الرئيسية - قضايا وناس - رئيس أكاديمية الشرطة يتحدث لـ ” الثورة “
رئيس أكاديمية الشرطة يتحدث لـ ” الثورة “
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقاء/ وائل شرحة – > الخدمة الإلزامية لخريجي الثانوية توجد قوة احتياطية وتبعد الشباب عن التنظيمات الإرهابية

شدد رئيس أكاديمية الشرطة اللواء الدكتور/ علي حسن الشرفي على ضرورة إعادة نظام الخدمة الإلزامية في الوقت الراهن لخريجي الثانوية العامة كونها تساعد على إيجاد قوة احتياطية جاهزة للدفاع عن الوطن عند الحاجة بالإضافة إلى أنها تساهم في أبعاد الشباب عن الجماعات الإرهابية المتشددة الخارجة عن النظام والقانون والتي تسعى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من شباب المستقبل العاطلين عن العمل.. مؤكداٍ أن الدول المتقدمة ما تزال تعمل بنظام الخدمة الإلزامية لما لها من إيجابيات كثيرة. وتحدث الدكتور/ علي الشرفي خلال هذا اللقاء الذي خص به “الثورة” عن أهمية ومظاهر وصور الولاء الوطني والشرف العسكري وعن ضرورة الخدمة الإلزامية في الوقت الحالي.. إلى تفاصيل اللقاء

* لو تحدثنا في البداية دكتور حول الجندية والشرف العسكري والانتماء للوطن والولاء الوطني¿ ـ لا شك أن الانتساب إلى المؤسسة العسكرية أو المؤسسة الأمنية هو شرف كبير لأنه التزام بأجل خدمة يقدمها الإنسان لوطنه ولأنه التزام بالتضحية والفداء وبذل لأغلى ما يمكن بذله إنه الروح وقد قيل: ” والجود بالروح أسمى غاية الوجود” فالذي يتقدم للعمل في الجيش أو في قوات الأمن لا بد أنه يدرك حجم المخاطر وعظيم المهام التي ستسند إليه والقبول بهذا هو دليل على علو الهمة وكرم التضحية والفداء كما أنه دليل على علو قدر الوطن عنده حتى أنه صار مستعدا للتضحية من أجله. وهو بهذا يؤكد معنى الانتماء للوطن أي أنه لا يرى ذاته ولا يرى حياته إلا في ذات وفي حياة وطنه ويرى أنه لا معنى لحياته ولا قيمة لذاته إلى حين يرى وطنه عزيزا كريما ويرى أمته آمنة مطمئنة. ومما يؤكد هذا المعنى أنك ترى رجل الجيش والأمن وهو يقتحم الأهوال ويخوض غمار المخاطر فتسأل لماذا يفعل هذا الإنسان كل هذا الفعل العظيم الخطير في حين أن غيره هادئ ساكنا في بيته وبين أهله فلا تجد جوابا إلا القول أن هذا الرجل قد نذر نفسه لخدمة أمته ووطنه ليكون رمزا للتضحية والفداء وليؤكد صدق الانتماء للوطن الغالي. وهذا يدعونا للإعجاب بهؤلاء الأبطال الذين صاروا بأفعالهم رمزا لحب الوطن ومظهر من أجل وأعظم المظاهر الدالة على صدق الانتماء الوطني والولاء الوطني. وعندئذ يتأكد صدق القول بأن” الجندية شرف وأن الشرف العسكري مفخرة لصاحبه”. * ما أهمية الخدمة الإلزامية لخريجي الثانوية العامة وكذلك للحكومة¿ ـ الأصل أن الأمة بكل أفرادها وفئاتها معنية بحماية الوطن والذود عنه لأن الوطن ملك الجميع وهو بيت الجميع والدفاع عنه واجب على الجميع ولكن هناك أصل آخر هو أن نظام الجندية الوظيفية لا يتسع للجميع إذ لا يمكن أن يكون كل أفراد المجتمع جنودا في القوات المسلحة أو قوات الأمن ولذلك فقد لزم التوفيق بين الأصليين وذلك بإسناد مهمة الجندية الوظيفية إلى طائفة من الناس هم منتسبو القوات المسلحة ومنتسبو الأمن ثم إلزام القادرين من أبناء الأمة وفي مقدمتهم الشباب أن يكونوا قوة احتياطية تكون مدربة ومستعدة لمباشرة العمل العسكري والأمني عندما تستدعي لذلك ومن أجل إيجاد هذه القوة الاحتياطية ومن أجل إشراك الجميع في شرف الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره تقررت خدمة الدفاع الوطني وهذه الخدمة بهذا المعنى تحقق غرضين: الأول إيجاد قوة احتياطية مدربة مستعدة للعمل عند الحاجة إليها والثاني تكوين الشباب وبناء قدراتهم ومهاراتهم وصقل مواهبهم وتقوية روح الولاء الوطني لديهم وإبقائهم في حالة استعداد وتحفز ويقظة وجعلهم يشعرون بأهمية دورهم في الدفاع عن الوطن ويشعرون كذلك بقيمتهم الوطنية كونهم شركاء مع العسكريين في حماية الوطن والذود عنه وبهذا يظهر أن الخدمة الإلزامية المسماة ” خدمة الدفاع الوطني” مفيدة للوطن بإيجاد قوة احتياطية جاهزة للدفاع عنه عند الحاجة ومفيدة للمشمولين بواجب هذه الخدمة فائدة بدنية ونفسية وروحية ووطنية إذ يجدون في الإعداد للقيام بهذه الخدمة ما يقوى أبدانهم ويؤكد صدق انتمائهم إلى وطنهم وما يرضى ضمائرهم من أنهم صاروا قادرين على المشاركة الحقيقية في خدمة وطنهم والدفاع عنه وما يشعرهم بأهميتهم وباعتماد الأمة على خدماتهم المأمولة عند الحاجة إليهم وهناك فائدة أخرى لنظام الخدمة الإلزامية هي: أنها شغل لأوقات الشباب بهذا العمل النافع المفيد ولا شك أن جعل الشباب في حالة انشغال دائم بالعمل الوطني سوف يقيهم مخاطر الانحراف المتولد عن حالات الفراغ المذموم ويجعلهم أكثر جديد وأكثر اعتدادا بأنفسهم وأكثر ميلا للعمل الجاد وأكثر استعدادا له وقد جربت أنظمة الخدمة العسكرية الإلزامية في كثير من البلدان ولازالت الدول المتقدمة تهتم بها لما فيها من مزايا مفيدة للأمة ومفيدة للوطن ومفيدة للخاضعين لها وما أحوج بلادنا اليوم إلى استيعاب الشباب الذين اتموا دراستهم الثانوية وشغل أوقاتهم بهذا العمل الوطني الشريف إن في ذلك تربية لهم وتقوية وتأهيل وأبعاد لهم عن مساوئ الفراغ الذي يضيع مع الوقت ويكثر معه الملل والسأم وقد يؤدي إلى الاتجاه إلى أعمال غير محمودة بل قد تكون ضاره. * ما أهمية وجود الولاء الوطني في المرحلة الحالية¿ ـ يجري الحديث كثيرا عن” الولاء الوطني” ويتفاخر المتحدثون عنه ويبسطون القول فيه وذلك لأهمية هذا الموضوع وعظيم شأنه والحقيقة كذلك فالولاء الوطني أمر عظيم وشأنه شأن كبير ونحن هنا إذ نشارك في الحديث عنه بين المعاني الآتية: الولاء الوطني هو الحب الصادق للوطن والنصرة العزيزة له والحماية الصادقة لمكونات الوطن وعناصره وقيمه. الوطن هو البيت الكبير الذي تقيم فيه وهو موطن البقاء والنماء والإبداع فهو ليس حفنة من التراب أو صخرة من الأحجار ولكنه مع ذلك إنسان وأرض ومكتسبات ونظام وثروة وتاريخ وقيم وحضارة. للحديث عن الولاء الوطني أهمية عظمى وخاصة في زمن الاضطرابات والفتن والأزمات فما أحوج الناس لأن يدركوا حقيقة الولاء الوطني ويلتزمون به ويعملون لتوفيره وتعزيزه وتبرز أهمية الحديث عن الولاء الوطني عندما تطغى المصالح الأنانية والمطامع الفردية حتى تكون سببا في الاجتراء على الوطن وعلى نظامه ومكاسبه ومقدراته وعندما يقل شأن الوطن في النفوس وتتحكم الأهواء والمطامع والنزاعات الفردية أو المناطقية أو العرقية أو المذهبية أو غيرها من النزاعات الضيقة وعندما يغفل الناس عن حب الوطن وينشغلون بحب غيره مما هو دونه في الأهمية ودونه في المرتبة والمكانة. * هل لك أن تحدثنا عن مظاهر وصور الولاء الوطني¿ ـ للواء الوطني مظاهر وعلاقات لا تخفى على أحد من المنصفين المقدرين لأوطانهم المحبين لها ومن هذه العلاقات: – حب الوطن وحب الدفاع عنه استرخاص التضحية من أجله. – حب الإنسان المقيم على هذا الوطن ورعاية مصالحه والدفاع عنها. – الافتخار بالانتساب إلى هذا الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه. – حسن تمثيل الوطن في المواقف المختلفة والاجتهاد في إظهاره على أفضل صورة وأجملها وإظهار أهله ومواطنيه في خير مظهر. – الغيرة على الوطن وعلى سمعته وعلى مكانته بين الأمم والسعي لتعزيز هذه المكانة ورفعها. – احترام القوانين الوطنية وتوفيرها والحث على احترامها وعلى تنفيذها فالقوانين الوطنية رمز سيادة الوطن واحترامها رمز الولاء الوطني . – العمل على كل ما من شأنه يرفع قدر الوطن ويعلي شأنه في جميع المجالات العملية والاقتصادية والدينية والسياسية وغيرها من المجالات. – تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية وجعل الوطن فوق المطامع الخاصة وفوق الأهواء والأغراض الشخصية. * ما دعوتك لأبناء المجتمع¿ ـ أخاطب أبنائي شباب هذه الأمة أملها العظيم رمز عزتها وبناة مستقبلها فأقول لهم أنتم أمتنا القادمة ومستقبلنا الواعد بكم يسمو قدر الوطن وبكم يرتقي شأه ويبني مجده فاعدوا أنفسكم لعظائم الأمور بهمة العظماء وعزائم الحكماء فإنما تبنى الأوطان بهمة أبنائها وأعمالهم وأنتم رمز الهمة وموطن الحكمة واعلموا أن المجد لا ينال إلا بالعمل على علم وبصيرة فاعدوا أنفسكم لذلك وتسابقوا إلى معالي الأمور فالسباق في مضمار المجد مفخرة تجعل صاحبها في الخالدين الذين لا يموتون أبدا لأن أسماءهم ومآثرهم تظل شاهدة عليهم لا يمحوها الزمن ولا تغيرها الأحداث واعلموا أن للوطن حقاٍ عليكم فأدوا هذا الحق عطاء وبناء وارتقاء فإن فعلتم ذلك صرتم أهلا للحمد والثناء وللخلود والبقاء واعلموا كذلك أن أسهل وأوضح وأقصر طريق لبناء الأوطان ما كان عن ” علم وقدرة واعتدل” فالعلم بصيرة ونور لصاحبه والقدرة قوة ومضاء لصاحبها, والاعتدال سلامة واستقامة لصاحبها, فلا تبنى الأوطان بجهل ولا بعجز ولا بتطرف. والوطن يسع الجميع ويحتاج لجهد الجميع فهيا إلى العمل بعلم وحكمة وفهم وقدرة وحب وتسامح وتعاون وإخاء.

تصوير / محمد حويس