الرئيسية - قضايا وناس - رجال الأمن.. واجبهم يبعدهم عن أسرهم خلال رمضان
رجال الأمن.. واجبهم يبعدهم عن أسرهم خلال رمضان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ استطلاع/ وائل شرحة – ■ أحدهم لم يصم بين أسرته منذ 12 عاما.. وآخر صام ثلاثة أيام خلال أربع سنوات لم يتمكن من صيام شهر رمضان المبارك جوار أبنائه وبين أسرته وأهله منذ 12 عاما.. الرقيب أول/ توفيق احمد عبده العتيلية ـ أحد أفراد قسم شرطة رسلان بمنطقة بني الحارث ـ التحق بالمؤسسة الأمنية عام 2002م.. ومن لحظة ارتدائه الزي العسكري وهو يتمنى أن يصوم بين أسرته القاطنة بحفاش محافظة المحويت.. ورغم كل ذلك ما يزال الرقيب أول العتيلية مفتخرا بما يقدمه في سبيل تحقيق أمن واستقرار الوطن والمواطن وإن كان على حساب راحته هو وأسرته.

ويضيف الرقيب أول العتيلية « إذا نجحت في الحصول على إجازة لعدة أيام.. سأواجه صعوبات في الجانب المادي وتكاليف السفر للذهاب والعودة.. إذ أن راتبي لا يتجاوز الـ 38 ألف ريال, ارسل منه شهريا 30 ألفا مصاريف للأسرة لتبقى لي 8 آلاف ريال..» توفيق العتيلية لم يشتر ملابس العيد لبناته الأربع.. كونه ما يزال منتظرا لصرف الراتب أو الإكرامية التي تراوحت الأقوال عن صرفها لأفراد الجيش والأمن. رجل الأمن صدام عبده مصلح المعرشي ـ أحد أفراد قسم رسلان ـ يترك أسرته وأبناءه الساكنين في العاصمة بالقرب من مقر عمله ليتناول وجبة الإفطار والسحور مع زملائه.. ويضيف « أفضل أن أشارك رفاقي بعض الأوقات وجبتي الإفطار والسحور أولا لأني أؤدي الواجب والمهام المكلف بتنفيذها برفقة الزملاء.. وثانيا: لأني أشعر بالراحة والسعادة حين أكون في مقر عملي.. أساهم مع الجميع في تحقيق الأمن والاستقرار وضبط الجناة». رجال الأمن رغم ما يقال عنهم وعن ابتزازهم للمواطن.. إلا أنهم يظلون العيون الساهرة لحماية وحراسة الوطن.. يبقون الجنود المجهولين في هذا الوطن والفئة الأقل استلاما للأجور المالية, مهما بلغت الأحاديث عن إهمالهم لبلاغات المواطنين. لا يختلف حال الرقيب أول/ نبيل المخلافي عن زميلة السابق العتيلية فهو منذ 11 عاما لم يتمكن من صيام شهر رمضان بين أسرته القابعة بمحافظة تعز.. كونه انضم للمؤسسة الأمنية عام 2003م ومن يومها لم يعد يفكر كثيرا في عيش روحانيات الشهر الفضيل جوار أسرته.. يقول أن رمضان الذي تلا التحاقة بالعمل هو العام الذي تأثر فيه بغيابه عن أسرته . حين كنت أتحدث مع المخلافي كانت عيونه تفيض بالدموع وهو يصف لي شعوره في قضاء رمضان بعيدا عن أسرته « لم أشعر بفرحة قدوم رمضان كغيري من المدنيين وأنا بعيد عن أولادي الأربعة وزوجتي.. لهذا الشهر روحانيات وأجواء وطقوس مختلفة عن بقية الأشهر ونحن يمر علينا عام تلو عام.. ونحن نصوم عن الطعام والشراب ونقرأ القرآن ونكثف من ممارسة أعمال الخير.. وليس هناك ما هو أفضل من أن تمارس عملك وأنت صائم.. إلا أني أشتاق إلى أن أصوم جوار أبنائي وأسرتي..». كانت نقطة الجمنة الأمنية قبلتي أنا وزميلي المصور بعد منطقة بني الحارث وقسم رسلان وهناك وجدنا مساعد النقطة زايد الرباحي وبرفقته 18 فردا من منتسبي القوات الخاصة «الأمن المركزي سابقا» يعملون ليل نهار تحت حرارة الشمس والبرد القارص والهواء المليء بالأتربة.. يعملون أثناء صيامهم وفي وقت يكون فيه الجميع نائيمن. يقول المساعد زايد الرباحي أنه ومنذ التحاقه بالأمن قبل أربع سنوات لم يصم رمضان بين أسرته القاطنة بخولان سوى ثلاثة أيام فقط..ومثله الجندي طيال الجبري ـ أحد أفراد النقطة ـ يحب أن يخدم وطنه ويحقق فيه شعورا بالراحة والسعادة. نائب مدير أمن منطقة بني الحارث المساعد/ نبيل الحرملي يؤكد على تواجد جميع أفراد الأمن بالمنطقة وأقسام الشرطة التابعة للمنطقة في الوقت الراهن والذي منع فيه منح أفراد الأمن إجازات. وأشار المساعد الحرملي إلى أن رجال الأمن يعملون بكل ما آتاهم الله من قوة وإمكانات وقدرات على تحقيق الأمن والاستقرار .. داعيا المواطنين إلى التعاون مع رجال الأمن في ضبط الجريمة قبل وأثناء وبعد وقوعها كون الأمن مسؤولية الجميع. وناشد الحرملي الحكومة والداخلية توفير السكن لضباط وأفراد الأمن بالقرب من مقرات عملهم كون المردود المالي لا يكفي ولا يستطيعون من خلاله استئجار منازل لأسرهم. ومن خلال الحوارات والأحاديث التي دارت بيننا وبين أفراد الأمن وجدنا فيهم عزيمة وروحا معنوية عالية يحتم عليها الواجب رغم ما يعتري أنفسهم من يأس ومكابدة للعيش وما يمرون به من ظروف مادية صعبة جدا.. لكن لديهم أمل في صرف إكرامية من قبل الداخلية تساعدهم على تسهيل أوضاعهم خلال العشر الأواخر وأيام العيد.

تصوير / محمد حويس