الرئيسية - قضايا وناس - العصابة.. والقاتل المجهول.. !¿
العصابة.. والقاتل المجهول.. !¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

القضية هذه فيها أكثر من جريمة في آن واحد… فيها القتل.. السرقة.. النهب.. استخدام السلاح بمختلف أنواعه للاعتداء على الآخرين بما في ذلك القنابل.. كما أن الجاني ليس شخصاٍ واحداٍ وإنما عدة أشخاص ومن مناطق ومحافظات مختلفة وقد جمعتهم النزعة الانحرافية والإجرامية والتي تبدأ عادة بالإعزاء الواهم وتنتهي بصاحبها آخر المطاف بالسقوط في الهاوية السحيقة وهي النهاية الحتمية لكل من يضل عن الطريق القويم وكما هو حال المتهمين “الجناة” في هذه القضية الذين انتهى بهم قطار الرحلة إلى الضياع والوقوع في المصيدة أو في قبضة رجال العدالة كمحطة أخيرة.. وها هي الوقائع والتفاصيل من البداية. عدة بلاغات متواترة ومتفرقة وصلت إلى عديد من مراكز الشرطة وبعض الجهات الأمنية في العاصمة صنعاء وكذا في محافظات أخرى بالجمهورية اليمنية… وهذه البلاغات عن حدوث سرقات واعتداءات وتقطع ونهب لسيارات مواطنين عن طريق استخدام القوة والعنف ومن قبل أشخاص مجهولين لم تتوفر عنهم سوى أوصاف البعض منهم والتي تضمنتها بعض تلك البلاغات من المواطنين المجني عليهم “الضحايا”.. ومن هذه البلاغات التي وصلت إلى مركز شرطة الحصبة والذي صادف أن أغلب حوادث السرقة والنهب ارتكبت في نطاق اختصاصه.. إضافة إلى واقعة القتل والتي حدثت على إثر رمي قنبلة يدوية من قبل مجهولين على محل لبيع أدوات منزلية في سوق الروني الكائن بنطاق اختصاص مركز شرطة الشهيد الأحمر شرق شمال منطقة الحصبة ومقتل صاحب المحل خلال الجريمة المذكورة فكان عقب البلاغات تلك ومن أول بلاغ أن تحرك رجال مركز شرطة الحصبة وفي مقدمتهم مدير المركز الرائد ماجد القايفي الذي تولى قيادة عملية المتابعة بشخصه ويعد بحسب شهادات العديد من المواطنين والأفراد عنه من المتحمسين والنشيطين في أداء الواجب ومعه نائبه ورئيس مكتب البحث ومجموعة من الأفراد والمساعدين بالمركز والذين شكلوا فريق عمل واحد متكامل وانطلقوا للمتابعة والتحري والبحث من خلال التركيز على الأشخاص المشتبهين وأرباب السوابق في نطاق اختصاص المركز وكذلك على أوصاف الأشخاص الذين وردت وتضمنتها بعض البلاغات عنهم بأنهم الجناة أو المشتبه بهم. حيث انتشر رجال الفريق وتوزعوا في أحياء وشوارع منطقة الحصبة ومحيطها يجمعون التحريات ويتقصون الآثار يبحثون عن أي شخص مشتبه بحمل نفس الأوصاف مواصلين في ذلك الليل والنهار ومجتهدين اجتهاد الوحوش بلا كلل أو ملل وبلا توقف حتى توصلوا في نهاية الأمر وبعد جهود مضنية ويأس وإرهاق وكذا مغامرات لا تخلو من خطورة فعلية نظراٍ لحساسية واختلاف الأجواء بمنطقة الحصبة إلى الاشتباه في عدد من الأشخاص الذين كانت لهم ذات الأوصاف أو بعضها ومنهم ثلاثة أشخاص كانوا الأكثر من انطبقت عليهم الأوصاف للمجهولين المطلوبين أحد هؤلاء الثلاثة يدعى ابن عبده والآخر ابن زيد والثالث ابن سرو وهم من إحدى المناطق بمحافظة المحويت.. وقد تمكنوا من القبض عليهم وأوصلوهم للمركز ثم باشروا مع كل منهم عملية الاستنطاق وفتح المحاضر في مساء اليوم نفسه الذي تم ضبطهم فيه. وكان مما اتضح بعد الاستنطاق وإجراء التحقيقات أن الأشخاص الثلاثة المشار إليهم ليسوا سوى بعض من مجموعة يشكلون مع أشخاص آخرين عصابة كبيرة ومتشعبة خطيرة لسرقة ونهب السيارات باستخدام السلاح والقوة في العاصمة صنعاء وخارجها. ولقد حرص مدير المركز ومن معه قبل ذلك وكأهم خطوة لهم عقب ضبط المتهمين المذكورين واحتجازهم بالمركز على المبادرة إلى التواصل مع أصحاب البلاغات من المجني عليهم “الضحايا” الذين سبق وتعرضوا للتقطع أو للاعتداء والسرقة والنهب في نطاق منطقة الحصبة وسجلوا بلاغاتهم بالمركز وتم استدعاؤهم للحضور بغرض رؤيتهم للأشخاص المضبوطين والتعرف عليهم ثم عند حضور هؤلاء “أصحاب البلاغات” قاموا في المركز بعرض المتهمين عليهم بين مجموعة من الأشخاص للتعرف عليهم فتعرفوا على كل من المتهمين الثلاثة وبشكل مباشر دون الأشخاص الآخرين المعروضين بينهم. كما أظهرت التحقيقات ومن خلال التوسع في جمع المعلومات ومحاضر الاستدلالات ثم الاعترافات بما يثبت أن أحد المتهمين المضبوطين وهو المدعو ابن عبده نفسه المتهم الجاني المجهول في جريمة رمي القنبلة على محل بيع الأدوات المنزلية بسوق الروني ومقتل صاحب المحل في الواقعة والمبلغ عنها مسبقاٍ وفي حينه لدى مركز الشهيد الأحمر والجريمة هذه بحسب اعتراف المتهم ابن عبده الجاني ارتكبت بسبب خلاف نشب بين والد المتهم ومعه نسيب صهر متهم آخر وبين سائق باص صغير عليه لواصف لعالم العسل والواقع جوار محل المجني عليه “القتيل” والجريمة من يومها كانت رهن البحث والتحري لدى مركز الشهيد الأحمر حتى تم ضبط الجاني مع الآخرين “رفاقه” واعترافه بالجريمة في مركز الحصبة.. وكذلك كشفت الإفادات والتحريات أن أحد أفراد العصابة ويدعى ابن إبراهيم تم القبض عليه من قبل المباحث العسكرية على إثر ارتكابه لجريمة سرقة سيارة تابعة لضابط عسكري في محافظة المحويت والمتهم المشار إليه محتجز ورهن التحقيق لدى المباحث العسكرية على ذمة سرقة السيارة… يضاف إلى ذلك أن المتهم ابن إبراهيم مشترك مع المتهم الأول المدعو ابن عبده وأشخاص آخرين من أفراد العصابة في سرقة ونهب العديد من السيارات التابعة لمواطنين ضحايا وبيع هذه السيارات لشخص يسكن بمحافظة مارب ويتعامل مع السيارات المسروقة بكل أنواعها وهو شريك للعصابة ومن ضمن أفرادها باعتباره المستقبل والمشتري.. وأيضا تبين من الاعترافات والتحقيقات بأن ثمة أشخاصاٍ غير المضبوطين ينتمون لهذه العصابة المسلحة وأن أفرادها وعلى رأسهم المدعو ابن عبده وشركاء له من العصابة هم وراء جميع أو معظم سرقات ونهب السيارات المبلغ عنها سلفاٍ الجهات الأمنية ومراكز الشرطة ومنها مركز شرطة الحصبة وأن أغلب السيارات المسروقة والمنهوبة كانت أجرة تاكسي ولمواطنين يشتغلون عليها لإعالة أسرهم والعديد منهم لم يكن لهم مصدر معيشة سوى تلك السيارات التي نهبت عليهم ووجدوا أنفسهم بعدها في الشارع ضائعين تائهين وأفراد العصابة أخذوها منهم نهباٍ بعد الاعتداء عليهم وبالقوة. كما أبانت محاضر جمع الاستدلالات الكثير مما يتعلق بأعمال العصابة وعملياتها التي قام أفرادها بارتكابها ومنها ما كان بمثابة المغامرات والتكتيكات الشبيهة بأفلام العصابات السينمائية الغربية والهندية المخيفة والمجسدة للخطر الذي ينعكس بشكل أو بآخر على أمن المجتمع وأفراده ككل. وهناك مما ظهر وتكشف من الحقائق بالإضافة إلى ذلك ما هو أكثر غرابة ومما يثير الشئون والشجون ويبعث على الرعب ويجعل النفوس تشك وتفقد الثقة في الآخرين وفي كل من حولها. وقد تضاعف حماس فريق شرطة المركز بعد اتضاح كل هذا وما سبق حول العصابة وعملياتها وقاموا بالتخاطب السريع وعن طريق القنوات الأمنية الرسمية إدارة أمن منطقة الثورة وإدارة أمن العاصمة صنعاء مع المباحث العسكرية لطلب المتهم المدعو ابن إبراهيم المضبوط والمحتجز لديها من أجل استيفاء محاضر جمع الاستدلالات معه في قضايا نهب وبيع السيارات المتهم بها بالاشتراك مع أفراد العصابة. وكذا التخاطب مع إدارة أمن محافظة مارب لضبط الشخص المشتري للسيارات المسروقة من العصابة كمتهم من ضمن أفراد العصابة.. إلى جانب التخاطب مع الجهات الأمنية في بعض المحافظات والمناطق الأخرى التي منها أو يتواجد فيها متهمون مطلوبون من أفراد العصابة وطلب ضبطهم وإرسالهم حال ذلك لاستكمال الإجراءات معهم بشأن الجرائم المتهمين بها وإحالتهم مع رفقائهم المضبوطين لجهة الاختصاص.. ولقد تعاونت تلك الجهات واستجابة للتخاطب وتم ضبط بعض أفراد العصابة وإيصالهم للمركز لتكون هنا المحطة الأخيرة وتكون نهاية العصابة المجهولة ولكنها نهاية مخزية وهي نهاية طبيعية لكل طريق ضال ونسأل الله السلامة للجميع.