالإضافة إلى ذلك سلاح مسدس وأنا كذلك معي خنجر أحمله بعرضي والذي كنت اشتريته من قبل.. ولم يطل انتظارنا غير نصف ساعة تقريباٍ حتى إلى شاهدنا رجلاٍ يقترب من أحد الشابين “الطْعم” ويقف إلى جانبه يحدثه وكان من ضمن الاتفاق الذي سبق بيننا قبل خروجنا من الفندق لتنفيذ العملية هو أنه عند مجيء أي زبون إلى أحد الشابين وبدء حديثه معه على الشاب الذي يأتي الشخص إليه أن يتصل ويرن بتليفونه على أي رقم لأي منا الثلاثة المراقبين ويترك التليفون مفتوحاٍ لكي نسمع كل ما يدور من كلام بينهما دون أن يشعر الشخص الصيد أو ينتبه لذلك .. وفعل الشاب ذلك ..واستحسن الرجل ذلك الكلام الذي سمعه من الشاب وأطمأن له أكثر.. ثم مشيا وقطعا الشارع إلى الشارع المقابل بالاتجاه المعاكس وأوقف الرجل سيارة تأكسي استقلها هو والشاب وتبعتهما مع السائق بالسيارة التي معنا بينما رفيقنا الآخر بقي لمراقبة الشاب الآخر.. واتجهت السيارة بالرجل والشاب نحو خارج العاصمة أو أحد أطرافها ونحن بالسيارة خلفها بفارق مسافة مناسبة في الطريق.. ثم شاهدنا السيارة التاكسي تلف من الخط الرئيسي إلى شارع فرعي ترابي يؤدي إلى أرض خلاء فتوقفنا بالسيارة على جانب الخط قرب مدخل الشارع الفرعي وأخذنا نتابع سير السيارة بأنظارنا حتى رأيناها توقفت على مسافة من أرضية مسورة بداخلها مبنى صغير كأنه للحراسة.. فتحركنا بالسيارة في الطريق الفرعي في حين السيارة التأكسي عادت على نفس الطريق عكس اتجاهنا وكان الشاب مع الرجل قد نزلا منها هناك ومضيا يمشيان نحو الأرضية المسورةوألفيناهما قبل وصولهما إلى بوابة الأرضية وهناك بمجرد وصولنا نزلت ورفيقي السائق وهاجمنا الرجل مباشرة قائلين له: إلى أين تأخذ هذا الشاب الحلو الجميل.. فأبدى هو المقاومة ولم يستسلم وكأنه فهم أنه كمين دبر له أو خطة مسبقة لايقاعه وسلبه ما بحوزته فحاول الرجل الدفاع عن نفسه بإخراج جنبيته وطعني بها وطعن رفيقي أيضاٍ ولكن هذا صاحبي السائق أمسك يده واشتبك معه وأراد إخراج سلاح المسدس الذي معه لتصويبه نحو الرجل وإيقافه عن المقاومة غير أن الرجل كان أشد ضراوة ولم يتوقف عن الاشتباك وعدم الاستسلام وأزداد شراسة في المقاومة وأثناء ذلك استطعت أن أخرج الخنجر الذي أحمله بعرضي وطعنت به الرجل طعنتين متتاليتين في صدره فأفلت هو على إثرهما الجنبية من يده وارتمى على تراب الأرض نازفاٍ الدماء وساكناٍ بعد لحظات عن النفس والحركة.. بينما نحن سارعنا خلالها إلى أخذ الجنبية التابعة له والتي أسقطها من يده وأخذ ما عثرنا عليه بحوزته وهو تليفونه السيار ومبلغ أربعة آلاف وخمسمائة ريال وساعة يد.. وبعد ذلك لذنا بالفرار من المكان عائدين بالسيارة من حيث أتينا وسرنا إلى كبير الشلة لتسليم السيارة له ولإخباره بما حصل.. فأغتاظ كبير الشلة وقال: “لقد أخطأتم بطعن الرجل ولا يستبعد أنه لقي حتفه.. وعليكم الآن أن تتفرقوا وكل واحد ينام في مكان بعيد عن الآخر.. ثم وجه كلامه إلى قائلاٍ: أما أنت فذهب للنوم بفندق لم تنزل به من قبل وامكث فيه واتصل بي وسوف يأتيك ما تحتاجه إلى عندك. وعلمت بعدها في اليوم الثاني أن الرجل فارق الحياة وأودعت جثته بثلاجة أحد المستشفيات وأن الشرطة تبحث عن الجناة ولديها أوصاف السيارة وأوصاف البعض وأولهم أنا.. فخفت لما بلغني ذلك وقررت الهروب بالعودة إلى منطقتي للاختفاء فيها.. وعلى هذا الأساس تركت الفندق في مساء اليوم الرابع واتجهت لأستقل إحدى السيارات المتحركة إلى مدينة المحافظة التي فيها منطقتي.. ولكن في الطريق عند وصول السيارة التي كنت عليها إلى النقطة الأمنية خارج العاصمة صنعاء فوجئت بأفراد شرطة النقطة بعد إيقاف السيارة يتفحصون في وجوه وصور الركاب الذين عليها وكنت قد قمت بتغطية معظم وجهي بالشال الخاص بي فرأوا اللثام على وجهي وشكوا بي ثم أمروني بنزع اللثام عن الوجه وازداد شكهم بي لما شاهدوا صورتي بدأت تتغير خلال ذلك وأمروني بالنزول من السيارة وقاموا بالقبض علي هناك وبعدها أوصلوني إلى المنطقة الأمنية ومنها إلى النيابة والقضاء ليصدر الحكم علي أخيراٍ بالإعدام.. وهكذا كانت رحلتي مع الخيانة والسقوط في المستنقع.