الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - قضايا وناس - هيئة أراضي صنعاء تمنح شهداء الأنتينوف أرضية مدرسة بأمانة العاصمة
هيئة أراضي صنعاء تمنح شهداء الأنتينوف أرضية مدرسة بأمانة العاصمة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

متابعة | محمد قائد – كانوا أبطالا بحق وحقيقةº ضحوا بأنفسهم بكل شجاعة وإباء محبين للوطن وأبناء الشعب .. كان تفكيرهم في لحظة مواجهتهم للموت ليس إنقاذ أرواحهم وإنما تفادي وقوع ضحايا أبرياء من المواطنين .. إنها بالفعل تضحيات أبطال أرواحهم تفوح بالوطنية والإخلاص والوفاء وحب الوطن والمواطن . وذلك عندما أدركوا ترنح طائرتهم بسبب حريق في أحد أجنحة الطائرة وأنه لا مناص من تحطم أو سقوط الطائرة التي تحلق في سماء أمانة العاصمةº في تلك الأثناء واللحظات التي لا تبعدهم عن الموت إلا دقائق قلائلº حاول طاقمها الأبطال بان تسقط طائرتهم في مكان خال من السكان والبشر ليموتوا هم دون أي إصابات لأحد من المواطنين الآمنينº فلو كانت سقطت هذه الطائرة المتوسطة الحجم على مبان سكنية أو حي من الأحياء لكانت الكارثة كبيرة والخسائر ضخمةº إلا أن أخلاقهم ووازعهم الإنساني دفعهم إلى إسقاطها في مكان خالُ مضحين بأنفسهم مقابل أن يعيش الآخرونº إنها حقاٍ صورة بطولية تعكس من الاستبسال والتضحية والوفاء لا يمتلكها إلا النبلاء والعظماء .. هؤلاء هم الشهداء العشرة الذين سقطوا ضحايا عند الساعة الثامنة صباحا في حادث تحطم طائرة الأنتينوف في 21 |11|2012م بمنطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء وبهذا الحادث فقدت اليمن عشرة طيارين يعدون من نخبة الطيارين المنتسبين لسلاح الطيران اليمني . و لهذه التضحية الجسيمة وعرفان لتلك التضحيات وجه الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الإخوة في الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بتاريخ 30|12|2012م انه ونظراٍ للتضحية الجسيمة في فقدان نخبة من الطيارين في حادث الطائرة الأنتينوف وعددهم عشرة يتم منح كل منهم قطعة أرض في مواقع متميزة في عواصم المحافظات الموضحة قرين اسم كل منهم تقديراٍ لتضحياتهم واستبسالهم ومواساة لأسرهم وتتخذ الإجراءات السريعة في التنفيذ بمتابعتكم الشخصية لذلك .. هذا كان توجيه الرئيس -حفظه الله- لرئيس الهيئة أنفة الذكر .. يا تِرى كيف تعامل مسئولو الهيئة مع هذا التوجيه الذي ذيله الأخ الرئيس بالسرعة والمتابعة الشخصيةº والمذكرة التي عززت ذلك التوجيه من الأخ مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن بتاريخ 30|4|2013م .. تقريباٍ مضى قرابة عامين على ذلك التوجيه ومن خلال الوثائق التي حصلنا عليها أن عدد سبعة من الشهداء الطيارين من أبناء محافظة صنعاء فإنه تم التوجيه من رئيس الهيئة إلى محافظ صنعاء ومدير عام فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة بمحافظة صنعاء والذي بدوره قام بمنح هؤلاء الأبطال الشهداء أرض هي في الأصل محجوزة لإقامة مدرسة بحسب المخطط رقم (9A2) والمعمد من الهيئة نفسها وساري تنفيذه في منطقة نقم جوار جمعية لواء غمدان. المضحك المبكي أن منطقة نقم تابعة للأمانة وليس لمحافظة صنعاء أولا وثانياٍ أن منطقة نقم من مديريات الأمانة التي تفتقر للمدارس كما هو حال الأمانة .. ليس هذا وحسب ولكن خروج المواطنين وأفراد من لواء غمدان وأعضاء الجمعية السكنية في المنطقة لإيقاف هذا التصرف الأرعن من فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بالمحافظة الذي يبدو أنهم لا يريدون رد جميل لأولئك الشهداء وتضحياتهم الجسيمة التي وصفهم بها الرئيس .. فهذا هو وضع وحال من ينتمون لمحافظة صنعاء أما زملاؤهم من محافظات أخرى فلا ندري ما حالهم وهل صرفت لهم ارض أم لا. إن مثل هذا التصرف الذي يدخل أسر الشهداء في متاهات وغياهب الشرائع والملاحقات في طواريد وأروقة المحاكم والهيئة لتنفيذ مكرمة وتوجيهات الرئيس تعد نتاج للروتين الإداري الممل والمقيت في ضياع الحقوق وانعكاس لحال مؤسسات الدولة التي تعاني من سوء الإدارة .. فضلاٍ عن مسح كرامتهم ومواساتهم من قبل هؤلاء مسئولي هيئة صنعاء والتي أراد الرئيس أن يحفظها لهم تقديراٍ للشهداء .. بالإضافة إلى إقدام فرع الهيئة في حرمان المواطنين وساكني تلك المنطقة وأبنائهم من حقوق العلم والتعليم.. المواطنون الذين قدموا إلى الصحيفة حاملين الوثائق ورسائل المناشدات أكدوا أن القائمين على فرع الهيئة قد ارتكبوا جريمتين في وقت واحد الأولى حرمان أبناء المنطقة من التعليم والثانية إضاعة حقوق أبناء وأسر الشهداء الطيارين .. مناشدين الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إصلاح اعوجاج تصرفات هيئة الأراضي وعدم ضياع حقوق الطرفين أو حرمان أحدهم من ذلك الحق .. وطالبوا أيضاٍ الأخ محافظ محافظة صنعاء عبد الغني حفظ الله جميل ورئيس الهيئة العامة للأراضي الدكتور عبد الله عبيد الفضلي مراجعة مدير فرع صنعاء وإيقاف هذا التصرف الذي لا يعد إلا تصرفاٍ أرعن وينم عن سوء في العمل الإداري والمهني واستهتار بالناس ويريد من خلاله التملص من توجيهات الأخ الرئيس وإثارة الفوضى وضياع حقوق أبناء المنطقة وأبناء الشهداء الطيارين .

*الصحيفة تحتفظ بعدد من الوثائق التي تؤكد صحة ما تطرقنا إليه .