الرئيسية - قضايا وناس - دقائق الإفطار الأولى .. تحصد الأرواح
دقائق الإفطار الأولى .. تحصد الأرواح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحوادث المرورية إحدى أخطر المشاكل التي تستهدف المجتمعات في أهم مقوماتها المتمثلة في العنصر البشري إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة.. ويسجل شهر رمضان المبارك أعلى نسبة حوادث مرورية خلال العام نسبة لما يتسبب به سائقي المركبات من سرعة مفرطة خاصة في أوقات الذروة قبل أذان المغرب نتيجة التهور والاستعجال غير المبرر . وبناء على تقارير لمنظمة الصحة العالمية فإن الحوادث تحصد أرواح أكثر من مليون شخص سنويا وتصيب ثمانية وثلاثين مليون شخص (خمسة ملايين منهم إصابات خطيرة) في العالم.

يقول السائق إسماعيل الجعدبي : نادراٍ ما يمر يوم دون حوادث مرورية لكنها تزداد في شهر رمضان المبارك نتيجة لغياب الوازع الديني وللسرعة المفرطة قبل المغرب.. مستشهداٍ بإحدى الحوادث المروعة والعالقة في ذهنه والتي تسببت له بألم كبير حين دهست سيارة طفل عمره لا يتجاوز الخامسة كان ضمن أطفال الحارة يلعبون حين باغتتهم سيارة مسرعة أدت لوفاته على الفور مناشداٍ الجهات المسؤولة اتخاذ أقسى العقوبات تجاه المتهورين والمستهترين بأرواح الناس . من جانبه يرى سامي المقطري أن هناك تهوراٍ من قبل بعض السائقين الذين لا يعيرون اهتماماٍ بما قد يحدث للآخرين جراء السرعة الزائدة في سواقة السيارات خاصة قبل المغرب حيث يعتبرون أنفسهم بهذا الوقت في سباق مع الزمن حتى لا يفوتهم الإفطار مما قد تؤدي سرعتهم الزائدة واللا مسؤولة لتيتم أطفال وترمل نساء إلى جانب تعرض البعض لعاهات وإصابات متمنيا من كل سائق التأني والحذر حتى لا يكون هناك ضحايا لسرعته الزائدة . ***** إحصائيات مخيفة وبحسب إحصائية الإدارة العامة لشرطة السير فإن عدد الحوادث بشكل عام خلال النصف الأول من رمضان الحالي 173حادثاٍ تسببت تلك الحوادث بوفاة 49شخصاٍ وإصابة 210 على مستوى الجمهورية أما الحوادث والتي وقعت بوقت الذروة ” قبل المغرب” تحديداٍ 35حادثاٍ مرورياٍ في أمانة العاصمة فقط. وبحسب إحصائية رسمية لوزارة الداخلية ذكرت وقوع 9333 حادث سير خلال العام الماضي تسببت السرعة في 3441 (37%) فيما يحل ثانياٍ إهمال السائقين كسبب للحوادث متسبباٍ في 2423 (26%) وإهمال المْشاة في المرتبة الثالثة متسبباٍ في 1642 حادثة (17.6%) من إجمالي الحوادث. ووفقاٍ للإحصائيات فقد أودت الحوادث المرورية خلال السنوات الخمس الأخير 2009-2013 بحياة 13360 شخصاٍ من مختلف الفئات العْمرية فيما أصيب76074 في تلك الحوادث 45% منهم إصاباتهم خطيرة تسبب فيها 56071 حادث سير في مختلف المحافظات وقدرت خسائرها بـ19 ملياراٍ و152 مليون ريال. القتل العمد يرجع العقيد عبد الغني الوجيه ـ قائد الشرطة الراجلة سابقاٍ أن السبب الحقيقي وراء السرعة الزائدة قبل دقائق ا?فطار بعد السائقين عن المعاني الحقيقية التي من أجلها شرع الله الصيام في شهر رمضان المبارك. ويضيف :الصيام له معان عديدة على رأسها الصبر فأين هو الصبر ممن يفرط في السرعة مستهترا بأرواح ا?برياء من مستخدمي الطريق كما أن السائقين يغفلون عن أن القتل الذي قد يحدث نتيجة السرعة المفرطة قبل الأذان يرقى عند بعض العلماء إلى القتل العمد ?ن السرعة ليس لها ما يبررها من الضرورات الملحة كأن تكون حالة إنقاذ أو إسعاف . عوامل عديدة العقيد محمد حزام رئيس تحرير صحيفة الحارس يقول : هناك عوامل عديدة للحوادث المرورية يشارك فيها السائق نفسه كالسرعة الزائدة أو استخدام الأنوار المبهرة في المساء والتي تحجب الرؤية للسائق من الطرف الآخر كذلك السهر والسفر الطويل حيث يصاب السائق بالإرهاق وقد ينعس أثناء الطريق أيضاٍ من المصابين بأمراض معينة كأمراض السكري وضغط الدم مخاطرها كبيرة اذ تؤدي لحجب الرؤية لدى السائق وتقع الحوادث. ويضيف : كما أن هناك عوامل خارجية مثل ضيق الطرقات في أمانة العاصمة والاختناقات المرورية التي تسببها الزحام في الأسواق والمباني الواقعة على الطرقات العامة حيث لم تحدد لها مواقف خاصة بالسيارات كذلك المطبات التي توضع في الطرقات من مسببات الحوادث حيث لا تخضع لرقابة أو مواصفات معينة فيتأثر بها السائق والمركبة والطريق أما فيما يخص السرعة الزائدة قبل الإفطار فذلك يرجع لضعف الوازع الديني فبدلاٍ من أن يصل لمكان الإفطار يصل للمستشفى . الالتزام بالقواعد العميد عمر أحمد بامشموس مدير عام شرطة السير يقول: ” السرعة هي نتيجة لسلوك البعض وثقافته وقياده بعض الآليات من قبل صغار السن والرغبة لدى البعض في الوصول إلى المنزل قبل الإفطار مما يتسبب ذلك في وقوع بعض الحوادث” وحول الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة العامة لشرطة السير يقول العميد بامشموس : “أعدينا خطه خاصة بشرطة السير لشهر رمضان على مستوى الوطن وهي منبثقة من خطة وزارة الداخلية حرصنا فيها على تواجد رجال شرطة السير في الميدان والتركيز على أوقات الذروة من بعد العصر حتى بعد الإفطار” ويضيف : حرصنا على التواجد في الأسواق كونها تشكل اكبر كثافة تواجد سكاني خاصة وقت الذروة كذلك تم تكليف مدراء الفروع بالتنسيق مع السلطات المحلية لتنظيم الأسواق وعدم تعطيل حركة السير وهذا ملاحظ بأن كل القوى والوسائل الخاصة بالمرور والحفاظ على تنظيم حركة السير في الميدان من ضباط وأفراد وسيارات كل تلك الجهود هدفها جعل حركة السير انسيابية وتمنع بل وتحد من الاختناقات والحوادث في الشهر الكريم. مشدداٍ على أهمية الالتزام بقواعد وإرشادات السير لكل مرتادي الطريق من مشاة وسائقي المركبات وعدم الإساءة باستخدام الطريق لأن ذلك سيعود بعواقب وخيمة وحوادث أليمة يعود مردودها السلبي على الأهل وأبناء السائقين والذين هم بحاجة لهم ولسلامتهم . وأمضى : أيضاٍ يتوجب على أصحاب المحلات والبساطين بأن لا يعيقوا حركة السير متسببين الإيذاء للغير وهي كذلك لأصاحب المحلات عدم إخراج بضائعهم للرصيف المخصص للمشاة وبالتالي يضطر المشاة للنزول إلى الشارع وإعاقة حركة سير المركبات والتي تصل لحوادث وصدامات. وتوجه في حديثه لرجال شرطة السير بأنه يتوجب عليهم تنفيذ الخطة الساعية للحد من الاختناقات وضبط المخالفات وإرشاد مرتادي الطريق وصولاٍ للحد أو التقليل من الحوادث المرورية.