الرئيسية - قضايا وناس - نـزق.. ومشادات كلامية..تشهدها جولات الشوارع في رمضان
نـزق.. ومشادات كلامية..تشهدها جولات الشوارع في رمضان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ استطلاع/ وائل شرحة – يرفض الكثير من المواطنين الخروج إلى الشوارع خلال شهر رمضان سواءٍ كان من أصحاب السيارات أو مستقليها لما تشهده الشوارع من ازدحام واختناق مروري يزهق النفوس ويقتل الصبر ويهزم الروح الصائمة المستغفرة التي تكون في أعلى درجات الإيمان خلال شهر الرحمة.. خاصة وقت الذروة الذي تتحول فيه المدن وشوارعها وجولاتها إلى أشباه مواقف للسيارات أو معارض بيعها وربما يمكن لنا أن نصفها بأبلغ من ذلك الوصف أمام ما يحدث ونشاهده على أرض الواقع. خلال هذا الاستطلاع التالي نعرض أسباب الازدحام والحلول الفعالة والناجحة لهذه المعضلة..

البعض ممن يرفضون الخروج إلى الشوارع يلزمون المساجد للصلاة والعبادة وترتيل القرآن الكريم.. والبعض يلجأ إلى التمشي في شوارع الحي القاطن فيه والجلوس مع أصدقائه وجيرانه وتبادل الحديث لقتل وقتهم وجوعهم وانتظارهم لصوت المؤذن الذي يعلن حلول وقت الإفطار.. بينما ساكنو المحافظات والمناطق الريفية لهم طقوس أخرى.. إذ يخرجون من البيوت والمساجد بعد صلاة العصر ويشكلون فرقاٍ للذهاب للمناطق والأماكن المتميزة وذات المناظر الجميلة والخلابة مثل الحصون والجبال والوديان والمزارع والسدود والشلالات.. بعيداٍ عن الازدحام المروري وأصوات أبواق السيارات ومناوشات وشجارات السائقين في الشوارع والجولات.. وهذه الميزة دفعت بالكثير إلى الانتقال إلى القرى لقضاء شهر التوبة فيها. يحاول الدكتور خالد اللهيم الخروج من المنزل خلال شهر رمضان باكراٍ للتسوق.. قبل أن يحل وقت الذروة الذي يشهد ازدحاماٍ واختناقاٍ مرورياٍ بشوارع العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات.. ويضيف: ” الازدحام المروري أصبح أحد الظواهر والطقوس السيئة التي لا نحب أن نشاهدها ونعيشها خلال شهر الرحمة بنسبة أكثر من الأشهر البقية”. يرجع الدكتور خالد اللهيم أسباب الازدحام إلى “الإقبال الكبير والكثيف من المواطنين خلال شهر رمضان على التسوق والخروج إلى الشواع في أوقات محددة من نهار هذا الشهر وليله وكذلك إلى عدم التزام السائقين والمشاة بقواعد وقوانين السير ونقص الوعي لديهم بأهمية تطبيق هذه القواعد والقوانين بالإضافة إلى انعدام مواقف للسيارات أمام الأسواق التجارية والمنتزهات العامة وكذا الحالة النفسية السيئة والعصبية التي تظهر بشكل كبير في تصرفات الصائم سواءٍ السائق أو المشاة”. وشدد اللهيم على ضرورة تعزيز الدوريات من قبل الأجهزة الأمنية وشرطة السير للتخفيف من الازدحام المروري والحد من وقوع الحوادث. الأستاذ خالد محمد الغيلي يؤكد أن الازدحام المروري يؤثر سلباٍ وبشكل كبير على مصالح وأعمال المواطنين.. لافتاٍ إلى أن تعثر وعدم إكمال بعض المقاولين تنفيذ الجسور والأنفاق وسط المدينة ساهم في حدوث الازدحام المروري.. مطالباٍ الجهات المعنية بإيجاد البدائل المناسبة للشوارع المغلقة وضبط كل المخالفين لقوانين المرور. وفي ظل ساعات يسابقها الصائمون إلى الأسواق والمنازل يبذل رجال شرطة السير ما بوسعهم وبما أتاهم الله من إمكانيات وقدرات لتخفيف الزحام المروري المصابة به العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات منذ زمن ليس بقريب.. تواصلنا مع مدير شرطة السير بأمانة العاصمة العقيد محمد علي البحاشي لمعرفة برنامجهم لهذا الشهر والذي قال: يمتاز شهر رمضان المبارك عن غيره من شهور العام بأن له برنامجه الخاص به ففي هذا الشهر الكريم تتغير البرامج الحياتية اليومية للمواطنين ويصبح هناك تبديل جذري للحركة اليومية وتتغير ساعات الذروة لحركة السير والسيارات على حد سواء. وأشار إلى أن الحركة المروري في شهر رمضان المبارك تتغير بتغير أوقات الدوام الرسمي للمؤسسات والمصالح المختلفة وتتغير بتغير وتيرة حياة الناس اليومية وساعات الذروة التي تتغير أيضاٍ نظراٍ للتغير الذي يحصل لحياة الناس وهذا الأمر يشكل معضلة بالنسبة للمرور وللحركة المرورية. وعن أسباب الازدحام قال العقيد البحاشي: هناك أسباب دائمة تؤدي إلى حصول اختناقات مرورية سواءٍ في رمضان أو غير رمضان وهناك اختناقات مرورية طارئة تكون موجودة في شهر رمضان المبارك فقط وتترافق معه وتنتهي بانتهائه من ذلك الاختناقات المرورية التي تحصل في بعض الشوارع نتيجة لوجود مأكولات رمضانية تباع في هذا الشارع أو ذاك مثل محلات بيع الحلويات الخاصة برمضان وزيادة افتراش البساطين للشوارع التي تزيد خلال شهر رمضان زيادة كبيرة وخاصة هذا العام الذي شهد احتلال معظم الشوارع من قبل البساطين مما أدى إلى ضيق الشوارع بهم وبالمرة من متسوقين وغيرهم والمشكلة أن الكل يصبح بمرور الشوارع مزدحمة بالرغم من أن المرور يقف عاجزاٍ تماماٍ أمام ظاهرة الدكاكين والمطاعم التي تبيع مأكولات رمضانية وهي تقع على شارع عام وليس لديها أي مواقف للسيارات ونبقى طوال فترة العصر في شد وجذب نحن والمتسوقين النزقين الذين كل همهم هو شراء حاجتهم ويقومون بإيقاف سياراتهم أينما يريدون ويبقى الصياح والمشادة الكلامية مع رجال المرور هو سيد الموقف والكل يريد أن يقف بجوار الدكان تماماٍ وليتعطل من يتعطل من الناس. ويضيف مدير شرطة سير الأمانة: احتلال البساطين للشوارع بالشكل الحاصل الآن يؤدي إلى ضيق الشارع بشكل كبير جداٍ ولا يبقى في أحياناٍ كثيرة سوى مسار لسيارة واحدة فقط وتتعطل مصالح الناس الذين يقودون سياراتهم ويصبون جام غضبهم على رجال المرور والمرور يقف عاجز تماماٍ عن رفع أولئك البساطين لأن ذلك ليس من اختصاصنا خاصة وأن الكثير من البساطين يدفعون رسوماٍ للجهة المعنية بمثل هذا الأمر وهذه الرسوم تعطي للبساطين حقاٍ قانونياٍ في احتلال الشوارع ولتذهب السيارات إلى السماء أما الأرض فقد تم تأجيرها للبساطين في الأخير الكل يصيح أين المرور¿ في السياق ذاته قال رئيس منظمة قف للسلامة المرورية محمد الشامي إن الازدحام المروريه أصبح حقيقة مرة يستيقظ عليها المواطن اليمني كل يوم وتتسبب في الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية من دون أن تبدي الجهات المعنية تحركا جادا للتقليل منه. ويرى الشامي أن الازدحام المروري في شهر رمضان والخانق الذي تشهده العاصمة صنعاء وسائر المحافظات خاصة في وقت الذروة يتطلب من الجهة المعنية بالسلامة المرورية التفكير الجاد في إعداد خطة مرورية شاملة تساعد على تفادي وقوع الازدحام وتقليل الحوادث المرورية خلال شهر رمضان.. مشدداٍ على ضرورة إيجاد حلول تستوعب كافة التطورات الراهنة والمستقبلية خصوصا في العاصمة صنعاء في مجال الحركة المرورية والزيادة السكانية التي تشهدها العاصمة في ظل تدفق الكثير من المواطنين من مختلف أنحاء البلاد إليها. وأكد رئيس منظمة قف على أهمية تواجد رجال شرطة المرور عند كل نقطة ازدحام وإشارة مرورية لتنظيم السير والحفاظ على الشوارع من الاختناقات المرورية.. وعن دور المنظمة تحدث الشامي بقوله “سوف تقوم المنظمة بحملة توعوية تحت شعار (رمضان كريم ….معا رمضان بلا حوادث) تتضمن الحملة نزولاٍ ميدانياٍ بمناسبة الشهر الكريم وتوزيع ملصقات ونشرات وبروشورات توعوية للسائقين والمشاة بهدف نشر الوعي في أوساط المجتمع بأهمية الالتزام بالقواعد والأنظمة المرورية”. وأشار الشامي إلى أن الحد من الحوادث وتحقيق السلامة المروية على الطرق لن يأتي إلا باستشعار الجميع لواجبهم وعلى رأسهم الجهات الحكومية المعنية بالسلامة على الطرق.. مطالباٍ بإعداد استراتيجية وطنية للسلامة المرورية في ظل المأساة المستمرة على الطرق في بلادنا.