الرئيسية - قضايا وناس - 520 ضابطا وفردا يفطرون في الشوارع لتسيير حركة المرور في رمضان
520 ضابطا وفردا يفطرون في الشوارع لتسيير حركة المرور في رمضان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ استطلاع/ وائل شرحة – في ظل دقائق معدودة يسابقها الصائمون إلى موائد الإفطار.. ثمة مشهداٍ يبعث في النفس الأمل والتفاؤل معاٍ.. يظهر مدى حب اليمنيين لوطنهم وعملهم. هناك حيث يقف رجال شرطة السير على الدور.. وسط الشوارع.. تحث حرارة أشعة الشمس.. وأثناء وقت الإفطار.. ينظمون حركة السير.. يبذلون كل ما بوسعهم للقضاء على الاختناق المروري الذي تشهده شوارع العاصمة خلال وقت الذروة في رمضان.. يجتهدون في سبيل إسكات أبواق السيارات التي تزعج الجميع.. دون تعب أو ملل.. دون أن يطالبوا برفع ساعات النوم والراحة كغيرهم من موظفي الدولة. “الثورة” تجولت عصر الخميس الماضي في بعض شوارع العاصمة.. حتى وقعت في شباك ازدحام مروري أمام سوق “دارس” شارع المطار.. المزيد من الجولة في السطور التالية..

ترتفع وتيرة الازدحام تدريجاٍ من الساعة الثالثة عصراٍ حتى قبيل الإفطار بدقائق.. في الساعة السادسة مساءٍ وحتى السابعة إلاربع يصل الاختناق المروري ذروته.. وترتفع أصوات أبواق المراكب أعلى دراجاتها.. ويبذل رجال شرطة السير كل ما أتاهم الله من قدرات وإمكانات في سبيل إنهاء ذلك المشهد الشبيه بساحة معركة المزعج للسائقين ومرتادي السيارات والمارة والمتجولين والمتسوقين والأكثر من ذلك لرجال المرور الذين يتعرضون للكثير من المصطلحات السيئة من قبل الجميع وذلك بسبب الجهل الذي أصيب به البعص وبسبب الحالة النفسية التي يمر بها البعض الآخر. الرقيب أول/ عبده إسماعيل محسن الساروي.. أحد أفراد شرطة السير الذين يبذلون كل ما بوسعهم في منطقة “دارس” للتغلب على الزحام المروري.. يقول ” أحاول أنا وجميع فريق العمل برفقة مدير المنطقة العقيد/ عبد الوهاب الحاذي على تنظيم حركة السير في الوقت الذي نشعر فيه بالجوع والعطش والإرهاق بسبب الصيام.. لكن للأسف أن بعض المواطنين لا يقدرون ما نقوم به..”. وحول حركة السير قبل وأثناء وبعد الإفطار قال الرقيب أول/ الساروي: نمر بأوقات صعبة في الساعة السادسة مساءٍ حيث يكون الشارع في ذلك الوقت شبيه بموقف سيارات.. تكون فيه الحركة ثقيلة.. بسبب ازدحام السيارات واستعجال السائقين للوصول إلى منازلهم قبل أن تعلن المآذن وقت الإفطار.. وبعد ذلك تخف الحركة تدريجاٍ حتى بعد أذان المغرب بدقائق والذي يكون فيه الشارع شبه خالي من السيارات.. لكن سرعاٍ ما تعود الحياة للشارع ويزدحم بالمركبات وتعمه ضجيج الأبواق وذلك يكون بعد نصف ساعة من وقت الإفطار.. أي الساعة السابعة والنصف مساءٍ..”. يتناول الرقيب أول/ عبده الساروي وجبة الإفطار التي توزع عليهم من قبل إدارة شرطة سير الأمانة على الشارع العام برفقة زملاءه وضابط شرطة السير بالمنطقة العقيد/ عبد الوهاب الحازي.. بعيداٍ عن أهاليهم وأبنائهم وأحبائهم.. في سبيل خدمة المجتمع وتنظيم الحركة ومساعدة الآخرين في الوصل إلى مقر أعمالهم أو مشاويرهم في الوقت المحدد دون حدوث أي تأخير. يتفق المساعد ثاني/ صادق عبد العزيز القفيلي مع الساروي في حركة السير أثناء وقبل وبعد الإفطار.. إلا أنه أضاف على سابقه أسباب الازدحام التي أرجعها إلى ضيق الشارع ووجود البسطات التجارية وعدم التزام السائقين والمارة بقواعد وقوانين السير. وناشد المساعد ثاني/ القفيلي الجهات المختصة بإيجاد أسوق بديلة للبسطات التي تأخذ نصف مساحة الشوارع وكذا الأشغال العامة والطرق إلى عمل نفق أو جسر بدارس لما تشهده المنطقة من ازدحام مستمر. المساعد ثاني/ صادق عبد العزيز القفيلي يتناول وجبة الإفطار مع زملائه تاركاٍ ـ مثل رفاقه ـ أسرته تتناول وجبتي الإفطار والعشاء بمفردها وبدون حضوره.. يقول : ” أحياناٍ يصر أولادي على بقائي معهم لتناول الإفطار برفقتهم.. إلا أني أعتذر وأطلب منهم العفو لعدم قدرتي على تحقيق مطالبهم.. كون الواجب الملقى على عاتقي يفرض علي أن أنهي صومي برفقة زملائي وسط الشارع..”. إن المقابل المالي الذي يحصل عليه هؤلاء ليس شيئاٍ مقابل ما يقدموه ويقومون به.. دون أن يسألوا عن مردود مالي أو معنوي أو شهادات التقديرية. مدير شرطة السير العقيد/ محمد البحاشي أكد على أن هناك ثلاث إلى أربع مجموعات تتناوب في شوارع وجولات أمانة العاصمة في اليوم الواحد لتنظيم حركة السير وذلك مع الونشات والرافعات والسيارات.. مشيراٍ إلى أن تدوير المجموعات وتبديل وقت عملها خلال شهر رمضان سيكون خلافاٍ للأشهر البقية التي يكون التدوير فيه نهاية كل شهر بينما رمضان سيكون التغيير في منتصف الشهر.. ولفت العقيد اليحاشي إلى أن المقابل المالي الذين يحصلون عليه أفراد شرطة السير لا يساوي شيئاٍ أمام ما يقدموه في ساعة واحدة لا سيما خلال شهر رمضان.. منوهاٍ بأن أمانة العاصمة كرمت منتسبي شرطة السير رمضان الماضي بمبالغ مالية بسيطة لا تتجاوز (6) آلاف ريال.. وبحسب مدير شرطة سير الأمانة, فإن عدد الأفراد الذين يعملون ويؤدون واجبهم خلال وقت الإفطار شوارع وجولات العاصمة يصل إلى (450) فرداٍ و(70) ضابطاٍ وكذا (21) ونشاٍ ورافعة وسيارات إنقاذ.. ودعا العقيد/ البحاشي رجال شرطة السير إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تنظيم الحركة المرورية دون الالتفات إلى المكافئات المالية وكذا المجتمع إلى احترام رجال شرطة السير والالتزام بتطبيق النظام والقانون وعدم التلفظ بالكلمات السيئة لأفراد شرطة السير الذين يبذلون كل ما بوسعهم لتنظيم حركة السيارات.. وناشد مدير شرطة السير وزارة الداخلية وأمانة العاصمة النظر والالتفات لأوضاع منتسبي شرطة السير خاصة منتسبي سير الأمانة الذين يواجهون ضغوطاٍ كبيرة في الشوارع والجولات تحت الشمس بسبب الازدحام الكثيف الذي تشهده العاصمة صنعاء. تعمدنا في نهاية هذا الاستطلاع ذكر أسماء بقية أفراد شرطة السير الذين كانوا متواجدين بدارس والذين لم نتمكن من نقل آرائهم ومشاركاتهم لضيق الوقت والمساحة.. وهم كالتالي.. مدير المنطقة/ العقيد عبد الوهاب الحازي.. المساعد/ عبد العزيز الغدرا.. الرقيب/ صالح أحمد عوض.. الرقيب جميل الخاسي.. الرقيب حاشد الوزير.. الرقيب محمد القرشي.. الرقيب خالد الدوه..