الرئيسية - قضايا وناس - الأمن والمجتمع فزعة مجتمعية
الأمن والمجتمع فزعة مجتمعية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن استمر حال المجتمع بالتجاهل والإعراض عن التعاون مع الشرطة فإن الحالة الأمنية ستكون أكثر سوءا مما هي عليه الآن, هذا الأمر لا يحتاج إلى كثير من النقاش حوله فأفضل أجهزة الشرطة في العالم بكل ما تملكه من إمكانات ستكون عاجزة دون شك عن منع وقوع الجريمة بعد أن وصل التقدم التكنولوجي إلى أيدي جميع الناس بمن فيهم المجرمون . لقد تشعبت طرق الإجرام وزادت إمكاناته فاتسعت رقعته, وكثير من الجرائم محمية بغفلة سلطتنا التشريعية وتأخرها في إصدار القوانين الصارمة التي تجرمها صراحة وتجعل للقضاء والشرطة سلطة في زجر مرتكبيها وردع من تسول لهم أنفسهم اقترافها, وأنا هنا أتحدث عن الجرائم الإلكترونية وغيرها من الجرائم الحديثة التي لم تسن في حقها القوانين بعد في بلادنا بينما آثارها الإجرامية تؤدي إلى إزهاق أنفس وضياع أموال وهتك أعراض. أرجو أن يدرك كل من يدق على أوتار الطائفية والحزبية أنه يساعد في ضياع وطن ومعه كل من عليه من الناس وأن التعددية التي كفلها لنا وطننا شرعت لأجل أن تتعدد الأفكار التنموية والتطويرية المنتجة ويكون التنافس في تقديم الرؤى الأفضل لاستقرار ونماء الوطن وليس لتحقيق المآرب الشخصية واستغلال محن الوطن للابتزاز أكثر دون حساب للمصلحة الوطنية العليا. يتحرك شرفاء من الشرطة معهم شرفاء أنقياء من فئات المجتمع المختلفة في محاولة لردم الهوة التي بين الشرطة والمجتمع ويجتمعون بإذن الله في قاعة نادي ضباط الشرطة لبحث البرامج الفاعلة التي من شأنها تعزيز الشراكة بين المجتمع المدني والشرطة التقليدية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ومن أجل أداء أمني أكثر فاعلية, أرجوا لهذا المنتدى الحواري بين الشرطة والمجتمع أن ينطلق نحو آفاق دفع عجلة استراتيجية الشرطة المجتمعية نحو الأمام حتى تدور العجلة ويتيسر لبلادنا تطبيق ذلك النهج الذي سيكون الضمان الأكيد لمشاركة المجتمع الفاعلة لأجهزة الشرطة التقليدية في العمل الأمني وفي الوقت ذاته يضمن حق المجتمع في خدمة أمنية احترافية مميزة وخدمات أخرى اجتماعية وإنسانية مصاحبة. المجتمع هو الزبون الذي تعمل أجهزة الشرطة من أجله, وكما عليه واجب الدعم والمناصرة فإن له حق الرقابة على العمل الأمني الذي تقدمه أجهزة الشرطة بما يضمن أداءها الفعال. يكفينا إضاعة للفرص الواحدة تلو الأخرى ففي كل مرة نفقد مشروعا ناجحا نهوي إلى الدرك الأسفل في مستنقع الجريمة الذي لن تقوم معه قائمة لاقتصادنا وبالتالي سيزداد الفقر وتزداد الجريمة ومعها تزداد المعاناة لا سمح الله .