الرئيسية - قضايا وناس - الكلب.. ورائحة الزوجة المفقودة/الحلقة الثانية
الكلب.. ورائحة الزوجة المفقودة/الحلقة الثانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ملخص ما نشر في عدد الأحد الماضي تبلغت شرطة المنطقة من الزوج عن اختفاء زوجته من اليوم السابق قائلاٍ أنها خرجت من المنزل وقت العصر واتجهت إلى حفلة عرس بطرف المنطقة ولكنها لم تعد وأنه سأل وبحث عنها ولم يجد لها أثراٍ ويعتقد أنها تعرضت لمكروه ما.. ثم في اليوم السادس من البلاغ وصل إلى أمن المنطقة أحد إخوان الزوجة المختفية وهو شاب محامي متخرج حديثاٍ وأفاد بأن صهرهم الزوج اتصل بأمه وأبيه قبل يومين وأبلغهما عن اختفاء ابنتهما زوجته والإبلاغ عنها بأمن المنطقة وأنه – أي الأخ المحامي – لم يعلم بذلك إلا مساء أمس وجاء إلى أمن المنطقة لاستفسارهم عما توصلوا إليه بشأن أخته المفقودة, فرد عليه ضابط التحري الذي تكلف بالبحث عنها أنهم لم يتوصلوا لشيء بعد ثم سأله عن معلوماته حول أخته المبلغ عنها وحياتها مع زوجها وغير ذلك فأفاد الأخ بأنها تزوجت من قبل وكان زواجها ذاك بطريقة البدل أو الشغار ثم تزوجت بالرجل الأخير المبلغ بعد طلاقها من ذلك الزوج الأول والذي كان أحد أولاد العم وكانت تحبه ويحبها ووقع طلاقهما على إكراه وتحت الضغط بلا إرادة وأن حياتها مع الزوج الثاني منذ زواجها به عادية وطبيعية باستثناء أنه ضربها قبل سنتين وجاءت للمنزل حانقة ثم حلت المشكلة وأعيدت إليه وتلك كانت المرة الوحيدة وبعد هذه الإفادة للأخ المحامي انتقل الضابط المكلف للتحري بنطاق محل سكن الزوج وتوفرت هناك معلومات عن طريق سؤال نساء الجيران وبعض نساء الأهالي بالمنطقة لتؤكد أن أي من النساء لم تر المرأة المبلغ عنها تأتي لحفلة العروسة تلك التي ذكرها الزوج في بلاغه كما أن أياٍ منهن لم تشاهدها بذات اليوم بالمرة.. في حين ذكرت إحداهن: لها بخصوصياتها وأنها كانت صديقة مقربة للمرأة وتأتي وأنها أخبرتها أكثر من مرة أن زوجها يشك بها وأنها لا تحبه وهي على خلاف معه غالباٍ لسبب ولغير سبب ولكنها مجبرة على البقاء معه لأجل طفلتها التي أنجبتها منه ولأنها حامل منه بالطفل الثاني.. وهنا بدأ ضابط التحري على إثر هذه المعلومة الأخيرة يتجه في متابعته وجمع الإفادات على منحى آخر.. وهاهي بقية الوقائع ومع أحداث الحلقة الثانية. بعد إفادة الجارة الأخيرة والتي تضمنت أن المرأة كانت صديقة لها وحكت لها أكثر من مرة شاكية بأن زوجها يشك بها وأنها على خلاف وإياه لسبب وبدون سبب وتصبر لأجل طفلتها وكذا لأنها حامل منه في أشهرها الأولى بالطفل الثاني.. إضافة إلى ما ورد في شهادات العديد من نساء الجيران والأهل اللاتي كن حاضرات حفلة العروسة بطرف المنطقة ونفين رؤية المرأة المختفية تأتي للحفلة في ذلك اليوم الذي ضاع أثرها فيه عقب هذه الشهادات للنسوة وتلك الإفادة للجارة الصديقة اتجه التحري للضابط المكلف حول الزوج المبلغ وطلبه لطرح الأسئلة عليه مرة أخرى على سبيل استيفاء التحريات وجمع الإفادات ثم انتقل للمرة الثانية بصحبته إلى المنطقة قائلاٍ أنه يريد سؤال بقية الجيران والأهالي لعل ذلك قد يوصل إلى شيء في الوقت و كان يهدف من هذا الانتقال إلى محاولة الدخول عن طريق شيخ المنطقة وبحضوره إلى منزل الزوج ومعاينته ولو بطريقة غير مباشرة أو بصفة غير رسمية لأنه بدأ يشك في الزوج وشرع يضع في افتراضه أنه لا يستبعد أن يكون هو وراء اختفاء زوجته نظراٍ لثبوت وجود الشك لديه بها وعدم استقرار الحياة الزوجية بينها حسب إفادة الجارة الصديقة سابقا بذلك.. وعند وصول الضابط هناك حرص على استدعاء شيخ المنطقة عن طريق أحد الأهالي ثم قام بحضوره ومساندته باستفسار بعض الجيران والأهالي من الرجال والنساء وبالأخص الجيران المحيطين بمنزل الزوج والملاصقين له وكان العديد من المنازل في المنطقة بها أحواش البعض من هذه الأحواش أبواب خارجية وأسوارها عالية ومغلقة والبعض الآخر ليس لها أبواب تغلق وتفتح وأسوارها منخفضة ومنها منزل الرجل زوج المرأة المختفية الذي كان له حوش بداخله أشجار وسوره على ارتفاع متوسط وبدون باب مغلق. ولقد ذكر أحد الجيران وهو ساكن في المنزل المقابل لبيت زوج المرأة حين سؤاله من قبل الضابط حول ما إذا رأى أو سمع شيئا مريباٍ ولافتاٍ للنظر يتعلق ببيت الزوج من قبل يوم اختفاء المرأة وبعده..بما يفيد أن غرفته الخاصة به في منزله والتي للنوم وللجلوس للمقيل غالبا هي الغرفة التي تطل نوافذها على حوش منزل زوج المرأة أو مقابله وأنه مما لفت نظره منذ مدة ليست بالقليلة مشاهدته لأحد الكلاب المتواجدة بالمنطقة وهو كلب أوصافه كذا وكذا يأتي إلى حوش المنزل في النهار والمساء كل يوم أو معظم الأيام وكانت المرأة زوجة الرجل تخرج له بالماء وبقايا الطعام من باب العطف والإحسان وفعل الخير فيأكل ويشرب وينتقل للجلوس باسطا ذراعيه أمام باب المنزل قليلا ثم يذهب لحال سبيله وبعد ذلك يعود في وقت تناول الطعام وهكذا.. وأنه أي الجار الشاهد بقي يشاهد تردد الكلب المذكور على حوش المنزل والانتظار كعادته خلال الأيام الفائتة ولم ينقطع.. وأنه صادف بعد ظهر يوم أمس أو اليوم السابق كان جالساٍ للمقيل بنفس غرفته المطلة على المنزل والحوش ورأى من النافذة الكلب المشار إليه قد أتى ودخل للحوش ووقف أمام باب المنزل للحظات وهو ينبح ثم راح يدور ويلف داخل الحوش حتى انتهى إلى جوار الشجرة قرب طرف السور الملاصق بركن المنزل وهناك رآه يحفر بيديه ورجليه في أرض المكان وينبح بصوت متقطع ولكن لبعض دقائق ثم خرج مغادراٍ للمكان والحوش وبعد ذلك بحوالي ساعة عاد مرة أخرى للمكان وكرر ذات الحركة السابقة ونباحه وغادر.. وليس ذلك وحسب ولكنه شاهد الكلب كذلك يأتي في صباح هذا اليوم ويكررها للمرة الثالثة بنفس الطريقة..فكانت إفادة الجار صاحب المنزل المقابل هذه بمثابة وميض الضوء الذي حرك معيار الشك لدى الضابط وجعله يميل للاعتقاد بأن الأمر قد يكون وراءه ما وراءه وأن القضية لا يستبعد أن تكون أكبر من حكاية بلاغ عن زوجة هاربة ومختفية وقرر حينها الضابط وبصحبته شيخ المنطقة التوجه إلى حوش منزل زوج المرأة للتأكد من المكان الذي سبق وذكره الشاهد صاحب البيت المقابل بأنه رأى الكلب يتردد عليه ويحفر نابحاٍ فيه لثلاث مرات من يوم أمس فسارا نحو منزل الزوج وبمعيتهما شخصان من الأهالي وأحد الأفراد من شرطة المنطقة وكانوا خلال ذلك على مسافة من المنزل ولما وصلوا إلى ساحة موقع المنزل وقبل اقترابهم من مدخل الحوش له ببعض أمتار حدث وكان ذلك من المصادفة أيضا أو من حسن الحظ أن تناهى إلى أسماعهم صوت نباح كلب مصدره كان من داخل الحوش المتجهين إليه فسارعوا بخطواتهم باتجاه مدخل حوش المنزل وهناك حال وصولهم ودخولهم للحوش رأوا الكلب يحفر بيديه وينبح في المكان الذي أفاد عنه الشاهد الجار من قبل بجوار شجرة متدلية إلى عرض المنزل بالركن.. فاقتربوا من المكان حيث كان الكلب.. وهنا بدأت أنوفهم تشم رائحة غريبة وكريهة تفوح من البقعة التي شاهدوا خربشة وحفر الكلب في ترابها وقاموا بنبش التراب وكلما تعمقوا بالنبش للأسف تزايدت الرائحة الكريهة واستمروا كذلك وما هي إلا لحظات حتى تكشفت لهم المفاجأة وصدموا بالكارثة خلال ذلك حيث ظهر لهم بداخل الحفرة والتي كانت على عمق متر تقريباٍ كيسان من فتحتيهما وفيهما وصلات أو قطع لحم إضافة إلى رجلين ويدين وكذا رأس امرأة إلى جانبها بداخل أحد الكيسين وهي جميعها للمرأة الزوجة المختفية والمبلغ عنها.. فأمر الضابط بتغطية الحفرة والابتعاد عن المكان وتركه على حاله ثم سارع إلى إبلاغ مدير أمن المنطقة والعمليات بذلك وطلب إرسال مختصي الأدلة الجنائية للمعاينة الفنية وكذا إرسال سيارة طقم شرطة المنطقة مع أفراد مسلحين لاستكمال الإجراءات والتحريز وللمتابعة والضبط .. في الوقت الذي سارع وبمشاركة من معه للبحث عن الزوج الذي كان قد ترك الضابط ساعة وصولهم للمنطقة مستئذنا إياه وقائلاٍ له أن لديه مشوار بطرف المنطقة أو خارجها سيذهب إليه ثم سيعود فيلتقي به عند شيخ المنطقة بعد أن يكون انتهى من مهمة التحري التي جاء من أجلها وكان حتى اللحظة لم يزل غائبا في مشواره ولم يعد منه بعد كما لم يكن لديه علم بما استجد أو ظهر وتم اكتشافه .. وانتبه الضابط مركزاٍ على هذه النقطة بقوله لمن معه : عليكم كتم الخبر وعدم تسريبه إلى أي من المنطقة خارج نطاق هذا المكان حتى لا يصل نبأ اكتشاف الجريمة إلى علم الزوج الذي أصبح هو المتهم الأول بارتكابها ومطلوب القبض عليه أينما ظهر وخلال اللحظة التي يظهر بها.. وبينما هم كذلك وبعد مرور ما يقارب ربع ساعة من ابتعادهم عن المنزل والحوش وانتشارهم بأطراف الساحة بذات النطاق أعينهم على حوش المنزل ويترقبون عودة الرجل المتهم من مشواره لتتم مباغتته وضبطه, وكان ظهوره ووصوله ثم التفوا حوله بهدوء وقام الضابط بوضع يده عليه وضبطه في اللحظة قائلاٍ له لقد وجدنا امرأتك المفقودة وتم اكتشاف سر اختفائها الدفين.. وفي هذه الأثناء وصل رجال الشرطة والبحث وخبراء الأدلة الجنائية على سيارة الطقم من أمن المنطقة ليتم ادخال وحجز الزوج المتهم على سيارة الطقم للتحفظ عليه وتتم مباشرة إجراءات المعاينة الفنية والتصوير للمكان والجثة وإخراج الجثة المقطعة بعد ذلك من الحفرة ونقلها للتحفظ عليها مؤقتا حتى تستكمل الإجراءات وتتواصل مهمة جمع الاستدلالات والتحقيقات لكشف الجريمة وملابساتها ومعرفة من وراءها ومرتكبها وكذا الأسباب والأسرار الخفية لارتكابها .