قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
عدن/نبيل الجنيد – على مدى عشرة أيام متتالية يشهد مركز الحوادث والطوارئ بمستشفى الجمهورية بمحافظة عدن اضراب وتعليق العمل وإغلاق قسم الطوارئ امام المرض المترددين من عدن والمحافظات المجاورة لها. وهذا الإضرب ليس الأول ولكن حسب تأكيد العاملين هناك سبق وقد أغلق مرات عديدة بسبب الاعتداءات الهمجية من قبل البعض الذين لم يقدروا المكانة الرفيعة التي يحتلها القطاع الصحي والعاملين فيه. ولمعرفة أسباب توقف وإغلاق مركز الحوادث بمستشفى الجمهورية عدن بوجه المرضى ولفترة تتجاوز عشرة أيام على التوالي وربما قد يكون إغلاق حتى إشعار آخر. «الثورة» التقت عدداٍ من الأطباء هناك وكانت البداية مع الدكتور أحمد بن الفقيه رئيس مركز الطورى بمستشفى الجمهورية والذي قال : إن الاعتداء والتهجم الأخير الذي حدث للدكتور عبدالله بافضل والممرض عمار عبدالقادر الذي وصل إلى حد الشروع بالقتل وغيرها من أعمال البلطجة هي من دفعت الأطباء بتنفيذ الإضراب وتعليق أعمالهم إلى أن تتوفر لهم حماية أمنية كافية. وأشار إلى أن إدارة قسم الطوارئ تبذل جهوداٍ من أجل إيجاد حلول سريعة لمعاودة العمل حيث تم الجلوس مع مكتب الصحة والسلطة المحلية وإدارة الأمن بالمحافظة وتم التوصل إلى اتفاق بتغيير الحراسات الأمنية التي كانت مقصرة بالأداء الأمني. وأضاف : إن مركز الحوادث والطوارئ يقدم الخدمات الصحية وفقا للإمكانيات المتاحة له ولكن لا يمكن للمواطن أن يقوم بالاعتداء وبصورة وحشية على طبيب ليس له ذنب بينما هو يقدم أرقى عمل إنساني ويجازى بهذا العمل الوحشي داعيا المواطنين إلى التفهم وعدم الانجرار وراء العنف والإضرار بمصالح المواطنين الذين يعانون الكثير من المشاكل وحاجتهم إلى العلاج والطبيب. من جانبه أكد الدكتور أحمد الحبشي رئيس نقابة الاطباء بمستشفى الجمهورية عدن أن قضية الطوارئ قضية قائمة وتراكمية وهذا ناتج عن الإهمال والتسيب الإداري من قبل الجهات المسؤولة التي لم تول المستشفى الاهتمام الكامل خصوصا بعد أن تحول إلى هيئة مستقلة بعام 2011م مشيرا إلى أن أغلب المناوبين في قسم الطوارئ من الأطباء لمساقات في الدراسات العليا ومعظمهم غير موظفين لدى هيئة المستشفى الذي يعد مركزاٍ تدريبياٍ لطلاب الجامعة ومن هذا المنطلق يجب على المشرفين بإدارة المستشفى وعمادة كلية الطب والمجلس الأعلى للدراسات العليا بجامعة عدن ومكتب الصحة بالمحافظة توفير الإمكانيات لاستقبال الحالات وإيجاد آلية لعمل نوبات وبشكل منتظم. وأوضح أنه وبسبب تفاقم الوضع الصحي والأمني أدى إلى تكرار عملية الاعتداء والتهجم على الكادر الطبي دون خوف أو شعور بالمسؤولية. وتساءل : لماذا لم يقدم إلى اليوم أي شخص من الذين تهجموا على الأطباء للمحاسبة¿ بل يحدث في بعض الأحيان أن الأجهزة الأمنية تساعدهم على الفرار من موقع الجريمة. من جانبها تقول الدكتورة أنسام سعيد المختصة بأمراض الدم بمستشفى الجمهورية : إن فقدان هيبة وسمعة مستشفى الجمهورية عدن أمام المرضى هو عدم توفر الإمكانيات اللازمة التي يستطيع من خلالها الأطباء وكل العاملين تقديم الخدمات الطبية بشكل صحيح موضحةٍ أن إدارة مركز الحوادث والطوارئ أمام ثلاث مشاكل رئيسية : عدم وجود البنية التحتية الملائمة للمركز التي تعد الواجهة الرئيسية لمستشفى الجمهورية لاستقبال المرضى من عدن والمحافظات المجاورة بشكل كبير أيضا عدم وجود التنسيق الكافي والمنظم بين الجهات ذات العلاقة وكذا عدم وجود أجهزة أمنية تقوم بواجبها رغم كثرتها بحرم المستشفى ولكن دون جدوى مطالبةٍ بأهمية الالتفات إلى المستشفى لما من شأنه الحد من الفوضى القائمة بقسم الطوارئ الذي تعرض الأطباء والعاملون فيه لحالة تهجم واعتداء لا تليق بسمعة الصحة بشكل وقد وصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل. أما أحمد علي طاهر نائب رئيس نقابة المهن الطبية والصحية بعدن فيقول : لنبدأ من المشكلة والاعتداء الأخير الذي تعرض له أحد الزملاء من اعتداء وتهجم وبعد أن سبقه أكثر من اعتداء على الزملاء هو عبارة عن نتيجة وليس السبب مما تعانيه هيئة المستشفى بالكامل من اشكاليات كبيرة وتتعلق بدرجة أولى عدم توفر الادوات والمعدات الطبية الخاصة بتقديم الإسعافات الأولية للمرضى ومنها أجهزة نقل الدم علما أن الطوارئ والمستشفى لا يتوفر بها جهاز فحص الإيدز و وصفار الكبد إضافة إلى عدم وجود الأشعة المقطعية وتقديم يد العون للكادر الطبي الذي يزخر به المستشفى والارتقاء بالقطاع الصحي الذي يشهد حالة مزرية ولم تتناسب مع ما رصد لها من مبالغ مالية وصلت ما يقارب مليار و(900) مليون ريال إلا أن ما تقدمة لا يصل بالمستوى المقبول خصوصا في ظل عدم الانسجام وبروز حالة الفوضى والاعتداء الذي عكس نفسه بعزوف المستفيدين وتذمرهم . واستطرد حديثه بأن مركز الطورى يعد واجهة رئيسية للمستشفى كونه يستقبل الحالات الحرجة من عدن والمحافظات لها خصوصا من ذوي الدخل المحدود الذين لا تسعفهم الإمكانيات المالية للذهاب إلى القطاع الخاص مبينا بالأرقام إجمالي المترددين بشكل عام لمستشفى الجمهورية خلال عام 2012م بلغ (127,938) حالة وأغلب تلك الحالات مرت عبر مركز الطوارئ والحوادث كونه البوابة الرئيسية كما ذكرنا للمستشفى بينما وصل عدد حالات الرقود إلى (11,398) حالة و(39,756) متردداٍ على مركز الحوادث و(9244) على قسم الأشعة وكذا (17490) حالة من المترددين على قسم المختبر بالإضافة إلى المترددين على الأنشطة التشخيصية الداعمة وهي (10216) حالة. وتابع قائلا : إن واقع قسم الطوارئ هو بحاجة إلى وقفة جادة تحتاج إلى تدخل قيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن بتشكيل لجان مهنية تتولى تشخيص الأوضاع وتقديم المقترحات والحلول الجذرية بعيدا عن الترقيع الذي يجعلنا بعيدين كل البعد من جوهر القضية وملامسة الواقع ويجب علينا جميعا التعاون باعتبار مركز الطورائ مركزاٍ أساسيا للمستشفى وليس مركزاٍ إسعافياٍ كما هو عليه اليوم.