ازدادت في الآونة الأخيرة حوادث سقوط الأطفال من نوافذ العمارات فقد أدت هذه الحوادث إلى إصابات بالغة للأطفال وبعضها أدت إلى الوفاة فمعظم حالات السقوط حدثت من علو مرتفع يصل إلى ثلاثة طوابق. وإذا ما تتبعنا أسباب الحوادث سنجدها أسباب لا تزال قائمة ويمكن أن تؤدي إلى حوادث مماثلة إذا لم يقم المواطن سواء كان صاحب عمارة أو مستأجر بدوره بشكل إيجابي حيث يكون هذا الدور سياج حماية للمجتمع من الكثير من الحوادث التي مع التسليم بالقضاء والقدر لا يمكن أن تخلو من أسباب يمكن أن يعالجها المواطن الواعي بواجبه. * عمارات تفتقر لأبسط شروط السلامة: ثمة كثير من العمارات في الشوارع الرئيسية وفي الحارات الداخلية بنيت في فترات زمنية بعيدة نوافذها من الخشب أو الخشب والزجاج ولا يتوفر على النافذة من الخارج سياج حديدي كحماية من السقوط الأمر الذي يجعل من سكان هذه العمارات وخاصة الأطفال عرضة لحوادث السقوط ورغم معرفة أصحاب العمارات بوجود هذه العيوب في عمارتهم إلا أن الصيانة لها والاهتمام بتوفر شروط السلامة ليس من أولويات اهتماماتهم وفي غياب الجهة التي تشرف وتنظم عمليات التأجير بحيث يسبق عملية التأجير بحث في توفر شروك السلامة في العمارة والمستأجر والجهة التي يجب أن تنظم العلاقة بين الأطراف من أجل سلامة السكان وأطفالهم ليس ضد حوادث السقوط ولكن للعديد من المشاكل الذي يعانيها المستأجر أغلبها تعود لعيوب في العين المؤجرة أزمة السكن واحدة من الأسباب غير المباشرة. لن يقدم مواطن ما في السكن في شقة لا تتوفر فيها شروط السلامة إلا بسبب أزمة سكن موجودة من حيث شحة الشقق الموجودة أو بسبب مبلغ الإيجار المرتفع في المدن وهذا يجعل أكثر المستأجرين يتنازلون عن كثير من الشروط في العين المؤجرة من أجل السكن والشعور بالاستقرار. ومن هذه الشروط توفر شبكة المياه الرسمية ومجاري الصرف الصحي وعشوائية الشبكة الكهربائية وغياب سياج حماية في النوافذ ولا أعتقد أن هناك ما يمنع المستأجر من عمل سياج يحمي أطفاله أما من مبلغ الإيجار إذا وافق صاحب العمارة أو على حسابه الشخصي طالما وهو يرغب في السكن في العمارة فكثير من الخدمات يدخلها المستأجر إلى الشقة ليست من الضروريات فلماذا لا تكون سلامة أطفاله من أولويات اهتماماته.