الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير
المرء يكون عبداٍ لإبليس اللعين وأسيراٍ للشيطان الرجيم في أفعاله وشروره عندما يبتعد غالبا عن طريق الله ولا يمتلك أي قدر من الوازع الديني بداخله الذي يقيه من وسوسة الشيطان له وسيطرته عليه ودفعه إلى ما لا يحمد عقباه دون أن يدري أو يستدرك ما فعله إلا بعد وقوع الواقعة. وهذا ما حصل في الجريمة التي نحن بصدد استعراض أحداثها في هذه التناولة والتي فقد خلالها أطرافها سيطرتهم على أنفسهم وأعصابهم بفعل استسلامهم لدغدغة إبليس اللعين وتأثيره عليهم لتنتهي الحال بهم إلى الوقوع في المصيدة وارتكابهم للجريمة هذه التي سقط ضحيتها قتيلان أزهقت روحيهما بلا ذنب ولا معنى .. وها هي التفاصيل والوقائع من بدايتها: السابعة من مساء الخميس كانت الساعة عندما وصل البلاغ هاتفيا من عمليات أمن العاصمة صنعاء إلى مركز الشهيد حميد بن حسين الأحمر في الجزء الشمالي الشرقي في حي الحصبة بالأمانة والبلاغ عن وجود إطلاق نار كثيف في ساحة فرزة منطقة الحصبة وإصابة بعض الأشخاص هناك أثناء ذلك وعليهم بالمركز التحرك الفوري إلى الساحة للتأكد ولعمل إجراءاتهم بحسب الحالة. فانتقلوا من المركز مسرعين عقب هذا البلاغ إلى ساحة فرزة الباصات بالحصبة وفي مقدمتهم مدير المركز الرائد علي العدلة ومعه الرائد محمد منصور رئيس مكتب البحث ومجموعة من الأفراد “الجنود” الذين يتواجدون على مدار الساعة بالمركز ولا يذهبون إلى بيوتهم إلا بين فترة وفترة حيث وجدوا هناك عند وصولهم بعض المواطنين المتجمعين في المكان وهم من البائعين المتجولين وأصحاب الباصات والبسطات والعربيات ومن المارين وهؤلاء كانوا متحلقين حول ثلاثة أشخاص مصابين كل منهم في بقعة مرتم على الأرض وهو مصاب بطلقة أو طلقات نارية وحوله البعض من المتجمعين المتحلقين الأول والثاني إصابة كل واحد منهما كانت خطيرة وحالته ميئوسة بينما الثالث منهم كانت الطلقة النارية التي أصيب بها في رجله وليس في مكان حساس أو قاتل.. وثلاثتهم كانوا في عمر الشباب وأعمارهم تقدر ما بين الـ15-25 عاماٍ كما وجدوا على بعد أمتار وفي الطرف الشرقي الجنوبي من الساحة مجموعة من المواطنين وهم حشد آخر كانوا متحلقين أو مطوقين على ثلاثة أشخاص غير الأشخاص المصابين السابقين وهؤلاء وحسب ما قالوا لهم عنهم بأنهم من الأطراف المشاركين في الفتنة أو باطلاق النار أحدهم كان صاحب سيارة تاكسي.. وقد سارع رجال شرطة المركز أثناءها إلى وضع قبضتهم على أولئك الأشخاص الثلاثة وكذلك قاموا بنقل الثلاثة المصابين وإسعافهم إلى مستشفى الشرطة كونه الأقرب في المنطقة .. غير أنهم حين إيصالهم للمصابين إلى المستشفى حدث أن الشخصين منهم واللذين حالة كل منهما كانت خطيرة مالبثا أن فارقا الحياة متأثرين بالطلقات النارية التي بهما وأحيلت جثتاهما لإيداعهما بثلاجة المستشفى.. في حين الثالث تم رقوده رهن المعالجة. وهنا تحولت الحالة من قضية إطلاق نار إلى واقعة قتل وجريمة جنائية جسيمة من الدرجة الأولى ضحاياها شخصان قتيلان وشخص ثالث حياته لم تزل بين يدي الله. ولم يتأخر رجال المركز أمام هذا التطور للقضية ولكنهم بادروا بالإجراءات الأولية والمتبعة في جرائم القتل ومنها إبلاغ العمليات وطلب مختصي الأدلة الجنائية للمعاينة الفنية والتصوير الجنائي للجثتين ومسرح الواقعة ثم فتح المحاضر مع الأشخاص المضبوطين والذي قيل أنهم من الأطراف وجمع الإفادات والمعلومات حول الواقعة وملابساتها من خلال سؤال كل من توجد في مكان الجريمة وشاهد مجريات وقوعها. ومع أن الوقت كان ليلاٍ والأجواء في حي الحصبة وساحة الفرزة لم تزل لها وضعية خاصة وحساسة بسبب الأحداث التي تعرضت لها فيما مضى ولا يخلو العمل بنطاقها من المغامرة والمجازفة وبالأخص أثناء الليل إلا أن مدير مركز الشهيد الأحمر ومن معه كانوا من الرجال الذين لا يعرفون الخوف ولا يؤجلون عمل الساعة للغد ويقدسون واجبهم في أي وقت حتى لو كانت ثمة مخاطرة.. وهذا ما جسدوه كحقيقة فعلية وعلى أرض الواقع من خلال اجتهادهم واستمرارهم في مهمتهم تجاه الواقعة دون توقف. فلقد مكثوا في المتابعة والتحقيقات وفتح المحاضر لجمع المعلومات والاستطلاعات طوال الليل وحتى قبل ظهر اليوم التالي والذي فقط حينها استطاعوا تنفس الصعداء وتمكنوا من كشف وإثبات كل ما يتعلق بالجريمة وملابساتها وحقائقها واستيفاء أوراق ملفها ليغدو الملف آنئذ مستكملاٍ وجاهزاٍ لإحالته مع المتهمين أو الأطراف المضبوطين على ذمة الواقعة وكقضية مثبتة إلى الجهة المختصة.. وكان مما اتضح وخلصت إليه التحقيقات والاعترافات ومحاضر جمع الاستدلالات كحصيلة نهائية لوقائع الجريمة وحقائقها وبدايتها ونهايتها أنه في مساء الواقعة وبالتحديد وقت المغرب وصل أحد الأشخاص إلى ساحة فرزة الحصبة وهذا الشخص يدعى مطالب وهو شاب عمره 23 عاماٍ من أبناء إحدى المحافظات ويمثل الطرف الأول والذي جاء بغرض مقاضاته لشاب آخر عمره ليس أكثر من 26 عاماٍ ويدعى ملاطف ويعمل بائعاٍ صغيرا “صاحب بسطة” في الساحة ويمثل الطرف الثاني وقد أتى الأول إليه لمقاضاته أو مطالبته بمبلغ خمسة آلاف ريال من حال مبلغ وقدره ثلاثة عشر ألف ريال عنده له بقية قيمة بضاعة بطاريات تليفونات سبق وأن باعها له قبل بضعة أيام وعلى نظام الأجل والتقسيط الذي يتعامل به البعض من تجار الجملة مع بائعي التجزئة الأصغر.. ولما طلب المدعو مطالب من المدعو ملاطف: أن يعطيه مبلغ 5000 ريال من المبلغ المتبقي لديه له رد عليه الأخير ملاطف .. بأنه لا يوجد معه المبلغ المطلوب ولكن بإمكانه إعطاؤه ما توفر لديه وهو مبلغ ألف وتسعمائة ريال والذي استطاع البيع به حتى اللحظة .. فرفض المدعو مطالب وقال: لن آخذ منك إلا مبلغ خمسة آلاف ريال كاملاٍ لا ينقص منه ريال واحد وهو من حقي ..!¿ فكرر المدعو ملاطف رده عليه قائلاٍ: قلت لك أنه لا يوجد معي سوى مبلغ الـ”1900″ ريال وسوف أعطيك إلى جانبه جهاز تليفون جوال وبما يكمل بقية المبلغ الذي لك عندي. فانفعل الطرف الأول رافعاٍ نبرة صوته بالقول: ألم تفهم . أنا لن أقبل بنقص ريال واحد من الـ”5000″ ريال وعليك أن تدبره وتعطيني إياه.. وإلا… فقام المدعو ملاطف مضطراٍ إلى أحد أصدقائه من البائعين المجاورين وأخذ منه مبلغ ألف ومائة ريال إضافة إلى المبلغ الـ1900 ريال الذي معه ليكمل ثلاثة آلاف ريال وأعطى المبلغ مع جهاز التليفون للمدعو مطالب ولكن هذا رفض أخذهما وقال: لن آخذ إلا كما طلبت مبلغ خمسة آلاف ريال وإلا سيكون يوم جن… وظل مصراٍ على ذلك دون تراجع .. فبدت الحيرة على المدعو ملاطف وظهر كأنه بدا على وشك الانفعال والانفجار هو الآخر ثم قال: ليس معي إلا ما هو موجود فإذا أردت أخذ التليفون ومبلغ الـ3000 ريال فخذهما وإذا لم ترد فأنت حر وافعل ما في رأسك…!¿ فتزايد غضب المدعو مطالب عندما سمع ذلك ثم تطاول الكلام بينهما أثناءها حتى أوشكا على الاشتباك مع بعضهما.. ثم ابتعد المدعو مطالب قليلاٍ وقام بالاتصال بأحد إخوانه قائلاٍ له: أن يحضر إليه بسرعة ويحضر معه من أمكن من الأصدقاء.. لأن لديه مشكلة مع الشخص الذي عنده نقود له بقية ثمن البطاريات التي سبق بيعها منه وأن هذا الشخص يرفض إعطاءه المبلغ المطلوب منه من حال ما عنده بل ويتحداه…. فحضر أخوه والذي كان يدعى ناصر كما أحضر معه شخصاٍ آخر برفقته… واستفحل الكلام بعد ذلك بين هؤلاء الثلاثة كطرف والمدعو ملاطف كطرف آخر وتفاقم الكلام بينهم إلى أن وصل للاشتباك بالأيدي واللكم والضرب مع بعضهم وخلال ذلك رأى المدعو ملاطف كونه لوحده وهم ثلاثة عليه أنه سيكون المضروب وسيكون تحت أقدامهم فسارع إلى إخراج جنبيته التي بحوزته وإشهارها عليهم حتى تمكن من الانفلات منهم والابتعاد عنهم قليلاٍ.. وفي هذه اللحظة وصل شخص في يده عصا “صميل” وهو من جماعة المدعو ملاطف انضم إلى جانبه وحمل هذا مباشرة يريد ضرب المدعو مطالب بالصميل الذي معه.. غير أن المدعو مطالب هرب منه بضع خطوات وأسرع إلى إخراج جنبيته وأشهرها بدوره متقدماٍ نحو صاحب العصا يريد طعنه فهرب منه الأخير باتجاه جولة الحباري ولحقه شخص آخر من جماعة المدعو مطالب… بينما التفت هذا واستأنف الاشتباك مع خصمه المدعو ملاطف… وأثناء ذلك كان البدء بإطلاق النار من جهات مختلفة في المكان والساحة ومن قبل أشخاص غير محددين تابعين للطرفين وكان الليل وقتها قد بدأ يخيم بظلامه على الأرجاء وكذلك الكهرباء لم تبخل في الحين نفسه ولم تقصر فقد سارعت هي الأخرى ومن بداية الفتنة بعد المغرب إلى إطفاء تيارها وأنوارها في المنطقة ومحيطها لينتشر سواد الليل في الأجواء كاملة فتصعب الرؤية وترتفع أصوات الصياح والضجيج والغوغاء للناس وأصحاب الباصات والعربيات والبسطات المتواجدين في الساحة والمارين منها بعد سماعهم لأصوات الرصاص ومحاولة الغالبية منهم الهروب من المكان وإنقاذ أنفسهم في تلك الأثناء خوفا من الطلقات النارية التي تزايدت حدتها ولم يعد يسمع إلا أصوات أزيزها وعمت حالات الفوضى والهلع والرعب لدى كل من كان في الساحة بلا تمييز.. وحدث وقتها أن أصيب الشخصان المجني عليهما (القتيلان) واللذان كان أحدهما طالبا في المرحلة الثانوية وعمره 20 عاما واسمه عبده والثاني مجرد عامل ورب أسرة أب لطفلين اسمه حافظ وعمره 25 عاما وكلاهما ليسا طرفا في الخلاف ولا الواقعة وليست لأي منهما علاقة ولا معرفة بأي من الطرفين المتنازعين وإنما كانا يطلبان الله ويسعيان لكسب رزقيهما في المكان مثلهما مثل البائعين المتجولين وأصحاب العربيات والبسطات بالساحة.. وكذلك كان حال المصاب الثالث وهو صبي صغير عمره بالكاد 15عاما واسمه أمين والذي أصيب برصاصة في رجله اليمني وهذا كان ضحية على الطريق أيضا وليست له علاقة بأي طرف ولا بشيء.
وهكذا حدثت الواقعة ونسأل الله السلامة لنا ولأولادنا وشبابنا جميعا كما نسأله تعالى أن ينعم علينا بحسن الأخلاق وصواب العقول وضبط الأعصاب والصبر عند الغضب والشدائد ونسأله الهداية لكل ضال إنه نعم الهادي ونعم المجيب.. والتحية لكل رجال الشرطة المخلصين في مواقع الشرف وأينما كانوا. في عدد الأحد القادم بمشيئة الله تعالى مع نشر أغرب وأفظع جريمة وإلى اللقاء