الرئيسية - قضايا وناس - مختصون: الفاشلون وأرباب السوابق أكثر المنظمين لتنظيم القاعدة
مختصون: الفاشلون وأرباب السوابق أكثر المنظمين لتنظيم القاعدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

● إن مهمة الإنسان في الأساس هي تعمير الأرض والاستفادة من كل ما يوجد في الحياة من وسائل وأدوات وعلوم من أجل إيجاد حياة سعيدة للإنسان فكيف إذا تحول الإنسان المطلوب منه أن يبني ويعمر ويطور الأوطان إلى أداة بيد جماعات ضالة تستخدمه للهدم وإقلاق السكينة العامة وقتل النفس التي حرمها الله بدم بارد إننا نكون حينها أمام مسؤولية وطنية تقتضي تحصين الأجيال من أفكار الجماعات المتطرفة التي ندرك أنها لم تأت من الفضاء الخارجي فقد تسربت إلى الجيل عن طريق حاضنات إرهابية وفي ظل ضعف رقابة الأسرة والكثير من المشاكل التي تعانيها لم تكن الأسرة خط دفاع أول في مواجهة الأفكار الضالة حينها وقع في فخها الكثير ممن لم يحصلوا على التعليم الكافي أو من الفاشلين دراسيا وأرباب السوابق وهي المسألة التي لم تحصل على حقها من التوضيح لصالح حشد وعي مجتمعي يحصن الأجيال من هذا الفكر ويرشد الآباء والأمهات للواجبات التي يجب ألا يهملوها حتى لا يكون الأبناء ضحية فكر الجماعات الضالة وباعتبار المعركة مع الإرهاب وفكر الجماعات الضالة يجب أن تسير في خطين متوازيين مواجهة أمنية وعسكرية وتوعية مجتمعية بمخاطر وطرق الجماعات المتطرفة. (الثورة ) وحرصا منها على نشر وعي مجتمعي بمخاطر الإرهاب وخطورة تسلل فكر الجماعات المتشددة إلى الأجيال ناقشت قضية الإرهاب ودور الأسرة كخط دفاع أول من خلال الاستطلاع الصحفي التالي:

● في بداية هذا الموضوع تحدث لنا الأخ الدكتور ياسر حسن الصلوي أستاذ علم الاجتماع السياسي – جامعة تعز أن الأوضاع الصعبة التي مرت بها اليمن في السابق في الجوانب الأمنية والاقتصادية مكن الجماعات المتطرفة من الإيقاع بالكثيرين من صغار السن الذين تحولوا بعد عمليات إعداد مركزة إلى قنابل يمكنها أن تنفجر في الوقت الذي يطلب منها مستفيدة من كل ما تعانيه اليمن في مختلف الجوانب أهمها الجوانب الاقتصادية, ويقول الدكتور الصلوي: لا يمكن أن نقول أن من يتبعون القاعدة فاشلين بالمجمل, هناك من الفاشلين من يتبع القاعدة ومن أرباب السوابق لكن هناك أيضا أشخاص غير فاشلين وحاصلين على درجات علمية رفيعة هذه ليست قاعدة يمكن البناء عليها في معرفة طرق وأساليب القاعدة. وأضاف الصلوي: إن الجماعات المتطرفة ونتيجة لقصور في أداء المؤسسات العلمية والثقافية وعدم قيامها بما هو من صميم اختصاصها من تحصين للفرد والمجتمع ضد مثل هذه الأفكار التي في غياب دور الدولة ودور المؤسسات الثقافية ووجود كومة هائلة من المفاهيم والقناعات التي تخدم فكر القاعدة بشكل مباشر مثل بعض النصوص التي توجد في المناهج الدراسية المدرسية والجامعية ووجود مؤسسات تعليمية أهلية بعيدة من رقابة الدولة. وأردف الصلوي : إن غياب الفرصة أمام بعض الشباب من قبل الدولة يجعل بعض الشباب يبحث عن البديل وهذا البديل لا يكون بديلاٍ آمناٍ مع أن البديل المتمثل بالقاعدة يظهر نفسه في مرحلة البحث عن عناصر جديدة انه ملك مرسل من السماء غايته القصوى تحقيق السعادة لذلك الشخص من خلال مده بالمال والنقاش في أمور يمكن أن يتفاعل معها أي إنسان مثل حفظ القرآن والأحاديث النبوية, فهي أقصد القاعدة – لا تصب كل ما تريده في عقول من تعمل على تجنيدهم دفعة واحدة ونتيجة لغياب التوعية في إطار الأسرة إما بسبب قصور في وعي وثقافة الوالدين أو بسبب عدم تربية الآباء للأبناء على الحوار وثقافة نقد الذات ونقد الآخرين في إطار الأسرة هذا القصور يعجل في سقوط الكثيرين في هاوية القاعدة وفكرها الخبيث. ويؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة تعز أهمية وجود استراتيجية وطنية مهمتها خلق وبناء وعي مجتمعي تساهم فيه الدولة وكافة أطر المجتمع من منظمات حكومية وغير حكومية ومنظمات المجتمع المدني وعي يقي من شرور القاعدة وفي هذا الصدد يجب القيام بعملية مراجعة شاملة لمؤسسات التعليم خاصة التعليم الأهلي كونه يخرج متعلمين عبارة عن قوالب جامدة تخدم الأفكار والقناعات التي يؤمن بها من يملك تلك الجامعات وهنا نجد أنفسنا أمام جيل يمكن أن يديره غيره بالريموت وهذه ظاهرة شديدة الخطورة. وأشار ياسر الصلوي أستاذ علم الاجتماع السياسي – بجامعة تعز على أن تظل عملية التوعية للأبناء بشكل مستمر يسبق حتى مرحلة سقوط الضحايا ممن يتبعون فكر القاعدة حتى يشب الأبناء على نقد سلوكيات الغير. من جهته أوضح الأستاذ سعيد الجمحي – الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن الإرهاب مشكلة معقدة ولا يمكن لأحد أن يزعم امتلاكه لنموذج لمخرج وحيد لهذه المعضلة يمكن الاعتماد عليه دون غيره للخلاص من آفة الإرهاب وكذلك بالنسبة للأدوار التي تلعبها وتساهم فيها الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني ومؤسسات الدولة حيث لا يمكن أن يقتصر التأثير الإيجابي ونشر ثقافة الاعتدال وفكر الوسطية على جهة دون أخرى . وأضاف الجمحي :على الأسرة تأصيل وتعميق قيم الانتماء لدى أبنائها والتي تعد من الحاجات الأساسية للنمو النفسي والنمو الاجتماعي فغرس الولاء للوطن وحب الوطن والدفاع عنه من أولى مهام الأسرة والولاء والحب يتفرع من قيم الانتماء للأسرة التي تشكل لبنة أساسية في الكيان المجتمعي وفي حالة وجود خلل من قبل الأسرة وعدم الاهتمام يندفع الأبناء إلى الانتماء إلى جماعات يحاولون من خلالها إشباع شعورهم بالانتماء والألفة لتلك العشرة والتوافق والانسجام عند التعامل . وأردف الجمحي : كلما ما انعزل الشاب عن أسرته أو ابتعد عنها ازداد شعوره بالحاجة لتلك الجماعات البديلة التي يجد فيها ما ينقصه وبدورها تقوم تلك الجماعات الإرهابية بتعويضه وتعميق فكرها الخاص وإقناعه بفكر ومعايير الجماعة والتي تصبح مؤثرة في شخصيته وتدفعه لممارسة العنف وهناك قضايا محورية ربما أهملتها الأسرة أو لم يدرك الوالدان أهميتها مثل أدب الحوار والقدرة على الاستماع واحترام آراء الآخرين والتدريب على ممارسة حرية الرأي وغيرها من القضايا الضرورية لترشيد حياة الأبناء وتحصينها من الأفكار المتشددة, باعتبار التربية الأسرية الراشدة والقائمة على تعاليم الإسلام السمحة هي الحصن الأول لحياة الأبناء وهي كذلك نواة التربية المجتمعية. وأشار الجمحي إلى أن نجاح الأسرة بتحصين أفرادها من التعصب والكراهية وغرس قيم التعاون والمحبة واحترام حقوق الآخرين تكون بذلك قد نجحت التربية الأسرية ووسائلها في التكوين السليم الواعي لأبنائها وبالتالي ساهمت في تحصين المجتمع من التطرف والإرهاب مؤكدا أن استراتيجية تنظيم القاعدة في اليمن هي امتداد للأيديولوجيا التي وضعها قادة التنظيم وخاصة أيمن الظواهري والذي يعتبر هو رائد نظرية تكفير الحكومات الإسلامية, وتجلى ذلك عبر كتاباته التي أباحت الإرهاب بمعنى قتل المدنيين في سياق الصراع فيما يسمى بالإرهاب المحمود حسب أدبيات التنظيم وكذلك المنظر المصري سيد إمام عبدالعزيز المعروف بعبد القادر بن عبدالعزيز أو (الدكتور فضل) والذي ألف كتابا مهما تحت عنوان (العمدة في أحكام العدة) وفية يؤصل للأفكار التي تبناها تنظيم القاعدة مع حرصه على إيراد الأدلة الشرعية وأقوال بعض علماء السنة وتفصيل بعض المسائل ومن أهم تفصيلاته فيما يتعلق بتكفير حكام المسلمين الذين يطلق عليهم (العدو القريب) حيث يقول: ويجب البدء بقتال العدو القريب لقوله تعالى ((يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)) قال ابن قدامة : ويقاتل كل قوم من يليهم من العدو والأصل في هذا قوله تعالى ((يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)) ولأن الأقرب أكثر ضررا وفي قتاله دفع ضرره عن المقابل له وعمن وراءه والاشتغال بالبعيد عنه يمكنه من انتهاز الفرصة في المسلمين لاشتغالهم عنه. واختتم سعيد الجمحي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حديثه قائلا: إن الشباب في تنظيم القاعدة يمثل الأغلبية في التنظيم وهذا يجعلهم خزاناٍ بشرياٍ هائلاٍ لصالح التنظيم والزج بهم في تنفيذ ما يملى عليهم لمقاتلة من يعتبرهم مرتدين وعملاء للصليبيين وأعداء الله ورغم أن استراتيجية القاعدة ترتكز على الجانب الميداني القتالي إلا أن الجانب الفكري يمثل نقطة الثقل في التنظيم هؤلاء الشباب يحركهم ويؤثر فيهم الخطاب التعبوي الحماسي الديني غير المنضبط بمعايير إسلامية معتدلة كما أن الإحباطات المتراكمة شعبيا وإسلاميا جراء الظروف الاجتماعية القاسية والتدهور الاقتصادي كل ذلك خلق بيئة مواتية لجذب كثير من طبقة الشباب المحبط. فيما اعتبر المحامي عبدالغني الخزان – وهو من المحامين الذين ترافعوا في الكثير من قضايا الإرهاب – أن الكثيرين من عناصر تنظيم القاعدة يتمتعون ببناء نفسي جامد بل وسلبي لا أمل فيه للتحول والاندماج مع الآخر والتحاور معه, بل لديهم قناعات ثابتة لا يمكن أن تتزحزح وهذا باعتقادي يعود إلى تلقيهم الأفكار من المصدر غير الآمن وعدم مناقشتها ونقدها. وأضاف الخزان: إن الأسرة وخاصة الأسرة اليمنية تعاني من كثير من المشاكل التي تسهل عمل الجماعات المتطرفة في التسلل إلى أبنائها وخداعهم بعناية الدين خاصة والقاعدة عادة تختار عناصرها من أسر تعاني من تفكك أسري ولا بد أن تمارس الأسرة دورها في هذا الجانب حتى لا تصطدم عندما يتحول أبناؤها إلى عناصر تتبع هذا التنظيم الإرهابي.