الرئيسية - قضايا وناس - الاغتراب غير القانوني .. مغامرات نتائجها كارثية على الشباب
الاغتراب غير القانوني .. مغامرات نتائجها كارثية على الشباب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

وائل شرحة – عزموا على السفر والرحيل عن بلادهم بعد أن عجزوا عن إيجاد عمل فيها يتمكنوا من خلاله البقاء على قيد الحياة.. العيش برفقة أسرهم وبجوار أهاليهم بكرامة كان مجرد حلم لا يمكن تحقيقه في ظل الظروف التي تمر بها اليمن.. اتخذوا قرار مغادرة الوطن.. واتجهوا نحو طريق الغربة والألم.. ليعملوا حيث يكون الاشتياق رفيقهم الوحيد.. والدوريات والجوازات الصديق الباحث عنهم باستمرار. الفقر والبطالة متهمان رئيسيان وراء اغتراب اليمنيين بدول الخليج وغيرها من الدول سواء كان بطريقة رسمية أو غير قانونية.. في الثاني عشر من الشهر الجاري انقلبت سيارة على متنها “28” يمنيا بطريق عسير “السعودية ” بعد مطاردتهم من قبل أفراد الأمن السعودي.. نتج عن ذلك الحادث الناتج عن السرعة الزائدة التي سببت خروج السيارة من كف الطريق, إلى وفاة “10” أشخاص بينهم قائد السيارة, وإصابة 18 منهم 4 بإصابة خطيرة والبقية بإصابة متوسطة وخفيفة, بحسب الهلال الأحمر السعودي بمنطقة عسير. السرعة التي قاد بها سائق المركبة.. قد تكون جنونية.. لكنها في الواقع كانت محاولة للفرار من رجال الأمن السعودي, كون كل من على السيارة مغتربين غير قانونيين.. وهذا يعود إلى عدم قدرتهم على شراء كفالة رسمية لارتفاع قيمتها التي تتجاوز الـ 15 والـ 20 ألف سعودي, وصعوبة الحصول عليها أيضا.. وإذا وجد كهذا المبلغ مع أي شخص ممن عزموا على الاغتراب لما قرروا الرحيل عن وطنهم, كون ذلك المبلغ كافيا لفتح مشروع صغير يساعد على توفير متطلبات الحياة. كثيرون هم ضحايا سفر الاغتراب غير القانوني.. منهم من لقي حتفه بحادث مروي, ومنهم برصاص رجال الأمن السعودي حين يطاردون هؤلاء الهاربين من الجوع والعطش والعوز, الباحثين عن الحياة والعمل, ومنهم من توفى بسبب صعوبة السفر وطول الطريق وعجز المواصلة في المشي على القدمين بين حرارة الشمس وسط رياح ورمال الصحاري. إلا أن ما يزيد المرء غرابة وألما.. وما يبعث باليأس والحزن.. هو تجاهل الحكومة اليمنية لهذه الحوادث.. وعدم اهتمامها والبحث في إيجاد حلول فعالة لها.. فلم نسمعها تصرح أو تتأسف على وفاة مواطن يمني بأي حدود.. تذهب أرواح أبناء الوطن في صحاري ووديان الدول الغنية, دون أن يستشعر المسئولون اليمنيون المختصون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه هؤلاء الشباب المطاردين من الفقر والجوع بوطنهم ومن الجوازات والأمن في أوطان الغربة. حاولنا التواصل مع وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة لشرطة السير لمعرفة إن كان لديهم إحصائية رسمية لعدد اليمنيين الذين لقوا حتفهم خارج ترب الوطن بسبب الحوادث المرورية.. إلا أن مدير عام شرطة السير العميد عمر بامشموس أكد على عدم وجود إحصائيات بالإدارة. يجب على الحكومة والجهات الرسمية أن تتيقظ في ذاتها الإنسانية والشعور بالآخر في ظل الأوضاع والظروف التي تمر باليمن والتي تتزايد فيها أعداد البطولة والفقراء.. وعليها أن تبحث عن سبل وحلول لمثل هؤلاء المغادرين بطريقة غير رسمية والتخاطب مع الدول الغنية والمجاورة بخصوص تسهيل إجراءات وخفض رسوم الفيزة, بما يناسب دخل المواطن اليمني وظروفه الاقتصادية, وذلك حتى لا يكون هناك مغتربون غير قانونيين وضحايا الغربة المجهولة.. ما لم فإن المغتربون غير القانونيين سيستمرون بالسفر غير الشرعي.. وستستمر السرعة الجنونية التي يمشي بها المهربون تحصد أروح شباب وأفئدة اليمن, وستبقى معانات السفر في صحاري الدول المجاورة تزهق أنفس اليمنيين.