الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير
حولـه العابثـون للتسليــة والإزعـاج 2.3 مليون مكالمة في العام وخمسة آلاف في اليوم العقيد الأفقي: ترتفع نسبة المكالمات العبثية عند تنفيذ حملة توعية بأهمية الرقم وكأنها ردة فعل 90% من المكالمات الواردة عبثية والنساء أكثر المتصلين موظفون: نعاني من ضعف السمع والاتصالات غير اللائقة العقيد زبارة: الأفراد المكلفون بالرد على المكالمات بحاجة لتأهيل نفسي للتعامل مع المتصلين
يعاني الجندي عادل حسن الهاملي 40 عاما من ضعف في السمع والناتج عن كثافة وارتفاع المكالمات التي كان يستقبلها عبر غرفة عمليات شرطة الأمانة على الرقم 199 والتي تقارب الـ5 آلاف مكالمة خلال اليوم الواحد. ورغم التدهور الذي لحق ولا يزال مستمراٍ بحالة السمع لدى عادل الهاملي أحد العاملين بعمليات أمن الأمانة إلا أنه لا يزال يتردد إلى عمله الذي انتسب إليه قبل 20 عاماٍ. يعيش الهاملي حالة نفسية صعبة وتدهوراٍ صحياٍ أبرزها انخفاض نسبة السمع وارتفاع الضغط الناتج عن المكالمات العبثية التي يستفز المتصل من خلالها بالعامل بألفاظ سيئة. يناوب الهاملي 24 ساعة في غرفة العمليات كل خمسة أيام إلا أن الأيام الأربعة المخصصة للاستراحة لا تخلو من الإرهاق الذي أوصل الرجل إلى الاستيقاظ من النوم وهو يردد “ألو.. ألو”. يقول الهاملي: وزارة الداخلية لا تهتم بحالتنا الصحية ولا ترعانا رغم ما نبذله من جهد في عملنا وكل الأشعات والأدوية التي أشتريها لأذني على حسابي الخاص ومن مستشفيات خاصة كون مستشفى الشرطة النموذجية لا يوجد فيها أجهزة متخصصة ولا فحص دوري للأذن والحنجرة”. يعتبر الرقم 199 الرقم الخاص بالشرطة والمجاني ببلاغات وشكوى المواطنين في الإبلاغ عن أي حادث جنائي أو أمني يمكن من خلاله رجال الشرطة ولانتقال السريع إلى مكان الحادث وإنقاذ أي مواطن قد يكون تحت الخطر.. الرقم يستقبل شكاوى وبلاغات كل المواطنين المتصلين إليه في أي وقت وفي أي لحظة قبل وقوع أو أثناء أو بعد الجريمة ولهذا الرقم غرف عمليات خاصة بكل محافظات الجمهورية كل محافظة تستقبل البلاغات القادمة من نطاقها إلا أن بعض شركات الاتصالات لم تنجح في برمجة أنظمتها حتى تصل المكالمات أو البلاغات إلى غرفة العمليات الواقعة بالمحافظة والتي يتم الإبلاغ منها مما يؤدي إلى إرباك غرفة عمليات شرطة أمانة العاصمة الغرفة المركزية أو الرئيسية لاستقبال البلاغات والاستفسارات ويتسبب أيضاٍ بازدحام المتصلين وإزعاج وإلهاء رجال أمن الأمانة عن عملهم الحقيقي. يقول أحد المشرفين بغرفة القيادة والسيطرة بشرطة الأمانة المساعد عارف الكدهي: عدم فهم وجهل المواطنين لأهمية الرقم 199 وما يمكن أن يقدمه لهم من خدمات يسبب لنا الكثير من الإزعاج ويجعلنا نبذل جهداٍ ذهنياٍ أكبر من طاقتنا كون النوبة الواحدة تعمل لمدة 24 ساعة وتستريح بعدها أربعة أيام متتالية إلا أنها لا تكفي لإراحة عقولنا وأذهاننا نظراٍ لعدد المكالمات التي نستقبلها وكذا الألفاظ السيئة التي نسمعها من المتصلين العابثين بهذه الخدمة كونها مجانية. (199) هو الرقم الوحيد الذي يتعامل معه المواطن عند وقوعهم في مأزق فهم يعتبرون هذا الرقم الخاص بالشرطة يمثل الحكومة بأكملها فأكثر المكالمات الواردة على هذا الرقم تتضمن استفسارات خارجة عن إطار مهمته مثل الاستعلام عن وزارة الكهرباء أو الاتصالات وغيرها من المنشآت الخدمية كما يقول المساعد الكدهي والذي أكد أن هذا الأمر يسبب لهم الكثير من المشاكل في قيامهم بواجبهم مشيراٍ إلى أنهم لا يعانون من المكالمات الخاصة بالاستعلامات فحسب وإنما من الاتصالات العبثية والتي تأخذ حيزاٍ كبيراٍ يصل إلى 90% من إجمالي المكالمات الواردة إليهم والتي تسببت بمشاكل في السمع للكثير من العاملين في الغرفة. ولا تقتصر معانات العاملين بعمليات شرطة أمانة العاصمة من المكالمات العبثية والبلاغات الكاذبة والكيدية وكذا مكالمات الاستعلامات فحسب وإنما من الأجواء التي تحيط بهم في تلك الغرفة التي يوجد بداخلها 15 كبينة يعمل فيها أكثر من 120 فرداٍ على نظام النوبة بمعنى أن كل يوم مجموعة يصل عددها ما بين 22 إلى 25 فردا من الأمن يتوزعون بين إداريين ومشرفين وسائقين وفراشين وطباخين. وفي السياق ذاته كشف مدير إدارة القيادة والسيطرة “العمليات سابقاٍ” بشرطة أمانة العاصمة عن عدد المكالمات التي تستقبلها غرفة عمليات أمن الأمانة خلال اليوم الواحد والتي تصل ما بين 4 إلى 5 آلاف مكالمة 90% منها عبثية و5% بلاغات جنائية معظمها حقيقية و5% مكالمات استفسارية واستعلامية.. مشيراٍ إلى أن عمليات شرطة الأمانة استقبلت خلال الفترة نوفمبر/2012م ونوفمبر/2013م أكثر من مليونين و300 مكالمة. وأرجع العقيد عبدالوهاب زبارة سبب ارتفاع نسبة المكالمات العبثية التي يستقبلونها إلى الفراغ الذي يعيشه المواطنون وبعض الشباب والشابات بالإضافة إلى مجانية الرقم وانعدام الوعي لديهم بقيمة وأهمية هذا الرقم وما يمكن أن يقدمه من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وكذلك عدم ضبط شركات الاتصالات لشبكاتها وانضمتها بحيث أن تصل المكالمة للغرفة الواقعة بنطاق البلاغ من هذه الشركات شركتي «سبأ فون وأم تي ان» منوها بأن أكثر المكالمات العبثية تكون مصدرها أو المتصل من العنصر النسائي وتأتي بوقت متأخر من الليل. وعن الإجراءات التي تقوم بها إدارة غرفة العمليات ضد أصحاب البلاغات العبثية والكاذبة يقول العقيد زبارة: بفضل أجهزة التكنولوجيا الحديثة نقوم بحضر ووضع أي رقم يقدم لنا بلاغاٍ كاذباٍ في القائمة السوداء وخاصة إذا تكرر منه مكالمات عبثية إلا أن انخفاض ورخص قيمة بطائق الاتصال تدفع المواطنين إلى اقتناء أكثر من شريحة اتصال ليتم إزعاجنا من خلالها بينما البلاغات التي تتأكد لنا أنها كاذبة وكيدية بعد أن نتعامل معها بجدية نتابعها ونقوم بإحالة المتصل أو المبلغ صاحب الرقم بعد جمع بياناته إلى النيابة العامة للأمن والبحث التابعة للإدارة العامة للبحث الجنائي. هذه الأعمال تخلق أضراراٍ كثيرة على إدارة العمليات إذ أنها تبعدها عن العمل الأساسي لها الذي هو خدمة المواطن فبسببها يقع أي متصل أو مستنجد أن في قائمة الانتظار لدقائق نظراٍ لازدحام وانشغال الخطوط بالإضافة إلى إرهاق العاملين الذين يضطرون إلى بذل جهود أكثر من طاقتهم مما يسبب لهم ذلك إرهاقاٍ جسدياٍ وذهنياٍ ونفسياٍ بحسب العقيد زبارة. وشدد العقيد زبارة على ضرورة تدريب وتأهيل أفراد إدارة العمليات- بمن فيهم هو- نفسياٍ واجتماعياٍ من قبل دكاترة وعلماء متخصصين في علم النفس والاجتماع بحيث يمكنهم التدريب في الدعم النفسي وتقبل العمل وأيضاٍ معرفة جدية البلاغ ومصداقيته من عدمه وكذا حالة المبلغ أو المتصل النفسية ومقياس وعي المتصل وتحديد نوع البلاغ إن كان جنائياٍ أو استغاثياٍ.. منوهاٍ بأنه عازم على تقديم هذا الاقتراح إلى قيادة أمن العاصمة كي يتم العمل به خلال الأيام القادمة. توعية المواطن بعمل ومهام الرقم «199» يعتبر الحل الرئيسي والأساسي لإنهاء فوضى الإزعاج الذي يتحمل نتائجه العاملون بغرفة العمليات- كما يقول العقيد زبارة- والذي شدد على ضرورة أن تقوم وزارة التربية والتعليم بنشر الوعي حول رقم الشرطة بين أوساط صفوف المدارس كون الطلاب يأخذون نسبة كبيرة في المكالمات العبثية التي تصلنا وكذلك الأسرة على عاتقها مهام تربية وتوعية أبنائها بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة. من جانبه أشار مدير عام إدارة التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بأمن الأمانة العقيد أحمد الأفقي إلى أن الإدارة العامة لشرطة أمانة العاصمة نفذت العديد من حملات التوعية استهدفت المواطنين ورجال الشرطة من خلال النزول الميداني تهدف إلى التعريف بأهمية الرقم «199» والأضرار التي تتسبب بها الاتصالات العبثية والتي تعمل على ضياع أوقات رجال الشرطة وإبعادهم عن عملهم الرئيسي في استقبال البلاغات والتواصل مع الوحدات والمناطق والأقسام الأمنية. ولا يتفق العقيد الأفقي مع من يعتبر التوعية الحل الرئيسي والأساسي لإنهاء المشكلة حيث قال: أعتقد أن التوعية ليست الحل الجذري لتغليب المكالمات العبثية لأنه من الملاحظ أن هذه الاتصالات ترتفع نسبتها عند نزول وبعد أي حملة خاصة بالرقم «199» وكأنها ردة فعل من المواطنين لافتاٍ إلى أن لديهم برنامجاٍ أمنياٍ يومياٍ يقدم على إذاعة صنعاء وفيه ومن خلاله يتم توعية المواطنين بأهمية هذا الرقم. واعتبر العقيد الأفقي حظر الأرقام التي تتكرر منها المكالمات العبثية عبر النظام الجديد الذي تم إدخاله للعمليات الحل الأساسي والرئيسي لإنهاء المشكلة.