الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - قضايا وناس - حوادث مرورية تقيد ضد مجهول!!
حوادث مرورية تقيد ضد مجهول!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إحصائيات وأرقام مخيفة توردها وزارة الداخلية بين الفترة والأخرى عن الحوادث المرورية والتي تحدث في عموم محافظات الجمهورية وذاك الرقم الذي تعدى المعقول لم يكن من فراغ حيث وأسبابه كثيرة وعديدة لكن أصعبها تلك الحوادث التي يتسبب فيها السائق ومن ثم يلوذ بالفرار دون شعور بالمسؤولية أو حتى تأنيب ضمير.. يحدث ذلك في ظل الانفلات الأمني والقيمي الذي تشهده الساحة اليمنية. من خلال هذا التحقيق “الثورة” تتعرف عن قرب من الجهات ذات العلاقة حول الكيفية التي يتم التعامل بها مع مرتكبي مثل هذه الحوادث فإلى سياق التحقيق..

الأخ صفوان سلام يقول : قبل فترة حدثت حالة دهس لأحد قاطعي الطرق في شارع الخمسين بالأمانة وللأسف السائق هرب وترك المصاب ينزف بدون أدنى شعور بالمسئولية أو حتى الإنسانية والمصيبة الأكبر بأن شهود العيان لم يتجرأ أي منهم على إنقاذ المصدوم, معللين ذلك بخوفهم من أن يلقى القبض عليهم واتهامهم بالحادث لذلك لابد من أن تقوم الجهات المسئولة بواجبها وسرعة إنقاذ أي شخص يقع فريسة لعديمي المسئولية وضعفاء النفوس والإنسانية. ويرى المواطن سعيد السوائي أنه مطلوب إصلاح الكثير من الأمور قبل التفكير بمرتكبي الحوادث الذين يفرون من وجه العدالة هناك أماكن معينة في بعض الخطوط الطويلة اشتهرت بهروب مرتكبي الحوادث كالمناطق التي بين محافظتي عدن ولحج وبعض مناطق تهامة ربما وغيرها وهذه المناطق بحاجة إلى كاميرات ورادارات مراقبة فطرقاتنا أشبه بطرق الموت خاصة في الخطوط الطويلة وللأسف الإهمال والتسيب هو سيد الموقف من الجهات ذات العلاقة. تخالفه الرأي كريمة قائد وتقول : الطرق واحدة من عدة أسباب ولا تعتبر مبرراٍ لهروب مرتكبي الحوادث بالطرقات هناك حادث بسبب سائق عاكس خط وحوادث سببها القيادة الجنونية داخل الحارات أو سببها السائق نفسه وعدم مبالاته. وتضيف : قد يهرب السائق ويختفي وأحيانا يتواجد شهود عيان يقومون بتسجيل رقم لوحة السيارة (و هذا من حسن الحظ) ويتم التبليغ عن مرتكب الحادث وأحياناٍ لا يستطيع المحيطون بمكان الحادث أخذ الرقم أو التعرف على السيارة التي تسببت في الحادث بالتالي يفر ببساطة دون وازع ديني أو أخلاقي أو حتى إنساني وأن السبب الرئيسي هو الإهمال والتساهل من قبل الجهات المسئولة حيث لا تقوم بتوفير تسهيلات للقبض على مرتكبي الحوادث. إحصائيات مخيفة ذكر تقرير أعدته وزارة الداخلية مؤخراٍ أنه وخلال النصف الأول من الشهر الحالي أغسطس شهد وقوع 280 حادثة سير في عموم طرقات محافظة الجمهورية وتوزعت على 127 حادثة صدام سيارات أودت بحياة 39 شخصاٍ وإصابة 249 آخرين 98 حادثة دهس مشاة نجم عنها وفاة 27 شخصاٍ وإصابة 77 آخرين و55 حادثة انقلاب مركبات وسيارات توفي فيها 50 شخصاٍ وأصيب 146 آخرين. الخوف من التورط راجح علي الكميم – مدير مكتب المرور بمستشفى الثورة العام يقول : عند وصول المصاب من مكان الحادث سواء كان من قبل طقم النجدة أو أحد فاعلي الخير للمستشفى نتخذ الإجراءات اللازمة بداية من أخذ المعلومات والبيانات من المصاب إن كان لا يزال على قيد الحياة ومن ثم نسأل المسعفين عن الواقعة وملابسات الحادث فإن كان مرتكب الحادث قد فر نقوم بتبليغ عمليات مرور الأمانة أو مرور المحافظات وينتقل الضابط المستلم من الإدارة إلى المستشفى بأخذ المسعفين والاتجاه إلى مكان الحادث والتحري عن الموضوع وإن أثبت أن المسعفين من فاعلي الخير يتركون لحال سبيلهم وإن كان أحدهم الجاني يتم توقيفه واتخاذ الإجراءات القانونية. ويعتبر الكميم الإحصائية عن الحوادث المرورية مجهولة الجاني نسبة ضئيلة تقدر بـحوالي ?? من إجمالي الحوادث ومن يرتكب جريمته ويفر من العدالة والعقاب ليس لديه إنسانيه ولا وازع ديني وتعتبر الحوادث المرورية في القانون جنحه وليست جناية فبموجب القانون يتم علاج المصاب إن كان جريحاٍ أو دفع الدية في حال توفي . يخاف الكثير من إسعاف المصاب لئلا يتورط في جريمة لم يرتكبها وعن هذه القضية يقول الكميم : هناك أشخاص يسعفون المصاب ويدعي انه من فاعلي الخير ويتضح من التحري وجمع المعلومات أنه مرتكب الحادث “الصادم” وفي هذه الحالة عندما ينكر أنه الصادم نقوم بضبط السيارة ونحجز السائق وينتقل إلى الإدارة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيث تكون على إدارة المرور والنيابة والمحكمة . الهروب ظاهرة نادرة حول ظاهرة هروب مرتكبي الحوادث المرورية من العدالة يقول العميد عمر أحمد بامشموس – مدير عام شرطة السير : إسعاف المصاب يعتبر بالدرجة الأولى واجباٍ إنسانياٍ يفترض على مرتكب الحادث أن يتحلى به سواء كان مرتكب الحادث أو الآخرين من المحيطين بالحادث أياٍ كان نوعه سواء حادثاٍ مرورياٍ أو قضية جنائية أخرى كحوادث حريق أو غيره. وبخصوص هروب مرتكبي الحوادث المرورية تعد ظاهرة موجودة لكنها تعتبر نادرة في مجتمعنا والأشخاص الذين يرتكبون الحادث ويهربون يكون بدافع الخوف من تبعات الفعل الذي جنوه سواء كان بدخولهم في مشاكل مع أهل المصاب أو أولياء الدم أو من عملية الملاحقة والضبط من قبل أجهزة الدولة وتقديمهم إلى المحاكمة والحكم عليهم كما يقرر له الشرع والقانون . وعن الحالات التي تم تسجيلها في الإدارة العامة للمرور يقول بامشموس : لا توجد إحصائية محددة ولكن يمكن أن نقدرها بنسبة من إجمالي الحوادث التي تحدث تصل إلى ?? تقوم فروع الإدارة العامة لشرطة السير بملاحقة ومتابعة مرتكبي هذه الأفعال وفي الغالب يتم ضبطهم لاحقا وهناك قسم متابعة خاص بذلك. ويضيف: “نحن جهة ضبطية وإجراءاتنا تكون منذ بداية وقوع الحادث في مكان الحادث وعملية المتابعة بالبحث عن الجاني في حال فراره من العدالة وجمع الاستدلالات فقط وأما موضوع العقاب وتشديده لأنه تخلى عن واجبه الإنساني في إسعاف المصاب والوقوف بعد الحادث مباشرة فهذا يترك للقضاء . وعن أكثر المناطق التي تكثر فيها حوادث كهذه يقول: لا توجد لدينا إحصائية كاملة عن هذا الموضوع ولكن في الأغلب يكون في الخطوط الطويلة وإما داخل المدينة فهي بالتأكيد مضبوطة إلا ما ندر منها وأما الحوادث التي تكون داخل المدن تكون صدامات سيارات خفيفة ودائما الحوادث البشعة تكون بين المدن والمحافظات في الخطوط الطويلة إما بسبب صدام قوي بسيارات مسرعة أو يحدث نتيجة انقلاب. ويؤكد بامشموس على ضرورة الالتزام بقواعد وإرشادات المرور واحترام آدمية الإنسان والالتزام بالقوانين .