الرئيسية - قضايا وناس - تزوج ثلاث نساء من أجل التسول وآخر يأتي بسيارة لنقل عدد من المتسولات مساء
تزوج ثلاث نساء من أجل التسول وآخر يأتي بسيارة لنقل عدد من المتسولات مساء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

من التسول إلى الجريمة شر لابد منه كانت تجلس على أحد أبواب المسجد من صلاة العصر حتى الانتهاء من صلاة العشاء.. عمل يومي في التسول ينتهي بقدر معقول من النقود.. (نأ) ليست بمفردها من تؤدي هذا العمل اليومي في شهر رمضان الفائت في الباب الثاني من مسجد الأسطى تجلس امرأة أخرى لنفس العمل وبذات الوقت الذي تجلس فيه (نأ). تبدو على الامرأتين مظاهر التعب وقلة الحيلة في هذا الخروج اليومي الإجباري كما تقول (نأ). وتضيف: أنا والمرأة التي في الباب الثاني زوجتان لرجل واحد وزوجة ثالثة تجلس على باب مسجد الشائف ثلاث زوجات لرجل واحد نجلس على أبواب المساجد في رمضان وغيره.. أيام كلها في التسول ومن توفر منهن حق القات واللحم ومصروف الجيب للزوج يكون ضيفا عندها ليلا. وتقول (نأ) التي يبدو على ملامح وجهها كره هذا العمل الذي أجبرت عليه.. هذا الرجل تزوجنا على شأن نتسول له. في المكان ذاته كانت تجلس امرأة أخرى بشكل يومي وفي ذات يوم رمضاني دفع الفضول إمام أحد المساجد بإيعاز لأشخاص بمتابعة المرأة بعد أن انتهت من الطقس اليومي للتسول تبين للأشخاص أن سيارة تقف بشارع النصر وهي محملة بنساء أخريات تنتظر المرأة.. المرأة تلك لم تعد إلى المسجد مجددا. الكثير من النساء المتسولات يتزوجن من أجل هذا الغرض يستغل الرجال تلك النسوة للجلوس في نواصي الشوارع وأبواب المساجد بحسب البحث الجنائي. ذات صباح خرجت باكرا إلى التحرير ورأيت سيارة نوع دباب صغير مكشوف يوزع نساء على أزقة التحرير وآخر امرأة نزلت أمام مدرسة جمال عبدالناصر وبعد أن ذهب الدباب جلست المرأة لعملها اليومي حتى يحل المساء. تحقيق استقصائي نشر في المصدر أونلاين في بداية شهر ديسمبر العام الفائت عن عصابة التسول أثبت أن شبكات منظمة تدير عمل التسول في اليمن.. البحث الجنائي أكد أن هناك شبكات تدير المجموعات التي تعمل في التسول ومن بين تلك المجموعات نساء. العقيد محمد الصباري مدير التوجيه والعلاقات العامة بالبحث الجنائي يقول: توجد شبكات تدير المتسولين في المدن اليمنية ويضيف: بعض الأسر تدفع بأطفالها ذكوراٍ وإناثاٍ إلى التسول نظير رواتب زهيدة تتقاضاها من تلك الشبكات. تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تؤكد أن عدد المتسولات في المدن اليمنية 200 ألف امرأة وهذه آخر إحصائية تتضمنها تلك التقارير التقارير ذاتها قالت إن 30 ألف طفل يعملون في التسول 2.5% إناث. (نأ) التي أمضت سنوات في التسول تحت ضغط الزوج تقول: الكثير من النساء يعملن بالتسول لصالح أزواجهن. زوج هذه المرأة موظف بعمل حكومي غير أن راتبه لا يكفي لمصاريف الشهر فعمل على تكوين شبكة متسولات بعد أن تزوج بهن لا فرق هنا بين من يدير شبكات للتسول من الزوجات أو من نسوة لا يعرفهن لأن الغرض واحد كما يقول الصباري. ويضيف هذا يعد استغلالا للنساء في عمل بالإكراه تحت ضغط الفقر والحاجة. ويشير تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن 40% من سكان اليمن تحت خط الفقر الأمر الذي يدفع بالكثير من الأسر إلى الدفع بالنساء واستغلالهن بالتسول إلى جانب الأطفال من النوعين. وتشير تلك التقارير أن نسبة التسول ارتفعت في الأعوام الأخيرة عند الأسر التي تدفع بجزء من أفرادها إلى 53.1% بعد أن كانت في أعوام سابقة 43.8%. ويصل عدد أفراد الأسرة اليمنية في الحد الأدنى من (8-5) أفراد وتبلغ نسبة النمو السكاني في المدن اليمنية الرئيسية سنويا 5%. هذا التزايد السكاني وسع دائرة الفقر ودفع بالكثير من الأسر اليمنية إلى ممارسة التسول عبر الاتفاق مع شبكات لإدارة هذا العمل جماعيا.. الفقر جعل الآباء يدفعون بأبنائهم والزيجات إلى ممارسة هكذا عمل غير أن مصدراٍ في البحث الجنائي يؤكد أن النساء اللواتي يعملن في التسول يستغللن في الغالب من قبل عصابات منظمة لأعمال أخرى كالسرقة. ويسرد لنا الصباري قصة عن إحدى النساء التي اختطفت طفلة نظير مبلغ من المال وعندما لم يف الرجل الذي اتفق معها بدفع المبلغ المتفق عليه أعادت الطفلة إلى نفس المكان الذي اختطفتها منه.. المرأة كانت تعمل في التسول بجولة سبأ لفترة طويلة. حالات مماثلة تنتقل من عمل التسول إلى السرقة حسب طلب العصابة التي تدير عملا كهذا. خطيب وإمام أحد مساجد أمانة العاصمة يلقي محاضرات على السجناء والسجينات في السجون اليمنية أكد أن الكثير من النسوة اللاتي كن يعملن بالتسول انتهى بهن الأمر إلى السرقة. ويقول: النساء اللاتي في السجون ممن كن يعملن في التسول انتهى بهن الأمر إلى السرقة ومن ثم إلى السجون. هيئة مكافحة التسول تغرم المتسول في حالة القبض سواءٍ كان رجلاٍ أو امرأة (15) ألف ريال مقابل الإفراج عنه أو عنها. بعض النسوة اللاتي وقعن في فبضة مكافحة التسول اشتكين من ممارسات غير أخلاقية من قبل بعض العاملين فيها ما يجعل الكثير منهن يتعرضن للذل والمهانة من الأزواج والناس في الشارع والجهة المعنية بمكافحة التسول.. الجميع بنظرهن متساوون في الوحشية إزاء المرأة التي دفع بها الفقر إلى التسول.