الرئيسية - قضايا وناس - أرقام مسجلة بأسماء لم تعد بحوزتهم وشركات الإتصال لا تتحرى الدقة
أرقام مسجلة بأسماء لم تعد بحوزتهم وشركات الإتصال لا تتحرى الدقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

نصف المكالمات اليومية التي استقبلها ممن التقيت بهم كما يقولون لا تحمل تلك الأرقام اسماءهم بل أسماء اخرى.

عبدالناصر الهلالي

أنهى مكالمته بابتسامة عريضة قبل أن يباغته راكب على متن دراجة نارية ويخطف التلفون من يده ويذهب إلى المجهول. (ع,م) كان يسير بالشارع معتقدا أنه متجه صوب مبتغاه بأمان سرق التلفون وانتهى موضوعه في تلك اللحظات إلى الأبد هذا ما كان يعتقده صاحب التليفون غير أن السارق وسائق الدراجة النارية توجهوا إلى مكان آخر وارتكبوا جريمة القتل وبجانب الضحية تركوا الشريحة الخاصة بالتليفون المسروق وذهبوا.. كثيرا ما يحدث من هذه الجرائم وإلقاء التهمة على آخرين من خلال التليفونات المسروقة, ناهيك عن الإساءات التي يتعرض لها البعض من تليفونات الغير سواء كانت تلك الأجهزة مسروقة أو قام أصحابها ببيعها دون أن يدركوا أنه قد تستغل وتذهب التهمة لهم عشرات الأرقام إن لم تكن المئات منها مسجلة بأسماء أشخاص لم تعد تلك الأرقام بحوزتهم بعد أن كانت معهم في وقت ما.

ولم تعد المهمة صعبة لمن يستغل تلك الأرقام بأفعال إجرامية.. صار بوسع أي شخص يحصل على شريحة باسم شخص آخر ويظل يعبث بأمن الآخرين وراحتهم. رئيس قسم شرطة 26 سبتمبر غانم العصري يقول: تحدث سرقة تليفونات وهذا بشكل مستمر وتستغل هذه في أحداث مختلفة. لكن العصري قلل من اعتبار هذا الأمر كظاهرة كما يحدث في دول أخرى ويعتبر أن خاطفي التليفونات في الغالب يبيعونها. ويضيف في حالة التصرف بالشرائح في أعمال جنائية يتم معرفة أصحابها من خلال شركات الإتصال, برنامج يمن فون الذي يتم تحميله في التليفونات الحديثة يكشف عند إرسال المكالمات أو استقبالها عن الأسماء التي تحمل تلك الأرقام. نصف المكالمات اليومية التي استقبلها ممن التقيت بهم كما يقولون لا تحمل تلك الأرقام اسماءهم بل أسماء اخرى. شركات الإتصال كما هو معروف عبر وكلائها عند بيع الشرائح المخصصة للإتصال تبرم عقودا مع زبائنها يشترط فيها تسجيل (بطاقة الهوية أو الجواز) في العقد وطلب صورة من تلك الوثيقة غير أن شركات الإتصال نفسها عندما يهمل الزبون رقمه لفترة طويلة تبيع الرقم لشخص آخر بعقد جديد فيما يظل الرقم مسجلا باسم الشخص الأول كثيرون اشتكوا من هذه المشكلة التي قد تعرضهم يوما ما لمشاكل لم تكن بالحسبان. عبدالحكيم ظل يتلقى إساءات كثيرة من رقمين مختلفين لفترة طويلة كما يقول وهو يعاني من الإساءات اليومية التي تصله إلى رقمه.. عبدالحكيم كان يجهل كيفية التصرف وكل أمنيته أن يعرف صاحبا تلك الأرقام في نهاية المطاف عرف من خلال تساؤله مع آخرين أن الشركة بإمكانها كشف تلك الأرقام عبر برنامج يمن فون لكن صاحبا الرقمين نفيا أن تكون الأرقام معهما لأنهما كما يقولان تركاهما منذ سنوات والشركة تصرفت بهم. الشركة تتصرف بالأرقام دون تغيير الأسماء الأولى التي أبرمت معها العقود الأمر الذي يعرض أولئك الناس إلى مشاكل جمة لا تستبعد أن يكون القتل واردا في هكذا أمر. (ع.م) الذي خطف تليفونه لم يدرك مخاطر ذلك إلا بعد أن تم القبض عليه ومواجهته بتهمة القتل في قسم شرطة معين بأمانة العاصمة.. الرجل لم يقدم بلاغا إلى الشرطة يعلمهم بسرقة تليفونه بل أخبرهم حينها أن تليفونه سرق من قبل صاحب دراجة نارية وراكب بجانبه ظل الرجل في السجن لأسابيع حتى تم العثور على القتلة الحقيقيين. جرائم كثيرة من هذا النوع تمت والوسيلة هي التليفون عبر السرقة أو استغلال تليفونات الغير بسبب أخطاء شركات الإتصال في الأغلب. العصري رئيس قسم شرطة 26 سبتمبر يقول: إن الشركات توقف تلك الأرقام بتاريخ معين وتباع بعقد جديد. مسؤول أمني يؤكد أن هذا ما يجب فعله غير أن هذا الأمر لا يحدث إلا في النادر وتوجد شكاوى كثيرة من هذا النوع. ويقول: يتوجب على من إهمل رقمه التليفوني أو سرق تليفونه أن يقدم بلاغا بذلك حتى لا تترتب عليه أي مشكلة يرتكبها غيره.